logo

logo

logo

logo

logo

المنجد (توفيق بن أحمد فريد الكركوتلي-)

منجد (توفيق احمد فريد كركوتلي)

Al-Munajed (Tawfiq-) - Al-Mounajjed (Tawfiq-)

المنجد (توفيق ـ)

(1910ـ 1998)

 

توفيق بن أحمد فريد الكركوتلي المكنى بالمنجد مرتّل ديني سوري، ولد في حي القيمرية في دمشق، وتُوفِّي فيها. حباه الله منذ طفولته بصوت جميل ورثه عن والديه اللذين كانا يهويان الموسيقى والغناء. ألحقه أبوه - الذي ورث مهنة التنجيد عن أبيه عبد الله الكركوتلي - بمدرسة الإسعاف الخيري الخاصة. وبعد نيله الشهادة الابتدائية وهو في الرابعة عشرة من عمره عمل مستخدماً في الأسواق التجارية التي اكتسب منها معارف العمل التجاري التي أهلته فيما بعد لهذا العمل. أغراه أبوه بالعمل معه، فاستقر في دكان أبيه حيث برع براعة خاصة بالتنجيد التركي الذي كان شائعاً ومرغوباً إضافة إلى التنجيد العربي، حتى غلبت مهنته منجِّداً على نسبته الأصلية، وصار معروفاً باسم توفيق المنجد.

لم يفكر توفيق المنجد باحتراف الموسيقى والغناء، ولكن أجواء أسرته ومحيطها الكلِفة بالغناء كانت تدفعه إلى ذلك، كما أن احتكاكه المبكر بالجامع الأموي القريب من دكان أبيه، والصلاة فيه، واستماعه إلى تجويد القرآن الكريم واطلاعه بشغف على أحكام التجويد والتبحر فيه، وانصرافه إلى تطبيق ذلك على آي الذكر الحكيم، مقلداً في ذلك أعلام القراء الذين كان يستمع إليهم في الأموي ولاسيما في ليالي شهر رمضان، وإقباله على الاستماع إلى المدائح النبوية التي كانت تقدمها بعض الفرق الخاصة في شهر ربيع الأول - شهر مولد النبيr - وإعجابه بصوت أبيه الذي كان يصدح بالأذان من مئذنة الأموي في أوقات الصلاة - بعض الأحيان - آملاً أن يفعل مثله في يوم من الأيام؛ كل هذا كان من الأسباب التي جعلته يفكر جدياً باحتراف الغناء والموسيقى، وكان الحاكي «الفونوغراف» الذي كانت تلتف الأسرة حوله في العشيات وأوقات الفراغ للاستماع منه إلى أغاني سيد درويش[ر] وعبد اللطيف البنا، ومنيرة المهدية[ر] المعلم الأول له في الغناء، إذ عن طريق السمع والقياس تعلم كيف ينطلق في رحاب الغناء الذي بدأه سراً خوفاً من أبيه. وكانت أدوار سيد درويش وطقاطيقه (أغان خفيفة) وموشحاته التي حفظها بإتقان هي عماد وصلاته الغنائية التي كان يؤديها مع فرقة صغيرة من العازفين والمنشدين الهواة.

أدرك توفيق المنجد أن عليه أن يؤدي أعمالاً غير أعمال سيد درويش، فانصرف إلى تلحين عدد من الموشحات على غرار ألحان سيد درويش، ومحمد عثمان، فنجح في ذلك على الرغم من قدراته الموسيقية الضعيفة. وذاع صيته في أوساط دمشق أحسن منشد وأجمل صوت في المدائح النبوية والموشحات، وصار يلبي الدعوات مع فرقته الصغيرة لإحياء الموالد والأفراح في دمشق وريفها، وغدا في سنوات قليلة المنشد الرئيس في حلقات الفرق الصوفية؛ ولاسيما المولوية منها التي كانت قاعات مسجدها تغص بالناس للاستماع إليه في حلقات أذكارها.

جمع توفيق المنجد ثروة لابأس بها من وراء نشاطه الفني، مكنته مع أخيه عبد الفتاح من أن يحقق حلمه القديم بافتتاح متجر خاص به للأقمشة الحريرية والأجواخ في خان الحرير؛ من دون أن يمنعه ذلك من مزاولة نشاطه في تلبية الدعوات التي تأتيه. وفي تلك الفترة من حياته تعاقد مع شركة أسطوانات كولومبيا في لبنان لتسجيل عشر أسطوانات تضمنت عشر قصائد وأغنيات ومدائح نبوية من نظمه وألحانه، منها توشيح نبوي من مقام الزنجران مطلعه:

يا راحلينَ يمَّ المصطفى                           بلِّغُوا سلامِي إلى الحبيبْ

 نارُ قلبِي لنْ تنطفِي                               إلَّا أنْ أزورَكَ يا حبيبْ

وفي عام 1941 افتتح وزير الشباب - وقتئذٍ - منير العجلاني[ر] في عهد رئيس الدولة الشيخ تاج الدين الحسني[ر] المعهد الموسيقي الشرقي الذي كان لا يشترط سناً معيناً في القبول، فسارع توفيق المنجد إلى الانتساب إليه؛ ليزيد من معارفه الموسيقية، ودأب في حضور دروس الشيخ علي درويش [ر. درويش (أسرة ـ)]  وعمر البطش[ر]؛ ليكتسب العلوم التي يفتقر إليها؛ ولاسيما في الموشحات والمدائح. وتعرف في المعهد الموسيقي سعيد فرحات[ر]، والأخوين زهير وعدنان منيني. وفي حفل المعهد السنوي الذي أقيم على مدرج الجامعة السورية بحضور رئيس الدولة تاج الدين الحسني غنى توفيق المنجد للمرة الأولى مع فرقة موسيقية كبيرة بقيادة تيسير عقيل من ألحان الموسيقي السوري كميل شمبير[ر] أغنية «دمعي اشتكى من أوجاعي»، فاهتز رئيس الدولة طرباً، وطلب منه أن يغني قصيدة «يا ليل الصب» للشاعر الكفيف أبي الحسن الفهري القيرواني، فغناها بإبداع لم يسبق أحد إليه حتى صار حديث الناس. وفي مطلع سني الأربعينيات تعاقدت مع المنجد مديرية أوقاف دمشق لإحياء ليالي رمضان والأعياد الدينية في الجامع الأموي.

ظل توفيق المنجد يمارس نشاطه الفني في الغناء الديني. وأما التلحين فانصرف عنه إلى تجارته التي باتت تستهلك جل وقته، وكان يلجأ إلى الفنان سعيد فرحات؛ ليلحن له ما يحتاج إليه من التوشيحات، ويجزل له العطاء؛ ليسند أعماله إليه على نحو ما كان يفعل محمد عبد الوهاب[ر] مع بعض الملحنين الشباب من مثل رؤوف ذهني.

وما تزال هذه الأعمال؛ ولاسيما المدائح النبوية منها تقدم في الإذاعة والتلفزيون في شهر رمضان والمناسبات الدينية لسحرها وتأثيرها في النفوس.

 

صميم الشريف

الموضوعات ذات الصلة:

الإنشاد الديني ـ سورية.

مراجع للاستزادة:

ـ أدهم آل الجندي، أعلام الأدب والفن (مطبعة مجلة الصوت، سورية 1954).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 537
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1087
الكل : 40507558
اليوم : 37373

جماعة ال(47)

المزيد »