logo

logo

logo

logo

logo

القطر البحري

قطر بحري

Maritime towage - Remorquage maritime

القَطْر البحري

 

القَطْر البحري (tow) tug هو عملية تتولاها عائمة متخصصة أو غير متخصصة لسحب أو دفع أو إزاحة عائمة أخرى لمساعدتها أو تحريكها أو نقلها من مكان إلى آخر، ومن هنا جاءت تسمية زورق قاطر tug boat أو سفينة قاطرة.

لمحة تاريخية

القطر لغةً الجر والسحب وقد وجد منذ وجدت الخليقة، حين اضطر الإنسان إلى سحب فريسته بأساليب مختلفة، وتوصل إلى الاستفادة من خاصية العوم، فاستعان بجذوع الأشجار العائمة وجرّها من اليابسة على طول النهر، ثم غدت القوارب والزوارق [ر: القارب] وسيلة من وسائل الجر والقطر بقوة المجاذيف أو الشراع وبالمحركات.

وسائط القطر والغاية منه

تنوعت وسائط وأجهزة القطر مع تنوع الغاية منه، فالقطر ضمن الموانئ والمراسي يحتاج إلى وسائط صغيرة وقوية ومجهزة بروافع وملافيف هدروليكية وكهربائية، ومرفاع الزنجير anchor gear وملفاف رئيسي main brace (winches) ودعامات تثبيت byatt، وهي دعامات تثبت بقوة على هيكل السفينة لتربط بها وسيلة الجر سواءً أكانت حبلاً خاصاً كالحبل المجدول الليف cable-laid rope أم كبلاً من أسلاك معدنية [ر:الكبل، القلس] أم مختلطاً منهما أم زنجير المرساة anchor chain وبمساعدة وسائط وصل الحبال والزناجير بعضها مع بعض مثل قفل التوصيل ذي الشفة أو قفل التوصيل العادي أو القفل المخطاف أو البرام. ويتم سحب السفينة من مقدمها أو أحد جانبيها أو مؤخرتها لإبعادها عن الرصيف، أو دفعها من أي جهة لرصفها محاذية للرصيف. ولتخفيف الصدمة والاحتكاك نتيجة العطالة تجهز السفن والأرصفة بمعدات ومخمدات من ألياف أو مطاط قد تشتمل على نوابض داخلية أيضاً.

وهناك بعض السفن المجهزة تجهيزاً خاصاً في تصميمها ومعدة للإنقاذ والقطر ومساعدة السفن المنكوبة التي تحتاج إلى قطر أو سحب من على الصخور (وتسمى سفينة شاحطة)، وهناك قواطر خاصة المواعين المتعددة التي تنقل الحمولات من السفن الراسية بعيداً إلى الأرصفة وبالعكس، وكذلك لقطر بعض السفن أو المواعين من ميناء إلى آخر.

طرائق القطر

الشكل (1) القطر من المقدمة بالربط بزنجير المرساة

 

الشكل (2) القطر من مقدمة السفينة بالربط من الطرفين

 

الشكل (3) قاطرات من شكلين مختلفين

تعددت طرائق القطر حسب الحاجة والضرورة، وأسهلها قطر سفينة واحدة من مقدمتها في مكان مفتوح متسع، ويطبق عادة عند مساعدة السفينة على المراصفة، أو قطرها في ممر مائي، أو إدخال سفينة إلى الحوض، أو نقلها من مكان إلى آخر. وقد يلزم قطر أكثر من عائمة مقطورة بعضها بالتسلسل الطولي لنقل الحمولات أو ما شابه ذلك. أما إذا كانت مقدمة السفينة المقطورة معطوبة، أو لأسباب أخرى فيتم قطرها من الخلف، وفي هذه الحالة يكون الأمر أكثر تعقيداً وأقل تحكماً، فلا يمكن مساعدة القاطر بدفة السفينة المعطوبة. وفي بعض الأحيان قد يضطر إلى قطر السفينة من الجنب، حيث تربط إلى جانب القاطر ويسير بها وكأنهما سفينة واحدة. وقد تستدعي الضرورة قطر أكثر من ماعون، ولايسمح المكان بتشكيل قطار مواعين طويل، فيتم دفع مواعين عدة مقرونة بعضها إلى جانب بعض، وقد يكون من المناسب أحياناً شد وثاق سفينة من كل جانب من جانبي القاطر، ويسير بهما قدماً إلى المكان المقصود، أو يضمهما معاً أمام القاطر ويدفعهما أمامه (الأشكال 1، 2، 3).

عملية القطر وتجهيزاتها

القطر في البحر عملية معقدة وحساسة جداً، وأقلها تعقيداً القطر ضمن الموانئ والمراسي والممرات المائية، ويليه من حيث التعقيد والصعوبة القطر في البحر المفتوح الهادئ وصولاً إلى أعالي البحار والطقس السيئ. فالسفن لا تملك كوابح في الماء لتوقفها عند الضرورة، وخاصة السفن المقطورة، حيث تتابع سيرها من دون إمكانية التحكم الكامل بها بفعل العطالة، بما يسمى بحرياً «الشرود» كما أنها تتأثر باحتكاك بدنها بالماء، وبالتيارات المائية الطبيعية أو التي تسببها السفينة القاطرة أو غيرها، فتنحرف يميناً ويساراً، كما تتأثر بالرياح وشدتها؛ لأن المنشآت العلوية في السفينة المقطورة تفعل فعل الشراع. ويصعب كذلك ربط الكبول والزناجير والحبال ووسائل وصلها وربطها بالسفن. وفي هذه الحالات ترسل السفينة المعطلة قارباً يحمل حدّافاً (حبلاً رفيعاً يمكن قذفه باليد أو الصاروخ أو ببندقية ليصل طرفه إلى السفينة القاطرة)، ويكون طرفه الآخر موصولاً بحبل القطر أو كبل القطر أو الزنجير ليتم سحبه إلى السفينة القاطرة.

يتم توصيل الحبال والكبول بعضها إلى بعض بحسب الطول المناسب، مع مراعاة إمكانية الفك السريع عند الضرورة وعند الخطر. ينفذ القطر بسرعات بطيئة مع مراقبة التثبيت ومتانة الحبال وشدها جيداً.

زودت معظم السفن الحديثة بكبول (قلوس) معدنية للقطر مناسبة لحجم السفينة ووزنها، وحبال ليف ثخينة يتجاوز قطرها 15سم تستخدم مع الكبول في حالات القطر العادية والطقس الهادئ. أما في حال الطقس السيئ فيمكن الحصول على تجهيز أفضل بتوصيل الكبل (القلس) المعدني أو حبل القطر إلى زنجير السفينة المقطورة وبالطول الكافي، وقد يوضع بينهما أحياناً مخطاف مرساة ليصبح عمل المرساة أو الزنجير عمل نابض مخمد لامتصاص الشد الزائد المفاجئ في البحر.

قواعد منع المصادمة في البحر

نصت قواعد منع المصادمة في البحر بالتفصيل على جميع الحالات المحتملة التي تصادفها السفينة والطائرات المائية والأنوار التي تحملها للملاحة، وللأعمال البحرية المختلفة، وللأعطال والإعاقة، وكذلك الإشارات المختلفة التي تدل على وضعية السفينة في هذه الحالات، والأصوات التي يجب أن تصدرها في أحوال الرؤية السيئة، ومنها ما يخص القطر والسفن القاطرة ومنها ما يخص العائمة المقطورة. ومثال ذلك ما ورد في القواعد الدولية لمنع المصادقة في البحر »كل سفينة مسيرة آلياً تقطر أو تدفع سفينةً أخرى أو طائرةً مائية، عليها أن تحمل علاوة على نوريها الجانبيين - الأخضر والأحمر - نورين أبيضين موضوعين على خط رأسي أحدهما فوق الآخر، ويبعدان عن بعضهما مسافة لا تقل عن ستة أقدام (180سم)، وإذا تجاوز طول المسافة من مؤخرة السفينة القاطرة إلى مؤخرة آخر سفينة مقطورة 600قدم (18م) فيجب أن تحمل ثلاثة أنوار بيضاء في وضع رأسي الواحد فوق الآخر«.

«وأما إذا كان الوقت نهاراً فتحمل السفينة علامة سوداء على شكل مخروطين مشتركي القاعدة، ولهما صفات محددة، أما السفن المقطورة فيتوجب عليها حمل الأنوار الملاحية عدا البيضاء، ويسمح لها بنور صغير أبيض بدل نور المؤخرة، وكل سفينة مدفوعة ـ من الخلف ـ تضيء النور الأخضر والأحمر الملاحيين، وإذا كانت مجموعة سفن مدفوعة فتضيء النورين السابقين كأنها سفينة واحدة، وفي النهار إذا تجاوز طول القطر 600قدم ( 18م) يجب على السفينة المقطورة أن تحمل في أفضل مكان ظاهر علامة على شكل معين أسود ثابت يرى من كل الجهات ولا يقل قطره عن قدمين (60سم)».

«وفي حالات الرؤية السيئة ليلاً أو نهاراً، من ضباب أو غمام أو ثلج متساقط أو عاصفة مطرية أو أي حالات أخرى مماثلة، فيجب على السفينة القاطرة أن تطلق ثلاث صفرات متتابعة، أولاها طويلة والثانية والثالثة قصيرتان، وتكررها على فترات منتظمة لا تتجاوز كل منها دقيقة واحدة. أما السفينة أو السفن المقطورة، إذا كان فيها طاقم، فتطلق أربع صفرات متتابعة، أولاها طويلة والباقيات قصيرات، وتكررها كل دقيقة وبعد إشارة السفينة القاطرة«.

قتيبة الصفدي

 الموضوعات ذات الصلة:

 

السفن (أحواض بناء ـ) ـ القارب ـ الكبل.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- DONAL BAIRD, UNDER TOW: A History of Tugs and Towing (Vanwell Publishing 2004).

- SIMON RAINEY, The Law of Tug and Tow (Informa Pub; 2nd edition 2002).

- WALTER D, OSBORNE, Tug, Tow, and Barge (Van Nostrand Reinhold Co 1969).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الخامس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 460
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1097
الكل : 40519303
اليوم : 49118

التحليل الدالي

التحليل الدالي   التحليل الدالي functional analysis يُستعمل هذا التعبير للدلالة على فرع من فروع الرياضيّات، وهو توسيع وتعميم للتحليل الرياضيّ التقليدي، وذلك عن طريق تحويل المفاهيم، التي تبدو أساسيّة في مختلف أوجه هذا الأخير، إلى مفاهيم مجرّدة. فيضع المرء منظومة من المسلّمات، ثم يُثبتُ انطلاقاً منها مبرهنات تشمل المبرهنات التقليديّة حالاتٍ خاصّةً. وكثيراً ما يَظْهَرُ العديد من النتائج التقليديّة، وغيرها من النتائج التي لم تكن قد صيغت من قبلُ، حالاتٍ خاصّةً من مبرهنة مجرّدة واحدة. لعمليّة الانتقال إلى الصيغة المجرّدة هذه مفعولٌ توضيحي، ويتجلى في حذف العناصر الزائدة وإظهار العلاقات المستترة غير المتوقّعة، وهذا ما يؤدي عموماً إلى تعميق فهم النتائج السابقة وإلى تمهيد الطريق للتوصل إلى نتائج جديدة.
المزيد »