logo

logo

logo

logo

logo

اللوجستية

لوجستيه

Logistics - Logistique

اللوجستيّة

 

يعود أصل كلمة اللوجستية logistics إلى الإغريقية logo؛ وتعني التفكير والفهم والحساب، وتعني logistikos التفكير المنطقي. ويقال: إن الأصل يعود إلى الفرنسية loger بمعنى تأمين الإقامة.

الشكل (1) مصفوفة كيرني اللوجستية T.A

Kerny Logistics Matrix

الشكل (2) السلسلة اللوجستية

أُدركت معظم الوظائف اللوجستية في مواقع إدارية عسكرية ومدنية مختلفة وفي عمليات التنظيم الصناعي؛ إلا أن التطور التاريخي لمفهوم اللوجستية أدى إلى إيجاد فوضى ذات طبيعة لغوية واصطلاحية ولا سيما عندما أخذت عمليات متماثلة أسماء مختلفة. لذلك يعدّ ترتيب الوظائف اللوجستية ودمجها في مصطلح شامل وواضح ومقبول من قبل الجميع أمراً معقداً. فقد أجريت دراسة في كلّ من الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا واليابان تمّ فيها عرض وظائف اللوجستية على شكل مصفوفة تدعى مصفوفة كيرني اللوجستية، واستخدمت أيضاً تعريفاً للوجستية (الشكل1). فعلى المحور الأفقي لهذه المصفوفة رتبت المراحل الصناعية التي يمر بها تيار المواد (تحضير المواد الأولية، الإنتاج والتصنيع، التوزيع والتسويق) وعلى المحور العمودي رتبت الأنظمة التطبيقية لتعاقب العمليات الفنية (خدمات، نقل، تخزين ومناولة، تخطيط، اتصالات وإدارة)، أما الوظائف اللوجستية الجزئية فتظهر على نقاط التقاطع داخل المصفوفة. فمثلاً تمثل نقطة تقاطع النقل مع عملية توزيع البضاعة أشهر الوظائف اللوجستية؛ والتي تعد نواة اللوجستية أو بذرتها.

عرَّفت الجمعية الأوربية للوجستية European Logistics Association (ELA) اللوجستية بمقتضى وظائفها بأنها تنظيم تيار المواد وتخطيطه ومراقبته وتنفيذه بدءاً من مرحلة شراء المواد الأولية أو توفيرها، ثم في مرحلة التصنيع والإنتاج فمرحلة التسويق والتوزيع إلى المستهلك النهائي، لإشباع متطلبات السوق أو الزبائن بأقل التكاليف وبأقل استخدام لرأس المال. وهنا لابد من الإشارة إلى عمليات التخزين خلال السلسلة اللوجستية لضمان انسيابية تيار المواد (الشكل2).

وهناك أيضاً تعاريف عديدة لتوضيح مفهوم اللوجستية وتوسيع نطاق عملها؛ ليشمل أيضاً مرحلة إعادة التصنيع recycling؛ أي إعادة تصنيع المواد المستهلكة بهدف الحفاظ على البيئة وتوفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية المحدودة. ويقول بعض الباحثين: إن اللوجستية لا تنحصر على نقل البضاعة والمواد؛ وإنما يمكن تطبيق مبادئها أيضاً على نقل الأشخاص والطاقة والمعلومات. ويمكن من ثمّ إيجاد عامل مشترك بين مجمل تعاريف اللوجستية وتعريفها بأنها:

النظام العلمي الذي يدرس جميع الأعمال الضرورية لتخطيط تيارات المواد والبشر والطاقة والمعلومات وتوجيهها وتنفيذها ومراقبتها ضمن أنظمة معينة بهدف الاستغلال الأمثل للزمان والمكان والطاقات. أي أنها التدبير، لأنه يشمل التخطيط والتنسيق والتنفيذ.

التطور التاريخي لمفهوم اللوجستية

يقال إن القيصر البيزنطي ليونتوس Leontos VI  السادس  (865-912) م استخدم مفهوم اللوجستية في الشؤون العسكرية [ر. الشؤون الإدارية (اللوجستية)]حينما كتب لقادة جيوشه: «إن الأمر مسألة لوجستية» قاصداً بذلك: أن يعسكر الجيش، وأن يسلح ويرتب وفقاً للغرض المطلوب منه، وأن توفر كافة احتياجاته في أوانها وبكمّ كاف؛ مع التحضير الدقيق والملائم للواقع لكل حركة من حركات الحملة العسكرية. وكذلك كتب القائد العسكري السويسري أنطوان هنري جوميني Antoine Henri Jomini في كتابه «مشروع فنّ الحرب» الذي صدر في باريس عام 1837م: «إن اللوجستية تعود إلى وظائف عسكرية تتعلق بكيفية إمداد الجيش بالمؤن والذخيرة والعتاد بشكل صحيح».

لـم يلق كتاب جوميني الفكري أي استقبال في أوربا، وإنما وجد اهتماماً بالغاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ترجم عمله إلى الإنكليزية عام 1862م وأدخل نظاماً لإمداد القوات العسكرية الأمريكية. وقد قادت أمور إمداد الوحدات العسكرية الأمريكية وتموينها إبان الحرب العالمية الثانية إلى تطوير الحلول الرياضية والهندسية في عمليات النقل، والمناولة، والتخزين، ولاسيما بعد التقدم الذي طرأ في مجالات بحوث العمليات والمعلوماتية والأتمتة. وبعد الحرب العالمية الثانية نقلت الخبرات المكتسبة هذه من المجال العسكري إلى المجال المدني في التجارة والصناعة. ففي الستينيات من القرن العشرين كان يفهم تحت مصطلح اللوجستية التوزيع الفيزيائي physical distribution للبضاعة من المنتجين إلى المستهلكين، وفي السبعينات كان يعبر بالدرجة الأولى عن الاستثمار الكامل لوسائل الإنتاج الصناعية واستغلالها على الوجه الأكمل. وفي هذه الأيام أثبت هذا المفهوم نفسه باطراد نظاماً اقتصادياً هندسياً لإدارة الإنتاج والخدمات بوساطة تطوير نظم إدارية جديدة، مثل الإنتاج المتزامن مع الطلب just- in- time production، وتكليف طرف ثالث بتنفيذ بعض المهام التي لا تؤثر في سياسة المؤسسة outsourcing بعد دراسة اتخاذ القرار إما التصنيع أو الشراء make or buy، وكذلك تحسين الجودة بوساطة تفعيل برامج إدارة الجودة الشاملة total quality management، ومحاربة أشكال الهدر وخفض التكاليف عن طريق الإنتاج المتسق lean production.

هذا وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مهام لوجستية صعبة تكمن في إيصال مواد الإغاثة إلى المناطق المنكوبة بالمجاعة، أو بالزلازل، أو بأمواج المد الزلزالي (تسونامي) [ر. موجات تسونامي].

مبادئ اللوجستية المعاصرة وأهدافها

يكمن مبدأ اللوجستية الأساسي في توفير:

1- المــادة الصحيحة «المطلوبة» (مادة خام، معادن، منتجات، خدمات).

2- بالكميـة الصحيحة.

3- بالجـودة والنوعيـة الصحيحة.

4- في الوقت الصحيـح.

5- في المكان الصحيـح.

6- وبأقـل التكاليـف (التكاليف الصحيحة) وهو ما يسميه بعضهم «الصحيحات الست» مع مراعاة الشروط الجانبية المتغيرة، والتأقلم معها بمرونة وسرعة مع الأخذ في الحسبان احتياجات الزبائن وتقلبات السوق. وهذا ما يجمع عليه جميع الباحثين والعاملين في هذه المجالات، وهو جوهر اللوجستية وثمرته، ويعدّه بعضهم وظيفة اللوجستية، وينطبق على مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والخدمية.

خصائص اللوجستية ومميزاتها

أ- استبدال النقل الفيزيائي للمنتجات بنقل المعلومات: يكمن الجديد في استخدام اللوجستية في التقليل من النقل الفيزيائي للمواد والاستعاضة عنه قدر الإمكان بنقل البيانات والمعلومات. إذ يوفر تيار المعلومات والبيانات الذي يسبق تيار المواد في مراحل الاستخراج والإنتاج والتسويق والنقل والتخزين متسعاً من الوقت لضمان عمليات التنسيق والتنظيم، ويمتلك هذا الوقت في كل مرحلة لاحقة من مراحل سير تيار المواد قيمة اقتصادية عالية لاستثمار طاقات وسائل الإنتاج والنقل والمناولة والتخزين واستغلالها وتخفيض الهدر وتحسين الجودة، وهذا يقتضي استخدام أنظمة اتصالات متقدمة ذات مواصفات عالية الجودة.

ب - استخدام تكنولوجيا متكاملة لتحقيق انسيابية سير المواد، تعتمد على الحاسوب- ذات استطاعة عالية- حيث يتم تسريع بناء الحلول اللوجستية عن طريق إدخال الحاسوب في عملية  التصنيع، والتصميم [ر:التصميم بمعونة الحاسوب، التصنيع بمعونة الحاسوب] والإنتاج بمساعدته CAD/CAM/CIM، واستخدام المكننة والأتمتة في عمليات النقل والمناولة والتخزين.

ج - النظرة الشمولية أو الاعتبار الكامل للنظام اللوجستي: تعد النظرة الشمولية بأنها تكامل للحلول الجزئية لكل العمليات اللوجستية في جميع مراحل سير المواد بدءاً من استخراج المواد الخام وتحضيرها، فالإنتاج، فالنقل، فالمناولة، فالتخزين، فالتسويق وانتهاءً بإعادة التصنيع، كما تساعد على تحرير الطاقات الكامنة، وتسهم في تحسين المردود الاقتصادي. ويجب التفكير في الحلول الجزئية تحت إطار معالجة المشروع إجمالاً، فقد يتطلب الأمر زيادة النفقات في إحدى مراحل سير المواد، ولكن زيادة النفقات الجزئية هذه تعود بمردود اقتصادي أعلى على كامل المشروع.

د - العبور السلس لنقاط الالتحام: نتيجة للنظرة الشمولية يظهر في السلسلة اللوجستية ما يسمى نقاط الالتحام أو نقاط الالتقاء، ويسمى المجال الذي يتم فيه تحويل المواد عند التقاء نظامين بهدفين مختلفين بنقطة التحام. تمثل نقاط الالتحام على الأغلب نقاط ضعف في سير المواد، ويجب تخطيها بأقل ضياع ممكن بسلاسة، ويجب أن تتم عمليات التحويل من نظام إلى آخر بفعّالية على المستويين المادي والمعلوماتي.

هـ - التنسيق والتكامل بين الأنظمة الفرعية أو الأقسام الجزئية التي تؤلف النظام اللوجستي الكلي من أجل استغلال ما يسمى الأثر المتزامن أو الأثر التبادلي synergy effect، الذي ينتج من الاعتبار الشامل، ولا يمكن الاستفادة من هذه المنفعة عند الاعتبار الجزئي، أو عندما تعمل عناصر النظام اللوجستي بمفردها، مثل الاشتراك في استخدام التكنولوجيا المتطورة.

5 - تصنيف الأنظمة اللوجستية

امتد مفهوم اللوجستية نظرياً وتطبيقياً على مختلف العمليات التي تحكم تدفق تيار المواد، وتطور استخدام اللوجستية وفلسفته العلمية في نواحٍ عدة، ويمكن تصنيف أنظمتها على النحو الآتي:

أ - الاعتبار المكاني:

- الأنظمة الماكروية أي على مستوى البلد والاقتصاد الوطني أو حتى على المستوى القاري.

-  الأنظمة المتوسطة، وتشمل كمية من المصانع المرتبطة بإنتاج سلعة ما أو سلع متعددة أو تسويقها.

-  الأنظمة الماكروية على مستوى المعمل أو المؤسسة الواحدة.

ب - الاعتبار الترتيبي:

-  وظائف تحضيرية لتحليل الأنظمة والعمليات اللوجستية وتخطيطها وإنشائها.

-  وظائف تنفيذية لتحقيق العمليات وتوجيهها ومراقبتها.

-  وظائف حساب نهائي للخدمات.

ج - الاعتبار الوظيفي:

اللوجستية في النقل والمناولة والتخزين والإنتاج والتوزيع والتسويق والتجارة والخدمات.

د - وفق ترتيب العمليات التي تتم على مدار سير المواد:

اللوجستية في استخراج المواد الخام أو تحضيرها والتصنيع والإنتاج والتخزين والنقل والتغليف والتوزيع وجلب قطع الغيار وإعادة التصنيع.

هـ - الاعتبار التنظيمي:

اللوجستية في المشروعات وتجمعات البناء وفي المستشفيات وأعمال الإغاثة، واللوجستية العسكرية [ر. الشؤون الإدارية (اللوجستية)].

أثر التكنولوجيا الحديثة في اللوجستية

أسهم التقدم الهائل في مجال الاتصالات والمواصلات والأتمتة والمعلوماتية في تحسين جوانب عدة من العمليات، منها:

- سرعة تيار المعلومات السابق والمرافق واللاحق لتيار المواد.

- إمكانية تعقب المواد المنقولة على طول مسار النقل.

- تصنيع حاويات بقياسات مختلفة لتسهيل عمليات الشحن والتفريغ والمناولة والنقل والتخزين.

- تطوير وسائل النقل والمناولة وعملياتها داخل المعامل.

- تعدد وسائل النقل، وتوسيع شبكة المواصلات والاتصالات.

- إنشاء أنظمة تخزين آلية متكاملة.

- تحسين جودة المنتجات والخدمات، وتقليل الهدر وخفض التكاليف.

ومن الأمور الرئيسة أن تتعرف كل مؤسسة إنتاجية أو خدمية مفهوم اللوجستية واستخدامه، وتكليف المختصين دراسة الواقع الآني للمؤسسة واستشارتهم في كيفية الانتقال من الواقع الراهن إلى الواقع المنشود لزيادة المردود الاقتصادي وتقليل النفقات وتحسين الجودة.

منير الدعاس

الموضوعات ذات الصلة:

الشؤون الإدارية (اللوجستية).

مراجع للاستزادة:

- DOUGLAS LAMBERT & R.S.JAMES American Management Association; 2nd edition (January 15, 2002).

- TOCK, LISA M. ELLRAM et al., Fundamentals of Logistics (McGraw-Hill/Irwin; 1st edition 1997).

- MARTIN CHRISTOPHER, Logistics and Supply Chain Management: Strategies for Reducing Cost and Improving Service (Financial Times Prentice Hall; 2 nd edition 1998).

- ANTHONY P. BARONE, PAUL R. MURPHY, DANIEL L. WARDLOW & DONALD F. WOOD, International Logistics (American Management Association; 2nd edition 2002).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 142
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 565
الكل : 29655835
اليوم : 35845

فرونيخوس

فرونيخوس   تقول الدراسات المسرحية الكلاسيكية بوجود كاتبين مسرحيين إغريقيين يحملان اسم فرونيخوس Phrynichos. عاش أولهما بين 540-470ق.م، وعاش الآخر في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد. وبما أنه لا توجد أي تفاصيل عن حياة أي منهما، فإن ما يرجح وجود كاتبين اثنين، على الرغم من تداخل المدة الزمنية لحياتيهما. والعرف المهيمن آنذاك على صعيد التأليف المسرحي هو أن يكون الكاتب إما مأساوياً (تراجيدياً) أو ملهاوياً (كوميدياً)، وقد كتب الأول في المأساة وشارك في مسابقاتها السنوية، وكذلك فعل الثاني ولكن في الملهاة فحسب.
المزيد »