logo

logo

logo

logo

logo

المشاة

مشاه

Infantry - Infanterie

المشاة

 

المشاة infantry صنف رئيسي من صنوف القوات البرية، التي تعد النوع الأساسي من أنواع القوات المسلحة. والمشاة قوات منظمة ومجهزة ومؤهلة أصلاً لخوض الأعمال القتالية على الأقدام. تنقل قوات المشاة الحديثة إلى ميادين القتال بالطائرات أو الحوامات أو السفن أو الشاحنات أو المركبات المدرعة، ولكنها تقاتل وتخوض الأعمال الهجومية والدفاعية على الأقدام ما إن تدخل في تماس مباشر مع العدو. والمشاة هي نواة جميع الجيوش في العالم والكتلة الأكبر فيها وعنوان قوتها.

تملك قوات المشاة قدرة نارية كبيرة وإمكانية المناورة والحركة في مختلف الأراضي، ويمكنها خوض القتال القريب، والاقتراب من العدو في الهجوم وتدميره أو أسره، أو صد هجمات العدو ومنعه من اقتحام المناطق المهمة والحساسة في الدفاع، والتمسك بها إلى أن تتوافر الشروط الملائمة للتحول إلى الهجوم الحاسم.

 لمحة تاريخية

شهدت المجتمعات البشرية منذ ظهورها وتطور العلاقات فيما بينها كثيراً من الصراعات المسلحة. وكانت الحاجة إلى إيجاد الأسلحة المستخدمة في تلك الصراعات سبباً في تطوير وسائل الصراع المسلح والمخترعات الكثيرة التي رافقتها. وصارت الحرب ظاهرة طبيعية واجتماعية وتاريخية ارتبطت بتطور البشرية.

الشكل (1) قبيلة إفريقية محاربة بأسلحتها التقليدية

كانت النزاعات في المجتمعات البدائية تنشب بين القبائل من دون أن تتوافر لها شروط الحرب الحقيقية. وكانوا يتقاتلون راجلين في الغالب ولا يجاوز تسليحهم الحجارة والأدوات الجارحة والسهام والعصي (الشكل1).

ومع تطور المجتمعات القبلية وبدايات ظهور الدول نشأت القوات المسلحة تنظيماً مستقلاً أساسه المشاة والخيالة. وكانت الجيوش في مصر القديمة وفي بابل وآشور وغيرها منظمة في كتائب وفرق من المشاة بالدرجة الأولى، وتسليحها الأساسي السيوف والقسي (الأقواس) والحراب والفؤوس. واستخدم الحصان لجر العربات المحملة بالعتاد اللازم لها. وكان هناك تنسيق متكامل بين قوات المشاة والفرسان.

وفي عصر الفتوحات الإسلامية أصبحت المشاة الراجلة القوة الداعمة لكتلة الخيّالة الرئيسية في الهجوم والمطاردة. وكانت تقاتل بنظام الكراديس التي تتألف من وحدات موزعة وفق الترتيب العشاري (عشرات ومئات وألوف) وعلى رأس كل منها أمير. وظل تسليحها الرئيسي يعتمد على الرماح والسيوف والدبوس والفؤوس والقسي، وتدعمها وحدات آلات القذف كالمجانيق والعرادات وغيرها. وكلها تنتظم ضمن التسليح الرئيسي للمشاة كما في الجيوش الأخرى، كجيوش الروم واليونان والبيزنطيين والجرمان والنورمان وغيرهم.  

الشكل 2 - وحدة مشاة في الهجوم في الحرب الأخلية الأمريكية

وفي عصور الإقطاع ومع ظهور الأسلحة النارية أخذت قوات المشاة تنتظم في أفواج وكتائب وسرايا. وصار فوج المشاة قطعة تكتيكية أسـاسية، يتألف من كتائب وســرايا في كل منها 70 رامي بندقية و50 رمّاحاً. وكانت المدفعية تتبع قوات المشاة وتعمل بإمرتها. وكان المشاة يخوضون معركتهم على مرحلتين تبدأ الأولى بالتمهيد للهجوم بإطلاق نيران كثيفة يليها الالتحام (الشكل 2).

ومع تزايد القوة النارية وتطور المدفعية والأسلحة الآلية، ظهرت تشكيلات فرق المشاة وألوية أو أفواج المشاة، وتنوَّع تسليحها وأُلحقت بها قطعات المدفعية والمهندسين وسُلحت بالرشاشات والهواوين والمدافع المضادة للدروع، في حين بدأت الدبابات والقوات المدرعة تزاحم المشاة في ميادين القتال. وبرزت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية نظريتان تحتفظ إحداهما بالمشاة قوة رئيسية في القتال، تساندها المدرعات والمدفعية، في حين ترى النظرية الثانية أن المدرعات قادرة على العمل مستقلة ترافقها قوات المشاة وتساندها.

تسليح المشاة

إن التسليح الأساسي لقوات المشاة مرهون بتوفير قدرة جندي المشاة على الحركة والصمود في المعركة الحديثة، بدءاً من السيف والرمح والترس في العصور القديمة وانتهاء بالبندقية الأتماتية والهاون والأسلحة الرشاشة والسلاح النووي في العصر الحديث؛ فأصبح المقاتل يملك القوة النارية التي تمكنه من الصمود في وجه تشكيلات المشاة المعادية، في حين تعكس الأسلحة عديمة الارتداد والمدافع المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية والنووية درجة تكيّف المشاة مع الحرب الميكانيكية الحديثة.

والتسليح الرئيسي النظامي لجندي المشاة في العصر الحاضر مرهون بالمهمة المعدّ لها، وأوله بندقية أتماتية خفيفة الوزن من عيار 5.5 - 7.62مم ذات سرعة ابتدائية عالية للطلقة ورمانات يدوية، كما يمكن أن يُسلَّح بقاذف رمانات يدوي مضاد للدروع، أو قاذف رمانات خفيف ضد المشاة، أو قاذف لهب خفيف أو بندقية قناصة. ويدخل في قوام الوحدات الصغرى كالجماعة والفصيلة والسرية رماة رشاشات خفيفة وثقيلة وهاون من عيار 60 و81، ويمكن أن تدعم بوحدات هاون120مم ومدافع م/د وقاذفات صواريخ م/د، إضافة إلى عمال اتصال. 

 نادراً ما تقاتل المشاة مستقلة مدة طويلة. ولتحقيق نتائج إيجابية حاسمة بسرعة تدعم قوات المشاة غالباً بقوات مدرعة ونيران المدفعية وأعمال الهندسة ووسائط الإشارة والاتصال إضافة إلى الطيران. كما تحتاج المشاة للمحافظة على بقائها في ميدان القتال إلى منظومة إمداد ضخمة تشتمل على قوات دعم متنوعة ومؤسسات لوجستية معقدة، ومنها وسائل الإمداد بالذخائر والعتاد والتموين والخدمات الفنية والخدمات الطبية ووسائط الإسعاف والإخلاء (الشكل 3).

الشكل (3-أ) جنديان من المشاة بأسلحتهما الكاملة.

الشكل (3-ب) جماعة من مشاة في الجيش الألماني بأسلحته التقليدية.

تنظيم قوات المشاة

تعد قوات المشاة الكتلة الأساسية في البنية التنظيمية العامة للجيش والقوات المسلحة في كل دول العالم. وتنضوي تحت تنظيمات متكاملة ومتوازنة. وقد أثبتت الخبرة أن المشاة أكثر القوات مرونة وثباتاً في القتال لقدرتها على العمل في مختلف الأراضي والطقس.

 فرقة المشاة: تعد فرقة المشاة النموذجية التشكيل الأساسي، وتملك اكتفاء ذاتياً يؤهلها للعمل مستقلة وتنفيذ مهامها لمدة محددة ، وتتألف عادة من ثلاثة ألوية أو أفواج مشاة كل منها يتألف من ثلاث كتائب، وفي كل كتيبة ثلاث أو أربع سرايا. وقد تضم الفرقة في قوامها أو تعزز بوحدات أو قطعات من صنوف أخرى مع الدعم اللوجستي اللازم. وللفرقة جهاز قيادة يتألف من قائد الفرقة وجهاز أركان متكامل يضم فروعاً من مختلف الاختصاصات. تقاتل الفرقة على الأرض مستخدمة قوتها النارية وقدرتها على المناورة. وتتصدى للقوى المعادية المهاجمة لدى احتلالها منطقة ذات أهمية تكتيكية. 

تُصنَّف قوات المشاة في خمسة صنوف:

1- المشاة الراجلة: وهي تقاتل وتتنقل في أرض المعركة على الأقدام (الشكل4)، وتستخدم عربات النقل للاقتراب من خطوط القتال أو المناورة إلى مسافات بعيدة، وكلما أتاحت لها شروط المهمة ذلك. وتنتسب إليها كل القطعات والوحدات التي لها مهام خاصة كقوات حرس الحدود ووحدات الاستطلاع وغيرها. وتُسند إلى المشاة الراجلة مهام متعددة، منها الدفاع عن نقاط الاستناد أو المناطق الدفاعية وصد هجمات العدو من الثبات ونصب الكمائن، ومهاجمة مواقع العدو واقتحامها، والعمل في دوريات قتالية راجلة تتحرك ليلاً أو نهاراً (الشكل 5)، والعمل خلف خطوط العدو بالتسلل بين نقاط استناده أو بالإنزال بالحوامات.

2- المشاة المحمولة: وهي تخوض أعمال القتال على الأقدام كالمشاة الراجلة (الشكل 6) وتنفذ مهامها، غير أنها تتمتع بقدر أكبر من القدرة الحركية والعمل منفردة على عمق أكبر؛ بفضل وسائل النقل القتالية التي تدخل في ملاكها وخاصة الناقلات المدرعة المدولبة أو المزنجرة التي تسمح لها بالتنقل راكبة في مختلف الأراضي (الشكل 7).

الشكل (4) وحدة مشاة في وضعية المسير

الشكل (5) وحدة مشاة في دورية استطلاع

الشكل (6) وحدة مشاة في قتال الشوارع

الشكل (7) وحدة مشاة محمولة على مركبات مدرعة

3- المشاة الميكانيكية: هي صنف متطور عن المشاة المحمولة والمؤهلة لخوض أعمال القتال راكبة وعلى الأقدام بفضل عتادها القتالي المزنجر والمدرَّع تدريعاً خفيفاً، والمجهز بأسلحة الدعم الكافية لها من رشاشات ثقيلة وهاون وقاذفات صواريخ، ويمنحها الحماية الكافية من الأسلحة الخفيفة وشظايا القذائف، كما يمنحها القدرة على المناورة والحركة، غير أنها غالباً ما تقاتل راجلة عند الاشتباك مع العدو. تعتمد المشاة الميكانيكية في تدريبها على تسلحها النوعي واستخدام التقنيات الحديثة ووسائط الاتصال المتطورة في الصراع المسلح، وهي مؤهلة لمواكبة القوات المدرعة ودعمها في ميدان القتال.

الشكل (8) استخدام الحوامات لدعم المشاة في مختلف الأراضي

4- قوات الإنزال الجوي: مع دخول الطيران وسيلة للنقل العسكري تطورت النظريات التكتيكية حول التطويق العمودي (عن طريق الجو). وكانت وحدات الإنزال الجوي تسقط في بادئ الأمر بالمظلات، أو تهبط بالطائرات الشراعية التي تبين عدم جدواها لسهولة إسقاطها بنيران العدو (الشكل 8).

تعد وحدات وقطعات الإنزال الجوي من قوات المشاة الخاصة، وتتمتع بلياقة بدنية عالية وتأهيل مميّز، وهي قادرة على التكيف السريع مع الموقف في ساحة القتال. وتجهَّز غالباً بمعدات خفيفة شديدة الفاعلية وقابلة للنقل الجوي كالمدرعات الخفيفة وقاذفات الصواريخ إضافة إلى تسلحها الرئيسي، كما أنها مؤهلة لخوض القتال القريب والقتال بالسلاح الأبيض، والقيام بمهام الاستطلاع والتخريب خلف الخطوط. وبعد إسقاط قوات الإنزال الجوي بالمظلات أو هبوطها بالطائرات تقاتل على الأقدام، وتُكلف مهام خاصة ولمدة زمنية محدودة، ويضحى بقدرتها القتالية لأمد طويل لمصلحة سرعة انتشارها عميقاً خلف خطوط العدو وتحقيق المفاجأة.

المشاة المحمولة جواً: مع تطور الحوامات وتأهيلها عسكرياً غدا من الممكن تحقيق التطويق العمودي بوحدات محمولة جواً. ويطلق على هذه القوات أحياناً اسم «فرسان الجو» وهي مجهزة بحوامات نقل وحوامات دعم جوي وحوامات قيادة ورصد، وتتمتع بقدر كبير من المرونة والحركية لم يكن متوافراً في ميادين القتال من قبل. فالحوامة تمنح القائد إمكانية تحديد مواقع قواته في الوقت والمكان المناسبين، كما تمكنه من نشرها وإعادة تجميعها على الأرض بسرعة وفق تطور المعركة، الأمر الذي لم يكن ممكناً للمشاة المرتبطة بالأرض من قبل. كذلك تستعمل الحوامات للنقل والإمداد والإخلاء ونقل قطع المدفعية ووسائل الدعم الأخرى إلى أرض المعركة. وقد برهنت الفرق المحمولة جواً على فاعليتها في كثير من الصراعات المسلحة.

5- مشاة البحرية: هي وحدات وقطعات وتشكيلات مشاة تعمل بإمرة قائد القوى البحرية وتدخل في قوام قوات الأسطول البحري، غير أنها تخوض أعمال القتال على البر تدعمها سفن الأسطول والقوات البرية العاملة في مناطق الإنزال بأنواعها. وتعتمد في تنقلها على عتادها الخاص، وتتمتع بقدرة كبيرة على المناورة. ويتم تأهيلها وتدريبها وفق خطط القيادة البحرية.

مهام فرق المشاة

 تعمل وحدات وقطعات وتشكيلات المشاة بأنواعها متعاونة مع بقية الصنوف في قوام الجحافل (الفيلق وجيش الميدان) أو مستقلة، وتنفذ المهام التي تسندها إليها القيادة العسكرية العليا في الدفاع والهجوم وفي العمليات الخاصة.

ففي الدفاع تعمل فرق المشاة على صد قوى العدو الغازية وتدمير قواه الحية ووسائطه النارية، وردها إلى ما وراء حدود الدولة، وتهيئ الشروط المناسبة للتحول إلى الهجوم، ونقل الصراع المسلح إلى أرض العدو، ليلاً ونهاراً وفي مختلف شروط الطقس.

وفي الهجوم تُكلّف فرق المشاة مهاجمة القوات المعادية وخرق دفاعاتها والالتفاف على المناطق المحصنة وتطويقها أو تدميرها، والقضاء على مقاومة العدو وتدمير وسائطه النارية وكسر إرادته وأسر قواته وحرمانه من القدرة على المقاومة وإجباره على التخلي عن الصراع المسلح.

      تعاون المشاة مع الصنوف الأخرى

لا يمكن لأي صنف من صنوف القوات خوض المعركة الحديثة منفرداً وبوسائطه الخاصة. ولابد من وجود تكامل في أي عمل عسكري، والإعداد المسبق له، ولاسيما تنسيق التعاون بين صنوف القوات المشاركة في العملية ووحدات التأمين والخدمة. ويتم ذلك بإشراف مباشر من القادة من مختلف المستويات؛ بعد التأكد من فهم الجميع لطبيعة المهمة وشروط تنفيذها والواجبات الملقاة على عاتق كل فرد مشارك فيها.

يعود هذا الاهتمام الكبير بالتعاون إلى التعقيدات العصرية التي طبعت الصراع المسلح وشروط نشوئه والأسلحة والمعدات القتالية والتقنية المتطورة المستخدمة فيه، كما أن تبلور الخبرات القتالية والتقنية واتساع مسرح العمليات حتى أصبح يشمل أراضي الدولة كلها، وتطور وسائل الاتصال، زاد في تعقيد المهام القتالية، إضافة  إلى تنوع الأطراف المشاركة في الحرب أو المتحالفة فيما بينها. وبقدر ما يكون التعاون ناجحاً بين مختلف القوات المشاركة تتهيأ الشروط الملائمة لتنفيذ المهام الموكولة إليها وتزداد فرص تحقيق النصر.

الآفاق المستقبلية لقوات المشاة

يبقى الإنسان القوة المحاربة الرئيسية في كل صراع مسلح مهما كان نوعه. ويشترط لنجاحه في مهمته إعداده تقنياً ومعنوياً ومادياً ونفسياًً ولزيادة قدرة الفرد على خوض الصراع المسلح لا بد من تزويده بما يلزم لتحسين إمكاناته ومساعدته على تنفيذ المهام الموكولة إليه بفاعلية وجرأة، ولا سيما في الأعمال الهجومية والمناورة، حتى تتوافر لديه إمكانات رصد أرض المعركة ومراقبة العدو والاتصال والتنقل والحماية والوقاية، إضافة إلى العمل المشترك والتعاون مع الآخرين. وكذلك توفير جميع الخدمات الضرورية له في الميدان كالتأمين المادي والفني والطبي وتعويض ما يستهلك من ذخائر ومعدات.

ففي الحرب النووية الشاملة ومع انتشار الأسلحة النووية وأسلحة التدمير الشامل الاستراتيجية والتكتيكية أضحت الحرب في العصر الراهن ذات طبيعة مختلفة، فتنوعت صورها واتسع مجالها، وغدت محتملة الحدوث في أي وقت. تبدأ الحرب النووية الشاملة غالباً بتبادل القصف بالقنابل النووية والصواريخ العابرة للقارات والمزودة برؤوس نووية. وفي هذه الحرب يحتمل أن تدمر جميع المراكز الصناعية والمدنية والعسكرية لدى الأطراف المتحاربة والمتحالفة معها. وسوف يكون دور المشاة في مثل هذا الصراع احتمالياً وغير مؤكد. وفي حال تغلبت قوة نووية على أخرى يمكن أن تكلف قوات المشاة لدى ذلك الجانب مهمة احتلال أرض العدو وإعادة بنائها. أما إذا لم يخضع شعب الأمة المغلوبة خضوعاً تاماً للقوة الغالبة، فيُحتمل أن يقوم ما سلم من قواتها، ولاسيما المشاة، بأعمال التمرد والعصيان، ويبدي مقاومة غير محدودة للقوى المحتلة. أما إذا لم يكن هناك غالب ولا مغلوب فسوف تنهمك كل أمة بفرض النظام والقانون وإعادة بناء ما دُمِّر بمساعدة ما بقي لديها من قوات.

وفي الحرب النووية المحدودة يُحتمل استخدام السلاح النووي والذخائر النووية التكتيكية في ميدان القتال فقط، ويصبح دور المشاة هنا تقليدياً على الأرجح. غير أن تبادل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بكثافة سيقلص الدعم اللازم للمشاة بسبب تدمير المؤسسات اللوجستية الضرورية لها. ولتجنب هجوم نووي تكتيكي حاسم يمكن توسعة ميدان القتال. ويتوجب أن تتمتع المشاة في هذه الحالة بقدرة حركية كبيرة إضافة إلى القدرة على العمل معزولة لمدة طويلة مع قليل من الدعم.

وفي الحرب التقليدية تكون الأعمال الحربية شبيهة من كثير في الأوجه بالحروب السابقة مع احتمال حدوث تدمير واسع نتيجة استخدام وسائل تدمير متطورة أو نووية. وجميع الجيوش الكبرى في العالم تملك القدرة النووية كما تملك الأسلحة المتطورة، وهي معدة لخوض الحروب النووية والتقليدية على حد سواء.

في حالات التمرد والكوارث : إن الاتجاه الأكثر احتمالاً في المستقبل المنظور للأعمال الحربية يشتمل على حرب الغوار والعصابات. ويعد هذا النوع من الصراع حرب مشاة، لأن القوات المتمردة تعتمد أساساً على الإغارات والكمائن وأعمال التخريب والإرهاب. وتتصاعد حدة العمليات من حيث الحجم والعنف  تدريجياً حتى تغدو القوى المتمردة قادرة على القيام بهجماتها على مستوى الكتيبة واللواء. ويتوجب على القوات المدافعة من الجهة الأخرى المحافظة على الأمن والتهدئة وتدمير قوى المغاوير والعصابات. وتعتمد القوى المدافعة في هذه الحالة على قدرتها الحركية والدعم الناري المكثف لوحداتها. وقد كانت حرب ڤييتنام نموذجاً للتكتيك الذي طبقه الجانبان المتحاربان في مثل هذه الحرب. وقد كان لقوات الڤييت مينة ميزة كبيرة بمقدرتها على الضرب والاختفاء قبل أن يتمكن العدو من إبداء رد فعل. وكان للسرّية والقواعد الآمنة التي يلجأ إليها الثوار الفضل في تجنيبهم اشتباكاً حاسماً. وكثيراً ما كانت القوات التقليدية تتعثر في أراض صعبة في أثناء مطاردتها الثوار، غير أن قدرة العدو على التنقل جواً بوساطة الحوامات منحته إمكانية التدخل السريع وحرمت الثوار من فرص الهرب والاختفاء. والمشاة إذا ما ملكت هذه القوة والقدرة الحركية قادرة على العمل بفاعلية كبيرة.

محمد قاسم الشمالي، محمد وليد الجلاد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

التسلح ـ الجيش ـ القوات المسلحة ـ المدرعات ـ المظلات (قوات ـ).

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ جون فولر، إدارة الحرب 1789- 1961، ترجمة أكرم الديري (دار اليقظة، 1969).

- JOHN F. FULLER,  Armored Warfare (Greenwood Press 1993).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 650
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1086
الكل : 40501546
اليوم : 31361

فولغيموت (ميشيل-)

ڤولغيموت (ميشيل -) (1434-1519)     ميشيل ڤولغيموت:   «صورة شخصية لأورسولا توشر»   ميشيل ڤولغيموت Michael Wolgemut مصور وحفار ألماني. ولد وتوفي في مدينة نورمبرغ Nürnberg بألمانيا. يُعدّ أحد رواد الفن القوطي gothique في مرحلته الأخيرة (أواخر القرن الخامس عشر). وكان قد تولى إدارة محترف معلمه هانس بليدنورف Hans Pleydenwuerff، وتزوّج أرملته بعد وفاته عام 1472، وكان هذا المحترف من أكثر محترفات نورمبرغ شهرة وازدهاراً.
المزيد »