logo

logo

logo

logo

logo

لوكاس فان ليدن

لوكاس فان ليدن

Lucas Van Leyden - Lucas Van Leyden

لوكاس ڤان ليدن

(نحو 1494ـ 1533)

 

لوكاس ڤان ليدن Lucas van Leyden حفار ومصور، ولد في مدينة ليدن Leiden الهولندية، كان أبوه مصوراً أعماله مجهولة، ومن المرجح أن يكون لوكاس قد تتلمذ على يديه، أو تعلم الرسم ونقْشَ النحاس على أحد الصياغ قبل أن يتم تعليمه على يد مصور محلي آخر يدعى إنغلبرخت Engelbrechtsz.

ارتقى فن الحفر في العقد الأول من القرن السادس عشر على أيدي ثلاثة فنانين هم: دورَر[ر] Dürer ورايموندي Raimondi ولوكاس. ومع أن لوكاس لا يماثل دورَر في قوة التصميم، إلا أنه كان يجاريه في فن الحفر، فقد كان حفاراً قبل كل شيء، ويعد أحد أدق الحفارين عبر تاريخ الفن. كان لوكاس بارعاً بامتياز في هذا النوع من الفن في سن مبكرة، وكانت أعماله في الحفر تثمَّن عالياً من قبل معاصريه. وقد مكنته سلسلة متصلة من أعماله في الحفر من إحراز نجاح في فن الطباعة بوسائلها العديدة.

انتسب عام 1514 إلى نقابة المصورين في ليدن، وكان من بين أوائل الفنانين من أنصار رسم الموضوعات التي تتناول تصوير أحداث الحياة اليومية ومشاهدها. سافر مرات عدة، وقام برحلات داخل هولندا والأراضي الواطئة، وزار أنتڤربن Antwerpen عام 1521 زمن رحلة دورر إلى الأراضي الواطئة. وفي عام 1527 زار ميدلبورغ Middelburg، موطن دورَر.

كان للفنان الألماني دورر التأثير الكبير فيه، وفي سعيه وميله للتركيز على الملامح والهيئات ذات الموضوعات القصصية ونوادرها، ومشاهد الحياة اليومية العادية، وفي التجسيد القوي لكثير من التخيلات والتهيؤات، وعكست أعماله إتقاناً شديداً للجانب الحِرفي في الحفر، ومهارة في إغناء أصغر المساحات.

نال لوكاس في عصره شهرة عظيمة، حتى إن ڤازاري Vasari صنّفه فوق دورر، وعُدّ عالمياً أحد كبار الفنانين في تاريخ فن الحفر. كان خصب الإنتاج، أنجز رواسم clichés محفورة على المعدن والخشب، كما عُدّ واحداً من أوائل الفنانين المتكلفين، ورائدهم في التكلفية Maniérisme.

وما أنجزه لوكاس في حياته المبكرة يبين نموه الفني السريع، وتطوره في استخدامه للضوء، وتعرف أهمية المنظور الهوائي، وسرعان ما تغلب على الشكل ووضعه بنظام، وسيطر على بناء اللوحة، وارتقت معرفته بدراسة الطبيعة من دون الاعتماد على تعليمات أو إرشادات أو دليل.

إن لوحته «لاعبو الشطرنج» (المتحف الوطني في برلين)، ومادتها الحياة اليومية العادية - بخلاف الأعمال الأخرى التي لا تخلو من المعاني الدينية أو الأخلاقية - قد جمعت اثني عشرة شخصية من الناس العاديين بتكوين مزدحم خال من الفراغ، وحوت عناصر متقاطعة وأحياناً مجتزأة. الفتاة اللاعبة الغاضبة تهم بتحريك بيدق الشطرنج، والخصم يرتد إلى الوراء وهو يحك رأسه وقسمات وجهه تبدي تأملاً، كلٌ يراقب ويفكر. تمثل اللوحة جرأة في توزيع الأضواء والألوان والأشخاص، على مسافة واحدة من المشاهد. لابد أن الفتى لوكاس أنجز لوحته هذه بهدف المتعة والتدرب من دون تكليف من جمعية لاعبي الشطرنج التي اعترضت على وجود 96 خانة، بدلاً من 64 في الرقعة.

وتمثل لوحته «لاعبو الورق» (صالة الفن الوطنية في واشنطن)، اختيارات متنوعة في موضوعات الألعاب، في حين أن لوحته الشهيرة «الحكم الأخير» (متحف لاكنهال في ليدن) تظهر مدى ارتقائه كمصور متكلف.

 

لوكاس ليدن: لاعبو الشطرنج (1508)

 

لوكاس ليدن: لاعبو الورق (1520)

يستطيع المرء أن يلحظ كيف قدم لوكاس من خلال حس طبيعي رقيق وغني لوحات عن حياة الريف والفلاحات وبقراتهن في تأثيرات رائعة، وكما عند دورر، وسع لوكاس الأجواء الناعمة، ورتب في لوحته «ماريا المجدلانية» المساحات ترتيباً منسجماً جعل وجود العناصر على الرغم من ظلال الغابة أمام ضوء السفح المتوهج مريحاً. وفي لوحته «حواء وآلهة الجمال» عامل شخصياتها كأنهن ربات بيوت هولنديات ساذجات في لباس مبهرج. وأخذ كثير من أعماله- منذ عام 1508- يحمل رقم سنة الإنجاز إضافة إلى توقيعه بالرمز (L).

انتقل في السنوات الأخيرة من عطاءاته إلى المشاهد الأسطورية الخيالية مشكلاً تكلفاً في حركة اللباس، وتناسباً في العناصر تعوزه الرشاقة، ربما كان من تأثيرات جيروم بوش[ر] Jérome Bosch الذي اشتهر بأعماله الأسطورية ومخلوقاته الخرافية، ليصبح لوكاس أحد رواد التصوير الأسطوري، فجاءت أعماله معبرة بكل بلاغة وفصاحة عن قواه التخيلية الحيوية، وعن مهارة رائعة كملوِّن وعن فرشاته الانسيابية.

تعود آخر أعماله في الحفر إلى عام 1530، إذ بقي بعدها وحيداً منعزلاً وبدأت صحته في التدهور إلى أن مات في ليدن.

لم يترك لوكاس تلاميذ أو تابعين له، ولكنه ترك إرثاً فنياً كبيراً، وعلى الرغم من موته المبكر كان فناناً عبقرياً. وكان عمله حافزاً لكل فنان كبير أنجبته ليدن.

تيسير حبَّاس

الموضوعات ذات الصلة:

هولندا.

مراجع  للاستزادة:

- MICHEL LACLOTTE & JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture (Librairie Larousse, Paris 1979).

- RENÉ HUYGHE et JEAN RUDEL, L’Art et le monde moderne (Librairie Larousse, Paris 1969).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 192
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1743
الكل : 52915483
اليوم : 169771

أوكيو _ إي

أوكيو ـ إي   أوكيوـ إي Ukiyo-e  اسم يطلق على مدرسة يابانية في الرسم والحفر ويعني الاسم «رسم العالم السائب» Pictures of the Floating World باستخدام اللوحات الورقية المطبوعة على الرواشم الخشبية، وتعود هذه المدرسة إلى الفترة مابين سنة1680 وسنة1850. كان الفن في اليابان، في القرن السادس عشر، قد اتجه نحو رسم ما يلبي ذوق الطبقة الارستقراطية وماتؤثره. وقد ظهرت أعمال فنية متعددة لمدرستين تقليديتين هما مدرسة توزاTusa ومدرسة كانو Kano. ثم برز، مع الأيام، اهتمام ضباط الجيش والتجار بالأعمال الفنية، وأسهم ذلك في تطور حركة الإنتاج الفني على يد فناني مدرسة أوكيو ـ إي، الذين بالرغم من ارتباط أساليبهم بالمدرستين المذكورتين فقد جاؤوا بانجازات جديدة عالجت موضوعات الحياة اليومية والاجتماعية في مدينة إيدو Edo (طوكيو اليوم)، وفي أحياء اللهو والملذات خاصة ومسارح كابوكي Kabuki، إلى جانب موضوعات المرأة اليابانية فائقة التهذيب، كما أن أعمال هؤلاء الفنانين قد أظهرت عناية خاصة بالملابس اليابانية الموشاة التي اشتهرت بها مدرسة أوكيو ـ إي، وتناولت موضوعات عدة منها: أعمال هيشيكاوا (1618- 1649) Hishikawa ومن أشهر لوحاته لوحة نيشيكاوا Nishikawa التي أبرز فيها المرأة اليابانية المثالية في جمالها ووداعتها. وقد وفرت شهرة مسرح كابوكي فرصة جديدة لفناني أوكيو ـ إي، ولاسيما في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، لرسم الممثلين الذين كانوا يظهرون على ذلك المسرح، ولاقت هذه الرسوم رواجاً كبيراً، وساعد نشرها وبيعها بأثمان زهيدة على هذا الرواج. وثمة موضوعان آخران برزا في لوحات فناني أوكيو ـ إي: الأول، الطبيعة بما فيها من مناظر خلابة، والثاني المرئيات في هذه الطبيعة كالأزهار والعصافير والأسماك. ومن أهم الأعمال التي تناولت الطبيعة «مئة منظر لجبل فوجي» للفنان هوكوزاي كاتسوشيكا (1760- 1849) Hokusai Katsushika ويتسم هذا العمل بإبراز مكانة الحركة الفعالة، و«المراحل الثلاث والخمسون لطريق طوكيو» للفنان هيروشيج (1787- 1858) Hiroshige، وهو عمل يتسم بالواقعية والهدوء والنفحة الشعرية. لم تقف أعمال فناني أوكيو ـ إي عند مطبوعات الرواشم بل تعدتها إلى بطاقات المعايدة والكتب المصورة. وقد تطورت مطبوعات الرواشم في القرن الثامن عشر وأدخل عليها استعمال الألوان المتعددة. وسميت نيشيكي ـ إي Nishiki-e «الديباج» كما لو أنها قطع موشاة بخيوط ذهبية مثل «البروكار». وقد استمر هذا التطور في القرن التاسع عشر. وشمل عمليتي الإنتاج والإخراج. وقد انتقلت آثار فناني أوكيو ـ إي إلى الغرب، وكان تطور هذا الإنتاج، ولاسيما مايتصل بالطبيعة منه، بين العوامل التي أثرت في ظهور الانطباعية[ر] في فرنسة.   زهيرة الرز   مراجع للاستزادة:   - H.OSBORNE (ed), The Oxford Companion to Art (Oxford 1983). - R.D.LANE, Masters of Japanese Print (NewYork 1962).
المزيد »