logo

logo

logo

logo

logo

فقدان الامتزاج

فقدان امتزاج

-- - --

فقدان الامتزاج

 

فقدان الامتزاج apomixie تكاثر جنسي من دون إلقاح، يحدث لدى بعض النباتات الراقية. إذ يتميز التكاثر الجنسي في النباتات البذرية بالاختزال الصبغي الذي يختصر فيه العدد الصبغي المضاعف (2ن) إلى (ن) وذلك بتشكل أعراس مذكرة في حبات الطلع، وأخرى مؤنثة في الكيس الجنيني ضمن البييضة. ثم يُعدل الإلقاح الاختزال الصبغي ويعيده إلى حاله الأصلية (ن + ن = 2ن). أما فقدان الامتزاج فإنه مجموعة من الظواهر الخلوية والوظيفية التي تمنع حدوث الإلقاح وتحفظ النوع، من أبرز هذه الظواهر : التكون البكري parthenogenese ويعني تكون الجنين من البويضة الكروية oosphere غير الملقحة، وفقدان الإلقاح apogamie ويعني تكون الجنين من خلية من الكيس الجنيني، وفقدان التبوغ aposporie ويعني تكون الجنين من خلايا النوسيل أي خلايا النسج المحيطة بالكيس الجنيني، وتسمى حينئذ الأجنة العرضية embryons adventifs.

التكون البكري

يمكن إحداث التكون البكري تجريبياً بتحريض انقسام البويضة الكروية بوساطة الأشعة السينية، أو رفع الحرارة، أو باستعمال محاليل غذائية عالية التركيز، أو باستعمال مواد كيمياوية مثل الخل، دون تدخل النطفة، وبالطريقة المماثلة لما يمكن إجراؤه في عالم الحيوان. بينما يتعذر حدوث التكون البكري (الممثل بنمو البويضة الكروية بعد الاختزال الصبغي) في الطبيعة، وفي عالم النبات.

ويمكن إثارة انقسام البويضة الكروية تجريبياً، بإدخال طلع نوع غريب في مبيض، يتعطل عمل صبغياتة لقلة تلاؤمها مع صبغيات البويضة الكروية ويتعطل الإلقاح. وقد أمكن الحصول على مثل الأمر بالتجريب بمصالبة الباذنجان الأسود الذكر بالباذنجان الأصفر الأنثى. كانت الأجنة التي تم الحصول عليها بهذه الطريقة فردانية الصيغة الصبغية (ن صبغي) من أصول عائدة إلي الأم، وبتكاثرها أعطت نباتات فردانية الصيغة الصبغية، عقيمة دوماً، محافظة على شكلها النظامي تقريباً. وبالمقابل إذا لم يحصل الاختزال الصبغي في أثناء تشكل الكيس الجنيني، تحتفظ البويضة الكروية بصبغياتها المضاعفة التي يتعذر إلقاحها وبذلك تنمو بالتكون البكري.

تقدم الطبيعة حالات تكون بكري عدة في عدد من الأنواع أبرزها: السارية ثنائية المسكن Antennaria dioica والخميلة الجردية Alchimilla alpina وأنواع الطرخشقون Taraxsacum sp. وأنواع الايريجيرون Erigeron sp. التي تعني لحية الشيخ، والهيراسيوم Hieracium sp التي تعني الصقر أو الباشق ووالتالكتروم Thalictrum sp. والدرابا الربيعية Draba verna والقراص المحرق Urtica urens والقنب المزروع Cannabis sativa وحشيشة الدينار Humulus lupulus والكريبيس Crepis (التي تعني الخفي).

فقدان الإلقاح

   
 
 

الشكل (1)

   

يجري فقدان الإلقاح عند ما يتعذر الإلقاح النظامي (بانعدام الاختزال الصبغي في بدء تشكل الكيس الجنيني). تعطي الأجنة القادرة على الحياة، بدون القاح، خلايا أخرى من الكيس الجنيني مضاعفة الصيغة الصبغية كالخليتين المساعدتين أو الخلايا المقابلة للقطب. تلاحظ هذه الحادثة في زنبق البيرنيه Lilium martagon والأولم الأمريكي Ulmus americana. وتجري حادثة عدم الاختزال الصبغي أحياناً في الأعضاء الذكرية، وتبقى فيها النطاف مضاعفة الصيغة الصبغية ويعطي الالقاح في هذه الحالة نباتات رباعية الصيغة الصبغية التي قلما تكتب لها الحياة.

 يتعذر حدوث التنصيف النظامي في حالات التهجين بين الأنواع لانعدام وجود القرائن النظامية في الطور الأول، وعندها يكون فقدان الإلقاح هو الطريقة النظامية في أجناس الورد والسارية والخميلة والبوتانتيا Potentilla (التي تعني القادرة).

فقدان التبوغ

توضع تحت اسم فقدان التبوغ جميع حالات التكاثر التي تعطي فيه خلية من النبات البوغي (2ن صبغي) بدون إلقاح جنيناً نظامياً مضاعف الصيغة الصبغية. فالنوسيل من النسج مضاعفة الصيغة الصبغية في مغلفات البذور التي تجري فيها حادثات فقدان التبوغ، وتكون فيها الأجنة عرضية أو نووية. توجد مثل هذه الحالات في الليمون البرتقالي C.aurantium والليمون ثلاثي الورق C.trifoliate.

وهكذا يتكاثر في أوربا، السيلوجين إليسي الورق Coelebogyne ilicifolia الأسترالي المنشأ من الفصيلة الفربيونية، بوساطة أصول أنثوية تشكل البذور المخصبة التي تتكون فيها الأجنة العرضية التكاثر بطريقة غير محدودة، بينما يجري التلقيح نظامياً في أستراليا حيث توجد الأصول الذكرية. تكثر حادثة فقدان التبوغ في أنواع الخميلة الراعية Alchimilla pastoralis (الشكل-1: أ - ب)

والأوبونسيا المبتذلة Opuntia vulgaris والفونكيا البيضية Funkia ovata والنوتوكوردون الفواح Nothocordum fragrans والأوفونيموس الأمريكي Evonymus americanus والثوم العطر Allium odorum التي تعطي أجنة عرضية نظامية أو فاقدة الإلقاح. ويعد فقدان التبوغ مرحلة انتقالية بين التكاثر الجنسي والتكاثر الإعاشي.

أنور الخطيب

مراجع للاستزادة:

- Strasburger Textbook of Botany (Longman, London and New York 1980).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الرابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 590
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 536
الكل : 29669654
اليوم : 49664

إيفالد (يوهانس-)

إيفالد (يوهانس ـ) (1743 ـ 1781)   يوهانس إيفالد Johannes Ewald شاعر وكاتب مسرحي دنماركي. ولد في كوبنهاغن وتوفي فيها. كان والده قسيساً. بدأ دراسة اللاهوت عام 1758، وقرأ في أثناء ذلك روايات فيلدنغ [ر] Fielding و ديفو[ر] Defoe فأثارت فيه روح المغامرة، وحاول تقليدهما حين كتب أول رواية دنماركية «غنفر الصغيرة» Little Gunver. ثم تطوع في صفوف المرتزقة وشارك في حرب السنوات السبع (1756- 1763) إلى جانب النمسة ضد بروسية طمعاً بالمجد والثروة، إلا أنه عاد منها عام 1760معتلاً خالي الوفاض ليجد خطيبته أريندسه Arendse التي خلدها في شعره قد تزوجت، فانغمس في حياة المجون بعض الوقت إلى أن أصيب بنوبة نقرس، فاعتزل الناس في الريف حتى عام 1771 حين عاد إلى كوبنهاغن وإلى المجون من جديد. كان للتناقض بين مُثل إيفالد الدينية وواقع حياته اليومية أكبر الأثر في نتاجه الشعري، إذ كتب قصائد تضج بغنائية بشرت آنذاك بظهور المدرسة الإبداعية (الرومانسية) في بلاده، وتعود القصيدة الدرامية «آدم وحواء» (1769) Adam and Eve إلى تلك المرحلة التي تعرّف في أثنائها  الشاعر والمسرحي الألماني فريدريش كلوبشتوك[ر] Friedrich  Klopstock الذي كان يعيش في كوبنهاغن منذ عام1751، ونتيجة احتكاكه به وتوجيهه له نحو التراث الاسكندنافي الغني كتب إيفالد المأساة التاريخية «رولف كراغه» (1771) Rolf Krage التي اقتبسها عن كتاب «أعمال الدنماركيين» للمؤرخ الدنماركي ساكسو Saxo (القرن13)، والمسرحية الشعرية «موت بالدر» (1773) The Death of Balder  المستقاة من الأساطير الاسكندنافية، وبالدر هو إله النور فيها. وكتب بعض المسرحيات الكوميدية مثل «العازبون» (1771) The Bachelors و«تصفيق حاد» (1771) Applause و«المهرج الوطني» (1772) The Patriotic Harlequin. غادر إيفالد  عام1773 كوبنهاغن إلى بلدة رُنْغستِد Rungsted حيث قضى عامين ليتعافى في دعة وهدوء، فانكب على الكتابة وأنجز ديوان «مسرات رنغستيد» The Joys of Rungsted،  وبدأ كذلك بتدوين مذكراته التي لم تنشر إلا بعد وفاته بمدة طويلة، عام 1804 وتحت عنوان «حياة وأفكار» Life and Opinions. ثم انتقل إلى بلدة هوملباك Humelback وعاد إلى الشراب. وخلال هذه السنوات سادت شعره نزعة دينية عميقة وجدت صداها في قصائد غنائية مثل التائب (1777) The Penitent و«أنشودة إلى الروح» (1777) Ode to the Soul . عاد إيفالد إلى كوبنهاغن عام 1777 حيث أمضى سنواته الأخيرة والمرض يقض مضجعه، إلا أنه كان ينعم ببعض الراحة والسعادة بفضل النجاح الذي حققته مؤلفاته الشعرية والمسرحية، ومنها المسرحية الغنائية «صيادو السمك» (1779) The Fishermen التي لا تزال تعرض حتى اليوم وكلمات النشيد الوطني الدنماركي وموسيقاه قد أخذت منها. يعد إيفالد المجدد والشاعر الغنائي الأول في الدنمارك. ويتسم شعره بميزات مرحلة ماقبل الإبداعية Preromanticism، ويتجلى فيه عمق الإحساس إضافة إلى تقيد الشاعر بالأنواع الشعرية الاتباعية (الكلاسيكية) مثل الأود[ر] Ode التي برع فيها، ويبدو تأثره فيها واضحاً بالأساطير الاسكندنافية.   نبيل اللو، طارق علوش    
المزيد »