logo

logo

logo

logo

logo

كلاهاري (صحراء-)

كلاهاري (صحراء)

Kalahari desert - Désert Kalahari

كلاهاري (صحراء ـ)

 

كلاهاري Kalahari صحراء مدارية شاسعة في الجنوب الإفريقي، ممتدة بين خطي عرض 18 ْ- 28 ْ جنوب خط الاستواء، وبين خطي طول 19 ْ- 27 ْ شرق غرينتش، ويكاد أن يمر مدار الجدي في منتصفها. وهي تشغل مساحة تقارب من نصف مليون كم2، حيث تغطي معظم أجزاء بتسوانا، والنصف الشرقي من ناميبيا، والأطراف الشمالية من جنوب إفريقيا. وفي عام 1849 عبر دافيد ليفينغستون David Livingstone ووليام أوزويل W.Oswell كلاهاري بغية اكتشاف بحيرة نغامي Ngami.

 

الجغرافية الطبيعية

تشغل صحراء كلاهاري هضبة شبه حوضية مرتفعة نسبياً، يبلغ متوسط ارتفاعها بين 1000ـ 1500م، ويحتل منخفض ماكاديكادي الملحي Makgadikgadi Pan أخفض منطقة فيها، وذلك في جزئها الشمالي الشرقي، حيث ينخفض إلى 950م فوق مستوى سطح البحر تقريباً، وإلى دون ذلك في الأراضي المحيطة به. ومع أن الجبال تحيط بصحراء كلاهاري من الغرب والشرق والجنوب وتتدرج ارتفاعاً نحو الشمال؛ إلا أن الجبال الواقعة في الغرب ـ وإن كانت تفصل بين صحراء ناميبيا الساحلية وصحراء كلاهاري الداخلية القارية ـ فهي ذات صفات صحراوية.

صحراء كلاهاري: كثيب رملي

المناخ في صحراء كلاهاري مداري وشبه مداري جاف حار صيفاً، معتدل الحرارة مائل إلى الدفء شتاء، ويراوح متوسط درجة الحرارة في أبرد شهور السنة (تموز/يوليو) فيها بين 12 ْ -20 ْ، ومتوسط حرارة أحر الشهور (كانون الثاني/يناير) بين 20 ْ-30 ْ، ويمكن لدرجة الحرارة الصغرى في فصل الشتاء أن تنخفض إلى درجة التجمد وما دون. كما أن درجة الحرارة العظمى صيفاً يمكنها أن تصل إلى أكثر من 45 ْ، ولا يزيد معدل الأمطار السنوية على 250مم، ليتدنى في الأجزاء المركزية من الصحراء في أواسط بوتسوانا إلى أقل من 50مم. وفي حين تهطل الأمطار القليلة صيفاً في الجزء الشمالي على هيئة أمطار حملانية من نموذج الأمطار المدارية القارية، فإن الأجزاء الجنوبية من صحراء كلاهاري تهطل أمطارها شتاء، أمطاراً جبهية متوسطية. كما أنه في معظم نصف السنة الشتوي الجنوبي يسود الصحراء ضغط جوي مرتفع شبه مداري يترافق بجفاف، ولكن في الصيف يسود منخفض حراري، يعمل على جذب الرياح الشرقية من الضغط المرتفع شبه المداري فوق المحيط الهندي الجنوبي، غير أن تلك الرياح تتجه نحو صحراء كلاهاري هابطة (جافة) لا تؤدي إلى أي هطل.

تتعدد المجاري المائية الدائمة والبحيرات وغيرها في مساحات شاسعة من الصحراء التي تغطيها رمال حمراء ومئات من الكثبان الرملية. وجلَّ ما فيها بعض المنخفضات التي تمتلئ بمياه الأمطار لتجد فيها قبائل البوشمن ما يسد ظمأهم ويروي قطعان حيواناتهم (ماشيتهم). وينتشر في الصحراء أيضاً عدد من الأودية السيلية، كما أن نهر أوكافانغو Okavango في الشمال ينتهي في منخفض مابابي Mababe مشكِّلاً مستنقعات عدة تُعرف بمستنقعات أوكافانغو.

تعدُّ صحراء كلاهاري إحدى مناطق الحياة الفطرية في إفريقيا، وتشمل الحيوانات البرية التي تعيش في هذه المنطقة الضباع البنيّة والأُسود ، وأنواعاً عدة من الظباء، وأنواعاً كثيرة من الطيور والزواحف.

الجغرافيا البشرية والنشاط البشري

تعد قبائل البوشمن الإفريقية، أول من استوطن صحراء كلاهاري، ومازال أفرادها يجوبون أرجاءها مع قطعان ماشيتهم. وقد أصبحت براعتهم في العيش وقدرتهم على التلاؤم مع الظروف القاسية في كلاهاري أسطورة. وإذا كان بعض البوشمن قد خرج عن نطاق الحياة التقليدية في الصحراء باستقراره وعمله في المناجم وسواها، إلا أن بعض الآخر مازال يعتمد في حياته على تربية الأغنام التي بلغ عددها إلى أكثر من 1.5 مليون رأس، تربى في الأجزاء الهامشية من الصحراء، حيث يوجد عدد من التجمعات البشرية، منها: تشاني Tshane، تسواني Tswane، غانزي Ghanzi، ليهوتوتو Lehututu، كالكفونتين Kalfontein، ويندهوك Windhoek.

تهدد الحضارة الحديثة الموارد الطبيعية والحياة التقليدية في كلاهاري، إذ اكتشفت شركات التعدين رواسب طبيعية كبيرة من الفحم الحجري والنحاس والنيكل في المنطقة. علاوة على ذلك، فإن أكبر مناجم الألماس في العالم توجد في منطقة أورايا في منخفض ماكاديكادي.

علي موسى

مراجع للاستزادة:

ـ شاهر جمال آغا، المناطق الجافة والتصحر (جامعة دمشق، 1997).

- Webster’s New Geography Dictionary (G & C Merriam Co, Springfield 1997).

- H.R.JARRETT, Africa (London 1976).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 306
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1730
الكل : 52767966
اليوم : 22254

غروفيوس (أندرياس-)

غروفيوس (أندرياس ـ) (1616ـ 1664)   أندرياس غروفيوس Andreas Gryphius شاعر وكاتب مسرحي ألماني، ولد في بلدة غلوغاو Glogau (في بولونيا اليوم) وتوفي فيها. ألقت المعاناة الإنسانية وبؤس حرب الثلاثين عاماً بظلالها على حياته فعاش طفولة تعيسة وذاق مرارة اليتم، مما جعله متشائماً. عمل أول الأمر معلماً خاصاً ثم مرشداً للنبلاء الشباب في جامعة لايدن Leyden في هولندا حيث درس عام 1638، وبعد عام واحد صار أستاذاً فيها. رحل عام 1644 إلى باريس، وفي العام التالي غادرها إلى إيطاليا. وفي عام 1646 أقام في مدينة شتراسبورغ Strassburg، ثم عمل أخيراً بعد عودته 1647 حتى وفاته وكيلاً قانونياً Syndikus للهيئات البروتستنتية في إمارة غلوغا التي كان يمثل مصالحها تجاه الحكم الاستبدادي الكاثوليكي لعائلة هابسبورغ Habsburg الحاكمة في الامبراطورية النمساوية.
المزيد »