logo

logo

logo

logo

logo

أعراض الحمل وتشخيصه في مراحله المختلفة

اعراض حمل وتشخيصه في مراحله مختلفه

pregnancy symptoms and diagnosis in its various stages - symptômes de la grossesse et son diagnostic dans ses différentes étapes



أعراض الحمل وتشخيصه في مراحله المختلفة

 

الدكتور إبراهيم حقي


 أعراض الحمل في الشهرين الأولين
أعراض الحمل بين الشهر الثالث والشهر الرابع والنصف
أعراض الحمل بين الشهر الرابع والنصف وأوان الولادة
 

الحمل حالة فيزيولوجية وليس مرضاً، وأول من يضع تشخيص الحمل منذ اليوم الأول الحامل نفسها في معظم الأحوال ولاسيما إذا كانت متعددة الحمول، ثم إن تشخيص الحمل ليس أمراً مستعجلاً ويكفي الانتظار بضعة أيام أو أكثر من ذلك بقليل لتظهر علاماته بوضوح في كثير من الأحيان. على أن هناك بعض الظروف التي يغمض فيها التشخيص وأخرى يطلب فيها وضع تشخيص سريع لاتخاذ إجراءات خاصة. من الظروف الأولى حدوث الحمل في عقيم تعالج منذ فترة طويلة من أجل الحمل، أو في مريضة طمثها مضطرب أو قريبة من سن الإياس، أو في سيدة مطلقة أو غير متزوجة. ومن الظروف الثانية الحالات التي يجب التأكد فيها من الحمل في وقت مبكر؛ لأن المريضة مصابة بآفة لا يجوز معها استمرار الحمل كمرض قلبي شديد أو الداء السكري أو وجود اضطرابات صبغية أدت إلى تكوُّن أجنة مشوهة في حمول سابقة أو في حالات الاغتصاب أو تلك التي تنكر فيها الحامل وجود الحمل ويدعي وجوده شخص آخر لأسباب غالباً ما تكون أخلاقية. فمن أجل ذلك يجب معرفة أعراض الحمل وطرائق تشخيصه في أشهر الحمل المختلفة.

أولاً- أعراض الحمل في الشهرين الأولين

الشكل (1) علامة نوبل
الرحم الغير حامل في الأعلى والرحم الحامل في الأسفل

1- العلامة الأساسية التي تنبه لوجود الحمل هي انقطاع الطمث وليس لهذه العلامة قيمة إلا إذا كان الانقطاع فجائياً تاماً في امرأة في سن النشاط التناسلي طمثها منتظم وصحتها جيدة. وينتبه هنا أن انقطاع الطمث لا يدل حتماً على وجود الحمل فقد يحدث في الإرضاع أو بلوغ سن الإياس أو حدوث اضطراب وظيفي، كما أن الحمل قد يترافق ونزفاً يظن أنه طمث كما يحدث في حالات الإلقاح المتأخر أو التهديد بالإجهاض. وللنزف في هذه الحالات صفات تختلف عن صفات الطمث الطبيعي. ومن الواجب الانتباه أيضاً للحالات التي قد تدعي فيها المرأة انقطاع الطمث لتوهم أنها حامل أو العكس إذ تدعي أنها ترى الطمث لتوهم أنها غير حامل. وتعرف هذه الحالات بفحص الرحم وكشف تبدلاته وبالفحوص المتممة   ولا سيما فحص البول والفحص بالصدى.

2- العلامة الثانية التي تحدث في الحمل هي تبدلات الرحم التي يكشفها الفحص السريري بالمس المهبلي المشرك بجس البطن وهي:

 أ- اندفاع عنق الرحم نحو الخلف.

ب- زيادة حجم الرحم التي تكشف منذ الأسبوع الثاني لانقطاع الطمث، وتبلغ الرحم حجم ثمرة المندرين (قطرها نحو 4سم) في نهاية الشهر الأول من الحمل، وحجم البرتقالة (قطرها نحو 7.5سم) في نهاية الشهر الثاني.

ج- تغير شكل الرحم التي تفقد شكلها المثلث المسطح ذا الوجهين الأمامي والخلفي والحافتين اليمنى واليسرى، فتصبح كمثرية الشكل ثم كروية الشكل يشعر بها بالمس المهبلي في الرتجين الجانبيين ويدعى هذا الشعور (علامة نوبل Nobel).

د- تغير قوام الرحم التي تلين في منطقة مضيق الرحم أولاً ثم يمتد اللين إلى كل أقسام الرحم، ويدعى لين منطقة المضيق (علامة هيغار Hegar) التي يشعر بها بوضوح بالمس المشرك بالجس؛ إذ تشعر الأصبع الماسة الموضوعة خلف العنق بالأصابع الجاسة وكأنه ليس بينهما فاصل.

ومع شأن هذه التبدلات في تشخيص الحمل يحسن الانتباه أن كبر حجم الرحم قد يحدث في ظروف أخرى كإصابتها بالسرطان أو بالورم الليفي المتلين أو بالاحتقان قبل الطمث، ويجلو الفحص السريري الدقيق ومعرفة سوابق المريضة والفحص بالصدى التشخيص على نحو أكيد.

ويستحسن عدا هذا عدم فحص الحامل بالمس المشرك بالجس في الشهرين الأولين من الحمل ولاسيما الخروس التي لا تُعرف درجة استثارة الرحم فيها، فقد يؤدي هذا الفحص - ولاسيما إذا أجري بعنف - إلى الإجهاض، ومع وجود طرائق الاستقصاء الحديثة يمكن الاستغناء عنه تماماً.

3- وعدا هذين العرضين الأساسيين (انقطاع الطمث وتبدلات الرحم) هناك بعض الأعراض الثانوية كالتعب، والميل إلى النوم، والأعراض الودية (الوحام)، وتبدلات الثديين التي تبدو بالضخامة وظهور الارتسامات الوريدية عليهما وبروز الحلمة واصطباغها بلون غامق، والأعراض البولية الناجمة عن ضغط المثانة بالرحم الكبيرة الحجم، وبعض الاضطرابات النفسانية كالنزق أو الخوف.

وحين غموض التشخيص في هذه المرحلة يمكن الانتظار وإعادة الفحص بفواصل أسبوع أو عشرة أيام لتتضح الأعراض. أما حين ضرورة الوصول إلى التشخيص بسرعة كما في حالات الطب الشرعي فيمكن اللجوء إلى تفاعلات الحمل المناعية وعيار HCG التي يشخص فيها الحمل باكراً جداً حتى في وقت الطمث المقطوع أو المتأخر، أو إلى الفحص بالصدى الذي يكشف فيه الحمل بعد تأخر الطمث أسبوعاً واحداً ويصبح مؤكداً بظهور المضغة بعد تأخر الطمث أسبوعين.

ثانياً- أعراض الحمل بين الشهر الثالث والشهر الرابع والنصف (الأسبوع 13-20)

الشكل (2) علامة هيغار

يصبح الحمل واضحاً وأعراضه أكثر وتضاف أعراض دالة على وجود الجنين داخل الرحم.

تبدلات الرحم: تستمر الرحم بالكبر فيبرز القسم السفلي من البطن ويشعر تحته بالرحم الحامل باليد الجاسة بشكل كرة منتظمة غير مؤلمة يبعد قعرها عن الحافة العلوية لوصل العانة نحو 4سم في نهاية الشهر الثاني و8سم في نهاية الشهر الثالث.

وبالمس المشرك بالجس يزداد لين عنق الرحم حول الفوهة الظاهرة أولاً ثم في العنق كله، ويزداد وضوح علامتي نوبل وهيغار، وتظهر علامة جديدة هي النهز الجنيني. ولتحري هذه العلامة بالمس المشرك بالجس تجري الأصبع الماسة حركات تدفع بها جدار الرحم الأمامي إلى الأعلى في حين تثبت اليد الجاسة قعر الرحم فيشعر بصدمة ناجمة عن تحرك الجنين ضمن السائل الأمنيوسي.

يلتبس الحمل في هذا الدور بكيسات المبيض وبالورم الليفي ولاسيما المستحيل استحالة وذمية، ولكن انقطاع الطمث من جهة وتحري أعراض كل من هاتين الآفتين الصريحة لايترك مجالاً للالتباس.

ويفيد الفحص بالصدى في هذه المرحلة لتأكيد التشخيص ولتحديد سن الحمل بدقة ومتابعة تطوره.

ثالثاً- أعراض الحمل بين الشهر الرابع والنصف وأوان الولادة (الأسبوع 20-40)

تصبح أعراض الحمل صريحة تظهر في الوالدة وفي الجنين ولايمكن الالتباس معها بشيء، ورؤية الحامل فحسب يعرف بها وجود الحمل عدا وجود أعراض كثيرة أساسية وثانوية تكشف بوسائل الاستقصاء المختلفة:

1- فبتأمل الحامل وهي واقفة يرى بزخ خفيف في العمود القطني يعوض عن بروز جدار البطن إلى الأمام، ويزداد بروز البطن مع تقدم الحمل وتظهر عليه تشققات محمرة تسمى (الفزر الحملية) لا تزول بعد الولادة بل يصبح لونها أبيض صدفياً، وتبدو على الأقسام المعرضة للشمس من الوجه تصبغات صفر مسمرّة واضحة في السمراوات تسمى (قناع الحمل).

2- وبجس البطن تبدو علامات لها شأن كبير:

الشكل (3) المسمع الولادي الرأسي

  أ- ارتفاع قعر الرحم الذي يزداد شهرياً 4سم تقريباً، ويستند إلى هذا في تحديد سن الحمل، فيقاس بشريط متري ارتفاع قعر الرحم عن وصل العانة ويقسم الرقم المشاهد على 4 ويضاف إلى الناتج 1؛ لأن قعر الرحم يكون أخفض من مستوى وصل العانة قبل نهاية الشهر الأول من الحمل ويبدأ بالارتفاع عنها بدءاً من الشهر الثاني؛ فإن كان ارتفاع قعر الرحم عن وصل العانة 20سم مثلاً يكون عمر الحمل 20 ÷ 4 + 1= 6 أشهر تقريباً.

ب- تميل الرحم الحامل نحو أيمن الخط المتوسط ويزداد هذا الميل مع تقدم سن الحمل حتى يصبح قعر الرحم في نهاية الحمل في المراق اليمنى تحت الكبد.

ج- تغير شكل الرحم الذي يصبح بيضوياً نهايته الكبيرة في الأعلى.

د- تبدل قوام الرحم الذي يصبح مرناً يقسو في أثناء الجس لأنه هو الذي ينبهه فيتقلص، وتحدث تقلصات الرحم عفوياً في أواخر الحمل، وتتقارب تقلصاتها كلما قرب موعد الولادة.

هـ- حركات الجنين الفاعلة التي تشعر بها اليد الجاسة كموجة فجائية سريعة الزوال ولاسيما في أواخر الحمل حين يرق جدار البطن.

و- حركات الجنين المنفعلة فإذا ضغطت اليد الجاسة على المنطقة التي يقع فيها رأس الجنين شعرت بما يشبه ما يحدث حين دفع قطعة من الجليد في كأس ماء. ويدعى هذا (النهز الرأسي) وهو إما بسيط إذا لم يرجع رأس الجنين إلى اليد الضاغطة، وإما مضاعف إذا عاد الرأس فصدم اليد الضاغطة.

2- وبقرع البطن: يشعر بأصمية بيضوية الشكل تملأ البطن تقريباً حدودها العلوية في نهاية الحمل قرب الرهابة، يحيط بها وضوح ناجم عن وجود العرى المعوية المحيطة بالرحم.

3- وبالمس المهبلي: يشعر بانحراف عنق الرحم نحو الخلف وليونته الشديدة التي تصعب معها معرفته أحياناً. ويشعر (بالقطعة السفلية) من خلال الرتوج بشكل نصف كرة متبارزة في المهبل - وهي مضيق الرحم الذي تمدد في نهاية الحمل - يمكن من خلالها إجراء النهز الرأسي بطريق المهبل كما شعر به بطريق البطن، ويصعب إجراء النهز الرأسي في الشهر الأخير من الحمل ولاسيما في الخروسات لثبات الرأس بتدخله في الحوض في معظم الحالات.

4- وبالإصغاء: الذي يجرى بمسمع خاص يسمى المسمع الولادي - ويمكن استعمال أي مسمع، وحديثاً أصبح الإصغاء يجرى بفوق الصوت بطريقة دوبلر - تسمع:

- دقات قلب الجنين التي تراوح بين 120 و 160 دقة في الدقيقة بدءاً من الشهر الرابع أو الشهر الخامس من الحمل.

- والنفخة السررية الناجمة عن انضغاط السرر أو عن وجود دسامات في أوعيته.

- والنفخات القلبية الناجمة عن آفة في قلب الجنين.

- وحركات الجنين الفاعلة.

- كما تسمع عند حافتي الرحم النفخة الوالدية أو الرحمية الناجمة عن الاختلاف الفجائي في سعة الأوعية الدموية، وتفرق عن النفخات السررية والقلبية الجنينية المنشأ بتوافقها مع نبضان قلب الوالدة لا مع نبضان قلب الجنين.

ومع أن كل هذه الأعراض واضحة وصريحة فإن الحمل في هذه الفترة قد يلتبس ببعض الأمور:

- فالنهز البطني قد يحدث حين وجود ورم في البطن - كالورم الليفي - ضمن حبن شديد.

- وحركات الجنين الفاعلة قد تلتبس بحركات الأمعاء.

- ونبض الجنين قد يلتبس نادراً بنبض الحامل، ولذلك يجب دائماً حين سماع دقات قلب الجنين الإمساك بيد الحامل ليشعر بنبضها وتمييزه من نبض الجنين.

ومع هذا لابد من فحص الحامل في النصف الثاني من الحمل فحوصاً مكررة سريرية وغير سريرية ليست الغاية منها تشخيص الحمل الذي أصبح واضحاً صريحاً في معظم الحالات؛ وإنما تشخيص سواء الحمل بالانتباه للأعراض الموجودة ومقارنتها بأعراض الحمل السوي من حيث حجم الرحم ووضع الجنين وحركته وكمية السائل الأمنيوسي، وما قد يرافق الحمل من أعراض في الحامل كالوذمة وارتفاع الضغط الشرياني والدوالي لكشف ما قد يوجد من انحرافات عن السواء وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتفادي ما يمكن وقوعه من مضاعفات، سعياً وراء الوصول إلى ولادة آمنة بجنين سالم.

 

 

علينا أن نتذكر

تختلف أعراض الحمل بحسب عمره:

> العرضان الرئيسان في الشهرين الأولين انقطاع الطمث وتبدلات الرحم من لين وكبر. وهناك أعراض ثانوية كالوحام وتبدلات الثديين وبعض الاضطرابات النفسانية.

> وبين الشهر الثالث والشهر الرابع والنصف يضاف عرض جديد إلى الأعراض السابقة هو النهز الجنيني.

> ومنذ الشهر الرابع والنصف حتى نهاية الحمل تكون أعراض الحمل صريحة أهمها - عدا استمرار الأعراض السابقة وتطورها - حركات الجنين الفاعلة والمنفعلة وسماع دقات قلب الجنين.

> ومع أن الحمل يلتبس في كل مرحلة ببعض الأمراض فإنه من السهل وضع التشخيص التفريقي دائماً، وتصبح مهمة المولد - ولاسيما في النصف الثاني من الحمل - متابعة تطوره للوصول إلى ولادة آمنة وجنين سالم.

 


التصنيف : توليد
النوع : توليد
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 176
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 616
الكل : 31002496
اليوم : 58297