logo

logo

logo

logo

logo

سرطان المبيض

سرطان مبيض

cancer of the ovarium - cancer de l'ovaire



سرطان المبيض

 

الدكتور محمد أنور الفرا

السرطانات البدئية

الأعراض والعلامات السريرية

التشخيص والتشخيص التفريقي

مميزات خاصة بأورام المبيض الخبيثة

 

يقع سرطان المبيض ovarian carcinoma من حيث الشيوع في المرتبة الثالثة من  سرطانات جهاز المرأة التناسلي بعد سرطان عنق الرحم وسرطان جسم الرحم، وتراوح نسبة حدوثه بين 20% ـ22% من هذه السرطانات، ومن المؤسف أن كشفه غالباً ما يكون متأخراً في مراحله المتقدمة، فهو سرطان مخادع مضلل لأنه لايترافق بأعراض تدعو المريضة إلى استشارة الطبيب في المراحل الأولى كالنزف الذي يرافق سرطان عنق الرحم أو سرطان جسم الرحم منذ البدء مما يدعو المريضة إلى مراجعة الطبيب فيساعد ذلك على كشف هذه الأورام في مراحلها الأولى، أما سرطان المبيض فلا تراجع المصابة به إلا متى أصبح الورم مالئاً جوف البطن مع الانتشار الواسع إلى الأحشاء الباطنة، ولذلك يعد سرطان المبيض القاتل الأول من سرطانات الجهاز التناسلي في المرأة على الرغم من أن نسبة حدوثه أقل من نسبة حدوث غيره من السرطانات. وسرطانات المبيض بدئية أو ثانوية انتقالية.

1 ـ السرطانات البدئية

العوامل المؤهبة:

الشكل (1) مراحل انتشار أورام المبيض

1 ـ تزداد نسبة حدوث سرطان المبيض في النساء غير المتزوجات واللواتي لم ينجبن من المتزوجات على الرغم من حدوث دورات طمثية إباضية، ويعلل بعضهم هذا الأمر بأن البيض وانبثاق جريب دوغراف الناضج المتكرر عملية رضية مخرشة للنسيج البشروي المبيضي، ويفسر هذا ما لوحظ من قلة حدوث هذه الآفة في النساء اللواتي حملن وأرضعن واللواتي تناولن حبوب منع الحمل الهرمونية المركبة التي تلجم فعل البيض كما يلجمه الحمل والإرضاع.

2 ـ اتهم كذلك الڤيروس المسبب للنكاف الذي قد يترافق بالتهاب الخصية عند الذكور والتهاب المبيض عند الإناث ولم يثبت ذلك فعلياً.

3 ـ لوحظ وجود استعداد وراثي لحدوث هذه الأورام يشارك بالوراثة العائدة إلى سرطان الثدي وسرطان الرحم، كما أن تقدم السن يعد عاملاً مؤهباً لحدوث سرطان المبيض ولا يمنع هذا من أن تصاب به النساء في الأعمار المتوسطة والصغيرة ولو بنسب أقل.

التصنيف: يصنف سرطان المبيض البدئي في أربع مراحل:

 ـ المرحلة الأولى I: الورم محصور في مبيض واحد أو في المبيضين مع سلامة محفظة الورم وعدم وجود الحبن.

 ـ المرحلة الثانية II: الورم محصور في مبيض واحد أو في المبيضين مع امتداد حوضي ووجود الحبن.

 ـ المرحلة الثالثة III: الورم محصور في مبيض واحد أو في المبيضين مع وجود نقائل خارج الحوض كالكبد والمسكن الكلوي والعقد البلغمية.

 ـ المرحلة الرابعة IV: وجود نقائل بعيدة كانصباب الجنب الورمي وإصابة المتن (البرنشيم) الكبدي.

الأنواع: ينشأ المبيض في الحياة الجنينية من الحرف القنديgonadal ridge  ويتشكل نسيجياً من ثلاثة أنواع من الخلايا:

 ـ الخلايا البشروية (الظهارية) epithelial cells.

 ـ خلايا النسيج الضام (اللحمة) stroma.

 ـ الخلايا المنتشة germ cells.

وتصنف منظمة الصحة العالمية أورام المبيض استناداً إلى منشئها الخلوي فهناك:

1 ـ أورام الخلايا البشروية: وهي تؤلف 80 ـ85% من أورام المبيض البدئية، وحين يقال سرطان المبيض بصفة عامة فغالباً ما يعنى سرطان المبيض البشروي.

2 ـ أورام النسيج الضام (اللحمة): وتؤلف 3 ـ5% من أورام المبيض.

3 ـ أورام الخلايا المنتشة: وتؤلف 10% من أورام المبيض تبدو في صغيرات السن.

الشكل (2) ورم الخلايا الحبيبية

ولكلٍ من هذه الأنواع الثلاثة الأساسية أشكال تشريحية متعددة تعرف بالفحص النسيجي وتتميز بأعراض وصفات خاصة عدا الصفات والأعراض المشتركة بين كل أنواع أورام المبيض الخبيثة.

الأعراض والعلامات السريرية:

غالباً ما تكون الإصابة بأورام المبيض في البدء صامتة كما تقدم أو تبدو بآلام بطنية مبهمة لا تستدعي مراجعة الطبيب، وتعزوها المريضة ومن حولها إلى تشنج الأمعاء أو القولون أو ما شابه، وقد تشكو المريضة من حس الشبع مباشرة بعد تناول القليل من الطعام مع اضطراب في التغوط وتعدد البيلات، ولا تراجع المريضة الطبيب إلا بعد حدوث انتفاخ وتورم شديد في البطن ويكون الورم عندها قد انتشر داخل جوف الصفاق والأحشاء البطنية مع تشكل سائل غزير في البطن (حبن)، لذلك يجب فحص كل مريضة تشكو من أعراض بطنية مبهمة  ـ ولاسيما النساء المتقدمات بالسن  ـ فحصاً نسائياً دقيقاً ، فيكشف المس المهبلي وجود كتلة أو عدة كتل حوضية ويشعر بجس البطن بوجود سائل حر يرافق هذه الكتل. ومن النادر ملاحظة اضطراب الدورة الطمثية قبل سن الضهى أو حدوث نزف مهبلي بعد ذلك.

التشخيص والتشخيص التفريقي:

يعتمد التشخيص على الفحص السريري بجس البطن والمس المهبلي، وحين الشعور بكتلة حوضية أو كتلة بطنية يرافقها حبن يجب التثبت من وجود سرطان المبيض أو نفيه، ويساعد الصدى الفحص السريري ويدعمه ولاسيما باستعمال المجس المهبلي وكل ضخامة في المبيض تتجاوز 5*5 سم ولاسيما في كبيرات السن وبعد الضهى يجب تحديد طبيعتها النسيجية، وحين وجود الحبن مع الكتل الحوضية أو البطنية ينصح بعضهم ببزل السائل لدراسته خلوياً، في حين لا يوافق غيرهم على البزل لأنه كما يعتقدون قد ينقل الخلايا الورمية للنسج التي تمر إبرة البزل عبرها.

مميزات خاصة بأورام المبيض الخبيثة:

1 ـ تتميز أورام المبيض البشروية من النوع الغدي المصلي ولاسيما الحليمية منها بالتطور السريع والانتقالات البعيدة ، وتعد معايرة CA ـ125 في الدم إحدى الوسائل التشخيصية ولكن ارتفاع الـ CA  ـ125 ليس نوعياً لتشخيص سرطان المبيض البشروي؛ لأنه قد يرتفع في كثير من الآفات الحوضية السليمة كداء الانتباذ البطاني endometriosis مثلاً، وتبقى أهمية هذا الاختبار في مراقبة سير الآفة بعد معالجتها لكشف نسج ورمية فعالة أو لحدوث نكس في مكان ما.

المعالجة: المعالجة الجراحية هي الأساس وتتفاوت الأعمال الجراحية اتساعاً بحسب مرحلة الورم، ففي الدرجتين الأولى والثانية تستأصل الرحم والملحقات في الطرفين مع قطع الثرب تحت القولون ومحاولة تعيين درجة الانتشار بفحص بقية الأحشاء، وغالباً ما تستطب المعالجة الكيميائية ولاسيما في الأورام قليلة التمايز. أما في المراحل المتقدمة التي لا يمكن فيها استئصال الورم بالكامل فيلجأ إلى استئصال أكبر قسم منه لإنقاص حجم أقسام الورم الباقية من أجل زيادة فعالية المعالجة الكيميائية عقب العمل الجراحي.

2 ـ تتميز أورام اللحمة (sex cord) stromal tumors  بأنها غالباً مفرزة للهرمونات الأنثوية أو الذكرية، فورم الخلايا الحبيبية granulosa cell يفرز كميات كبيرة من الإستروجين مما يؤدي إلى حدوث البلوغ المبكر إذا أصيبت به الطفلات قبل سن البلوغ أو يؤدي إلى حدوث سرطان باطن الرحم إذا أصاب المرأة بعد سن الضهى، في حين يفرز ورم Sertoli ـLeydig الهرمونات المذكرة مما يؤدي إلى مظاهر الاسترجال والشعرانية.

تعد أورام اللحمة من الأورام الخبيثة البطيئة الانتشار والفعالية low grade malignancy وغالباً ما تصيب مبيضاً واحداً، فإذا كانت المريضة صغيرة السن أمكن استئصال الورم مع المبيض المصاب والمحافظة على الوظيفة الإنجابية، أما إذا كانت المريضة متقدمة بالسن وأنهت حياتها الإنجابية فتستأصل الرحم والملحقات في الجانبين، مع إجراء تجريف رحم استقصائي لنفي الإصابة بسرطان باطن الرحم وذلك لزيادة إفراز الإستروجين وحدوث نماء غير طبيعي في باطن الرحم.

معالجة هذه الأورام جراحية وقد تستطب بعدها المعالجة الشعاعية، أما المعالجة الكيميائية فلم تثبت نجاعتها.

3 ـ تتميز أورام الخلية المنتشة بحدوثها في الشابات وأكثرها حدوثاً الورم الإنتاشي dysgerminoma والورم العجائبي غير الناضج immature teratoma وأقلها حدوثاً ورم جيب الأديم الباطن endodermal sinus tumor والورم المضغيembryonal carcinoma .

يتميز الورم الإنتاشي بأنه قليل الخباثة يتحسس بالمعالجة الشعاعية تحسساً جيداً، وقد يفرز هرمون موجهة القند المشيمائية  ـ human chorionic gonadotropin (HCG) إذا كان يحوي عناصر من الخلايا الكوريونية اللاحملية المتسرطنة nongestational carcinoma، والمعالجة جراحية باستئصال المبيض المصاب وبوقه والمحافظة على الملحقات في الطرف الآخر بعد التثبت من سلامتها بخزعة تؤخذ منها ، وتعد الـ HCG والـ alpha fetoprotein من واسمات هذه الأورام لذلك يجب معايرتها حين الاشتباه بالإصابة.

الشكل (3) الورم الانتاشي

أورام المبيض السرطانية الحدية border line lesions  

     تتميز هذه الأورام المبيضية باستحالة سرطانية في الخلايا البشروية من دون غزو اللحمة stroma، وإنذارها أفضل وغالباً ما تكفي المعالجة الجراحية من دون اللجوء إلى المعالجة الكيميائية.

2 ـ أورام المبيض الانتقالية الثانوية metastatic cancers

نادرة الحدوث تؤلف 4 ـ5% من سرطانات المبيض عامة، وغالباً ما يكون الورم البدئي في جهاز الهضم أو الثدي أو باطن الرحم، وأكثر هذه الأورام شيوعاً ورم كروكنبرغ Krukenberg الذي تكون الإصابة البدئية فيه في المعدة أو في مكان آخر من جهاز الهضم.

المعالجة الجراحية في الأورام الانتقالية لا تحسن البقيا ولابد من كشف الآفة البدئية ومعالجتها.

 

 

علينا أن نتذكر

> يبدأ سرطان المبيض خلسة من دون أعراض واضحة. ولما كان سيره سريعاً وخطره شديداً متى ظهرت أعراضه؛ وجب الانتباه للأعراض الخفيفة التي غالباً لا توجه الأنظار إلى الجهاز التناسلي.

> نسبة حدوث سرطان المبيض في غير المتزوجات وفي غير المنجبات من المتزوجات وفي كبيرات السن أكثر مما في غيرهن.

> أهم الأعراض الموجهة للإصابة بسرطان المبيض الآلام البطنية المبهمة التي تعزوها المريضة لتشنج الأمعاء أو غيره من الآفات وحس الشبع السريع واضطرابات التغوط وتعدد البيلات. لذلك وجب الانتباه لهذه الأعراض ولاسيما في كبيرات السن واستشارة الاختصاصي قبل فوات الأوان لإجراء فحص نسائي دقيق والاستعانة بالاستقصاءات المتممة إن لزم الأمر.

> حين الشعور بكتلة بطنية مع حبن ولاسيما في كبيرات السن توجب استشارة الطبيب النسائي، وكل كتلة تتجاوز أقطارها 5*5 ولاسيما في كبيرات السن يجب فحصها نسيجياً لتحديد طبيعتها.

 

 


التصنيف : نسائية
النوع : نسائية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 79
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 571
الكل : 31210019
اليوم : 35176