logo

logo

logo

logo

logo

كاواباتا (ياسوناري-)

كاواباتا (ياسوناري)

Kawabata (Yasunari-) - Kawabata (Yasunari-)

كاواباتا (ياسوناري -)

(1899-1972)

 

   
 
   

ياسوناري كاواباتا Yasunari Kawabata، أول روائي ياباني حصل على جائزة نوبل للأدب عام 1968. ولد في مدينة أوساكا Osaka لعائلة ثرية ومثقفة ولأب طبيب مشهور، توفي فرباه جده لأمه الذي اعتنى به حتى بلغ السابعة، ثم توفي هو الآخر، وتوفيت بعد ذلك أخته الوحيدة. وقد تركت هذه الأزمات كبير الأثر في طفولته إذ ولّدت لديه الشعور بالفقدان والحرمان والأسى الذي لون كتاباته لاحقاً، وأُطلق عليه لقب «سيد الجنائز».

تلقى كاواباتا تعليمه في مدرسة حكومية، ثم انتقل إلى طوكيو عام 1917، وتابع دراسته في جامعتها الامبراطورية وتخرج فيها عام 1924. كان والكاتب يوكوميتسو ريتشي Yokomitsu Riichi من مؤسسي دورية «بونغَي جيداي» Bungei Jidai (العصر الفني) التي مثلت حركة الحداثة في اليابان، وخاصة حركة الأدباء الحسيين الجدد neo-sensualist، وشكلت نقداً للواقعية وتأثرت بالدادائية والتعبيرية والتكعيبية. انتقل بعد زواجه عام 1931 إلى كاماكورا Kamakura شمال طوكيو، وأمضى فترة من عمره في منشوريا. أصبح عام 1953 عضواً في أكاديمية الفنون والأدب، وعُيِّن بعدها رئيساً لنادي القلم في اليابان Pen Club، ومثّله في مؤتمرات عالمية عدة. حصل كاواباتا أيضاً على وسام غوته في فرنكفورت عام 1959، وجال عام 1960 في الولايات المتحدة حيث ألقى محاضرات في بعض الجامعات الأمريكية.

كانت بدايات كاواباتا في القصة القصيرة، وكانت أول قصصه «راقصة الإيزو»The Izu Dancer  عام (1926) التي تشبه سيرة ذاتية مختصرة عن قصة حبه لراقصة وفراقهما. وحققت روايته التي استغرق في كتابتها وتعديلها نحو اثني عشر عاماً، «بلد الثلج» The Snow Country عام (1984) نجاحاً كبيراً، وقد عززت سمعة كاواباتا واحداً من أفضل أدباء اليابان. تحكي الرواية قصة حب بين فتاة من الغيشا Geisha ورجل مفكر يبحث عن النقاء الروحي من خلال الحب. كتب بين عامي 1949-1954 «ألف غرنوق» Thousand Cranes التي تتحدث عن صراع شاب للتخلص من الشعور بالذنب تجاه أبيه، و«صوت الجبل»The Sound of the Mountain الحافلة بالرموز والصور وأحاسيس الخوف من الشيخوخة في قصة عائلية مؤثرة. وقد جسّد كاواباتا في جميع رواياته الأخرى البحث الدائم للإنسان عن معنى الحياة، وعن ملاذ له من المخاوف والوحدة وعن الخلاص الروحي من خلال الحب، في إطار شاعري مركزاً على جمال الطبيعة. ومن أهم رواياته الأخرى التي لاقت نجاحاً عالمياً كبيراً «البحيرة» The Lake عام (1955)، و«الجميلات النائمات» The Sleeping Beauty عام (1960)، و«العاصمة القديمة» The Old Capital عام (1962)، و«الجمال والحزن» Beauty and Sadness عام (1965).

كتب كاواباتا أيضاً أكثر من مئة وأربعين قصة قصيرة، كان يطلق عليها «قصص كف اليد» the palm of the hand لقصرها، إذ لا تتجاوز الواحدة ثلاث صفحات، جسّد فيها عمق العاطفة الإنسانية وسبر أغوار النفس البشرية. وكانت القصة القصيرة جداً الجنس الأدبي المفضل لديه، إذ وجد في المساحة المحدودة فيها ميزة مكنته من استخدام الغموض الذي برع فيه، ومن ترك العنان لخيال القارئ. وقد اقترب في أسلوبه هذا من الشعر، إذ تشبه كل قصة قصيدة شعرية في عمقها وكثافة رموزها وتركيزها. كان يكتب القصص الواحدة تلو الأخرى وكأن الواحدة تلهم الأخرى كما القصائد، فتأتي باندفاعات إبداعية مفاجئة وغزيرة. وما يميز قصصه القصيرة ليس فقط كثرة عددها، وإنما تنوع موضوعاتها وأسلوبها، فبعضها يمتاز بوحدة النص وتماسكه، وبعضها الآخر يأتي بصيغة مفككة كالحلم بأسلوب انطباعي. وتشكل هذه القصص بمجموعها مرآة كبيرة للحياة الإنسانية، وقد جمعت في مجلدات كثيرة، وترجمت إلى لغات عدة فحققت انتشاراً واسعاً بين القراء في الغرب. وكانت آخر هذه القصص القصيرة، قصة اختزلها عن روايته «بلد الثلج» بعنوان «لقطات من بلد الثلج» Gleanings of the Snow Country، التي شكلت تحولاً في أسلوب التأليف الذي كان يتبعه، إذ كان يستوحي رواياته الطويلة من فكرة بسيطة ويسهب ويتوسع فيها، بينما حدث العكس في قصته الأخيرة تلك.

انجذب كاواباتا في بداياته إلى الأسلوب السريالي ومن ثم الانطباعي في الأدب، ولهذا اعتمد على الغموض وإطلاق خيال القارئ ليصل إلى مغزى كتاباته التي تميزت بشاعرية سوداوية تقترب إلى حد بعيد من التراث الأدبي الياباني القديم، وخاصة شعر «الرينغا» linked verse) (Renga الذي انتشر في القرن الخامس عشر، ولكنه تحرر من الشكل، وانطلق بسلاسة متدفقة كما في «بلد الثلج».

تمثل روايات كاواباتا، من خلال شخصياته النسائية خاصة، جوهر الحياة والثقافة والفكر الياباني، وتقدّم مدرسة جديدة في الرواية والقصة وفي النثر التجريبي الحداثي في بلاده. كتب أيضاً مقالات عن اليابان وعن جمال طبيعتها، وبعض المقالات السياسية وسيناريوهات الأفلام. قضى منتحراً في تسوشي Zushi.

ريما الحكيم 

مراجع للاستزادة:

- J.RIMER, Modern Japanese Fiction and its Tradition (1978).

- UEDA MAKOTO, Modern Japanese Writers and the Nature of Literature (1976).

- V. C. GESSEL, Three Modern Novelists (1993).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 29
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 540
الكل : 29668352
اليوم : 48362

نوروز ـ نيروز

نوروز ـ نيروز   أولاً ـ معنى الكلمة  النوروز Norooz كلمة فارسيّة مركّبة من جزأين تعني اليوم الجديد، ومعرّبها (النيروز)، أطلقت على اليوم الأوّل من شهر فَرورْدين (اليوم الأوّل من السنة الشمسيّة الموافق لـ 21 آذار/مارس)، ويبدأ لحظة الاعتدال الربيعيّ ودخول الشمس في برج الحمل، وهو اليوم الذي تكون الأرض قد دارت فيه حول الشمس دورة كاملة، ثمّ تسـتقرّ على نقطة الصفر، وتبدأ دورانها من جديد، وهو نوعان: النوروز الصغير أو نوروز العامّة وهو ابتداء الربيع، والنوروز الكبير أو نوروز الخاصّة وهو اليوم السادس من شهر (فروردين).

المزيد »