logo

logo

logo

logo

logo

أنغر (جان أوغست دومينيك-)

انغر (جان اوغست دومينيك)

Ingres (Jean Auguste Dominique-) - Ingres (Jean Auguste Dominique-)

أنغر (جان أوغوست دومينيك ـ) (1780 ـ 1867م)   جان أوغست دومينيك أنغر Jean Auguste Dominique Ingres مصوّر فرنسي ولد في مدينة مونتوبان Montoban وتوفي في باريس، وكان والده جوزيف مصوراً ونحاتاً وموسيقياً قاد خطوات ابنه الأولى في الفن التشكيلي والعزف على الكمان. التحق أنغر بالأكاديمية الملكية في تولوز سنة 1791، وكان ممن تتلمذ عليهم فيها: المصوّر جوزيف روك Joseph Roques والنحات جان بيير فيغان J.P.Vigan ومصور المناظر جان بريان J.Briant واستطاع أنغر، أيضاً في تولوز، أن ينمي موهبته في العزف على الكمان، على يد العازف لوجون Lejeune، حتى أوشك أن يصير محترفاً. سافر أنغر، سنة 1797، إلى باريس حاملاً سمعة برّاقة ومدعوماً بتوصيات كثيرة فاستطاع الدخول إلى مُحترف جاك لويس دافيد[ر] J.L.David في أكاديمية الفنون الجميلة في باريس، وذلك إبان عمل دافيد لوحة «النساء السابينيات». وكان أنغر في ذلك المُحتَرف دؤوباً على العمل الأكاديمي، بمنطلقات الاتباعية الحديثة التي فرضها المعلّم دافيد، ولم يُغرِه الاطلاع على مستجدات الفن التشكيلي في العاصمة، الأمر الذي كان يلفت اهتمام زملاء المحتَرَف في ذلك الحين. فاز أنغر، سنة1801 في محترَف دافيد، بجائزة رومة الكبرى على لوحته «سفراء أغاممنون» وهي اليوم في متحف المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بباريس. ولما منعته أسباب مادية وسياسية من السفر مباشرة إلى رومة، انتقل إلى مكان في ضاحية باريسية، كان سابقاً ديراً للكبوشيين، وبذلك بقي قريباً من زملائه المصورين غرو[ر] Gros وجيرودِه[ر] Girodet وغرانِه[ر] Granet والنحات الفلورنسي بارتوليني Bartolini، وكان هؤلاء أيضاً من تلامذة دافيد. انهالت الطلبات على أنغر في مقره الجديد وكان جُلُّها صوراً شخصية منها: صورة شخصية له وهو في الرابعة والعشرين من العمر (1804، متحف كونده في شانتيي) وثلاث صور شخصية لأفراد أسرة ريفيير (1805، متحف اللوفر) ولوحة «نابليون الأول على العرش الامبراطوري» (1806، المتحف الحربي، باريس) ولما عرضت هذه الأعمال سنة 1806 لاقت انتقادات كثيرة، مما سبب كدراً لأنغر وعدّ ذلك النقد سوء فهم لأعماله. سافر أنغر إلى رومة فوصل إليها في تشرين الأول 1806، وتوقف في طريقه إليها في فلورنسة كي يتأمل جداريات مازاتشيو[ر] Masaccio. واستقر في فيلا دي مديتشي في رومة من سنة  1806 إلى سنة 1810، متمتعاً هناك بمنحة «جائزة رومة الكبرى». وبعد انقضاء هذه المدة بقي في رومة، ومن الأعمال التي نفذها هناك: صورة شخصية لزميله غرانِه (1807، متحف إيكس آن بروفنس)، وصورة شخصية للسيدة دوفوساي (1807، متحف كونده في شانتيي)، ومجموعة لنساء عاريات منها لوحة «مستحمة فالبانسون» (1808، متحف اللوفر)، ولوحة «مستحمة» (1808، متحف بايون)، ولوحة «جوبيتر وتيتس» (1811، متحف إيكس آن بروفنس). بدأ أنغر بتأليف موضوعات في لوحات كبيرة الحجم سنة 1812 فصوّر لوحة «رومولوس ينتصر على أكرون» Romulus Vainqueur d'Acron (متحف اللوفر) وأتبعها، سنة 1813 بلوحة «حلم أوسيان» (متحف مونتوبان). تزوج جان أنغر، سنة1813، صانعة القبعات مادلين شابل، وفي سنة 1814 أنتج ثلاث لوحات تعدّ قمة في إنتاجه الفني: صورة شخصية للسيدة دوسينون (متحف نانت) ولوحة «الوصيفة الكبرى» (متحف اللوفر) ولوحة «باولو وفرانشيسكا» (متحف كوندِه في شانتيي). خسر أنغر زبائنه، بعد إطاحة نابليون سنة 1815، واضطره السعي وراء كسب العيش، إلى رسم صور شخصية بقلم الرصاص، لبعض من أعضاء الجالية البريطانية، منها: صورة الأخوات مونتاغو (1815، مجموعة خاصة بلندن)، وصورة أسرة ستاماتي (1818، متحف اللوفر). لقد أضفت موهبة أنغر على تلك الرسوم أناقة في الخط ودقة في الملامح، رغم أنه لم يرسمها إلا اضطراراً. وكان يُعِد في الوقت ذاته، لوحات صغيرة الحجم في موضوعات تاريخية منها: «الملك هنري الرابع يستقبل سفير إسبانية»، ولوحة «موت فرانسوا الأول»، وكلتاهما من سنة 1817 ومحفوظتان في متحف القصر الصغير في باريس. ذهب جان أنغر إلى فلورنسة سنة 1820 وقرر العيش فيها بناءً على دعوة من صديقه النحات لورنزو بارتوليني فأقام هناك أربع سنوات قام في أثنائها بدراسة فن رافاييل[ر] كما صور عدداً من الصور الشخصية بينها: صورة لبارتوليني (1820، اللوفر)، وصورة للكونت دي غورييف (1921، متحف الأرميتاج)، وصورتان للسيد والسيدة لوبلان (1823، متحف المتروبوليتان في نيويورك). ونفذ كذلك، في فلورنسة من1820 إلى 1824، لوحة مخصصة لكاتدرائية مدينة مونتوبان مسقط رأسه وموضوعها «نذر لويس الثالث عشر». ولما عرضت تلك اللوحة في باريس في صالون المعرض السنوي 1824، استقبلت بحفاوة، ونظر إليها على أنها تعبير عن القيم الاتباعية في فن التصوير بالمقارنة مع تحفة أوجين دولاكروا[ر] «مذبحة خيوس» التي مثّلت آنئذٍ المذهب الإبداعي [ر. الإبداعية]. قُلِّد أنغر سنة 1825 وشاح «جوقة الشرف» الفرنسي، وانتخب في تلك السنة عضواً في الأكاديمية الفرنسية وافتتح مرسماً له في باريس أخذ يدرّب فيه بعض الناشئة. وفي سنة 1829 عُيّن أستاذاً في أكاديمية الفنون الجميلة في باريس. إن لوحة «تمجيد هوميروس» التي صممها أنغر لسقف إحدى القاعات المصرية في اللوفر سنة 1827 لاقت استقبالاً حافلاً منقطع النظير لدى أنصار الأسلوب الاتباعي إذ رأوا فيها صرخة مناهضة للوحة دو لاكروا De Lacroix «موت سردانابال»، وكان أنغر قد أخذ على عاتقه الدفاع عن الاتباعية منذ النقاش الذي دار بين أنصاره وأنصار دولاكروا إبان «صالون 1824». أما لوحته «استشهاد القديس سمفوريان» التي عرضت سنة 1834 في صالون باريس (اليوم في كاتدرائية أوتن)، فكانت خيبة أمل قرر بعدها ألا يشترك في الصالون ثانية، وكان ذلك سبباً في قبوله في منصب إدارة الأكاديمية الفرنسية في فيلا دي مديتشي في رومة حيث بقي من سنة 1835 إلى سنة1841 وكان موضع اعتزاز تلامذته القدامى، وقام هناك بإصلاحات عدة منها إحداث كرسي الحفريات الأثرية archéologie، وأنتج في تلك الأثناء لوحة «الوصيفة والعبد» (1839، متحف فوغ للفنون في كامبردج مساشوستس) ولوحة «أنطيوخوس وستراثونيس» (1840، متحف كوندِه في شانتيي). لما عاد أنغر إلى باريس قام بتصوير عدد من الصور الشخصية تلبية لرغبة أصحابها، فجاءت معبرة عن براعة في تمثيل الشخصية وسبر أغوارها، كما استقطبت حديث المجتمع الذي تمثله تلك الشخصيات: صورة الكونتس هوسيفيل سنة 1845، وصورة البارونة جيمس دي روتشيلد سنة 1848، وصورة السيدة غونس (1845-1852، متحف مونتوبان) وصورة السيدة مواتسيير واقفة (1851، المتحف الوطني في واشنطن) وصورة السيدة ذاتها جالسة (1856، المتحف الوطني في لندن) وصورة الأميرة دوبروي De Broglie  1853، متحف المتروبوليتان في نيويورك). كان أنغر قد كُلف آنذاك مهمات لزخرفة المباني العامة أيضاً ومنها تصوير جدارية كبيرة لقصر الدامبيير تمثل «العصر الذهبي»، وقد بدأ يضع دراساتها سنة 1842 ولكنه لم ينهها. أما لوحة تمجيد نابليون الأول فقد نفذها لسقف في بناء بلدية باريس 1853 ودمّرت إبان حريق كومونة باريس سنة 1871 (ودراستها محفوظة في متحف كارنافاله)، كما وضع تصميمات للزجاج المعشق. كذلك نفذ أنغر لوحات دينية عدّها النقاد محاكاة لفن رافائيل، وهي لوحة «عذراء القربان» (1841، متحف بوشكين في موسكو)، ولوحة «جان دارك في حفل تتويج شارل السابع» (1854، اللوفر)، ولوحة «المسيح يناقش العلماء» (1862، متحف مونتوبان). لم يفقد أنغر اندفاعه المبدع حتى سنيه الأخيرة حين راح ينتج لوحات تعد من قمم أعماله ومنها لوحة «النبع» (1856)، ولوحة «الحمام التركي» (1863) وكلتاهما من محفوظات اللوفر. وبعد وفاة زوجته الأولى، تزوج سنة 1851، وهو في سن الحادية والسبعين، راميل دلفين وصورها سنة 1859. يُعد أنغر ممثلاً للاتباعية الجديدة. وقد اختط لنفسه أسلوباً مذ كان في محترف دافيد، وظل متمسكاً به ووفياً للاتباعية حتى أيامه الأخيرة، بوصفها «الطريق الحق»، ومجاهداً في سبيل استمرارها ما استطاع. وكان يناهض ما استجد على الساحة الفنية في أيامه الطويلة تبعاً للتقلبات الفكرية والاجتماعية التي تلاحقت في فرنسة، ولاسيما ما يتصل بالإبداعية، ولما توفي كانت الانطباعية آخذة بالانطلاق. وقد تعلّق أنغر بالطبيعة، بكل أشكالها، وبأدق تفاصيلها، وكان يميل إلى تصوير العري الأنثوي، كما تأثر قبل سفره إلى إيطالية بفن فان آيك[ر] وبالفن القوطي، واكتسب في رومة وفرنسة الكثير من أفكار معلمي عصر النهضة الإيطالي وأساليبهم وخاصة رافائيل. ولقد اعترى اتباعية أنغر المثالية، من حيث التطبيق، نَفَسٌ متأنق في الخط واللون جرفها إلى النمطية . ويذكر معظم مؤرخي الفن أن مجال إبداع أنغر كان في الصور الشخصية والموضوعات المعالجة في لوحات صغيرة، ولم يكن يتطلع في اللوحات الكبيرة والجدارية التي عالج فيها الموضوعات التاريخية والأسطورية إلى أن يكون الفنان الرسمي المعتمد في فرنسة. إلياس الزيات   الموضوعات ذات الصلة   الاتباعية.   مراجع للاستزادة   - Jean Leymaire, Ingres et la stylisation, dans: La peinture  française, le dix neuvième siècle (Skira 1962). - Daniel Ternois, Ingres, in: Larousse Dictionary of Painters (The Hamlyn- publishing group 1981).

اقرأ المزيد »




التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد : المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 29

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 572
الكل : 31294626
اليوم : 42814

التصعيد

التصعيد   التصعيد أو الإعلاء أو التسامي sublimation مصطلح نفسي، نشأ في ظل مدرسة التحليل النفسي. وهو يشير إلى وسيلة دفاعية أولية لا شعورية في الغالب، يلجأ إليها الفرد للدفاع عن ذاته وصورتها أمام الآخرين، عندما يتهدده صدور سلوك لا يسوّغه المجتمع أو يرفضه، يشوِّه صورة ذاته بأبعادها المختلفة.
المزيد »