logo

logo

logo

logo

logo

أوربيديس

اوربيديس

Euripides - Euripide

أورِبيديس (480 ـ 406 ق.م)   أورِبيديس Euripides شاعر مأسوي يوناني قديم، ولد في جزيرة سَلاميس Salamis في العام الذي دارت فيه معركة سلاميس (نسبة إلى خليج سلاميس) بين القوات البحرية والبرية الفارسية والمدافعين اليونان، وانتهت باندحار الفرس. ويبدو أن أسرة أورِبيديس كانت تتمتع بمركز اجتماعي مرموق، فقد حظي بتعليم جيد شمل الرياضة والرسم. ويبدو أن أباه وجهّه إلى الرياضة أولاً، ولكنه اكتشف بعد ذلك أن موهبة ابنه الحقيقية تكمن في الفلسفة والشعر. وقد درس الفلسفة على يد أساتذة كبار، وكان سقراط[ر] من المقربين إليه، وقد اتصل بالسفسطائيين، وكانت مكتبته ذات شهرة واسعة. كتب أورِبيديس المأساة وهو في سن الثامنة عشرة، وفي الثلاثينات من عمره اعتُرف به كاتباً مسرحياً. ويعتقد أنه كتب نحو اثنتين وتسعين مأساة، ولم يبق منها سوى ثماني عشرة وبعض الشذرات المتفرقة. والجدول (1) يبين لائحة بمسرحياته المعروفة.   المسرحية التاريخ الاسم بالإنكليزية الاسم اليوناني بالحروف اللاتينية (1) ألكيستيس 438ق.م. Alcestis Alkêstis (2) ميديا 431ق.م. Medea Mêdeia (3) هيبوليتوس 428ق.م. Hippolytus Hippolytos (4) الطرواديات 415ق.م. Trojan women Trôades (5) هيليني 412ق.م. Helen Helenê (6) أوريستيس 408ق.م. Orestes Orestês (7) إفيغينيا في أوليس بعد 406ق.م Iphigenia at Aulis Iphigeneia hê en Aulidi (8) عابدات باخوس 406ق.م. Bacchae Bakchai (9) أندروماخي ؟ Andromache Andromachê (10) أبناء هرقل 430ق.م. Children of Heracles Hêrakleidai (11) هِكابي 430ق.م. Hecuba Hekabê الجدول (1) وقد استمتعت الإنسانية، على مدى القرون الماضية، كما استمتع معاصرو أورِبيديس، بحصيلة المنافسة الحادة بينه وبين زميله المسرحي سوفوكليس[ر] Sophocles التي استمرت زهاء نصف قرن؛ وانتهى بانتهائها عصر المأساة الذهبي عند اليونان القدماء. وكان سلاح أورِبيديس في هذه المنافسة التعمق في النفس الإنسانية ولاسيما  أغوار الشخصيات النسائية، واتخاذ العواطف محوراً أساسياً في سلوك الشخصيات، وتأكيد أهمية الإنسان في موقفه من الآلهة اليونانية التي لم يُخفِ شكّه في سلوكها وامتعاضه من نزواتها، حتى إن جوانب الضعف أو الفساد التي كانت تنخر شخصياته عُزيت في أغلب الأحوال إلى عبث الآلهة وتلاعبها في النفس الإنسانية، كما هي الحال في شخصية فيدرا في مسرحية «هيبوليتوس»، إذ يوضح المؤلف أن هذه الشخصية التي عُدت داعرة، وقعت ضحية تصارع الآلهة الذين رمَوْها بالحب الشاذ لابن زوجها، وقد قاومت هذه النزوة بشدة وأخفقت، ولم يساعدها في ذلك إعراض هيبوليتوس عنها، وفي النهاية حين تكشف المربية أمرها، تفضل أن تمسح عن نفسها وأسرتها الخزي والعار باللجوء إلى الانتحار. وقد عمل أورِبيديس على تقريب المأساة من نفوس البشر، وجرَّدها من التأثيرات الدينية والقومية وطوّرها إلى عمل أدبي قائم على السخرية والهدم والتجديد، وبذلك أزال الهوة التي ظلت مدة تفصل المأساة عن الملهاة عند اليونان القدماء؛ وحقق الفكرة القائلة: «إن الحياة ملهاة في نظر المفكرين ومأساة في نظر العاطفيين». وتناول أورِبيديس الدين من زاوية تأثيره في سلوك الإنسان، وعني بالفلسفة والعلوم الطبيعية من زاوية إسهامها في تحرير المرء من الخرافات. وقد تعرّض لهجوم المحافظين ونقدهم، ولكنه ظفر بإعجاب المستنيرين والمثقفين، فأفلاطون[ر] أََكثرَ من ذِكْرِه والاقتباس من مسرحياته، وأرسطو[ر] امتدح جمال لغته وأشاد بقدرته على تصوير الناس كما كانوا في عصره. والواقع أن أورِبيديس استجاب في مسرحياته للتغيُّرات الاجتماعية والفكرية التي طرأت على المجتمع اليوناني واتجه بفنه إلى الإنسان، وبذلك حظي بأرفع مكانة لدى الأدباء الأورُبيين الذين خلفوه، ولاسيما في العصر الروماني وعصر النهضة. ومما يُحمد له أنه كان يتابع الوقائع السياسية لمجتمعه، ويتناولها بالتعليق والتحليل، وقد انتقد بوجه خاص السلوك الهمجي في الحرب، سواء أكان مقترفوه من الإسبرطيين الأعداء أم من مواطنيه الأثينيين. ويبدو هذا الموقف جلياً في مسرحية «الطرواديات» The Trojan Women التي عبّر فيها عن استيائه من سلوك قومه الأثينيين حين دمّروا جزيرة ميلوس، انتقاماً لموقف الحياد الذي اتخذه أهلها من الحرب بين أثينة و إسبرطة. وقد حفلت المسرحية بلوحات معبّرة عن ويلات الحرب وعذابات المغلوبين؛ كسوء المصير الذي تعرضت له السبايا الطرواديات. ولأورِبيديس إلى جانب ذلك مسرحيات ذات طابع إبداعي (رومنسي) مثل مسرحية «إفيغينية» Iphigenia. وكان بوجه عام شديد الاتكاء على الأسطورة. وتظل «ميديا» رائعة مسرحياته والأكثر تمثيلاً لفنه. وموضوعها الغيرة القاتلة التي تلهب صدر الزوجة فتعمي بصيرتها. وقد أدّت بها الغيرة إلى قتل عروس زوجها «ياسون» Jason بإهدائها رداء مغموساً بمادة مسحورة؛ ما إن وضعته العروس على جسدها حتى احترقت، وهلك معها أبوها أيضاً. وكذلك أقدمت على ذبح ولديها أمام ناظري زوجها، ولم تسمح له حتى بلمسهما. وقد اشتهرت هذه المسرحية بموضوعها المثير، وبقوة حبكتها الدرامية وتركيز الحدث المأسوي على شخصية البطلة واتصاله الوثيق بالموضوع. وهي من أبرز روائع المسرح اليوناني.      ومن المتفق عليه أن تأثير أورِبيديس في المسرح الأوربي حتى اليوم لا يدانيه تأثير أيٍ من معاصريه. وقد استلهم مسرحياته وموضوعاته كتّاب كثيرون مثل ملتون[ر] وراسين[ر]، وكان غوته[ر] شديد التأثر به وأشاد بفضله كثيراً. وكذلك كان له تأثيره في المسرح المعاصر العالمي والعربي، ولاسيما الأعمال ذات الموضوع النفسي. وقد ترجمت معظم مسرحياته المعروفة إلى العربية، وهو أوفر حظاً في هذا المجال من أقرانه من عباقرة المسرح اليوناني القديم.   حسام الخطيب   مراجع للاستزادة:   - إسماعيل البنهاوي (مترجم)، إفيغينية في أوليس وإفيغينية في تاوريس، سلسلة من المسرح العالمي 166، وزارة الإعلام ـ الكويت. (ولاسيما المقدمة). - محمد حمدي إبراهيم، دراسة في نظرية الدراما الإغريقية (القاهرة1977). - محمد صقر خفاجة، تاريخ الأدب اليوناني (القاهرة1956). -محمد صقر خفاجة، دراسات في المسرحية اليونانية (القاهرة 1979).

اقرأ المزيد »




التصنيف : الأدب
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد : المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 203

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 492
الكل : 31568005
اليوم : 2860

السطحية (حق-)

السطحية (حق ـ)   عرفت المادة (994) من القانون المدني[ر] حق السطحية بأنه: «حق المالك في أبنية أو منشآت أو أغراس قائمة على أرض هي لشخص آخر». فحق السطحية إذن هو ملكية أبنية أو أغراس عائدة لشخص مستقلة عن ملكية الأرض العائدة لشخص آخر. ويفترق حق السطحية عن الحق المترتب على سطح البناء، فحق السطحية حق ملكية مستقل على سطح الأرض، أما الحقوق المترتبة على سطح البناء فتُعد من الحقوق المتعلقة بملكية الطبقات، أي إنها ملكية مشتركة معدّة لاستعمال جميع ملاك الطبقات أو الشقق التي يتألف منها البناء كالمداخل والمصاعد والممرات والأسطح وغير ذلك.
المزيد »