logo

logo

logo

logo

logo

المهنية (التربية-)

مهنيه (تربيه)

Vocational education - Education professionnelle

المهنية (التربية ـ)

 

التربية المهنية vocational education جانب مهم من النظام التربوي يعنى بتزويد المتعلمين بالمعارف والخبرات النظرية والتطبيقية التي تركز على العمل اليدوي وعلى التكنولوجيا وتطبيقاتها. وتهدف إلى إبراز دور العمل قيمةً اقتصادية واجتماعية وأخلاقية وثقافية ووطنية. وتعدّ خطوة تمهيدية لتكوين الاتجاهات الإيجابية نحو التعليم الفني والتقني، وهي تؤهل المتعلم للتعايش مع مدرسته ومجتمعه بطريقة سليمة، وتوجهه إلى ممارسة الأعمال والأنشطة المناسبة لميوله وقدراته المهنية، وتساعده على اختيار مهنة المستقبل؛ ونوع التعليم الذي يناسبه.

 تمثّل التربية المهنية الجانب المهني والتقني في مرحلة التعليم الأساسي، وهي موجهة للمتعلمين تربيةً ثقافية ومهنية عامة تكوّن جزءاً من منهاجهم الدراسي العام، وتسهم في إعدادهم للحياة والمواطنة، وليس بقصد إعدادهم إعداداً مباشراً لمزاولة المهن اليدوية. وتحدد اليونسكو UNESCO (المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم) وظيفة التربية المهنية بتوسيع آفاق التعليم وجعله مدخلاً إلى عالم العمل والتكنولوجيا، وتوجيه الدارسين إلى التعليم الفني والتقني؛ ومساعدة المتسربين من التعليم على امتلاك الصلاحية والاستعداد للالتحاق بعمل نافع.

ولابد هنا من التمييز بين التربية المهنية وبين التدريب المهني vocational training والتعليم الفني technological education والتعليم التقني technical education.

تنطوي التربية المهنية على إدخال التعليم اليدوي والتقني في مدارس التعليم العام؛ الأمر الذي يعيد للمدرسة دورها التربوي في تنمية إمكانات الناشئة؛ مما يسهم في إعداد المتعلمين للتكيف مع البيئة الاقتصادية/الاجتماعية التي يعيشون فيها، وينسجم هذا الاتجاه مع تيار (التربية بالعمل) الذي يرى أن على المدرسة الاهتمام بتوسيع الخبرات والمهارات لدى المتعلمين.

تعالج التربية المهنية ضعف الثقافة المهنية لدى المتعلمين؛ وهم على أبواب الاختيار في نهاية مرحلة التعليم الأساسي، كما تعالج ضعفهم في توصيف المهن المختلفة، وما تتطلبه كل مهنة من قدرات ومهارات، وتبصّرهم بنوع التعليم الذي يحقق هذه القدرات والمهارات؛ الأمر الذي يسهّل عليهم تحديد ميولهم على نحو واضح، ويجنبهم من ثمّ الوقوع في خطأ اختيار المهنة التي تلائمهم.

إن الربط بين التربية المهنية والثقافة النظرية في إطار التربية الحديثة ضرورة نمائية أوضحها ديوي[ر] Dewey، وذلك بوساطة تكييف كل مرحلة تعليمية مع المستوى العقلي للمتعلم، ويترتب على ذلك مسألة الإحاطة بالاهتمامات المادية والعملية (التقنية - اليدوية - الفنية) في صلب الدراسة الابتدائية أو الأساسية؛ مما يولّد عنده الرغبة في الأداء العملي الذي يفضي إلى أدائه عملاً منتجاً في المستقبل.

تشجع التربية المهنية المتعلمين على التوجه للاشتغال بالمهن اليدوية؛ الأمر الذي يبدد النظرة الاجتماعية الدونية الخاطئة - السائدة في بعض المجتمعات - تجاه العمل اليدوي، ويرفع من مكانته، ويخلق اتجاهات إيجابية نحوه.

أهداف التربية المهنية ومناهجها:

تتعدد أهداف التربية المهنية، ومن أهمها:

- تلبية احتياجات الأفراد بتوفير معلومات عن مجالات مهنية متنوعة، تشبع طموحاتهم وميولهم، وتهيئ لهم فرص الاختيار الأفضل بما يتناسب مع استعداداتهم وإمكاناتهم الشخصية؛ الأمر الذي يمكنهم من مواجهة متطلبات الحياة بنجاح.

- تسهيل انتقال الناشئة من الحياة المدرسية - في حال التسرب - إلى مزاولة مهنة ما في سوق العمل، أو الالتحاق بأحد مراكز التدريب المهني.

- تنمية حب العمل في نفوس الناشئة، وهم يمارسون بعض الأعمال اليدوية والتطبيقية التي قد يكون لها أحياناً طابع اقتصادي.

- تمكين المتعلمين من استكشاف العلاقة التكاملية بين المواد والمقررات التعليمية والجوانب التكنولوجية المرتبطة بها، بوساطة التطبيقات العملية.

- مساعدة المتعلم على التفكير بأسلوب علمي منظم مبني على الملاحظة والتجريب.

- إدراك أهمية السلامة المهنية وتطبيقاتها في أثناء العمل باستخدام الأجهزة والمعدات.

أما مناهج التربية المهنية في التعليم الأساسي فلها ثلاثة أنماط شائعة يمكن اعتماد أحدها لتقديم التربية المهنية؛ وهي: النمط المستقل؛ حيث تقدم التربية المهنية مساقاً مستقلاً عن المقررات الدراسية، والنمط التكاملي؛ وفيه تتحقق أهداف التربية المهنية بوساطة المواد الدراسية المقررة ولاسيما الجوانب التطبيقية فيها. ونمط الأنشطة اللاصفية؛ وفيه تنفّذ التربية المهنية بوساطة مجموعة من الأنشطة المدرسية في حديقة المدرسة وقاعاتها ومخابرها وخارج المدرسة في الزيارات والرحلات وبالتعاون مع الورشات المحلية.

الأنشطة التطبيقية للتربية المهنية:

وتشمل الأنشطة اليدوية الفنية والحرفية والتقنية، ومعظمها ذو طابع تدريبي وتثقيفي وجمالي أكثر منه وظيفياً، وهي تتوزع بين المجالات التقليدية والمجالات الحديثة.

  ومن الأنشطة التطبيقية للتربية المهنية: تشكيل المواد القابلة للشغل بالقطع والقصّ واللصق وغيرها كالجلد والقصب والمنسوجات والورق المقوى، والخياطة بما فيها من تفصيل وقصّ، وكذلك حياكة الصوف، والزراعة بما فيها زراعة النباتات والأزهار والأشجار وقطف الثمار وإنتاج الأشتال وتصنيع المربيات والألبان، والأعمال المنزلية بما فيها من التنظيف والصيانة وإعداد الأطعمة والمشروبات وعمل العرائس والدمى وتوفير السلامة المنزلية، وأعمال الميكانيك والكهرباء والإلكترون، والإسعافات الأولية بما فيها التمريض وسلامة استخدام الأدوية، والتوعية المرورية وغيرها كثير من الأعمال والأنشطة التطبيقية.

خالد طه الأحمد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التأهيل والتدريب المهني ـ التربية (علم ـ) ـ التعليم الأساسي والإلزامي.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ خالد الأحمد وجورج قسيس، التربية المهنية (منشورات جامعة دمشق، دمشق 2005).

ـ منذر واصف المصري، التعليم المهني - قضايا ونماذج (مكتب العمل العربي، طرابلس 1993).

- RAY-D & RUAN, Vocational Education, The Learning Company, Inc, Compton’s Interactive Encyclopedia Deluxe, Microsoft 1999).


التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 791
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 613
الكل : 31233278
اليوم : 58435

كلفينو (إيتلو)

المزيد »