logo

logo

logo

logo

logo

التعب- (تربية وفنون)

تعب (تربيه وفنون)

-

التعب   تستخدم لفظة التعب fatigue في عدة علوم منها العلوم الطبية والمعادن (وهي حالة فشل معدني في تحمل ضغط ما)، وعلم النفس (ويتمثل في ردود الأفعال الدفاعية الطبيعية للعضوية بهدف الحفاظ عليها). التعب العضلي muscular fatigue هي حالة الإنهاك التي تعقب عملاً مجهداً أو تمريناً رياضياً شديداً، وتثير الرغبة في الراحة وإيقاف العمل. كما يمكن أن تكون هذه الحالة عائدة إلى أسباب مرضية. تشكل العضلات الهيكلية نحو 40% من وزن الجسم، وهي المسؤولة عن مختلف الفاعليات الفيزيائية (البدنية) التي يقوم بها الفرد، وهي عضلات مخططة إرادية. تتفعل هذه العضلات بوساطة الألياف العصبية الحركية من النمط ألفا a المعصبة لها. تتألف العضلة الهيكلية (الشكل1ـ أ) من مجموعة حزم من الألياف العضلية (الشكل1ـ ب)، وتتضمن كل حزمة مجموعة من الألياف العضلية (الشكل1ـ ج)، ويتكون كل ليف عضلي من عدة مئات من وحدات صغيرة تدعى اللييفات (الشكل1ـ د) والتي تشتمل على خيوط بروتينية تقوم بعملية التقلص هي خيوط الميوزين (العضلين) myosine والأكتين actin (شكل1ـ هـ). آلية التقلص العضلي يتم التقلص العضلي وفق المراحل التالية: 1ـ يتفعّل العصب الحركي المعصب لعضلة ما تحت تأثير الإرادة عادةً، وينتشر هذا التفعيل على طول العصب حتى نهايته المعصبة للألياف العضلية. 2ـ تفرز نهايات هذا العصب مادة كيمياوية هي الأستيل كولين[ر] التي تعد الناقلة العصبية. 3ـ ترتبط جزيئات الأستيل كولين على مواضع محددة من غشاء الليف العضلي تدعى المستقبلات receptors، فيحدث نتيجة لذلك تبدلٌ في نفوذية هذا الغشاء للأيونات ions ينشأ عنه تبدلات في قطبية غشاء الليف العضلي التي تدعى بجهد الفعل action potential، ينتشر جهد الفعل على طول غشاء الليف العضلي، وإلى عمق الليف أيضاً ليسبب تحرر أيونات الكلسيوم من الشبكة الهيولية العضلية، فيتضاعف بذلك تركيز هذه الأيونات في الهيولى العضلية. الشكل (2) اللييف العضلي في حالة الاسترخاء (أ)، وفي حالة التقلص (ب). يلاحظ تداخل خيوط الأكتين (الأفقية الرفيعة) مابين خيوط الميوزين (الأفقية العريضة نسبياً والحاوية على خطوط قصيرة عمودية)، ويلاحظ قصر المسافة ما بين خطي Z متتاليين في حالة التقلص بالمقارنة مع حالة الاسترخاء (حالة الراحة). 4ـ ترتبط أيونات الكلسيوم على مواضع محددة في خيوط الأكتين، فتتفعل عملية جذب خيوط الأكتين ما بين خيوط الميوزين فتتقاصر بذلك اللييفات، فالليف، ثمّ العضلة كلّها، ويتطلب هذا التقاصر (التقلص) طاقة ترد من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين A.T.P. 5ـ تعود أيونات الكلسيوم إلى الشبكة الهيولية العضلية بعد توقف تفعيل العضلة، ويتطلب ذلك صرف كمية من الطاقة ترد أيضاً من حلمهة ثلاثي فسفات الأدينوزين، كما تعود قطبية غشاء الليف العضلي إلى حالة ما قبل التفعيل، فيعود طول الليف العضلي إلى وضعه الطبيعي أي إلى حالة الاسترخاء. مصادر الطاقة في العضلات الهيكلية إن كلا التقلص والاسترخاء العضليين هما عمليتان مستهلكتان للطاقة، ترد هذه الطاقة من مصادر عدة هي: 1ـ الفسفاجين: الذي يضم: ـ ثلاثي فسفات الأدينوزين A.T.P وهو مصدر الطاقة الأساسي في العضلة، الذي ينتج من حلمهته تحرر الطاقة وتشكل ثنائي فسفات الأدينوزين ADP. يمكن للمخزون العضلي من ثلاثي فسفات الأدينوزين أن يمد العضلة بالطاقة مدة ثلاث ثوانٍ في أثناء التمرين العضلي الشديد عند البالغ. ـ الفسفوكرياتين: الذي يتخلى عن طاقته لإعادة تشكيل ثلاثي فسفات الأدينوزين بدءاً من ثنائي فسفات الأدينوزين، ويمكن للمحتوى العضلي من الفسفوكرياتين أن يلبي احتياجات العضلات من الطاقة مدة ست ثوانٍ تقريباً في أثناء تنفيذ تمرين عضلي شديد. 2ـ الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين: يقدر محتوى العضلات الهيكلية من الغليكوجين عند البالغ وسطياً بـ300غرام. يمكن لهذه العضلات أن تحصل على الطاقة اللازمة للتقلص والاسترخاء العضليين من الغليكوجين دون استهلاك الأكسجين وهو ما يدعى بالأكسدة اللاهوائية للغليكوجين وهي آلية سريعة ولكنها ذات مردود ضعيف، ويمكن لهذه الآلية أن تلبي احتياجات العضلات الهيكلية مدة دقيقة واحدة في أثناء التمرين العضلي الشديد، ولكنها سرعان ما تتوقف نتيجة لتراكم المستقلبات الناتجة منها في العضلة وهي حمض اللاكتيك (حمض اللبن) Lactic acid. 3ـ الأكسدة الهوائية للغليكوجين والحموض الدهنية: تمد هذه الآلية العضلات بالطاقة مدّة طويلة من الزمن، وهي تتطلب الأكسجين، كما أنها ذات مردود كبير بالمقارنة مع الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين (مولّد سكر العنب). يمكن للمخزون العضلي من الغليكوجين أن يفي بمتطلبات العضلات الهيكلية من الطاقة لمدة أربع أو خمس ساعات من التمرين العضلي الشديد والمديد، وتتكفل المخازن الشحمية في الجسم بتلبية احتياجات الجسم من الطاقة اللازمة للتقلص والاسترخاء العضليين عدة أسابيع (مثال ذلك في أثناء الجري حول كندا).   الشكل (3) الأهمية النسبية للأكسدة اللاهوائية والهوائية للغليكوجين في الإمداد بالطاقة اللازمة لسباق رياضي تبعاً لمسافة السباق. يلاحظ من الشكل بأن الأكسدة اللاهوائية مسؤولة عن تقديم معظم الطاقة اللازمة للمسافات القصيرة (1500متر)، أما أهمية الأكسدة الهوائية للغليكوجين في تزويد الطاقة فتتأكد بمسافات السباق الأطول. تختلف أهمية مصادر الطاقة المذكورة أعلاه باختلاف شدة التمرين العضلي الممارس ومدته، ففي التمارين السريعة التي لا تستغرق عادةً إلا ثواني قليلة (جري 100متر، قفز، رفع أثقال، غطس) يشكل هنا الفسفاجين مصدر الطاقة الرئيس، في حين تكون مشاركة الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين في إمداد العضلات بالطاقة اللازمة لعملها مهمّة في التمارين العضلية التي تحتاج نحو دقيقة واحدةً. أمّا في التمارين العضلية التي تستغرق وقتاً أكبر فتكون مشاركة الأكسدة الهوائية للغليكوجين في إمداد الطاقة للعضلات لاغنىً عنها، ويمكن بعد نفاد مخزون العضلات من الغليكوجين أن تعتمد العضلات من أجل الحصول على الطاقة على أكسدة الحموض الدهنية من أجل الاستمرار بنشاطها، كما تشكل هذه الآلية المصدر الرئيسي في الحصول على الطاقة خلال التمرين العضلي الخفيف أو متوسط الشدة. يمكن في حالات استثنائية أن تلجأ العضلات من أجل الحصول على الطاقة إلى أكسدة البروتينات العضلية وذلك بعد نفاد مصادر الطاقة السابقة أي الغليكوجين والحموض الدهنية. يذكر أن الفسفاجين هو المسؤول الأول عن الإمداد بالطاقة اللازمة لسباق المسافات القصيرة جداً (أقل من 400 متر). الآليات الفيزيولوجية المسؤولة عن ظاهرة التعب وتغير الثوابت: يتأكد دور الآليات الفيزيولوجية (الوظيفية) في ظهور حالة التعب عند ممارسة عملٍ مجهدٍ أو تمرينٍ عضليٍ منهكٍ، ومن حيث المبدأ يمكن لأي خلل يطرأ على آليات التقلص العضلي بدءاً من لحظة تفعيل العصب المعصب للعضلة حتى لحظة انزلاق خيوط الأكتين ما بين خيوط الميوزين (حدوث التقاصر العضلي) أن يسبب قصوراً أو عجزاً في الأداء الوظيفي للعضلات الهيكلية، وإن أهم الآليات الفيزيولوجية المسؤولة عن ظاهرة التعب هي: ـ تراكم حمض اللبن نتيجة الأكسدة اللاهوائية للغليكوجين في أثناء التمرين الشديد، يخفض هذا الحمض باهاء pH الهيولى العضلية وتثبط بالتالي الأنزيمات المسؤولة عن التحلل السكري glycolysis، ولابد في هذه الحالة من تخليص الجسم من هذا الحمض ويكون ذلك بتحويله في مستوى الكبد إلى بيروفات ومن ثم إلى غلوكوز يمكن أن يعود إلى العضلات ليشترك في بناء الغليكوجين العضلي. يحتاج الجسم للتخلص من حمض اللبن المتراكم إلى مدة من الزمن تراوح ما بين دقائق إلى ساعات تبعاً لشدة الجهد العضلي الممارس. يسهم الحماض acidosis الناتج من انخفاض باهاء pH الدم في مستوى الدماغ في الإحساس بالتعب. ـ نفاد المخزون العضلي من الغليكوجين: يمثل الغليكوجين مصدراً طاقياً رئيساً في العضلات، ويؤدي نفاده إلى قصور في آلية التقلص العضلي، ويلزم عادةً لإعادة ترميم المخزون العضلي من الغليكوجين بعد تمرين عضلي شديد لنحو يومين تقريباً، علماً بأن سويّة السكر في الدم تنخفض أيضاً بتأثير التمرين المجهد. ـ القصور التنفسي وعجز الجهاز التنفسي عن تلبية احتياجات الجسم المتزايدة من الأكسجين في أثناء التمرين أو الجهد العضلي الشديد، قد يشكل بخاصة عند الأشخاص غير المتدربين سبباً رئيساً يحد من استمرار هذا التمرين. ـ ارتفاع حرارة الجسم الداخلية حتى 40ْ أو أكثر قليلاً تحت تأثير الجهد العضلي الكبير الممارس وخاصة في بيئة حارة ورطبة تحد حتماً من استمرارية هذا الجهد. ـ ضياع الماء الجسمي والأملاح الجسمية عن طريق التعرق الشديد في أثناء تنفيذ جهد عضلي كبير وخاصة في البيئة الحارة والرطبة له دور مؤكد في إنقاص الكفاية العضلية وتسريع ظهور حالة التعب العضلي. تؤدي مجمل هذه العوامل إلى منع استمرارية الجهد العضلي وظهور التعب. يمكن من جهة ثانية أن تظهر إحساسات الألم العضلي بعد عدة ساعات أو عدة أيام من التعب غير الاعتيادي لعضلة أو لمجموعة من العضلات نتيجة لعوامل عديدة كالتهاب السفاق العضلي aponeurositis، أو إصابة الألياف العضلية بأذيات نتيجة هذا الجهد، كما يمكن في بعض الحالات أن يترافق ذلك مع المعص (التشنج) العضلي cramp نتيجة التعب أو سوء التدريب، أو أن تظهر حالات أكثر فداحة كالتمزق العضلي. التدابير المتبعة في معالجة ظاهرة التعب العضلي يمكن تأخير ظهور حالة التعب باتباع بعض الإرشادات التي تُلخص بمايلي: 1ـ تناول الأغذية السكرية قبل عدة أيام من تنفيذ التمرين العضلي الشديد، الذي يزيد من الكفاية العضلية عن طريق زيادة المخزون العضلي من الغليكوجين. 2ـ تجنب تناول الأغذية السكرية في الساعات الثلاث التي تسبق التمرين العضلي الشديد لأن الأنسولين الذي يفرز تحت تأثير هذه الأغذية، يقلل من وصول الحموض الدهنية إلى الدم وبالتالي إلى العضلات. 3ـ تناول المحاليل السكرية كمحاليل الغلوكوز أو الفركتوز بتركيز 2 إلى 2.5٪ قبل البدء مباشرة بالتمرين العضلي الشديد، كما يمكن تناول المحاليل في أثناء التمارين العضلية المديدة كسباق الدراجات. 4ـ عدم ممارسة أي جهد رياضي كبير عند الانتقال إلى بيئة حارة ورطبة إلا بعد مضي مدّة أسبوعين، بعد أن يكتمل تأقلم الجسم مع هذه البيئة بزيادة إفرازه لهرمون الألدوستيرون الذي يقلل من التعرق في هذه الأوساط. 5ـ عدم ممارسة الجهد العضلي في أوساط غير مهواة جيداً. 6ـ الإقلاع عن التدخين لما لهذا الأمر من دور في تسريع ظهور التعب العضلي. 7ـ التدريب المنتظم والمتدرج في الشدة الذي يحسن الكفاية العضلية نتيجة ازدياد عدد اللييفات العضلية وازدياد محتواها من الفسفاجين و الغليكوجين والحموض الدهنية ومن الأنزيمات المسؤولة عن تشكل الطاقة. أما فيما يتعلق بالتدابير المتبعة في معالجة ظاهرة التعب فيمكن تلخيصها بمايلي: ـ عدم ممارسة أي جهد عضلي شديد إضافي لأن ذلك يؤخر زوال ظاهرة التعب. ـ تدفئة العضلات المتعبة فتتحسن تروية هذه العضلات وبذلك يسهل تخليصها من حمض اللاكتيك المتراكم، وإعادة ترميم مخزونها الطاقي. ـ تعويض الجسم عن الأملاح المعدنية المفقودة عن طريق تناول عصير الفواكه. ـ تناول السكريات بكميات كبيرة نسبياً (إذا لم يكن هنالك من سبب مرضي يمنع من ذلك) لترميم المخزون العضلي من الغليكوجين. التعب المرضي قد يكون التعب ناتجاً من أسباب مرضية منها: 1ـ الوهن العضلي الوبيل myasthenia gravis الذي ينتج من قصور في نقل التفعيل من العصب المحرك إلى العضلة المعصبة به نتيجة وجود خلل في مستقبلات الأستيل كولين في مستوى غشاء الليف العضلي. 2ـ مرض أديسون Addison disease الذي يترافق مع قصور في إفراز قشر الكظر لهرمون الكورتيزول، والذي ينتج منه خللٌ في تنظيم سوية السكر في الدم، وفي المخزون الكبدي من الغليكوجين، وينعكس هذا سلباً على الأداء الوظيفي للعضلات، ويؤثر على ما يبدو في ظهور حالة التعب عند الإصابة بهذا المرض. 3ـ العوز الأنزيمي الولادي congenital لبعض الأنزيمات المسؤولة عن استحداث السكر في الجسم كالفسفوفر كتوكيناز والتي تسبب عدم تحمل الطفل المصاب للتمارين العضلية الشديدة نسبياً. 4ـ عوز أنزيم فوسفوريلاز الغليكوجين في العضلات الهيكلية: وهو المسؤول عن الغليكوجين العنب من أجل الحصول على الطاقة بعدها سواء عن طريق الأكسدة الهوائية أو اللاهوائية ويسبب عوز هذا الأنزيم إلى سوء تحمل المرضى للتمارين الرياضية حتى المعتدلة منها على الرغم من توافر الغليكوجين في عضلاتهم الهيكلية.   عبد الرزاق شيخ عيسى   التعب في المعادن فشل جزء معدني في تحمل ضغط معين ويظهر ذلك في كسر أو تشوه الشكل الخارجي للجزء المعدني، حيث تحصل انزلاقات في بلورات المعدن وتظهر الشقوق الميكروسكوبية التي تؤدي إلى إهتراء الجزء وتمزقه، فقد يفشل جزء معدني ما في تحمل ضغط معين أقل بكثير مما يمكنه تحمله في الأصل. ويمكن ملاحظة ظاهرة تعب المعادن في محاور الآلات أو في العجلات أو في أعمدة الدفع في السفن أو في أذرع القيادة في السيارات أو في أجسام السفن أو في عوارض السطح في الجسور أو في أجنحة الطائرات ومحركاتها. استأثرت مشكلة تعب المعادن باهتمام كبير في مجال النقل بعد الحرب العالمية الثانية نتيجة لتزايد الطلب على الطائرات ذات السرعات العالية والحمولات الكبيرة على ارتفاعات عالية، وطرح هذا الأمر على المهندسين من أجل تصميم الجناح والمحرك. وتسمى مقاومة المعدن للتعب قوة التعب التي يجب على مهندسي التصميم أخذها بعين الاعتبار في أثناء التصميم. التعب في علم النفس رد فعل دفاعي طبيعي للعضوية هدفه الحفاظ عليها، وينطوي على جملة من التغيرات الفيزيولوجية والنفسية الناتجة عن فقدان الطاقة وممارسة العمل لمدة معينة وتؤدي هذه التغيرات إلى انخفاض مؤقت في القدرة على العمل ومن ثمّ انخفاض مؤقت في إنتاجيته. أشكال التعب هناك عدة أشكال للتعب وذلك تبعاً لنوع العمل الذي يؤديه الفرد: 1ـ التعب الفيزيائي: ويظهر في أثناء بذل الجهد العضلي. 2ـ التعب الذهنـي: ويظهر في أثناء بذل الجهد الفكري. 3ـ التعب العصبي ـ النفسي: وهو التعب الناتج عن موقف الانتظار السلبي الذي يتميز بالمراقبة الفعالة في أثناء العمل مثل انتظار ظهور إشارة معينة أو هدف ما أو انحراف أحد أو بعض معايير العمل عن حدودها الطبيعية، ويحدث في مهن متعددة مثل: الاتصالات، العمل في غرف القيادة ومراكز العمليات، الطيران، قطار الأنفاق، الملاحة الأرضية، كما يمكن أن يظهر هذا الشكل من التعب في الحالات والمواقف الطارئة التي تظهر في أثناء العمل التي تتميز بضيق الوقت أو ظهور خطر معين أو تعقد ظروف العمل، أو ظهور خلل معين في عمل الآلات، أو ندرة المعلومات اللازمة لاتخاذ القرار المناسب في مجرى العمل، أو ظهور عائق يمنع الفرد من متابعة النشاط الذي يمارسه، أو مجموع هذه العوامل أو بعضها في حالات معينة. المظاهر النفسية للتعب يهتم علم النفس بالتعب بوصفه حالة يعاني منها الفرد، ويمكن أن نلاحظ المظاهر النفسية التالية للتعب: ـ الإحساس بالتعب الخفيف: يشعر الفرد بانخفاض في القدرة على العمل لا يترافق مع انخفاض الإنتاج، هذا الانخفاض البسيط في القدرة على العمل يؤدي إلى معاناة الفرد من توتر بسيط ناتج عن شعور الفرد بعدم وجود القدرة اللازمة لمتابعة العمل بالمستوى المطلوب. ـ تغيرات في الانتباه: تتجلى هذه التغيرات في صعوبة تركيز الانتباه على مثير معين لمدة كافية، وفي صعوبة توزيع الانتباه بين مثير وآخر، أو تحويله عند اللزوم، كما نلاحظ تحول الانتباه بشكل عشوائي من مثير لآخر. ـ تغيرات في الحواس: تتجلى هذه التغيرات في انخفاض حساسية المُستقبلات، والذي يؤدي إلى زيادة قيمة العتبات الحسية المطلقة والفارقة وخاصة الحواس التي لها النصيب الأكبر في المشاركة بالعمل الذي يقوم به الفرد. ـ تغيرات في الحركة: يؤدي التعب إلى بطء الحركة والتشوه في إيقاعها أو دقتها أو توازنها أو تناسقها، إذ يلاحظ عدم الدقة والتوازن في المهارات الحسية الحركية وخاصة المعقدة منها، كما يُلاحظ أيضاً انخفاض سرعة رد الفعل الحسي الحركي ورد الفعل الانتقائي ويمكن أن يُلاحظ أحياناً أن سرعة رد الفعل لا تتأثر بالتعب ولكنه يترافق مع بعض الأخطاء. ـ تغيرات في الذاكرة: تظهر فيه صعوبات في استرجاع المعلومات من الذاكرة طويلة الأمد وانخفاض في حجم الذاكرة قصيرة الأمد، وانخفاض في فعالية الذاكرة العملياتية. ففي حالة التعب الشديد يعاني الفرد من صعوبات في تذكر التعليمات اللازمة للعمل أو للنشاط الذي يمارسه، مع أن الفرد يتذكر جيداً أشياء وحوادث ليست لها أي علاقة بالعمل أو بالنشاط الذي يمارسه. ـ تغيرات في التفكير: يشكو الفرد فيه من ضعف قدرته على الفهم والاستيعاب، كما أنه يجد صعوبة في القيام بالمحاكمات العقلية والاستنتاجات، كما نلاحظ أن الفرد يعاني من صعوبة في اتخاذ قرارات جديدة في مواقف معروفة له سابقاً في العمل الذي يؤديه أو النشاط الذي يمارسه. ـ تغيرات في السلوك الإرادي: يؤدي التعب إلى ضعف قدرة الفرد على اتخاذ القرارات اللازمة لمتابعة العمل، وعدم القدرة على التحكم بالذات، والانزعاج الشديد لأسباب تافهة كما نلاحظ اضطراب القدرة على الإصرار للوصول إلى هدف مرحلي في أثناء القيام بالعمل أو ممارسة نشاط ما. ـ تغيرات في الدافعية للعمل: نلاحظ في المراحل الأولى للعمل الحماسة والرغبة في العمل والإقبال عليه، أما في مراحله الأخيرة فنلاحظ أن الدافعية تتمركز حول إيقاف العمل والامتناع عنه، وفي حال الاستمرار بالعمل يؤدي ذلك إلى ظهور ردود فعل انفعالية سلبية، ففي الحرب العالمية الثانية لوحظ لدى الجنود ما سُمي بتعب القتال الذي أعتبر من أعراض القلق والكآبة، ففي حالة القلق يعاني الجندي من آلام الصدر وصعوبة التنفس وخفقان القلب بسرعة والصداع والنزق، أما في حالة الكآبة فيعاني الجندي من الحاجة إلى الجهد الزائد للبدء بنشاط ما ومن صعوبة إتمام ما بدأه من مهمات، ومن صعوبة في النوم واضطراب الشهية. ـ انخفاض في مستوى النشاط العام والرغبة في النوم: تظهر في حالة التعب الشديد لدى الفرد الرغبة في النوم كآلية تهدف إلى حماية العضوية إذ يمكن أن ينام الفرد في أية وضعية كالجلوس مثلاً. وتظهر مؤشرات التعب تبعاً لشدته، فمثلاً: في حالة التعب الخفيف لا تحدث تغيُّرات ملحوظة في الوظائف النفسية ومع ذلك فإنه يشير إلى ضرورة القيام بالإجراءات الكفيلة بالحد من درجة تفاقم التعب، أما التعب الشديد فهو ضار جداً، ويؤدي إلى انخفاض إنتاجية العمل وتبدو المظاهر النفسية واضحة جداً، وبناءً على ما تقدم يمكن اعتبار التعب متلازمة نفسية ـ فيزيولوجية لفقدان الطاقة المرافقة باختلال التوازن في بعض الأنظمة الجسمية كالسكر وحمض اللبن والأكسجين. مراحل التعب للتعب ثلاث مراحل: ـ المرحلة الأولى: تتميز بظهور شعور بسيط بالتعب، لا تنخفض إنتاجية العمل بشكل ملحوظ. وتتميز هذه المرحلة بظهور تغيرات بسيطة في الوظائف النفسية. ـ المرحلة الثانية: تتميز بانخفاض ملحوظ في إنتاجية العمل يهدد بالتفاقم تدريجياً يلاحظ هذا الانخفاض على نوعية المنتوج وليس على كميته، كما تلاحظ التغيرات الواضحة في الوظائف النفسية. ـ المرحلة الثالثة: تتصف بالمعاناة الشديدة من التعب، إذ يُلاحظ الانخفاض الواضح في إنتاجية العمل وغالباً ما يكون هذا الانخفاض متذبذباً صعوداً وهبوطاً، الأمر الذي يعبر عن محاولة الفرد الاحتفاظ بالمستوى المطلوب بإيقاع العمل والذي يمكن أن يتسارع أحياناً ولكن على نحو غير ثابت. تُلاحظ في هذه المرحلة التغيرات الواضحة جداً في الوظائف النفسية، كما يشعر الفرد بعدم إمكانية متابعة العمل أو النشاط الذي يمارسه. التعب والنمطية يواجه الباحثون مشكلة تمييز التعب من بعض الحالات التي تشابهه من ناحية انخفاض إنتاجية العمل ومنها النمطية monotony في العمل، التي تتصف بسير العمل على وتيرة واحدة في بيئة مهنية فقيرة بالمثيرات، حيث يتواجد الفرد في مكان العمل جسدياً ولكنه شبه غائب نفسياً وذهنياً، الأمر الذي يؤدي بالفرد إلى الشعور بالملل والقلق والسأم وانخفاض الروح المعنوية لديه. تؤثِّرالنمطية سلباً على إنتاجية العمل إذ يُلاحظ الانخفاض المبكر في الإنتاجية قبل حلول التعب، أي إنَّ الإنتاج ينخفض في أفضل ساعات العمل. العوامل المؤثرة في التعب إنّ تطور حالة التعب يتوقف على مجموعة من العوامل مثل: الظروف الفيزيائية المحيطة بمكان العمل: كالإضاءة والتهوية والحرارة والضجيج، ونوعية العمل، وظروف سير العمل، وكذلك الخصائص الفردية للإنسان مثل:الصحة العامة، السن، الاهتمام والدوافع نحو العمل، سمات الشخصية. وتحدد هذه الخصائص طريقة تعامل الفرد مع التعب. وللعوامل النفسية أثر مهم في إنتاجية العمل ومنها:الرضا عن العمل والاهتمام به. دراسة التعب وقياسه يمكن دراسة التعب بالطرائق التالية: ـ تقدير الفرد الذاتي على سلم التعب من ثلاث درجات: أشعر بالتعب كثيراً، نادراً، أحياناً. وقد تمدد الدرجات إلى خمسة. ـ تقدير تعب الفرد عن طريق قياس كمية /أو نوعية إنتاجه. ـ التقدير الميكانيكي بوساطة الأرجوغراف ergograph الذي يسجل على أسطوانة رفع ثقل تحركه العضلات المراد دراسة أدائها الوظيفي ويكون العمل المنجز مساوياً لجداء الثقل في الارتفاع وفي عدد الرفعات، ويدل ذلك على مستوى التعب. ـ التقدير الكهربائي: يتم تسجيل التيار الكهربائي الذي ينتجه التقلص العضلي ويسمى هذا التيار تيار الفعل يبدأ قبل التقلص بقليل وينتهي بعد بدايته، فالتعب يقلل من اتساع الذبذبة الكهربائية، وحتى عندما يتوقف التقلص الإرادي تبقى العضلة حسَّاسة للتنبيه الكهربائي المباشر، الأمر الذي يعني أن مواردها لم تنفذ بعد، فالتعب قبل كل شيء ظاهرة حماية تبدو كخاصة من خصائص الجهاز العضلي والعصبي. أساليب التخفيف من التعب إن إعادة مستوى القدرة على العمل إلى وضعه الطبيعي مبني على أساس التوزيع السليم لأوقات الراحة والعمل، الذي يبنى على أساس ديناميكية القدرة على العمل وذلك بهدف ضمان إنتاجية عمل عالية والحفاظ على صحة الفرد. كما إن عملية توزيع أوقات العمل والراحة تقضي حل عدد من المشكلات المترابطة مثل: تحديد طول مدّة العمل، وتحديد مدة الراحة في أثناء العمل وطريقتها: تعد الراحة في أثناء العمل من العوامل المهمة والمؤثرة في نتائجه، فهي ضرورية لتجديد القدرة على العمل، ويمكن أن تنفذ على نحو منظَّم ومخطَّط له مسبقاً أو أنها تنفَّذ بشكل ذاتي، وهذا يتوقَّف على طبيعة العمل ويُفضَّل أن لا تزيد مدتها على20 دقيقة، وتوزيع ساعات العمل خلال 24 ساعة، أسبوع، شهر، سنة، وتحديد المدة الزمنية المناسبة بين مدَّتي العمل، ونوع العمل وطبيعته وظروفه، وتدريب العامل على أفضل طرق العمل التي تقتصد الوقت والجهد، وذلك بعد دراسة العمل من ناحية الحركة والزمن، وإعادة النظر في آلات وأدوات ومعدّات العمل، واستبدال ما يؤدي منها إلى ضياع قدر كبير من الطاقة، وإعادة النظر في الظروف الفيزيائية المحيطة بمكان العمل: مثل الإضاءة، والتهوية، والضجيج، والحرارة؛ وتدريب الإنسان على الاسترخاء وتخفيف التعب، مستخدماً أجهزة التغذية الراجعة الحيوية bio feedback.   محمد عماد سعده   الموضوعات ذات الصلة:   التغذية الراجعة ـ المعادن (علم ـ) ـ النفس (علم ـ) ـ النفس الصناعي (علم ـ).   مراجع للاستزادة:   ـ صادق الهلالي، المرجع في الفيزيولوجيا الطبية، ترجمة لكتاب غايتون وهول (منظمة الصحة العالمية، المكتب الإقليمي لشرق الأوسط 1997). ـ محمود السيد أبو النيل، علم النفس الصناعي بحوث عربية وعالمية (دار النهضة العربية، بيروت 1985). ـ أبو مدين الشافعي، التعب (دار الفكر العربي، مطبعة الرسالة، القاهرة 1947). ـ موريس. س.فيتلس، علم النفس المهني، ترجمة أحمد زكي صالح (دار المعارف، القاهرة 1983). - WILLIAM F.GANONG - Review of Medical Physiology - Appleton and Lange - Middle East Edition, (Lebanon 1997). - TH. BOYER, Sport et appareil Locomoteur (Masson, France 1989).

اقرأ المزيد »




التصنيف : تربية و علم نفس
النوع : صحة
المجلد : المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 596

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 570
الكل : 31208291
اليوم : 33448

بيكابيا (فرنسيس-)

بيكابيا (فرانسيس ـ) (1879 ـ 1953)   فرانسيس بيكابيا Francis Picabia مصوّر فرنسي، ولد في باريس ومات فيها، وكان أفضل من جسّد روح القطيعة والرفض في تاريخ التصوير في القرن العشرين، وفي عداد روّاد الفن الحديث.  بدأ عهده بالتصوير مصوراً انطباعياً متأخراً شأنه في ذلك شأن كثير ممن سبقوه. تلقى نصائح المصور الفرنسي بيسّارّو[ر] Pissarro الذي التقى به أول مرة في عام 1903، وكان من شأن النجاح الذي أصابه معرضه الفردي الأول الذي أقيم  في عام 1905، والعقد المريح الذي أبرمه جرّاءه مع تاجر اللوحات دانتون بين عامي 1906 و1909، أن يصرفاه إلى التصوير بجدية، و يشجعاه على المضي فيه بحثاً وتجريباً، وكان وقتها مصوراً شاباً يتطلع إلى أن يغدو فناناً متمرداً يرسم لمتعته الشخصية.
المزيد »