logo

logo

logo

logo

logo

أنفلونزا الطيور

انفلونزا طيور

avian influenza - grippe aviaire



إنفلونزا الطيور

 

أنس ناعم

 تركيب الڤيروس وتصنيفه وخصائصه

الأعراض

التشخيص

الوقاية والتلقيح

المعالجة

 

 

 

تنجم إنفلونزا الطيور Avian Influenza في البشر عموماً عن أحد ثلاثة ڤيروسات (A,B,C)  تنتمي إلى عائلة واحدة هي الڤيروسات المحبة للأغشية المخاطية، وتنجم جائحات الإنفلونزا غالباً عن النوع A، وهو النوع الوحيد الذي يمكن أن يصيب البشر مثلما يصيب الحيوانات والطيور، في حين تقتصر الإصابة بالنوعين الآخرين على إحداث إصابات خفيفة ومحدودة في الإنسان فقط دون الحيوان، ويعتقد أن معظم ذراري الإنفلونزا A نشأت في الشرق الأقصى ثم انتشرت إلى  أنحاء العالم كافة.

تركيب الڤيروس وتصنيفه وخصائصه

ڤيروسات الإنفلونزا A هي من نوع RNA تبعاً لنوع الحمض النووي وحيد الطاق الذي يدخل في تركيبها، وهي تصنف - تبعاً لنوعي المكونات البروتينية السكرية التي تدخل في تركيب سطحها - في صنفين (الشكل 1-2) وهما:

1- مجموعة الراصات الدموية Hemagglutinin (H) ويوجد منها 15 نمطاً .(H1, H2,...)

2- مجموعة النورأمينيداز Neuraminidase (N) ويوجد منها 9 أنماط .(N1, N2,...)

الشكل (1) ڤيروسات الإنفلونزا A بالمجهر الإلكتروني.

الشكل (2) تركيب ڤيروس الإنفلونزا A.

يصنف الڤيروس حسبما يتضمنه من H وN، والأنماط التي تسري بين البشر وتُحدث الإصابات بالإنفلونزا البشرية هي (H1N1, H1N2, H3N2)، والمهم في ڤيروسات الإنفلونزا حدوث تغيرات جديدة كبيرة ومفاجئة في مكوناتها من البروتينات H) و(N؛ مما يؤدي فجاءة إلى ظهور نمط جديد من الإنفلونزا A، ويحدث هذا كل 10- 15سنة، وتصبح المناعة السابقة للمريض بذلك عديمة الجدوى، مما يؤدي إلى تفشي الأوبئة التي تكون فيها نسبة الإصابات والوفيات عالية. أما ڤيروسات الإنفلونزا الطيرية فتتضمن راصات دموية ذات الأرقام H4  فأكثر، وهي أنماط مستودعها الطبيعي الطيور البرية وخاصة البط ويمكنها أن تخمج الإنسان فضلاً عن العديد من أنواع الحيوانات ومنها الطيور التي تكون إصابتها قاتلة لمعظم القطيع. أما إصابة الإنسان ببعض أنماط الڤيروسات الطيرية (مثل H5N1 التي تحظى حالياً باهتمام صحي عالمي) فتتميز بأنها شديدة المراضة ونسبة الوفيات فيها عالية، ومن حسن الحظ أن ڤيروسات الإنفلونزا الطيرية لا تنتقل من إنسان إلى إنسان، ولكن يخشى خبراء منظمة الصحة العالمية أن تطرأ تغيرات في تركيب الڤيروس على نحو يسمح بظهور نمط يمتلك خواص الإنفلونزا الطيرية من حيث شدة المراضة وخواص الإنفلونزا البشرية من حيث سهولة انتقالها بين البشر.

الأعراض

تختلف أعراض المرض باختلاف ذرية الإنفلونزا الطيرية المسببة للإصابة، ويمكن بيان هذه الأعراض من خلال الدراسات التي أجريت خلال الفاشيات الصغيرة الماضية:

الشكل (3) ارتشاحات رئوية منتشرة مع متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في الإصابة بإنفلونزا الطيور

1- يتظاهر المرض في الأطفال المصابين بالإنفلونزا الطيرية نمط H9N2 أوH10N7  بأعراض التهاب الطرق التنفسية العلوية التهاباً خفياً يتراجع تلقائياًً.

2- تميل الإنفلونزا الطيرية من نمط H7 لإصابة بشرة الملتحمة العينية وقد تتظاهر بالتهاب ملتحمة معزول فحسب (احتقان العينين والدماع وحرقة العينين والحكة والرمد).

3- خلال فاشية الإنفلونزا الطيرية من نمط H5N1 في هونغ كونغ عام 1997: رافقت الإصابة بالحمى في 100% من الحالات، وظهرت أعراض خمج الطرق التنفسية العلوية في 67% من الحالات، وحدثت ذات رئة في 58% من الحالات. كما شوهدت أعراض معدية معوية (غثيان، إقياء، إسهالات) في نصف الحالات، وارتفعت الإنزيمات الكبدية في نصف الحالات. كما وجد نقص شامل في خلايا الدم  (الكريات البيض،  والحمر، والصفيحات الدموية) في 16% من الحالات.

التشخيص

1- يذكر معظم مرضى الإنفلونزا الطيرية نمط H5N1 قصة تعرض حديث لدواجن ميتة أو مريضة. لذلك من المهم تجنب السفر إلى المناطق الموبوءة حين الشك بالتشخيص.

2- يعتمد التشخيص على التقنيات المخبرية الحديثة كتفاعل سلسلة البولميرات polymerase chain  reaction (PCR)،  والزرع الڤيروسي لعينات مأخوذة من الجهاز التنفسي؛ وذلك بإجراء رشافة من البلعوم الأنفي خلال 3 أيام من بدء الأعراض.

3- الاختبارات المصلية ELISA)، :(Western blot وذلك بتأكيد ارتفاع عيار الأضداد في مصل المريض < 4 أضعاف بين عينتين بفاصلة 14 يوماً، وبالتالي فإن هذه الاختبارات مشخصة ولكنها غير مفيدة عملياً؛ لأنها لا تشخص المرض مؤكداً إلا بعد مضي أسبوعين من بدئه، ولذلك فهي تفيد فقط في دراسات المراقبة الوبائية والتشخيص بالطريق الراجع.

4- التبدلات التي تكشفها صورة الصدر الشعاعية غير نوعية، وتراوح من صورة صدر طبيعية ومظاهر شعاعية تتماشى مع ذات الرئة اللا نمطية في أحد الفصوص الرئوية حتى ارتشاحات رئوية شديدة وشاملة حين حدوث متلازمة الضائقة التنفسية الحادة acute respiratory distress syndrome (ARDS)، ويرافق ذلك مظاهر قصور تنفسي شديد يستوجب وضع المريض على جهاز التنفس الاصطناعي مع نسبة وفيات عالية جداً (الشكل 3).

الشكل (4) القناع من نوع N95

الوقاية والتلقيح

يعتمد التلقيح على حث الجسم على تشكيل الأضداد المعدلة للڤيروسات بصورة رئيسية ضد الراصات الدموية hemagglutinin. ولا يوجد حتى الآن لقاح بشري مرخص للوقاية من الإنفلونزا الطيرية بالرغم من استمرار الدراسات لتحضيره.

أما وقاية العاملين في القطاع الصحي الذين لهم تماس بالمصابين والبيطريين والمزارعين المتماسين مع الدواجن فتكون بـ:

1- استخدام الرداء الواقي والقفازات.

2- غسيل اليدين الجيد والمتكرر بالماء والصابون أو الكحول.

3- استخدام القناع من نوع N95 الذي تسمح تقنيته بترشيح الهواء المستنشق وتنقيته من القطيرات الملوثة (الشكل 4).

4- استعمال مضادات الڤيروسات من نوع مثبطات النورأمينيداز كالـ Oseltamivir وقائياً.

5- التلقيح بلقاح الإنفلونزا السنوي الذي يهدف إلى الوقاية من الإصابة بڤيروسات الإنفلونزا البشرية.

6- عزل المرضى وتنظيف مفرزاتهم التنفسية وأدواتهم.

المعالجة

يمكن التحدث عن المعالجة من خلال استعراض الخبرة الحديثة بالأدوية المضادة للڤيروسات:

1- في عام 1997 كانت ذراري ڤيروسات الإنفلونزا الطيرية H5N1 حساسة لكل من Amantadine وRimantadine، إلا أن فاشية عام 2003 كانت مقاومة للـ Amantadine، مما يدل على أن الڤيروس نفسه قد تبدل خلال السنوات الست التي مضت على الفاشية السابقة بحيث أصبح مقاوماً للدواء الذي كان يستجيب له في السابق، وفي هذه الجائحة كانت العترات حساسة تجاه مثبطات النورأمينيداز Oseltamivir) و(Zanamivir.

2- قد يكون من المفيد تطبيق Oseltamivir (الذي يصنع تجارياً باسم Tamiflu) وقائياً خلال الجائحات؛ علماً أن تطبيقه المتأخر غير مفيد نهائياً.

إجراءات التحكم بالمرض:

1- إجراءات للمسافرين إلى الدول التي ظهرت فيها الإصابة ينصح بما يلي:

أ- عدم التماس مع الدواجن ومزارعها وأسواق بيعها.

ب- عدم التماس مع الطيور والدواجن المحلية مدة لا تقل عن 4 أسابيع.

ج- الإبلاغ عن كل حالة إنفلونزا يصابون بها خلال 4 أسابيع من عودتهم.

2- إجراءات لمنع دخول المرض إلى القطر:

أ- حجر القطعان المصابة أو التخلص منها هو الإجراء المثالي للتخلص من المرض ومنعه من الانتشار.

ب- منع استيراد الدواجن الحية والطيور البرية ولحوم الدواجن وبيض التفريخ من دول ظهر فيها المرض.

ج- إبقاء الطيور البرية والدواجن الحية مدة 21 يوماً في الحجر للتأكد من خلوها من المرض قبل دخولها القطر.

د- إغلاق أسواق الدواجن الحية ومذابح الدواجن ضمن المدن.

هـ- تشديد الإشراف البيطري على مزارع الدواجن والإبلاغ الفوري عن كل حالة مشتبهة.

و- منع الصيد منعاً باتاً.

ز- الإبلاغ الفوري عن أي حالة إنفلونزا معندة تستوجب النقل الى المستشفى وعزل هذه الحالات في أقسام خاصة.

 

 

التصنيف : جهاز التنفس
النوع : جهاز التنفس
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 60
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 514
الكل : 31805816
اليوم : 5359