logo

logo

logo

logo

logo

المدرسة المتعددة التقنيات

مدرسه متعدده تقنيات

Polytechnic School - Ecole Polytechnique

المدرسة المتعددة التقنيات

 

يطلق على المدرسة متعددة التقنيات polytechnic school أسماء متعددة، منها المدرسة الشاملة comprehensive school في النظام الرأسمالي، والبوليتكنيك polytechnic في النظام الاشتراكي، وجميع هذه المدارس تسعى إلى الربط بين الأسس النظرية للعلوم في عصر الصناعة وتطبيقاتها التقنية في الأعمال اليدوية. وقد دعت إلى هذا النمط من التعليم مؤتمرات اليونسكو والتربية في السبعينات والثمانينات لتحسين الحياة في الحاضر والمستقبل، ومواكبة تطور التقنيات والمهن في المدارس العامة والحرفية والمهنية، وكذلك لمواكبة التغيرات السريعة في عصر المعلومات في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. وقد تحول الاهتمام بالتعليم المتعدد التقنيات في عصر المعلوماتية إلى التقنيات الإلكترونية.

أهداف المدرسة المتعددة التقنيات

إن أهم أهداف المدارس المتعددة التقنيات:

1ـ مواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين من الجنسين، والقيام بأنشطة تناسب هواياتهم وميولهم ورغباتهم.

2ـ إزالة الطبقية العلمية بين المتعلمين، أو بين التعليم العام والتعليم الحرفي والمهني، والصناعي، والفني.

3ـ إعداد الفرد لحياة سريعة التغير في المعلومات والمهن والتقنيات.

4ـ توجيه المتعلمين مهنياً في المدارس العامة، مما يسهل لهم التخصص فيما بعد.

تطور التقنيات والمدارس المتعددة التقنيات

تطور التعليم منذ القدم ليلائم الحياة، وفي المجتمع الطبقي الإغريقي قسّم أفلاطون[ر] Plato العمل بين يدوي يقوم به العبيد، وعقلي يقوم به الأحرار، وقبيل ظهور الإسلام كان العربي يحترم مهنة التجارة. وامتهن اليهود والنصارى المهن اليدوية في معالجة الأخشاب والحجارة والنحاس والحديد والذهب بالتعديل والزخرفة في صناعات منزلية عديدة، وأتقنوها لخدمة المجتمع في عصور الزراعة والصناعة.

ولكن التقنيات كانت إجمالاً تعمل لمصلحة الأقوياء والأغنياء، واستمر ذلك في عصر المعلومات الذي ظهرت فيه الفجوة أو الهوة الرقمية، لأن عصر المعلومات يعتمد على البيانات والمعطيات الفكرية، ويستغلها الأقوياء في مجتمع المعرفة لمصلحتهم فصارت المعرفة قوة، والقوة تُنال بالمعرفة.

وبالعودة إلى مدارس العمل اليدوي في بداية عصر الصناعة في أفكار الفلاسفة والمربين نجد أن جون لوك[ر] J.Locke الإنكليزي أنشأ مدارس العمل، وكذلك فعل كل من بستالوتزي[ر] J.H.Pestalozzi السويسري، وغاندي[ر] Gandhi الهندي. وأنشئت في القرن العشرين المدارس الثانوية الشاملة التي تجمع بين العمل الفكري واليدوي في كل البلدان الصناعية مثل المملكة المتحدة، وفرنسا، والولايات المتحدة، وسارت على منوالها كل من مصر، والسعودية، والأردن والكويت، واهتمت اليونسكو وما يتفرع منها من منظمات بربط المدارس بالحياة عن طريق العمل اليدوي، ولاسيما في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين.

سمات المدارس المتعددة التقنيات

أهم سمات المدارس متعددة التقنيات أنها تعنى بمراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين ليمارس المتعلم أنشطة مناسبة لهواياته وميوله ورغباته، وما يتقنه من أعمال مستفيداً من العلوم الطبيعية والفيزيائية والكيمياوية وعلوم أخرى إنسانية. وتتغير مواد التقنيات المتعددة وأدواتها وفق الارتقاء في التعليم الابتدائي والأساسي إذ تبدأ بمعالجة مواد غير مؤذية للأطفال الصغار ثم العمل بمواد تقنية تستخدم أدوات يدوية، وبعدها أدوات آلية أكثر تعقيداً؛ ويمارسها المتعلم خارج أوقات الدوام المدرسي، أو داخله. وتمتد أنشطتها إلى الحياة في البيئة المحلية ولتحسينها وتحسين الصحة داخل المدرسة وخارجها. وفي عصر المعلومات والاتصالات زاد الاهتمام بالمحتوى والبرامج العقلية والفكرية والاقتصادية، والتعلم منها وفق حاجة كل فرد وظروفه لتنمية نفسه وأسرته ومجتمعه.

كما ازداد الاهتمام بالتربية المهنية في مدارس التعليم الأساسي ومدارس العمل اليدوي والحرفي والمهني والصناعي، ودمج التعليم النظامي في المدارس وغير النظامي (في تعليم الكبار) والعرضي (في وسائل الإعلام والحياة)، وصار للنظام العرضي أهمية كبيرة في عصر المعلومات، إذ صار التعليم عن قرب وعن بعد، وظهرت أنماط جديدة من التعلم كالتعلم عن الحاسوب ومنه، والتعلّم الافتراضي virtual learning (الخائلي) لمواد متعددة بالبرامج الحاسوبية أو المتصلة بالإنترنت، ولكنها أقل أهمية في التعليم اليدوي.

واستخدمت في عمليتي التعليم والتعلم أجهزة جديدة في القرن الحادي العشرين كالهاتف النقال، والتلفزيون الفضائي التفاعلي، مما قلل من أهمية المدارس متعددة التقنيات ذات المواجهة المباشرة، وصار الاهتمام أكثر بإتاحة الفرصة لكل إنسان أن يتعلّم ذاتياً أي موضوع، في أي مكان، وأي زمان، متجاوزاً التهميش والإعاقات، لأن التكنولوجيا وفرّت له مزيداً من فرص التعلم.

وتعمل التربية المهنية لمعلمي التربية المهنية على رفع مستواهم الأكاديمي في التخصص، وتعميق معرفتهم التربوية لأنهم يتعاملون مع مواد طبيعية ومع بشر، ولذلك لابد من تدريبهم تربوياً في مؤسسات التأهيل التربوي مثل كليات التربية والمعلمين.

وعلى الرغم من السمات والتطورات السابقة، فما زالت هناك صعوبات بالتوسع في التربية المهنية في مدارس التقنيات المتعددة الشاملة، منها صعوبة ربط مناهج المدارس المتعددة التقنيات بالعمل والحياة، ولأن هذه التقنيات تتغير بسرعة كبيرة في القرن الحادي والعشرين. كما أن كلفة تدريب المتعلم في هذه المدارس هي أضعاف كلفته في المدارس العامة، لأنه يركز على المهارات العملية التي تتطلب وجود مواد أولية وأدوات وآلات، وتعلم ذاتي من خلال أجهزة وبرامج لابد من توافرها في المدرسة، في مشاغل جاهزة بالمدرسة أو في مصانع تنسق مع المدرسة، أو لصعوبة استخدام تقنيات التعليم التي تيسّر التعلم من أجل الجودة الضرورية في هذا العصر الذي لا يقبل الخطأ، كما لابد من التنسيق بين المدارس لتسهيل التدريب في المشاغل المشتركة. كما أن تغير المجتمع من الصناعي إلى المعلوماتي غيّر من شكل المدارس متعددة التقنيات والمهارات المطلوب إتقانها، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتطورها على المدى البعيد، إلا أن التعلم الذاتي المستمر مدى الحياة مازال النمط السائد في القرن الحادي والعشرين لكل إنسان صغيراً أو كبيراً.

فخر الدين القلا

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

بستالوتزي (يوهان هينريك ـ) ـ لوك (جون ـ) ـ المدرسة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جمال مزهر، فخر الدين القلا، طرائق تدريس الهندسة الميكانيكية والكهربائية (منشورات جامعة دمشق، دمشق 2004).

ـ خالد الأحمد، جورج قسيس، التربية المهنية (منشورات جامعة دمشق، دمشق 2005).

ـ حسين عمر حمادة، مناهج التعليم البوليتكينكي، التربية المتعددة التقنيات في المدرسة الشاملة (دار طلاس، دمشق 1985).


التصنيف : تربية و علم نفس
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 233
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 525
الكل : 29648243
اليوم : 28253

الدفاع النفسي (آليات-)

الدفاع النفسي (آليات -)   آليات الدفاع النفسي defence mechanisms آلية سيكولوجية لا شعورية، يستخدمها الفرد لإضعاف الحصر (القلق) الناجم عن نزاعات داخلية بين المقتضيات الغريزية والقوانين الأخلاقية والاجتماعية، وهو مفهوم تحليلي نفسي يستخدم في وصف البنى النفسية الثابتة نسبياً والارتكاسات الدفاعية المنفردة اللاشعورية التي يحول الأنا بمساعدتها حماية نفسه من الصراعات النفسية التي يمكن أن تنشأ عن التباعد بين رغبات الهُو ومطالب الأنا الأعلى أو حتى من مطالب الأنا نفسه، وهي جزء من المنظومة النفسية التي تهدف إلى تحديد طاقة الدوافع المهددة والمثيرة للقلق وتلعب دوراً في توازن الشخصية، غير أنها يمكن أن تتحول إلى آليات مرضيات ومعيقة إذا أصبحت هي الشكل الغالب من الدفاع.
المزيد »