logo

logo

logo

logo

logo

المدمرة

مدمره

Destroyer - Contre-torpilleur

المدمرة

 

المدمرة destroyer اسم أطلق في نهاية القرن التاسع عشر على سفينة سطح حربية أوجدتها الضرورة الحربية، وهي سفينة حربية ذات سرعة كبيرة وقادرة على الثبات المديد في البحر بكل ظروفه، مع المناورة المرنة والقدرة على الدفاع عن نفسها وعن غيرها ضد الأهداف العائمة والجوية وتحت الماء.

لمحة تاريخية

بدأت الدول منذ بداية القرن التاسع عشر بالتحول عن المراكب الشراعية القديمة إلى المراكب المعدنية البخارية، وتطور معها تسليح السفن من المدافع وغيرها. وكان الميل في البدء إلى بناء سفن كبيرة مسلحة بمدافع كبيرة العيار سميت بوارج battleships. ثم صُغّر حجمها وزادت سرعتها فصارت تسمى طرادات. ولعدم إمكانية سفن المدفعية الكبيرة القيام بكثير من المهام الرئيسية في البحر والمناورة بكفاية، وسرعة وضعها في الجاهزية القتالية، ومع تنامي دور زوارق الطوربيد وزوارق الصواريخ في المناطق الساحلية، وازدياد دور الغواصات والطيران المحمول برزت الحاجة إلى سفن سطح حربية أصغر حجماً من الطراد، وأكبر من الفرقاطة frigate وأكثر ثباتاً منها، وأقدر على المناورة وأقوى تسليحاً وتنوع مهام.

الميزات والمهام

وُجدت المدمرات في أول الأمر لمرافقة السفن الكبيرة، وتدمير زوارق الطوربيد قبل وصولها إلى مدى إطلاق طوربيداتها ضد سفن السطح، ثم طُورت المدمرة لمكافحة الغواصات وحماية المجموعات القتالية والقوافل وتوفير الدفاع الجوي لها. وكانت تكاليف بناء المدمرات أقل بكثير من البوارج والطرادات مما دفع أغلب الدول البحرية إلى اقتنائها. وأول مدمرة ظهرت إلى الوجود تم بناؤها في اليابان عام 1885 وحملت اسم «كاتاكا» Kataka، وكان تسليحها الأساسي المدفعية. وفي عام 1887 أنزلت بريطانيا مدمرة مزودة بمدفع آلي عيار 37مم وبأربعة أنابيب طوربيد، وقد بلغت سرعتها 19 عقدة وإزاحتها 203 أطنان. وفي الفترة نفسها أنزلت إسبانيا المدمرة «ديستروكتور» Destructor وكانت إزاحتها 380 طناً، ومزودة بمحركات استطاعتها 3800 حصان بخاري، وبلغت سرعتها 22 عقدة، وسلحت بمدفعية عيار 90مم، وأربعة مدافع عيار 57مم، ومدافع عيار 37مم، وثلاثة أنابيب طوربيد. كما طورت البحرية الملكية البريطانية مدمراتها فأنزلت المدمرة «هافوك» Havock (الشكل 1) عام 1893 بإزاحة 240 طناً وسرعة 27 عقدة، وسلحتها بمدافع عيار 76مم وعيار 57مم وأنابيب طوربيد.

برهنت المدمرات بوضوح على جدارتها في الحرب الروسية اليابانية (1904- 1905) وقدرتها الخاصة على مكافحة زوارق الطوربيد. كما عملت أول المدمرات الفعلية الأمريكية عام 1902 مع مجموعات الدعم ومجموعات الإنزال البرمائية ومجموعات التموين. استمر تحسين أداء المدمرات حتى بداية الحرب العالمية الأولى، وبرز في غضون ذلك خطر سلاح الغواصات القادرة على الغطس والاختفاء من مدفعية المدمرات وتسديد ضرباتها من تحت الماء الأمر الذي استدعى تطوير المدمرات على عجل لمواجهة هذا الخطر. واستمرت جهود التطوير في كل من بريطانيا وإيطاليا واليابان حتى عام 1928، زُودت المدمرات بالمدفعية المضادة للطائرات والطوربيدات وقنابل الأعماق والأسلحة الفعالة المضادة للغواصات. ومع بداية الحرب العالمية الثانية ازداد خطر الغواصات وأصبحت حاملات الطائرات سلاحاً فعالاً ورئيساً، ويتطلب حماية فعالة. كما ازداد خطر الطائرات التي تنطلق منها، فازدادت أهمية المدمرات وسلحت بمدافع سريعة وفعالة مضادة للطائرات إضافة إلى قنابل الأعماق والطوربيدات المتطورة ضد السفن وضد الغواصات. وفي هذه الفترة برزت تسمية المدمرات المرافقة escort destroyers، وتابعت الدول البحرية بناء المدمرات التقليدية متأثرة بخبرة الحرب العالمية الثانية مع زيادة إمكاناتها الهجومية وتجهيزها بأسلحة فعالة متنوعة، إضافة إلى الوسائط التقنية المساعدة ومنظومات القيادة والوقاية.

الشكل (1) المدمرة هافوك

الشكل (2) المدمرة دارينغ

عُدّت المدمرات من أهم القطع البحرية تسليحاً وقدرة على المناورة والكشف عن الأهداف وملاحقتها على السطح وتحت الماء، وجزءاً أساسياً من التشكيلات القتالية البحرية، وبلغت إزاحة بعضها نحو 4000 طن، مثل المدمرات البريطانية طراز «دارينغ» Daring (الشكل 2) والأمريكية «فورست شيرمان» Forrest  Sherman (الشكل 3) والسوفييتية كتلين Kotlin (الشكل 4).

الشكل (3) المدمرة فورست شيرمان

الشكل (4) المدمرة كتلين

ومع بداية الستينات من القرن العشرين، ودخول الصواريخ ومنظومات الكشف والتوجيه الذاتي في تسليح القطع البحرية لم تعد المدمرات قادرة على الصمود القتالي في وجه الأسلحة المضادة لها لافتقارها إلى وسائط الدفاع الفعالة، وإلى الوقاية من الصواريخ المضادة للسفن، وصارت غير قادرة على البقاء طافية في حال الإصابة أحياناً بصاروخ واحد مضاد للسفن، على نحو ما جرى في عام 1967 عندما أُغرقت المدمرة الإسرائيلية «إيلات» بصاروخ أطلق من زورق صواريخ مصري، وكذلك غرق المدمرة البريطانية «شيفيلد» Sheffield من قبل البحرية الأرجنتينية عام 1982.

الحداثة والمستقبل

الجدول (1) نموذج الخصائص الفنية والتكتيكية للمدمرات
الجنسية الولايات المتحدة روسيا
اسم المدمرة وطرازها أوسكار أوستن Oscar Austin Arleing burk chass أدميرال شاباننكو Admiral chabanenko - udaloy
الإزاحة 9238 طن 8900 طن
الأبعاد بالمتر

(طول، عرض، غاطس)

155.3- 20.4- 6.3 163- 19.3- 7.5
القوة المحركة 4 محركات عنفية + محارتين 4 محركات عنفية + محارتين
السرعة/ المدى 31عقدة/ 4400ميل 30عقدة/ 4000ميل
الطاقم 344 349
التسليح - صواريخ توماهوك تكتيكية عملياتية

- صواريخ أسروك ضد الغواصات

- صواريخ م/ط منوعة

- مدافع 127مم مختلفة المدى

- مدافع 20مم

- طوربيدات مضادة للغواصات

- حوامتان

- صورايخ بحر بحر ssm

- صواريخ Asm ضد الأهداف الجوية

- مدافع 130مم منوعة

- مدافع م/ط 30مم مزدوجة

- طوربيدات منوعة ضد السفن والغواصات

- هاون قنابل الأعماق

- حوامتان

الأجهزة - رادارات بحرية وجوية متطورة

- منظومات إدارة نيران

- أجهزة اتصال وقيادة مع الأقمار الصناعية 

- رادارات بحرية وجوية

- منظومات إدارة نيران

- أجهزة اتصال وقيادة

للتغلب على هذه الصعوبات والأخطار عمدت البحريات إلى زيادة إزاحة المدمرات حتى تجاوزت 7000 طن، لتتمكن من استيعاب وحمل صواريخ بحر- بحر مثل «إكزوسيت» Exocet و«هاربون»، وصواريخ مضادة للطائرات مثل «سي دارت» Sea Dart و«سام» Sam و«سي سبارو» و«ترتار» Tartar  وقواذف صاروخية ضد أهداف الأعماق من نوع «أسروك» Asrok؛ لتوفير الحماية للمجموعات المرافقة لها من الجو بتوفير منطقة دفاع جوي أمين، ومن السطح ومن تحت الماء إضافة إلى ضرب الأهداف البرية. كما جُهزت المدمرات بالحوامات التي تستخدم في الاستطلاع والتوجيه ولتنفيذ مهام مساعدة أخرى.

ومع تعدد المهام وتنوعها ظهرت تسميات جديدة للمدمرات كمدمرات المرافقة، ومدمرات الكشف الراداري ومدمرات القيادة والمدمرات الهجومية والمدمرات الحاملة للصواريخ.

ويبين الجدول (1) الميزات الفنية والتكتيكية للمدمرات الحديثة، ويلاحظ منه أن المدمرات لم تحافظ على مكانتها فحسب بل ازدادت أهميتها ودورها بتعدد مهامها، فازدادت حجماً ووزناً لاحتوائها على كم كبير من الأسلحة والمعدات التقنية الحديثة حتى زاحمت الطرادات الحديثة، وتخطط أغلب الدول اليوم لبناء مدمرات قادرة على خوض الحرب الشاملة على الرغم من زيادة التكاليف؛ لأنها ما تزال تعد من القطع البحرية الكبيرة، ولا تستطيع تحمل ميزانيتها سوى الدول القادرة على ذلك. ومازال تطوير الأسلحة ومنظومات السيطرة والتوجيه فيها مستمراً بخطى ثابتة. 

قتيبة الصفدي

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

البارجة ـ السفن ـ الطراد ـ الغواصة ـ المدفعية البحرية.

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

- STEPHEN SAUNDERS,  Jane’s Fighting Ships 2004- 2005 (Jane‘s Information Group; 107th edition, 2004).

- BERNARD PREZELIN, The Naval Institute Guide to Combat Fleets of the World (Naval Institute Press 1995).

- RAY BONS, The US War Machines (Crown, New York 1983).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 261
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 577
الكل : 29664421
اليوم : 44431

الأحساء (إقليم-)

الأحساء (إقليم ـ)   عرف الأحساء قديماً باسم البحرين، ويشمل المنطقة السهلية الساحلية المطلة على الخليج العربي [ر] الممتدة بين البصرة شمالاً ومشارف عُمان جنوباً. وعرف باسم هَجَر حتى عام 317هـ حين بدأ يعرف باسم الأحساء ليشمل الواحة إضافة إلى السهول المطلة على الخليج العربي، وتقلصت رقعة الأحساء لتقتصر على الواحة ومساحات من البادية حولها، وأصبح إقليم الأحساء حديثاً إحدى إمارات المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية تمتد بين دائرتي عرض 25درجة و 25دقيقة و25درجة و45 دقيقة شمالاً، ويشغل مساحة 9030كم2 وتُعدّ واحاته (مساحتها 3000 كم2) أكبر مراكز الثقل السكاني والزراعي في هذه المنطقة، وعاصمتها مدينة الهفوف.
المزيد »