logo

logo

logo

logo

logo

أنغولة

انغوله

Angola - Angola

أنغولة   أنغولة Angola دولة إفريقية مستقلة على الأطلسي اسمها الرسمي جمهورية أنغولة. وتتبعها محافظة كابندة إلى الشمال من مصب نهر الكونغو على شكل جيب ساحلي في أراضي دولة جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) ودولة الكونغو (برازافيل). يحد أنغولة من الغرب المحيط الأطلسي، ومن الشمال الكونغو الديمقراطية والكونغو (برازافيل)، ومن الشرق الكونغو الديمقراطية وزامبية، ومن الجنوب ناميبية، وهذا الموقع يعطي أنغولة أهمية تجارية بالنسبة إلى الكونغو الديمقراطية وزامبية لكونها منفذاً بحرياً لا غنى لهما عنه. تقع أنغولة بين خطي العرض 6 درجات و18 درجة جنوب خط الاستواء (عدا محافظة كابندة التي تقع على جانبي خط العرض 5  درجات)، وبين خطي الطول 12و24 درجة شرق غرينتش، وتبلغ مساحتها نحو 1.246.700 مليون كم2. الأوضاع الجغرافية والطبيعية تقع أنغولة في العروض شبه الاستوائية والمدارية من نصف الكرة الجنوبي، ويؤثر في صفات أقاليمها الطبيعية عاملان مهمان آخران هما: التضاريس وتيار بنغويلة البحري البارد، وتقسم إلى إقليمين طبيعيين رئيسيين هما: إقليم الساحل وإقليم الهضبة. إقليم الساحل: يتحدد هذا الإقليم بخط الشاطئ من الغرب وأقدام منحدرات الهضبة من الشرق. ويراوح عرض السهول الساحلية فيه بين 50 و100كم. وتتألف الطبقات الجيولوجية المكشوفة من صخور رسوبية ولحقية منها الرملية والكلسية العائدة للأحقاب الجيولوجية الثاني والثالث والرابع، وتضم مكامن نفطية وغازية، ومكامن للفحم والإسفلت الطبيعي والفوسفات. أما من ناحية الخصائص الجيومورفولوجية للساحل، فهو قليل التعاريج تحدده الصدوع، ولتيار بنغويلة البحري الذي يساير خط الساحل، من الجنوب إلى الشمال كبير الأثر في رسم معالم الشاطئ إذ يحمل إليه نتاج تحطم الشرفات الصخرية الشاطئية المنتشرة بكثرة، والطمي النهري، فتتألف الحبال والأشرطة الرملية الشاطئية والخلجان كما هي الحال في منطقة لواندة[ر]. تهب في أثناء السنة الرياح الجنوبية الغربية الرطبة القادمة من المحيط، ومع ذلك فإن مناخ الإقليم الساحلي جاف، بسبب تيار بنغويلة البارد، الذي يبرّد الطبقات السفلى من الجو فوق المحيط، ويؤدي إلى تكوّن الغيوم، التي تتبدد فوق اليابسة كلما توغلت فوقها بسبب ارتفاع درجات الحرارة. فأمطار الساحل تختلف من الشمال إلى الجنوب، حيث تصل في الشمال عند مصب نهر الكونغو إلى 800مم، أما في لواندة فتصل إلى 355مم، وفي أقصى الجنوب ينخفض معدل الهطل السنوي إلى أقل من 50مم في مدينة ناميب (موسامدس سابقاً). ويتكرر حدوث الضباب فوق المنطقة الساحلية في أشهر الشتاء، ولاسيما في الليل، وفي النهار ينقشع الضباب بفعل نسيم البحر، ولكنه يبقى أحياناً طوال اليوم. وتراوح درجات الحرارة في لواندة بين 28-30 درجة مئوية صيفاً، وتنخفض إلى 23-25 درجة مئوية شتاءً. ويبلغ متوسط حرارة أبرد شهور السنة تموز نحو 20 درجة مئوية وأدفأ شهور السنة آذار 26 درجة مئوية، وهذا المعدل أقل بـ 1-3 درجات مئوية عن السواحل الشرقية لإفريقية التي تقع على العروض الجغرافية نفسها، والسبب يرجع إلى مرور تيار بنغويلة أمامها. وفي مرفأ ناميب يراوح معدل درجة الحرارة بين 16 و24 درجة مئوية، وينخفض في فصل الشتاء ليصل إلى 13-14 درجة مئوية ليلاً.   وفيما يتصل بالنبيت في إقليم الساحل تختلف الأمور باختلاف الرطوبة، ففي الشمال تسود السافانا العشبية وبعض المناطق الغابية ذات الأشجار المتساقطة الأوراق، وفي المناطق الجنوبية القليلة الرطوبة تقل النباتات وتنمو بعض النباتات الشوكية والصباريات. والترب في منطقة السافانا حمراء حديدية، تصبح في أحواض الأنهار مدارية سوداء وكلا النوعين مقبول من حيث درجة الخصوبة، ومع الاتجاه جنوباً تتحول المنطقة إلى شبه صحراء حتى صحراء ناميبية. أما الأنهار في الإقليم فقصيرة في الغالب تنحدر من الهضبة وأطولها نهر كوانزة الذي يزيد طوله على 1000كم ويصب إلى الجنوب من لواندة، وهو صالح للملاحة في جزء كبير منه. إقليم الهضبة الداخلية: تؤلف الهضبة الجزء الأعظم من مساحة أنغولة وتعرف بهضبة بييه Bié، ويزيد ارتفاعها في المتوسط على 1500م، وترتفع فوقها كتل جبلية عالية (سيرا أوباندا) تصل ارتفاعاتها إلى ما يزيد على 2500م (جبل موكو 2610م إلى الشرق من مرفأ لوبيتو). وتنحدر من وسط الهضبة باتجاه الأطراف أودية نهرية تؤلف سهولاً فيضية ضيقة. ويمكن تقسيم الهضبة إلى ثلاثة أحواض مائية رئيسية: شمالي وجنوبي وساحلي. فمياه الحوض الشمالي جزء من حوض نهر الكونغو الذي ينتهي مجراه عند الحدود الشمالية لأنغولة. أما الحوض الجنوبي فيدخل ضمن أحواض صحراء كلهاري وأعالي حوض الزامبيزي وكواندا ـ كوبانغو، وفي الحوض الساحلي أنهار قصيرة نسبياً (عدا نهر كوانزة) تنحدر باتجاه السهول الساحلية فالمحيط. يتكوّن الأساس الجيولوجي للهضبة من صخور المجن الإفريقي العائدة لما قبل الكامبري، وهي صخور بلّورية، ويتغطى المجن في المناطق الشمالية بطبقات رسوبية (بين نهري الكونغو وكوانزة)، وتحتوي الصخور البلّورية على مكامن معدنية مهمة كخامات الحديد والمنغنيز والنحاس والزنك والرصاص والأورانيوم والذهب، وفي المنطقة الشرقية من الهضبة تنتشر الرسوبات القارية من الحقب الثالث ذات الطبيعة الرملية الحاوية حبيبات الألماس. أما مناخ الهضبة فمعتدل، ويخفف الارتفاع من الحرارة، التي يبلغ معدلها في أكثر الأشهر حرارة في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 2000م (أيلول ـ تشرين الأول) 21-22 درجة مئوية، أما في المناطق المنخفضة فيكون 24- 26 درجة مئوية، وفي الأشهر التي هي أكثر برودة (تموز) يكون المعدل 15- 22 درجة مئوية في المناطق العالية. وبغض النظر عن الفرق الحراري اليسير بين الصيف والشتاء، فإن الشتاء يتميز بالجفاف والصيف بالرطوبة، ويفسر ذلك بهبوب رياح قارية جافة قادمة من منطقة إفريقية الجنوبية شتاءً، وهبوب رياح بحرية رطبة صيفاً تتبرد فوق الهضبة متخلصة من تأثير تيار بنغويلة البارد، حيث تهطل الأمطار يومياً تقريباً (15-20 يوماً في الشهر)، وتراوح كميات الأمطار في الهضبة بين 1000 و1500مم، لكن هذه الكمية تنخفض في المنطقة المجاورة لناميبية إلى 600-800 مم، ويستمر الفصل الماطر 6- 8 أشهر (تشرين الأول ـ تشرين الثاني حتى نيسان ـ أيار) مما يتيح زراعة محصولين زراعيين على الأقل. وأهم الأنهار الرافدة لنهر الكونغو من الهضبة الأنغولية هو نهر كاساي Kasai، ونهر كوانغو Kwango، أما مياه القسم الشرقي من الهضبة فتؤلف الروافد العليا لنهر الزامبيزي الذي يصب في المحيط الهندي. وتتميز أنهار أنغولة بالغزارة في فصل الصيف (المطير) وبالشح في الشتاء (الجاف)، وجميعها غير صالح للملاحة إلا في جزء من نهر كوانزة، ومن حيث الإمكانات الكهرمائية للأنهار، يقدر مخزونها من الطاقة بحدود 195 مليار كيلو واط ساعي في السنة. وترب الهضبة رملية فقيرة إلى المواد الدبالية، ولذلك فهي تجدب بسرعة عند استخدامها من دون أسمدة (ترب الفيراتاليت) وهي الترب اللاتيريتية، وتكثر الترب الغنية نسبياً (دبالية فيراتاليتية) على ارتفاع 1500م فما فوق. النبيت: مداري يضم أشجاراً وبقعاً غابية متفرقة، وهذا ما يميز السافانا الغابية الجافة، التي تتألف من أشجار بارتفاع 10-15م، ينمو بعضها بعيداً عن بعض، وتفقد أوراقها في فصل الجفاف (الشتاء)، كما تيبس الأعشاب فيها فتبدو غابة السافانا عارية ومتصحرة. ولا تحتوي الأشجار هناك على أخشاب ثمينة، ولذلك فهي قلما تستغل. وفي بعض المناطق الشمالية بقع غابية مدارية رواقية تنمو على مسارات الأنهار الرافدة لنهر الكونغو وفي منطقة السفح الغربي بين نهري الكونغو وكوانزة، وأخشاب هذه الغابات ذات قيمة اقتصادية. الوحيش: تنتشر في مناطق السافانا والغابات المتفرقة حيوانات كالفيل ووحيد القرن الأبيض والأسود، والجاموس البري وحمار الوحش وتغدو بعض الحيوانات العاشبة فرائس للحيوانات اللاحمة المفترسة. وتنتشر إلى جانب هذا كله بعض الحيوانات القاضمة والقارضة ومفصليات الأرجل السامة، وفي الغابات تعيش القردة، وعلى ضفاف الأنهار فرس النهر والتمساح، وتنتشر الثعابين ومنها الكوبرا، والنمل الأبيض وبعوض الملاريا وذبابة تسي تسي، وتوجد أنواع كثيرة من الأسماك في المياه العذبة والإقليمية البحرية. وتعاني الثروة الحيوانية الطبيعية عوامل الانقراض ولاسيما الصيد الجائر، وقد أقيمت في البلاد محميات طبيعية للمحافظة على أنواع كثيرة منها. السكان يسكن أنغولة شعوب زنجية تنتمي إلى مجموعة البانتو التي تضم عشر مجموعات و120 قبيلة تتكلم جميعاً بلهجاتها، ففي أقصى شمال أنغولة تعيش قبائل الباكونغو، وإلى الجنوب منها يعيش البامبوندو في حوض نهر كوانزة، وفي الأوسط الغربي (محافظات بنغويلة، ووامبو، وبييه، وجزء من كوانزة الجنوبية) تعيش قبائل مبوندو، كيمبوندو وقبائل موشيكانغو وإيمبانغالا وفانغا، وإلى الشرق تعيش قبائل فالوتشازي وغيرها. وفي حوض نهر كاساي ومنطقة تقسيم المياه بين نهري الكونغو والزامبيزي تعيش قبائل الواتشوكي وفالوينا. وفي أقصى الشرق تعيش قبائل البالوندة، وعلى امتداد الساحل الجنوبي وإلى الشرق في محافظات ناميب وكونيني تعيش قبائل الأوامبو والأواغيريروي، وإلى الشرق منهم قبائل وامبويلا، وتعيش في مناطق متفرقة من الجنوب والجنوب الشرقي أعداد قليلة من قبائل البوشمن. اللغة الرسمية في أنغولة هي البرتغالية إلى جانب لغات البانتو وأهمها لغة الأمبوندو التي يتكلمها 38% من السكان، وقد عاش في أنغولة في أثناء الاستعمار البرتغالي نحو600 ألف نسمة من الأوربيين، وغادر معظمهم البلاد بعد حصول أنغولة على الاستقلال عام 1975. يدين أكثرية السكان بالديانات المحلية الوثنية، وتأثر نحو ثلث السكان بالتبشير المسيحي واعتنقوا المسيحية الكاثوليكية، كما انتشر فيها تيار مسيحي إفريقي يربط بين المسيحية والديانات الإفريقية الوثنية. بلغ عدد سكان أنغولة عام 1984 نحو 8.540 مليون نسمة، على حين كان في عام 1960م نحو 4.830 مليون نسمة، وبلغ عام 1993م نحو 10.276.000 نسمة. ونحو 11.659.000 عام 1997. ويبلغ معدل النمو السكاني السنوي للمدة 1990-1997 نحو 3.2%، وقد يصل معدل الولادات اليوم إلى 48% ومعدل الوفيات العام إلى 22.2 بالألف، ووفيات الأطفال للمدة نفسها إلى 292 بالألف. أما متوسط الأعمار فهو 47 سنة. وتبلغ الكثافة العامة للسكان نحو 9.4 نسمة/كم2، ولكن ثلاثة أرباع السكان يتركزون في ربع المساحة (المنطقة الغربية والوسطى من الهضبة)، حيث تزيد الكثافة هناك على 20 نسمة/كم2 وتصل في بعض المناطق إلى 40 نسمة/كم2، وتتميز منطقة العاصمة لواندة بكثافة عالية، ويتكرر الواقع نفسه في منطقة لوبيتو لوجود المدن الكبيرة، ولكن المنطقة الساحلية تتميز بكثافات قليلة عموماً (1- 3 نسمة/كم2) وتقل أحياناً عن 1 نسمة/ كم2. وأهم المدن الأنغولية هي العاصمة لواندة[ر] التي بلغ عدد سكانها 2.250.000 نسمة عام 1995، ومع ضواحيها نحو 4 ملايين نسمة، وتعد المركز السياسي والاقتصادي والثقافي الأول في البلاد، وتأتي بعدها مدينة وامبو Huambo  400.000 نسمة التي كانت تسمى لشبونة الجديدة، ولوبيتو (150.000 نسمة) ولوبانغو ومالانغي (105.000 نسمة) وكابيندا وبييه وسافريمو وناميب. وقد كان لمعظم هذه المدن أسماء برتغالية إبان الاستعمار، وظل طابع المستعمرات واضحاً في تخطيط المدن. فهناك على الشاطئ مرفأ أو مرسى وإلى الداخل منه محطة للقطارات (أو مطار في المدن الداخلية)، ثم يأتي مركز المدينة بمؤسساته التجارية والمصرفية والإدارية، وغير بعيد عن الأحياء الغنية، وفي أطراف المدينة وضواحيها تقوم أحياء العمال والمؤسسات الصناعية. أما المراكز الريفية فلها تخطيط دائري الشكل في الغالب، تقع دار الاجتماعات في الوسط (في أغلب الأحيان سقيفة بسيطة من الخشب والقش) تنتشر حولها الأكواخ السكنية، ثم المخازن والحظائر فالحقول. الوضع الثقافي والتعليمي في أنغولة سيئ نسبياً إذ ما يزال نحو 58% يعانون الأمية نتيجة أربعة قرون من الاستعمار، وتعد العاصمة لواندة المركز الثقافي الأول، حيث توجد إلى جانب المدارس المختلفة جامعة هي الوحيدة في البلاد. وفي مجال الفنون الجميلة يعد الحفر على الخشب والزخارف المرافقة له والحياكة أهم الاتجاهات الفنية، وتصوّر الزخارف على الأثاث الخشبي جوانب حيوية ودينية تراثية، وتشتهر أنغولة بصنع الأقنعة المخصصة للاحتفالات الشعبية والدينية. أما الفنون الشعبية فيميز منها الموسيقى الإيقاعية الراقصة والرقص والأداء الجماعي للأغاني والأناشيد، ولاسيما الدينية التي يرتبط بها الكثير من العادات والتقاليد. وينتشر في أنغولة الكثير من القصص والأساطير والأمثال الشعبية. الاقتصاد عُرفت أنغولة على مدى أكثر من قرن مصدراً لتجارة الرقيق وألماس الزينة، وفي الستينات من القرن العشرين أصبحت تُعرف بامتلاكها مصادر غنية من الثروات الطبيعية، فهي تحتل مرتبة جيدة من حيث احتياطي النفط في جيب كابندة ومقاطعة لواندة، ومن حيث إنتاجه بين دول وسط إفريقية وغربيها إذ تُنتج منه نحو 10 ملايين طن سنوياً. أما المتوسط السنوي لإنتاج الألماس فيبلغ نحو 1.14مليون قيراط، وكان في مطلع السبعينات نحو 2.1 مليون قيراط، ويُعزى انخفاض إنتاج الألماس وغيره من المنتجات الزراعية والصناعية إلى الأحوال السياسية الداخلية والمحيطة بأنغولة. وتمتلك أنغولة احتياطيات جيدة من خامات الحديد ويستخرج منها سنوياً نحو 6 ملايين طن. وفيها خامات المنغنيز والتيتان والذهب والزئبق والفولفرام وغيرها من المعادن الثمينة. ولوجود هذه الثروات تطورت الصناعات الاستخراجية مع وجود صناعات كيمياوية ونسيجية وغذائية محدودة، تعود ملكيتها إلى الدولة بعد أن أممت. ويعمل في الصناعة نحو 16% من القوى العاملة. يعيش من الزراعة نحو أربعة أخماس السكان، ويعمل بها 69% من القوة العاملة، معظمهم في المزارع الخاصة الصغيرة (1-2 هكتار لمزارع القطن، 5-8 هكتارات لمزارع البن)، وتعد المزارع الكبرى في البلاد (100-800 هكتار) ـ التي كانت تعود للمزارعين الأوربيين ـ المنتج الرئيس للقطن والبن، وقد تدهور إنتاجها لانتقال الملكية إلى الدولة والتعاونيات، وللأوضاع السياسية، فانخفض إنتاج البن مثلاً من /220/ ألف طن عام 1973 إلى /15/ ألف طن عام 1983، وانخفض إنتاج الذرة الصفراء والأرز والموز والبطاطا والفول السوداني والأسماك وغيرها إلى أقل من الخمس في بعض الأحيان، وتمتلك أنغولة ثروة حيوانية محدودة سيئة المواصفات (3 ملايين رأس بقر، 200 ألف من الأغنام، 1.2مليون من الماعز، 300 ألف خنزير). النقل والمواصلات: تبلغ أطوال السكك الحديدية في أنغولة 3300كم، وطرق السيارات 72300كم منها 600كم طرق معبدة، وتختص بعض خطوط السكة الحديدية، وبعض المرافئ بمهام محددة، فخط حديد بنغويلة (مرفأ بنغويلة ـ الكونغو الديمقراطية) يعد جزءاً من مشروع نقل خامات النحاس من مناطق استخراجها في زامبية، وخط ناميب ـ مينونغي يختص بتصدير خامات الحديد، ومرفأ بورتو أمبويم يختص بتصدير البن وغير ذلك. المال والتجارة: في عام 1976 أمم جميع المصارف، وبُدّل النقد، فأصبحت وحدة العملة في أنغولة (الكوانزة)، ويساوي كل دولار ما يعادل 2.100.612 كوانزة جديدة منذ 1997 إذ الكوانزة السابقة تساوي 1000 كوانزة جديدة. وقلصت العلاقات الاقتصادية مع البلدان الرأسمالية وقُطعت تماماً مع جنوب إفريقية أيام حكم الأقلية البيضاء، وبالمقابل وسّعت مع الدول الاشتراكية السابقة ولاسيما مع الاتحاد السوفييتي قبل انهياره، واليوم ما تزال البرتغال في مقدمة الدول التي تتعامل معها أنغولة إضافة إلى ألمانية، ودول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية التي تصدر إليها نحو 50% من صادراتها، ثم اليابان والبرازيل. وبلغت قيمة الصَّادرات لعام 1990 نحو 3091 مليون دولار (نفط، وغاز طبيعي، وألماس، وبن، وأسماك، وبلغت قيمة المستوردات للعام نفسه نحو 1971 مليون دولار (آلات، ومعدات، ومواد نصف مصنعة، ومواد غذائية) ويبلغ الناتج القومي الإجمالي للبلاد 7472 مليون دولار لعام 1997، ودخل الفرد المتوسط 380 دولار (1998). المشكلات الاقتصادية ـ الاجتماعية والفروق الداخلية تكبدت أنغولة خسائر تقدر بعشرة مليارات دولار بين عامي 1975 و1982 فقط نتيجة الأوضاع السياسية، وتضررت الزراعة بالدرجة الأولى، فانخفضت حصتها من الناتج العام إلى نحو 7%، في حين تعادل حصة الصناعة 50% (أغلبها استخراجية) والطاقة  25%، والتجارة 18%، وذلك بحسب إحصاءات 1983. وتحاول الحكومة إنعاش الاقتصاد بزيادة استخراج النفط والألماس والذهب في الوقت الذي تستمر فيه نسبة إسهام الزراعة بالتراجع. إن الاختلاف في الأحوال الطبيعية والاقتصادية والتركيب السكاني والوضع السياسي بين المناطق الأنغولية يجعل من هذه المناطق أقاليم متمايزة ومتباينة، فالشمال الذي يضم محافظات كابندة وزائيري وفيجي والجزء الشمالي من محافظة لواندة يؤلف 14% من المساحة العامة ويضم أكثر من 20% من السكان، وله أحوال طبيعية مشابهة لتلك التي تسود وسط إفريقية، ويعد غنياً بالنفط والبن (مدينة فيجي ـ كارمونا سابقاً عاصمة البن، ومحافظة كابندة مركز تصدير النفط وتكريره، ومركز الأخشاب الثمينة). أما إقليم الشمال الشرقي والوسط فيضم الأجزاء الجنوبية من محافظة لواندة مع العاصمة، ومحافظات كوانزة الشمالية والجنوبية ومالانجي وبنغويلة ووامبو وبييه وموشيكو ولواندة. يشمل هذا الإقليم نحو نصف المساحة العامة ويضم أكثر من 60% من السكان، وهو إقليم تحتل معظم أجزائه الهضبة وما تبقى تشغله السهول الساحلية وأودية الأنهار، ويحتل المكانة الأولى في استخراج الألماس وقسم مهم من النفط، وفيه أهم المناطق المنتجة للذرة الصفراء ـ غذاء السكان الرئيس ـ والقطن، ولكن دور هذا الإقليم في التصدير أقل من الإقليم الشمالي، وأكبر منه في الإنتاج الصناعي. وتعد العاصمة لواندة مركزاً لهذا الإقليم، حيث تتركز المصارف والإدارات، يأتي بعدها في الأهمية مدينة وامبو وهي كبرى المدن الداخلية، ثم ميناء لوبيتو الذي يعد نقطة انطلاق سكة حديد بنغويلة. وأما إقليم الجنوب فيضم محافظات ناميب، وأويلة، وكونيني، وكواندا وكوبانغو، ويؤلف 36% من المساحة العامة وفيه أقل من 20% من السكان، ويتميز بالجفاف وانعدام الزراعة البعلية، وتمارس فيه حياة الرعي والارتحال، ويعاني أكثر من الإقليمين السابقين اضطراب الأحوال السياسية التي كانت سائدة نتيجة نشاط المنظمات المتصارعة مع الحكومة والقتال بينها حتى اتفاق السلام الذي عُقد في مدينة لوساكة ورعته قوات حفظ السلام الدولية، مما أدى إلى نزوح عدد كبير من سكان هذا الإقليم إلى الشمال. ويمتلك إقليم الجنوب احتياطيات مهمة من خامات الحديد (مكامن كاسينغا) ومكامن للألماس. ويعتمد اقتصاد الإقليم على الزراعة المروية، وتربية المواشي إضافة إلى الصناعة الاستخراجية، وأكبر مدنه ـ ميناء ناميب الذي يرتبط بسكة حديد خاصة بمكامن الحديد. التاريخ أنغولة مركز استيطان قديم للإنسان منذ مرحلة ما قبل التاريخ، وظهرت قبائل البانتو فيها في الألف الأول قبل الميلاد، وقامت على أراضيها دول مثل ندونغو (نسبة إلى الأسرة المالكة) ولوندة، كما دخلت أراضيها في إطار دول إفريقية الكبيرة كدولة الكونغو، التي ضمت أراضي كل من الكونغو الديمقراطية والكونغو الحاليين، وكانت هذه الدول حتى دخول الأوربيين ذات نظام إقطاعي بدائي. حط البرتغاليون أول مرة على شواطئ أنغولة في نهاية القرن الخامس عشر، وحددت أراضي أنغولة الحالية بموجب اتفاقيات 1885-1895 الموقعة بين البرتغال وبلجيكة وألمانية وإنكلترة. عُرفت أنغولة في القرون السابقة مُصدّرة للعبيد إلى القارة الأمريكية، ثم مصدرة للمواد الثمينة كالألماس والذهب ثم النفط، استوطنها نحو 600 ألف أوربي وسيطروا على الأراضي وأنشؤوا المزارع الواسعة والمصانع والمناجم والمؤسسات التجارية. قاوم الأنغوليون الأوربيين مقاومة منظمة منذ الخمسينات من القرن العشرين، وظهرت المقاومة المسلحة تحت لواء الحركة الشعبية لتحرير أنغولة عام 1961، وفي تموز 1972 حصلت أنغولة على لقب ولاية بدل مستعمرة برتغالية، ثم حصلت على الحكم الذاتي مع التبعية السياسية والاقتصادية للبرتغال. وبعد انقلاب 1974 في البرتغال، أقرت الحكومة البرتغالية الجديدة حق تقرير المصير لأنغولة بالاستفتاء الشعبي، فحصلت على استقلالها وأعلنت جمهورية أنغولة الشعبية في 11/11/1975. وهي اليوم جمهورية أنغولة منذ 1995. نظام الحكم والإدارة كان نظام الحكم في أنغولة جمهورياً اشتراكياً شعبياً. لكن البلاد عاشت حرباً أهلية وصراعاً حول الحكم منذ عام 1975. وبعد المصالحة الوطنية بين حركة يونيتا والحركة الشعبية لتحرير أنغولة والأطراف المختلفة في الصراع جرت انتخابات حرة عام 1992، ففازت الحركة الشعبية لتحرير أنغولة بـ 129 مقعداً وحركة يونيتا بـ 70 مقعداً في البرلمان من أصل 220 مقعداً. وفازت أحزاب أصغر ببقية المقاعد. وانتخب خ.أ. دوس سانتوس رئيساً للجمهورية. وقد تكرر الصراع بين الأطراف المتنازعة حتى وقعت معاهدة صلح وسلام بينها في العاصمة الزامبية لوساكة في 20/11/1994. انتهت الحرب الأهلية وتصالح زعماء الأطراف المتصارعة في 6/5/1995 برعاية قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أنغولة التي تسعى لتطويق أي صراع ينشب بين الحكومة والمعارضة بين وقت وآخر. بهجت محمد   الموضوعات ذات الصلة   الأطلسي (المحيط ـ) ـ إفريقية ـ الكونغو الديمقراطية ـ لواندة ـ  ناميبية .   مراجع للاستزادة   - Strani I Narodi - Africa (Moscow 1979). - Der Fischer Weltalmanach 2000. (Frankfurt a. Main).

اقرأ المزيد »




التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد : المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 34

آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 542
الكل : 31203976
اليوم : 29133

الرؤية الليلية

الرؤية الليلية   كانت القوات العسكرية سابقاً تعتمد الأنوار الكاشفة لإنارة أرض المعركة في أثناء القتال الليلي، لكن مثل هذه الطريقة تمكّن العدو والصديق من الرؤية على حد سواء. ثم جاء ابتكار منظار الأشعة تحت الحمراء sniper scope الذي يمكّن الجندي من إنارة أرض العدو بحزمة من الأشعة تحت الحمراء التي لا ترى بالعين المجردة، ورؤية هذا العدو في الظلمة بوساطة منظاره الخاص.
المزيد »