logo

logo

logo

logo

logo

اللغم

لغم

Mine - Mine

اللغم

 

اللغم mine جهاز يحوي حشوة متفجرة، مصمم لتدمير الأشخاص أو الدبابات والمركبات أو السفن، يزرع  على سطح الأرض أو في باطنها، أو طافياً  على سطح البحر أو مغموراً في مياهه، ويؤثر تأثيراً مباشراً بناتج انفجاره، أو غير مباشر بالشظايا أو الموجة المصادمة.

واللَغم لغةً هو النَقْب أي الحفر تحت الأرض لإنشاء ممر مستور أو هدم سور. وكان العاملون في هذا المجال يسمون النقابين، ويتسلحون بالمعاول إلى جانب سلاحهم الفردي ويقتربون من الحصن تحت وقاء من الخشب المغلف بالجلد يسمى الضَّبْر.

لمحة تاريخية

عرفت أعمال النقب أو اللغم منذ وجدت الحصون، والتقنية المتبعة فيها، حفر ثغرات أو أنفاق أو فجوات في السور أو تحته وحشوها بمواد حارقة شديدة لهدمه أو فتح ثغرة فيه.

ومع ظهور البارود في القرن الرابع عشر الميلادي، استُخدمت المواد المتفجرة في عمليات اللَّغْم، وصارت كلمة اللَّغْم مصطلحاً جديداً فغدت جهازاً على نحو ما جاء في التعريف، ولم تبتكر الألغام المضادة للأشخاص إلا في نهاية القرن التاسع عشر، واستخدمت بكثافة في ميادين الحرب العالمية الأولى وخصوصاً في المعارك التي عُرفت بحرب الخنادق، ثم تبعتها الألغام المضادة  للدبابات إثر ظهور الدبابة في عام 1916.

استخدمت الألغام بمفهومها العام في المعارك البحرية منذ عام 1585م، على شكل عوامات متفجرة، من قبل الهولنديين في مواجهة الأسطول الإسباني في خليج آنفرس Antvers، واستخدمها البريطانيون على شكل مفرقعات طافية في عام 1628م في مواجهة السفن الفرنسية في المحيط الأطلسي قبالة مدينة لاروشيل La Rochelle. وفي عام 1776م توصل المخترع  الأمريكي هوراس بوشنيل Horace Bushnell إلى ابتكار آلية تفجير بدائية إبان حرب الاستقلال على شكل سلحفاة عائمة الغاية منها تدمير السفن البريطانية. غير أن الألغام البحرية بمفهومها الحديث لم تظهر إلا في منتصف  القرن التاسع عشر. وقد ازدادت تطوراً مع نشوب الحرب العالمية الأولى، فأخذت تزرع بالسفن الزارعة للألغام mine layers أو تسقط من الجو. وسُمّي اللغم البحري في البدء نسيفة Torpedo، إلا أن هذا المصطلح تبدل إلى لغم بعد ظهور النسيفة الموجهة (الطوربيد الموجه).

الشكل (1) لغم م/د

تقسم الألغام إلى أنواع عدة هي:

1ـ الألغام البرية

يمكن أن تكون الألغام البرية غير موجهة، تعمل بمجرد أن يطأها الإنسان أو المركبة، وموجهة يمكن تحويلها من وضعية «الأمان» إلى وضعية «القتال» بإشارة لاسلكية من المسؤول عن حقل الألغام، حيث تسمح في الوضعية الأولى بمرور القوات الصديقة من دون أن تنفجر. وتقسم الألغام البرية بدورها إلى:

ـ ألغام مضادة للدبابات antitank mine  ومن أنواعها: اللغم العادي، واللغم ذو المفعول التأخيري delayed action، ويستخدم لتدمير الدبابة الكاسحة للألغام.

ـ الألغام المضادة للأشخاص antipersonnel mines ، ومنها الألغام القابلة للكشف أو غير القابلة للكشف، والألغام المفخخة والألغام الوثَّابة A.P.bounding mines التي ترتفع عند انفجارها متراً أو أكثر.

ـ ألغام الإشارة signal mines وتكون محشوة بمادة مضيئة عادية أو ملونة.

ـ الألغام الخاصة mines special ومن أنواعها اللغم الكيمياوي gaz chemical mine والألغام الحارقة (النابالم) napalm mines المضاد للأشخاص [ر. قاذفات اللهب] وغيرها.

ـ الفخاخ المتفجرة booly -traps وتُصنع على هيئة ألعاب أو أقلام أو علب مأكولات أو علب سجائر أو أدوات موسيقية.

 
(الشكل 2-أ) نموذج لغم وثاب   (الشكل 2- ب)

2ـ الألغام البحرية

هي ألغام تستعمل لتدمير سفن السطح والغواصات المعادية وعرقلة إبحارها، وتكون إما طافية على سطح  الماء أو معلقة على عمق معين أو راسية على القعر، بمرساة أو حرة.

تقسم الألغام البحرية بحسب طريقة عمل صماماتها الصاعقة detonating fuzes إلى ألغام صوتية acoustic M.. تعمل بالصوت hydrophone، وألغام طرقية contact M.. تعمل عند تماسها بجسم المركب، وألغام مغنطيسية magnetic M.. وألغام هدروديناميكية hydrodynamic M. تعمل عند تغير الضغط في الماء.

(الشكل 3- أ) صاعق لغم

أقسام اللغم وآلية عمله:

يتألف اللغم على وجه العموم من عبوة case معدنية أو لدائنية أو خشبية تحوي حشوة من مادة متفجرة explosive charge، وصمامة تفجير fuze تناسب اللغم، ومادة معززة وسيطة booster تساعد على انفجار الطعم الصاعق detonator cap وتتنوع صمامات الألغام وصواعقها في تقاناتها وطريقة عملها.

يبدأ سير عمل اللغم من الصمامة التي يختلف مبدأ عملها من صمامة إلى أخرى، فهي إما طرقية contact fuze تعمل بالصدمة أو موقوتة time - fuze، أو غير طرقية أو مختلطة، ويبدأ عملها بمجرد تطبيق حمل عليها، أو رفع الحمل عنها، أو عند التقاطها ذبذبات صوتية أو نبضات  كهرمغنطيسية، فتتحرر إبرتها وتضرب الصاعق أو الطعم، أو تعمل أملاح معينة فيها على توليد طاقة كهربائية فتؤثر في الطعم المشعل، الذي يقوم بدوره بإشعال بارود الصمامة، أو صعق الصاعق والمادة الوسيطة، فتنفجر الحشوة سواء أكانت الحشوة عادية أم جوفاء hollow charge أو الطبقية layer charge. وتجدر الإشارة إلى أن التقانة الحديثة قد فتحت الباب لسيل من الابتكارات في هذا المجال.

(الشكل 3- ب) أقسام اللغم

طرائق زرع الألغام

تؤكد خبرة الحروب أن زرع الألغام جزء من تدابير معاكسة للمناورة أو الحركة، ويمكن عدّ حقول الألغام من الإسهامات الهندسية الأكثر فتكاً في المعركة، بيد أنها لا تكون فعالة، إلا إذا غُطيت بوسائط الدعم الناري. كما أن استخدام الألغام البرية يتطلب تعاوناً وثيقاً بين وحدات المدرعات والمشاة وسلاح المهندسين ومعرفة وثيقة بمواصفاتها.

تختلف طرائق زرع الألغام والأفخاخ بحسب نوعها، ونوع النشاط القتالي. ففي الدفاع تزرع الألغام البرية يدوياً مطمورةً على الحد الأمامي وحول نقاط الاستناد وعلى الجوانب والاتجاهات المهددة وغير ذلك. وفي حالات القتال المتحركة كما في الهجوم والهجوم المعاكس والدفاع المتحرك تبعثر الألغام مكشوفةً باستخدام زارعات الألغام المقطورة أو المحمولة على الحوامات، وذلك لحماية الجوانب والاتجاهات المهددة، ومرابض المدفعية والصواريخ وقوات الدفاع الجوي، وقطع طرق الإمداد على العدو وكذلك الأمر عند الانتقال إلى الدفاع العاجل.

وفي جميع الحالات تزرع الألغام وفق خطة المعركة وخطة التأمين الهندسي، مع أخذ طبيعة الأرض والعوائق الطبيعية في الحسبان، بهدف عرقلة مناورة «العدو» وتوفير الإمكانات لمناورة «الصديق».

تزرع الألغام البحرية عادة لعرقلة الملاحة البحرية للعدو، والحد من مناورة سفن السطح والغواصات المعادية، وإغلاق الممرات البحرية المهمة، وحماية الموانئ والقواعد البحرية، وذلك بالتناسق مع الحواجز البحرية الأخرى كالشباك والعوائق الطبيعية.

تزايد استخدام الألغام البحرية إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها، إثر توافر إمكانات كبيرة لزرعها بالطائرات ثم الحوامات، إلى جانب السفن المتخصصة بزرعها.

(الشكل 4) نزع الألغام بكاشط يدوي

طرائق نزع الألغام وفتح الثغرات في حقول الألغام

يتطلب القتال الهجومي بطابعه المتحرك، الكشف عن حقول ألغام العدو وفتح الثغرات فيها أو تفجيرها وفق فكرة المعركة. وتفتح الثغرات عادة بمعدل ثغرة واحدة لكل فصيلة دبابات. وعلى الرغم من أن كاشف الألغام اليدوي mine detector (الشكل4) مازال مستعملاً بعد تطويره فهو يعمل على مبدأ الذبذبات الكهرمغنطيسية، التي تدل على وجود اللغم المطمور، ويتألف من رأس باحث وسماعات رأس. إلى جانب  استخدام الروبوتات robot عند الضرورة في اكتشاف الألغام وإزالتها، وقد تستخدم وسائط أكثر نجاعة في اقتحام حقول ألغام  العدو، منها:

ـ الحشوة المتطاولة long charge التي تُدفع عبر حقل الألغام بمجموعة بكرات وملفات، أو تجر بدبابة. وقد حلت مكانها أخيراً الحشوة المتطاولة الصاروخية المسماة بالأفعوان العملاق giant viper ، وهي تقذف صاروخياً عبر حقل الألغام  المشتبه به، ويؤدي انفجارها العنيف  إلى تفجير الألغام أو تطايرها وتعطيلها، وبالتالي إلى تنظيف اتجاه العمل، مما يفتح ممراً بطول 200م وعرض 8 م.

ـ كاسحة الألغام mine exploder وهي مجموعة من طلم (مفردها طُلمة) كسح تدفعها دبابة مخصصة لفتح ثغرة في حقل ألغام العدو. ويزرع العدو عادة ألغاماً تأخيرية مضادة للدبابات بين بقية الألغام، فلا تنفجر تحت طلم الكسح بل يتأخر انفجارها إلى أن تصبح الدبابة الدافعة فوقها مباشرة. (الشكل5).

(الشكل 5) كاسحة ألغام

ويمكن للدبابة الكاسحة أن تقطر حشوة متطاولة لتفجيرها بعد اجتياز الحقل من أجل تعريض الثغرة.

ـ قذائف المدفعية وقنابل الطائرات، ولا سيما القنبلة الارتجاجية fuel -air bomb التي تستخدم بصورة استثنائية لتفجير حقول الألغام.

ـ السفن الكاسحة للألغام في البحر.

وحدات النقابين

وحدات النقابين هي وحدات تأمين قتالي تتبع سلاح المهندسين، وتتخصص بزرع الألغام ونزعها. وتدخل في ملاك التشكيلات والجحافل من القوات المشتركة أو في قوام احتياطات القيادة العامة أو الفيلق.

أخطار الألغام وما يترتب عليها من كوارث

توثَّق حقول الألغام وأماكن زرعها بخرائط تبرز إحداثيات بدقة، تحسباً من انتفاء الحاجة إليها أو تتحول إلى حواجزَ تعرقل مناورة القوات الصديقة وتجعلها تحت رحمة العدو، أو تُترك مهملة بعد انتهاء الحرب فتشكل خطراً ليس على المقاتلين فحسب بل على المدنيين أيضاً.

وتعّد الألغام المزروعة (المتروكة من دون خرائط) من مخلفات الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية والحرب الڤييتنامية والحروب العربية الإسرائيلية بمئات الألوف، وهي أكثر من أن تحصى، وضحاياها من المدنيين الباقين على قيد الحياة في كل مكان بأطرافهم المبتورة وعاهاتهم الدائمة، ناهيك عمن قضى نحبه.

وقد عقدت اتفاقيات عديدة بين الدول للمسارعة إلى تحديد مواقع حقول الألغام المتروكة وإزالتها، وإلى المناداة بخطر استخدام الألغام المضادة للأشخاص مستقبلاً في أي أعمال قتالية، إضافة إلى تشكيل العديد من الجمعيات الإنسانية لتقديم العون إلى المتضررين.

هاني صوفي

الموضوعات ذات الصلة:

المتفجرات.

مراجع للاستزادة:

 - GEORGES BLOND, Histoire Mondiale des Guerres (Paris 1965).

- La Deuxième Guerre Mondiale  sous la Direction du Général André Beaufre (Librairie Jules Tallandier, Paris 1966).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 70
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 531
الكل : 31249896
اليوم : 75053

غادّا (كارلو إميليو)

غادّا (كارلو إميليو ـ) (1893ـ 1973)   كارلو إميليو غادّا Carlo Emilio Gadda كاتب إيطالي يُعد من أشهر كتاب النثر في الأدب الإيطالي، وأكثرهم أصالة في القرن العشرين. بدأ حياته في ميلانو، مسقط رأسه، في كنف أسرة برجوازية، وحصل على شهادة الهندسة الكهربائية وزاول المهنة على نحوٍ غير منتظم حتى عام 1937. تطوع في الحرب العالمية الأولى، وكان يأمل أن تحقق الحرب أسمى التطلعات ولكن سرعان ما صدم بما خلّفته من حطام بشري ومادي. وصف حياته العسكرية والفترة التي قضاها في سجن راشتات Rastatt في ألمانيا في يومياته التي بدأها عام 1915 وصدرت عام 1955 تحت عنوان «يوميات عن الحرب والأسر» Giornale di guerra e di prigionia.
المزيد »