logo

logo

logo

logo

logo

الأخماج المعوية

اخماج معويه

intestinal infections - infections intestinales



الأخماج المعوية

 

أحمد شريتح

خطورة الأخماج المعوية

نقص البوتاسيوم
وبائيات الأخماج المعوية معالجة الإسهالات الحادة
آليات الإسهال الحاد في سياق الخمج المعوي المضاعفات الهضمية والتغذوية للخمج المعوي

 

 

تعد الإسهالات الحادة أحد أهم تظاهرات الأخماج المعوية  gastroentérite في الأطفال. وتعرف الإسهالات الحادة  La diarrhée aigüe بزيادة حجم البراز أو عدد مرات التبرز مقارنة بما هو معتاد في الطفل، وينبغي التفريق بين حالات الإسهال الحقيقي وحالات الإسهال العارض المؤقت، وكذلك يجب أن تفرق من حالة التبرز المتكرر في الرضيع - الذي يتغذى بحليب الأم - وهي حالة اعتيادية في هذه السن.

خطورة الأخماج المعوية:

1- تعد الأخماج المعوية والإسهالات الناجمة عنها أحد أهم أسباب المراضة morbidité بين الأطفال دون سن الخامسة ولاسيما في دول العالم النامي.

2- وتعد الإسهالات الحادة ومضاعفاتها السبب الأول لوفيات الأطفال دون سن المدرسة، ولاسيما في السنتين الأوليين من العمر (80% من حالات الوفيات). وتحدث الوفاة نتيجة الخمج المعوي (الإسهالات الحادة):

أ- بسبب التجفاف الذي يعدّ سبب الوفاة الرئيس.

ب- ولأسباب تعود إلى التطور نحو سوء التغذية أو إلى مضاعفات الاخماج  الجرثومية بالشيجيلا Shigella وغيرها.

3- تشكل الأخماج المعوية أحد أهم أسباب التطور نحو سوء التغذية:

أ- لوجود الحلقة المعيبة بين الإسهال وسوء التغذية.

ب- ولنقص شهية الأطفال الشديد في فترة المرض؛ ونقص درجة امتصاص المواد المغذية على مستوى الأمعاء نقصاً كبيراً.

ج- ولأن الأخماج تؤدي عموماً إلى زيادة الحاجة إلى المواد المغذية.

د- ولزيادة الإسهالات في الأطفال المصابين بسوء التغذية.

وبائيات الأخماج المعوية L’épidémiologie:

تنتشر العوامل الممرضة المسببة لالتهاب الأمعاء عن طريق الفضلات البرازية نتيجة لتلوث الماء والطعام؛ وكذلك بالتماس المباشر عن طريق الأيدي الملوثة.

والعوامل المساعدة على انتشار العوامل الممرضة هي:

1- عدم التزام الرضاعة الوالدية الحصرية في ستة أشهر الأولى من الحياة.

2- استخدام زجاجات الرضاعة واللهايات (بسبب قابلية التلوث السريع).

3- سوء تخزين المأكولات المطهية (الخزن بدرجة حرارة الغرفة).

4- مشاكل الصرف الصحي السيئ وإمكانية تلوث مياه الشرب.

5- عدم غسل الأيدي بعد استخدام الحمامات.

6- عدم توافر مياه الشرب النظيفة (غير الملوثة بالجراثيم).

7- عوامل تتعلق بالثوي (الطفل):

أ- يزداد حدوث الخمج في الأعمار الصغيرة (6-12 شهراً).

ب- وجود حالة سوء التغذية.

ج- حصول إصابة بالحصبة في الأشهر الثلاثة السابقة للخمج المعوي.

د- مشاكل نقص المناعة على أنواعها ووجود معالجات طويلة مثبطة للمناعة.

8- توقيت الإصابة الفصلي:

أ- تحدث الأخماج المعوية الحادة جرثومية المنشأ غالباً في فصل الصيف.

ب- تكثر الإصابة بالڤيروسة العَجَلية Rotavirus في فصل الشتاء مع احتمال حدوث الإصابة في معظم أوقات السنة.

أنواع الإسهالات:

1- الإسهالات المائية الحادة diarrhée profuse: تقدّر بنحو 80% من مجمل حالات الإسهال. يبدأ الإسهال حاداً ويستمر 3-4 أيام، ثم يتحسن بالتدريج في 4-5 أيام أخرى. وهو مرض محدد لذاته (أي يستمر أقل من 14 يوماً)، ويكون محتوى البراز مائياً من دون أي آثار للدم. قد يرافق الإسهالات الحادة وجود القياء أو الترفع الحروري. وتتلخص أهم مضاعفات نوبة الإسهال الحاد بحصول التجفاف الذي قد يودي بالحياة في حالاته الشديدة، أو بحصول سوء التغذية نتيجة لنقص الوارد من المواد الغذائية أو لتوقفها.

2- الإصابة الزحارية dysenterie: يقدر بـ  5-10% من مجمل حالات الإسهال. ويتميز الإسهال بوجود الدم، ومن عقابيلة: القهم وفقد الوزن السريع؛ وأذية الغشاء المخاطي المعوي.

3- الإسهال المستمر diarrhée persistante: يقدر بـ 10% من مجمل حالات الإسهال. يبدأ المرض كحالة حادة من الإسهال المائي أو كإصابة زحارية، لكن الإسهال يستمر أكثر من 14 يوماً، وتتلخص أهم عقابيله بالتجفاف وفقدان الوزن مع سوء التغذية.

يجب عدم الخلط بين الإسهال المستمر والإسهال المزمن الذي يعرف بحدوث نوب إسهال متكررة ويدوم طويلاً، ويعود الإسهال المزمن غالباً إلى أسباب غير خمجية كعدم تحمل الغلوتين Intolérance au gluten؛ أو عدم تحمل بروتين حليب البقر أو تليف المعثكلة الكيسي La mucoviscidose؛ أو لبعض الأمراض الاستقلابية ذات المنشأ الوراثي.

الأسباب

تحدث أخماج الجهاز الهضمي بمجموعة واسعة التنوع من الكائنات الحية الممرضة بما فيها الجراثيم والڤيروسات والطفيليات:

1- الڤيروسات: وأهمها الڤيروسة العَجَلية، مسؤولة عن 15-25% من حالات أخماج الأمعاء في الأطفال.

2- الجراثيم:

أ- بعض أنواع الإشريكية القولونية Escherichia coli: مسؤولة عن 10-20% من حالات أخماج الأمعاء في الأطفال.

ب- الشيجلا Shigella: مسؤولة عن 5-15% من الحالات).

ج- العطيفة :Campylobacter مسؤولة عن 10-15% من الحالات.

3- الخمج بالأوالي  Protozoaمثل خفية الأبواغ Cryptosporidium.

4- العوامل الممرضة الأخرى الأقل أهمية وهي عديدة يُذكر منها: الڤيروسة الغدّانية adénovirus، وڤيروس نوروك virus Norwalk والسالمونيلة Salmonella، واليرسينية الملهبة للمعي والقولون Yersinia  enterocolitica، وضمَّة الكوليرا Vibrio cholerae، والجياردية اللمبلية Giardia lamblia والمتحولة الحالّة للنسج entamoeba histolytica.

الإمراض: 

1- إمراض الأخماج الڤيروسية: تقوم الڤيروسات (وخاصة الڤيروسة العَجَلية) بغزو الخلايا المعوية ذات الزغابات والمسؤولة عن الامتصاص وذلك في القسم العلوي من الأمعاء الدقيقة، في حين تبقى خلايا الخبيئات cellules cryptiques سليمة، وتقوم بعملية إعاضة للخلايا المعوية التالفة بعد عدة أيام من الغزو الڤيروسي. تكون الخلايا الجديدة غير ناضجة وبالتالي فإنها تسمح بنضح السوائل والشوارد. ويرافق أذيةَ الزغابات فقدان إنزيم دي سكاريداز، مما يسهم في انخفاض نسبة امتصاص اللاكتوز الموجود في الحليب. ويحدث الشفاء في غضون 3-5 أيام.

2- إمراض الأخماج الجرثومية:

أ- الالتصاق بالمخاطية: إذ تقوم الجراثيم المتكاثرة في الأمعاء بالارتباط بمستقبلات الغشاء المخاطي، ويرافق ذلك تبدلات في هذا الغشاء تسبب نقصاً في مقدرة الأمعاء على الامتصاص، وقد تزيد أيضاً في خسارة السوائل.

ب- إفراز الذيفانات المعوية: تقوم الجراثيم كضَمة الكوليرا والإشريكية القولونية بعد التصاقها بالخلايا المعوية بإنتاج الذيفانات toxines، مما يؤدي إلى عملية تثبيط الامتصاص على مستوى الزغابات، وتزداد في الوقت نفسه إفرازات السوائل والشوارد.

ج- تغزو بعض الجراثيم كالسالمونيلة والشيجيلا المخاطيةَ فتخربها مؤدية إلى النزف الهضمي السفلي والإسهال المدمى. ينشأ النزف الهضمي من حدوث تقرحات سطحية وخراجات مجهرية في الغشاء المخاطي. وتسهم الذيفانات الجرثومية في تخريب الغشاء المخاطي، مما يزيد من خسارة السوائل والشوارد.

3- إمراض الخمج بالأوالي:

أ- الالتصاق بالمخاطية: تلتصق بعض الأوالي كالجياردية اللامبلية وخفية الأبواغ Cryptosporidium بمخاطية الأمعاء الدقيقة محدثة التأذي في مستوى الزغابات.

ب- ويغزو بعضها كالمتحولة الحالة للنسج المخاطية فتهاجم الخلايا الظهارية للقولون وللصائم محدثة الخراجات الدقيقة، مع العلم أن معظم حالات الخمج البشري بهذه المتحولات تكون بالذراري غير الغازية Non invasive  90%)من الإصابات) من دون إصابة الغشاء المخاطي ولا تستطب المعالجة لوجود الأكياس الزحارية (دون النواشط) في البراز.

آليات الإسهال الحاد في سياق الخمج المعوي:

1- الإسهالات الإفرازية diarrhée sécrétoire: تحدث نتيجة لزيادة إفرازات الماء والشوارد إلى داخل لمعة الأمعاء الدقيقة زيادة غير طبيعية. وهذا ما يحدث حين امتصاص الصوديوم عبر الزغابات المعوية امتصاصاً سيئاً، في حين يستمر إفراز شوارد الكلور من خلايا الخبيئات celle cryptiques، ويعود ذلك إلى الذيفانات الجرثومية كما في الإصابة بالإشريكية القولونية وضمات الكوليرا أو حين الإصابة بالڤيروسة العجلية.

2- الإسهالات الحلولية diarrhée osmotique: ظهارة الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة نفوذة تسمح بحركة السوائل والشوارد حركة سريعة بغية المحافظة على التوازن الحلولي بين محتويات اللمعة والسائل خارج الخلوي، ويؤدي مرور مادة ذات فعالية حلولية غير قابلة للامتصاص إلى حصول الإسهالات الحلولية، كما يحدث حين مرور اللاكتوز في الأطفال المصابين بعدم تحمل اللاكتوز intolérance au lactose.

يؤدي عبور المواد مفرطة التوتر hypertonique وغير قابلة الامتصاص إلى نقل الماء والشوارد من الحيز خارج الخلوي إلى داخل لمعة الأمعاء؛ بغية إصلاح الخلل الحاصل بين حلولية اللمعة وحلولية السائل خارج الخلوي، مما يزيد من حجم البراز مؤدياً بذلك إلى التجفاف مفرط الصوديوم لخسارة كميات كبيرة من الماء.

وهكذا تتضمن الإسهالات كميات كبيرة من الماء والشوارد كَالصوديوم والكلور والبوتاسيوم والبيكربونات مما يؤدي إِلى:

أ- التجفاف déshydratation بسبب ضياع الماء والشوارد في البراز والقياء.

ب- والاضطراب الشاردي troubles électrolytiques بزيادة الصوديوم أو نقصه، ونقص البوتاسيوم… إلخ.

ج- والحماض الاستقلابي acidose métabolique بسبب خسارة بيكربونات الصوديوم في الإسهالات.

د- وسوء التغذية malnutrition الذي يحدث في حالتي الإسهالات الناكسة أو الإسهالات المستمرة.

التجفاف:

ينجم عن خسارة الماء والشوارد في الإسهالات والقياء، كما يسهم ارتفاع الحرارة  أيضاً بخسارة إضافية للسوائل.

 يؤدي التجفاف إلى نقص الحجم hypovolémie وإلى الوهط الدوراني collapsus والوفاة إذا لم تُجدِ المعالجة الإسعافية.

تعتمد علامات التجفاف على عاملين:

1- درجة التجفاف: تبدأ الأعراض والعلامات السريرية للتجفاف بالظهور حين يفقد الطفل 5% من وزنه، وتصنف كالتالي:

أ- تجفاف بسيط: يكون فيه نقص وزن الطفل أقل من 5%، ولا ترافق التجفاف البسيط أية أعراض أو علامات.

ب- تجفاف متوسط الشدة: وينقص فيه وزن الطفل بين 5 و10% من مجمل وزن الجسم (وسطياً 7.5%).

ج- تجفاف شديد: يكون فيه نقص وزن الطفل أكثر من 10% من مجمل وزن الجسم.

2- أنواع التجفاف:

أ- تجفاف معادل التوتر déshydratation isotonique: تكون فيه الخسارة متوازنة بين الماء والصوديوم.

ب- تجفاف مفرط الصوديوم déshydratation  hypernatrémique:

- نادر الحدوث: نحو 5-10% من حالات التجفاف.

- نسبة حدوثه في الرضع وصغار السن أكبر من غيرهم بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى السوائل مباشرة إلا بوساطة المهتمين برعايتهم.

- قد يزداد الوضع سوءاً بتناول المواد المفرطة الحلولية (أخطاء التغذية).

- تكون خسارة الماء أكثر من خسارة الصوديوم.

ج- تجفاف ناقص الصوديوم déshydratation hyponatrémique:

- نادر الحدوث نسبياً: نحو 5-10% من الحالات.

- ينجم عن المعالجة الوريدية بالسوائل ناقصة التوتر. (المحلول السكري 5%) أو الإعاضة الفموية للإسهال بالماء فقط.

- تكون خسارة الماء فيه أكثر من خسارة الصوديوم.

نقص البوتاسيوم hypokaliémie:

الآلية:

- يعود السبب إلى خسارة كمية كبيرة من البوتاسيوم في البراز، وتزداد الخطورة في الأطفال سيئي التغذية أصلاً بسبب عوز البوتاسيوم المزمن.

- يؤدي الحماض إلى هروب البوتاسيوم من السائل داخل الخلوي إلى الحيِّز خارج الخلوي والبلازما بسبب التبادل مع شاردة H+، وبذلك تبقى مستويات البوتاسيوم في البلازما ضمن الحدود الطبيعية. وعند إصلاح الحماض يعود البوتاسيوم بسرعة إلى داخل الخلية، مما يؤدي إلى حصول نقص البوتاسيوم الخطير. ومن هنا يجب أن يتم تصحيح الحماض ونقص البوتاسيوم بطريقة متزامنة.

التظاهرات السريرية:

- نقص المقوية العضلية والتعب والرخاوة والمعص العضلي.

- نقص مقوية العضلات الملس مما يؤدي إلى تمدد البطن وشلل الأمعاء الحاد.

- قد يحدث اضطراب النظم القلبي وخفوت أصوات القلب.

- حدوث تبدلات في تخطيط القلب الكهربائي (ECG)، تبدو بانخساف وصلة ST، وانخفاض الفولتاج، وانقلاب موجة T، وظهور موجة U وتطاول المسافة QT.

الإضطرابات الاستقلابية (الحماض الاستقلابي):

الآلية:    

- خسارة البيكربونات في البراز.

- زيادة إنتاج حمض اللبن lactique acide (حين يكون المريض في حالة الصدمة).

- تشكل الأحماض اللاعضوية نتيجة انهدام السكريات الناقص.

التظاهرات:

- نقص  نسبة بيكربونات المصل (حتى أقل من 10 ميلي مول/لتر).

- هبوط درجة pH الدم الشرياني لأقل من 7.1 درجة.

- حصول التنفس الحماضي العميق والسريع لطرح الـ CO2 في محاولة لرفع درجة pH الدم.

- حصول القياء (غالباً ما يتوقف عند إصلاح الحماض).

معالجة الإسهالات الحادة:

1- المعالجة الفموية بمحاليل الإماهة: يعد محلول الـ ORS من منظمة الصحة العالمية من أكثر المحاليل ملاءمة لمعالجة الإسهالات الحادة في المنزل، وهو خليط متوازن من الغلوكوز والشوارد ويستخدم للوقاية ولمعالجة كل أشكال التجفاف، إضافة إلى تدبير حالات نقص البوتاسيوم والحماض الإستقلابي.

حسبت كمية الشوارد في محلول الـ ORS لإعاضة المفقود من الشوارد في البراز وأضيف الغلوكوز لتأكيد الامتصاص الأعظمي للصوديوم وللماء.

يحضَّر محلول الإماهة الفموي بحل محتوى ظرف الـ ORS (أو ما يعرف محلياً بالأوسمو) بنصف لتر ماء نظيف ويعطى منه للطفل ملعقة صغيرة كل دقيقة أو دقيقتين، وحين حدوث القياء يوقف إعطاء المحلول 10 دقائق، ثم يعاود إعطاؤه من جديد بوتيرة أقل.

يجب المثابرة على الإرضاع الوالدي في المعالجة الفموية، كما يعطى الطفل الماء النظيف والمآكل المعتادة خوفاً من التطور نحو سوء التغذية.

ينبغي عدم إضافة السكر إلى محلول الإماهة، ويجب عدم حل محتوى الظرف في حليب الأطفال؛ وإنما يعطى مستحضر الـ ORS محلولاً ضمن ماء الشرب. كما ينبغي عدم تشجيع إعطاء السوائل المحلاة الأخرى (العصائر والمشروبات الغازية).

2- المعالجة الوريدية réhydratation intraveineuse: يمكن بدء المعالجة الوريدية بنوع واحد من المحاليل الوريدية في معالجة جميع أشكال التجفاف (الرينجرلاكتات أو المحلول الملحي النظامي)، ولا تجوز المعالجة الوريدية بالمحاليل ناقصة الحلولية كالمحلول السكري 5%.

تستطب المعالجة الوريدية لحالات التجفاف الشديد (نقص وزن الطفل أكثر من 10%)، وكذلك في حالات عدم التحمل الهضمي الشديد.

تتم عملية حساب كمية السوائل في المعالجة الوريدية كما يلي:

أ- الحاجة اليومية:

100 مل/كغ من الوزن للـ 10كغ الأولى من وزن الطفل.

50 مل/كغ من الوزن للـ 10كغ الثانية من وزن الطفل.

20 مل/كغ من الوزن للـ 10كغ الثالثة من وزن الطفل.

ب- حساب الخسارة المستمرة:

10-20 مل/كغ لكل نوبة إسهال.

ج- تدبير اضطراب الصوديوم: (زيادة الصوديوم فوق 150 مك/لتر). (ونقص الصوديوم تحت 120 مك/لتر).

قد تكون المعالجة بالمحلول ناقص التوتر (كالدكستروز 5%) خطرة تؤدي إلى ما يعرف بالتسمم المائي (وذمة داخل الخلية والوذمة الدماغية)، وبالمقابل لا ينبغي التعجيل بإصلاح نقص الصوديوم في حالات التجفاف ناقص التوتر، وإنما يكون التدبير كالتالي:

  - يمكن بدء المعالجة الفورية لجميع أنواع التجفاف بـ 100مل/كغ بالحقن الوريدي من المحلول الملحي النظامي فيعطى 30 مل/كغ في مدة 30-60 دقيقة، ويعطى 70 مل/كغ في مدة 2.5- 5 ساعات (تعطى السوائل السابقة ببطء عند الرضع ما دون السنة).

- تشمل المعالجة الداعمة حساب الحاجة اليومية والضياع.

- في فرط الصوديوم: يستخدم محلول رينجرلاكتات مع المحلول السكري 5% (بنسبة 2:1).

- في نقص الصوديوم: يستخدم محلول رينجرلاكتات مع المحلول الملحي 3% (بنسبة 2:1).

- نقص البوتاسيوم ما بعد الحماض: يسبب الحماض زيادة في تحريك شوارد البوتاسيوم من الخلية إلى الدوران، وبالتالي ضياعه في البول، مما يؤدي إلى اشتداد ضياع البوتاسيوم الناجم أصلاً عن الإسهال. يحدث نقص البوتاسيوم حين تصحيح الحماض بسبب عودة شاردة الـ K+ ضمن الخلية (يكون المستوى المصلي للـ K أقل من 3.4 ميلي مول/لتر).

يتظاهر نقص البوتاسيوم بالرخاوة المعممة وتمدد البطن الشديد وشلل الأمعاء. يصلح نقص البوتاسيوم ببطء شديد وتدريجياً لتجنب حدوث اضطرابات النظم القلبية، وذلك بتعويض 3 ميلي مكافئ من البوتاسيوم/كغ في مدة 24 ساعة.

3- المعالجة الدوائية:

تعدّ معالجة التجفاف والوقاية منه - إضافة إلى التغذية المناسبة في فترة الإصابة -  تدابير كافية؛ إذ إن معظم الأخماج المعوية في الأطفال محددة لذاتها في بضعة أيام.

ويجب حصر استعمال الأدوية في الأخماج المعوية الحادة في الأطفال ضمن الاستطبابات التالية:

أ- الصادات: يستطب إعطاء الصادات في حالات الخمج المعوي الحاد الزحاري dysenterie وحالات الكوليرا المشتبهة. وإعطاؤها في الحالات الأخرى غير مفيد عملياً؛ وعلى العكس فقد تطيل فترة الإسهال وقد تتسبب بآثار جانبية وخيمة أحياناً؛ علماً أن وجود الحمى لا يعد استطباباً لمعالجة الإنتان المعوي:

- في حالات الزحار العصوي shigella يعطى مركبtriméthoprime + sulfamethoxazole  (5 مغ/كغ من +Tmp 25 مغ/كغ SMX) مرتان يومياً مدة 5 أيام، ويجب أن يعتمد ذلك على الزرع والتحسس؛ لأن نسبة المقاومة لهذا الدواء أصبحت عالية في كثير من المجتمعات، ويمكن إعطاء الـ ceftriaxone بجرعة وحيدة 50 ملغ/كغ حقنة وريدية أو عضلية مدة 5 أيام حين وجود مقاومة للأدوية الأخرى.

- تعالج العطيفة الصائمية Campylobacter jejuni بالماكروليدات (الإريتروميسين 40 مغ/كغ/يوم مقسمة على 4 دفعات، أو بالأزيتروميسين 10 مع/كغ/يوم جرعة وحيدة).

- يعالج الزحار الأميبي (بوجود الأشكال النشطة في البراز المدمى) بالـ métronidazole 30-50 مغ/كغ/يوم مقسمة على 3 دفعات مدة 10 أيام.

- تعالج الجياردية اللمبلية بالـ métronidazole أو بجرعة وحيدة من الـ tinidazole 50 مغ/كغ/ أو بمركب الـ furazolidine بجرعة 6-9 مغ/كغ/يوم مقسمة على 3 دفعات مدة 10 أيام.

ب- مضادات الإسهال:

- لم تثبت فائدتها علمياً في إنقاص الإسهال الحاد.

- يمنع استخدام الأدوية من مجموعة مثبطات حركية الأمعاء.

- الأدوية الممتزة adsorbant تحسن فقط من مظهر البراز ولا تقلل من كمية الإسهال.

ج- مضادات القياء: يتحسن القياء بتصحيح التجفاف والحماض، لذا لا ينبغي استعمالها وقد يكون لها آثار جانبية سيئة.

المضاعفات الهضمية والتغذوية للخمج المعوي:

هناك علاقة وطيدة بين الإسهال وسوء التغذية؛ إذ إن تكرر نوب الإسهال الحاد؛ أو حدوث ما يعرف بالإسهال المستمر قد يؤدي إلى حدوث سوء التغذية أو يزيدها، وذلك بسبب زيادة الحاجة إلى الوارد من المواد المغذية في فترة الإسهال (كما يحدث غالباً في كل الأخماج)، وبالمقابل يحدث نقص واضح في تناول المواد المغذية بسبب الغثيان والقياء المرافق، وقد يكون مرد ذلك أيضاً الحميات الخاطئة المتبعة عن جهل من قبل بعض الأهل.

يسهم سوء التغذية رئيسياً في مشكلة الإسهال؛ إذ إن نسبة حدوث الإسهالات تزيد 3 مرات في الأطفال سيئي التغذية مقارنة بالأطفال الأصحاء، كما لوحظ أن الإسهالات في الأطفال سيئي التغذية تكون أشد وتدوم فترة أطول مع زيادة حدوث المضاعفات والوفاة أكثر من 4 مرات.

الوقاية من الأخماج المعوية:

تكون الوقاية بما يلي:

1- تشجيع الرضاعة الوالدية: يجب أن تقتصر تغذية الرضيع على حليب أمه في غضون الأشهر الستة الأولى من عمره، وذلك حسب ما تنص عليه توصيات منظمة الصحة العالمية. كما ينبغي تشجيع الاستمرار بالرضاعة الوالدية حتى نهاية السنة الثانية من العمر، ويجب أن تستمر الرضاعة الوالدية في أثناء الخمج المعوي؛ وإن كان من الضروري استخدام بدائل الحليب فينبغي تعليم الأم كل ما يتعلق بتحضير الزجاجات وظروف التعقيم.

2- تحسين ظروف الفطام:

أ- تأخير أطعمة الفطام حتى عمر 6 أشهر قدر الإمكان.

ب- اختيار الأطعمة المناسبة للرضيع من حيث قيمتها الغذائية، وسهولة هضمها، وتقبلها من الرضيع.

ج- اتخاذ جميع تدابير النظافة حين تحضير الأطعمة وحفظها لتجنب التلوث الجرثومي.

د- إدخال الأطعمة بالتدريج أو بفواصل كافية بحيث يتقبلها الطفل جيداً، ويستحسن البدء بالخضار المهروسة والفواكه ومن ثم بالحبوب المطبوخة (كالأرز مثلاً).

3- استخدام الماء النظيف في عملية الطهي، ويستحسن غلي الماء ولو لبضع ثوان.

4- التشديد على نظافة الأيدي بعد استخدام الحمام وبعد تبديل حفاضات الطفل وكذلك قبل تحضير وجبات الطعام، كما ينبغي التشديد على النظافة الشخصية للطفل ونظافة يديه.

5- إيجاد حلول لمشاكل الصرف الصحي وذلك للوقاية من الأمراض المعدية المنتقلة عن طريق التلوث بالبراز.

6- أهمية إعطاء لقاح الحصبة في العمر المحدد: لوجود علاقة وطيدة بين الحصبة والإسهالات الخطيرة؛ إذ إن مناعة الطفل الضعيفة بعد المرض تؤهب بسهولة للأخماج المعوية. إن لقاح الحصبة يقلل حتى 25% من الوفيات الناجمة عن الأخماج المعوية في الأطفال الذين تقل سنهم عن خمس سنوات.

 

 

التصنيف : أمراض الأطفال
النوع : أمراض الأطفال
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 95
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 504
الكل : 31669110
اليوم : 23692