logo

logo

logo

logo

logo

أخماج الطرق التنفسية العلوية والسفلية مع التهابات الرئة في الأطفال

اخماج طرق تنفسيه علويه وسفليه مع التهابات ريه في اطفال

upper and lower respiratory tracts infections and lung infections in children - infections respiratoires supérieures et inférieures et les infections pulmonaires chez les enfants



أخماج الطرق التنفسية العلوية والسفلية مع التهابات الرئة في الأطفال

غزل شفيق ديب

 التهاب الأنف الحاد  التهاب الأذن الظاهرة
التهاب الجيوب الحاد الأخماج الحادة المؤدية إلى انسداد الطرق التنفسية العلوية
التهاب الجيوب المزمن التهاب القصبات
التهاب البلعوم واللوزتين التهاب القصيبات
أشكال خاصة من التهاب البلعوم واللوزتين التهابات (ذوات) الرئة
التهاب الأذن الوسطى تقنيات التصوير الأخرى
 

أولاً- التهاب الأنف الحاد acute rhinitis:

هو التهاب مع احتقان ووذمة في مخاطية الأنف، غالباً ما يكون ڤيروسياً، وقد تترافق الإصابة والتهاب الملتحمة، أو التهاب الجيوب، أو التهاب البلعوم واللوزتين، وقد يرافقه التهاب الحنجرة والتهاب القصبات.

السببيات: أكثر ما يحدث في الأطفال خلال السنتين الأوليين من العمر ولاسيما في فصلي الخريف والشتاء بسبب سهولة العدوى وسرعة الانتشار وقد يحدث المرض بشكل أوبئة في دور الحضانة والرعاية حيث ينتقل عن طريق الرذاذ والقطيرات الأنفية (عطاس، سعال) أو بتماس الأيدي الملوثة بالمفرزات الأنفية.

أكثر العوامل المسببة شيوعاً: الڤيروسة الأنفية rhinovirus بأنماطها المصلية المتعددة. وقد توجد ڤيروسات أخرى مسؤولة عن الإصابة مثل: الڤيروس التنفسي المخلوي (RSV) respiratory syncytial virus وڤيروس نظير الأنفلونزا parainfluenza virus وڤيروس الأنفلونزا influenza virus والڤيروس الغدي adenovirus والفيروس المعوي enterovirus.

أما العامل الجرثومي الأكثر شيوعاً فهو المكورات العقدية المجموعة A. تراوح فترة الحضانة بين 12 ساعة حتى 72 ساعة أو 6 أيام حداً أقصى.

التظاهرات السريرية:

- في الرضع: يكون البدء مفاجئاً بحرارة مرتفعة، ونق وضجر، وهياج وعطاس قد يكون شديداً، يتطور لانسداد أنف أو سيلان أنفي شديد من مفرزات مائية اللون والقوام خلال ساعات قليلة. يعاني الرضيع في هذه الحالة من صعوبة الرضاعة، وعسر تنفس ولاسيما صغار الرضع. وقد يحدث قياء أو إسهال. ويشاهد بالفحص الفيزيائي: احتقان المخاطية الأنفية، واحتقان غشاء الطبل في الأذنين معاً في بعض الأحيان، حتى لو لم يحدث التهاب أذن وسطى قيحي.

- في الأطفال الأكبر: تكون الأعراض أقل حدة، وهي جفاف الأنف وأحياناً جفاف البلعوم مع حس حرق أو حكة ثم عطاس وسيلان أنفي شديد مائي اللون والقوام وصداع ووهن عام ونقص الشهية وحرارة مرتفعة قليلاً وآلام عضلية وسعال أحياناً.

قد يستمر الزكام 2-4 أيام، يتلوه شفاء عفوي وذلك في ثلثي الحالات، أما في الثلث الباقي فتستمر الأعراض مدة أسبوعين، ويدل ذلك غالباً على حدوث مضاعفة ما مثل:

1- التهاب الأنف المزمن: الذي يترافق في معظم الحالات وضخامة الناميات، أو التهاب الجيوب المزمن أو حالة أليرجيائية لدى الطفل المصاب.

2- التهاب الجيوب الجرثومي.

3- التهاب الأذن الوسطى القيحي.

4- التهاب القصبات والرئة.

وحين تترافق الإصابة والتهاب ملتحمة وبلعوم مع إسهالات أو من دون إسهالات يعزى السبب للڤيروس الغدي adenovirus.

التشخيص: تكفي السريريات والأعراض لوضع التشخيص من دون الحاجة إلى تحاليل نوعية أو تحريات مخبرية لمعرفة سبب الزكام.

التشخيص التفريقي:

تتشابه أعراض التهاب الأنف الحاد مع أعراض الدور النزلي لكل من الأمراض التالية: الحصبة، والنكاف، وشلل الأطفال، والسعال الديكي، وأحياناً التهاب الكبد؛ إضافة إلى ضرورة التفريق بينه وبين بعض الأشكال الخاصة من التهاب الأنف، وهي:

1- التهاب الأنف الأليرجيائي: الذي يتميز بحكة في الأنف والعينين وحكة في البلعوم مع بقاء الأعراض طوال مدة التعرض للعامل المؤرج، من دون حدوث ترفع حروري.

2- التهاب الأنف الوعائي الحركي: تحدث فيه نوب من العطاس ووذمة شديدة واحمرار مخاطية الأنف، وإفرازات مائية قد تكون شديدة أيضاً، تستمر النوبة من دقائق إلى ساعات، وغالباً ما يسير المرض على نحو مزمن، اختبارات التحسس سلبية، ويكون العامل المهيج في هذه الحالة كيميائياً أو آلياً (ميكانيكياً) أو نفسياً ويؤدي إلى ارتكاس وعائي عصبي.

3- التهاب الأنف الجرثومي الأولي: قد يشاهد في سياق التهاب الرئة بالمفطورات mycoplasma، أو التهاب القصبات بالمفطورات في الرضع، وقد يحدث التهاب الأنف القيحي الأولي بالمكورات العقدية المقيحة (A).

المضاعفات: قد تحدث إحدى المضاعفات التالية:

1- التهاب الأذن الوسطى.

2- التهاب الجيوب.

3- التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات.

4- التهاب القصيبات الحاد.

5- التهاب الرئة.

المعالجة: العلاج العرضي هو الأساس:

1- قطرات أنفية مخففة ولفترة قصيرة لوذمة المخاطية الأنفية.

2- باراسيتامول لتخفيض الحرارة وتسكين الصداع.

3- قطرات أنفية من المصل الملحي 0.9% لغسيل الأنف مع إرذاذ المصل الملحي نفسه، ومحاولة مص المفرزات المخاطية الأنفية بالمحقنة المعدة لذلك، وخاصة في الرضع لتسهيل عملية الإرضاع.

4- حين حدوث خمج جرثومي ثانوي يمكن إعطاء الجيل الأول من إريثرومايسين أو سيفالوسبورين.

أما مضادات الاحتقان عن طريق الفم ففائدتها في تخفيف الانسداد الأنفي محدودة.

الوقاية: لا يوجد لقاح فعال، ولا ينقص أي من الغماغلوبولين والڤيتامين C تكرر الأخماج أو خطورتها فلا فائدة من استخدامها. ويجب بذل الجهد لمنع تعرض الرضع للأشخاص حاملي الڤيروسات إن أمكن.

ثانياً- التهاب الجيوب الحاد acute sinusitis:

يحدث التهاب الجيوب بشكل معزول، وغالباً ما يحدث في إطار التهاب الطرق التنفسية العلوية الڤيروسي المعمم، مؤدياً إلى التهاب الجيوب الحاد النزلي ثنائي الجانب، مع التهاب ملتحمة وبلعوم وإسهالات أو من دون إسهالات إذا كان المسبب هو الڤيروس الغدي adenovirus.

والجيوب التي تصاب بالخمج في سن الرضاعة هي الغربالية الأمامية والخلفية ethmoidal sinusitis؛ أما الجيوب الفكية maxillary sinusitis فيصيبها الخمج بين 2 و4 سنوات من العمر فما فوق وتبدو فيها تظاهرات شعاعية، وبدءاً من 5 سنوات فما فوق يصاب الجيب الوتدي sphenoidal sinusitis، وتصاب الجيوب الجبهية frontal sinusitis بعد سن السادسة.

السببيات: أكثر العوامل الممرضة المسببة لالتهاب الجيوب القيحي هي: المكورات الرئوية، والمستدمية النزلية، والعقديات المقيحة، إضافة إلى احتمال حدوث خمج باللاهوائيات الموجودة في جوف الفم.

وأهم العوامل المؤهبة لالتهاب الجيوب الحاد:

1- عوامل من منشأ أنفي rhinogen، في سياق التهابات الأنف الحادة القيحية جرثومية أو ڤيروسية.

2- انسداد فتحة الأنف بجسم أجنبي في داخله، أوفي سياق التهاب الأنف الأرجي.

3- وجود إنتان في الجوار ولاسيما الأخماج السنية أو الخراجات السنية.

4- من منشأ دموي في سياق أخماج جهازية (حصبة، تيفوئيد…).

5- الرضوض.

6- في سياق أمراض أعواز المناعة الخلقية أو المكتسبة.

7- الداء الليفي الكيسي.

8- الغطس في المياه الوسخة كالمسابح.

9- التدخين السلبي حول الطفل والعوامل البيئية (هواء بارد وجاف مع بيئة ملوثة).

التظاهرات السريرية: العرض الرئيس هو الألم، الذي يكون لدى صغار الأطفال غير موضع، حين النوم والاضطجاع إما فوق العينين، وإما على مسير العصب مثلث التوائم (وأحياناً باتجاه الخشاء)، وقد يكون بشكل صداع جبهي عفوي أو محدث بالضغط أو الطَّرْق، أو صداع معمم، وذلك بحسب موضع الجيب المصاب. والعرض الثاني المفرزات التي تمر من الأنف باتجاه جدار البلعوم الخلفي، مما يؤدي إلى سعال متقطع، أو مستمر مع التهابات بلعوم متكررة، والتهاب أذن وسطى فضلاً عن أن رائحة هذه المفرزات كريهة وطعمها غير مستحب تزعج المريض كثيراً.

التشخيص: يُشك بالإصابة حين استمرار سيلان الأنف، أو أعراض التهاب الأنف الحاد (الزكام) مدة تتجاوز الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، مع تحول المفرزات الأنفية إلى مفرزات مخاطية قيحية مدة تزيد على الأسبوع، إضافة إلى ألم عفوي في الوجه أو محدث بالضغط ووذمة حول الحجاج وصداع شديد.

ولتأكيد التشخيص تُجرى صورة شعاعية بسيطة تظهر فيها سويات سائلة غازية، أو كثافة وتعتيم كامل.

وبالتصوير المقطعي المحوسب: يظهر ثخن مخاطية الجيوب.

وتفيد الأمواج فوق الصوتية لتشخيص الالتهاب وشكل السائل الموجود في الجيب الملتهب.

المضاعفات: أكثر مضاعفات التهاب الجيوب الحاد: خراج حول الحجاج، والتهاب السحايا، والتهاب العظم والنقي ولاسيما في العظم الجبهي، وخثار الجيب الكهفي والخراجات الدماغية، وخراج فوق الجافية أو تحت الجافية.

الإنذار: جيد إذا لم تحدث أي من المضاعفات سابقة الذكر.

المعالجة: يعالج التهاب الجيوب الحاد القيحي المترافق وحرارة مرتفعة وتأثر الحالة العامة بجرعات عالية من الـ cefotaxime (سيفالوسبورين جيل 3) فهو فعال ضد المكورات الرئوية، والمستدميات النزلية (الهيموفيلوس) والعقديات المقيحة، كما أنه فعال أيضاً ضد العنقوديات المقاومة للبنسلين G. إذا كان التهاب الجيوب ناجماً عن بؤرة سنية متقيحة تعطى جرعات عالية من البنسلين G. ولا تقل مدة علاج التهاب الجيوب الحاد عن أسبوعين.

وفي الأشكال الخفيفة من التهاب الجيوب تكفي المعالجة الفموية بالسيفالوسبورينات (جيل أول أو ثاني)، أو إريثرومايسين وأحياناً: أموكسيسيللين + كلافولينيك أسيد.

يمكن استعمال القطرات الأنفية المضادة للاحتقان أياماً قليلة.

وحين وجود عامل تحسسي مؤهب في المريض تستخدم الستيروئيدات للتخفيف من الأعراض وشدة الإصابة.

ثالثاً- التهاب الجيوب المزمن chronic sinusitis:

يحدث التهاب الجيوب المزمن أو الناكس بسبب وجود عائق في طريق التنفس الأنفي (بأسبابه العديدة: كانحراف الوترة وضخامة الناميات)، أو في سياق أمراض أخرى (كالربو القصبي، والتليف الكيسي  CF والتوسع القصبي ومتلازمة كارتاجينر ومتلازمة عسر حركية الأهداب وأعواز الغلوبولينات المناعية).

لالتهاب الجيوب المزمن شكلان: التهاب الجيوب القيحي المزمن (الذي قد يتلو التهاب الجيوب الحاد) والتهاب الجيوب السيلاني.

السببيات: المكورات العنقودية المذهبة والعقديات مجموعة A والمستدميات النزلية (الهيموفيلوس إنفلونزا)، واللاهوائيات.

الأعراض: في التهاب الجيوب السيلاني المزمن: الألم والحمى عرضان نادران. وغالباً ما يحدث سيلان أنفي دائم في جانب واحد أو في الجانبين، مع سعال مزمن ليلي خاصة.

تشارك الأعراض السابقة أعراض أذنية كالتهاب الأذن الوسطى الناكس أو المتكرر، وأعراض انسداد الأنف كالشخير حين وجود مؤهبات لحدوثه.

شعاعياً: تزيد ثخانة المخاطية المبطنة للجيوب أكثر من 5مم.

المعالجة: غسيل الجيب، أو تفجيره مع علاج العامل المؤهب إن أمكن، كاستئصال الناميات حين ضخامتها وتصحيح انحراف الوترة جراحياً لتحسين التنفس الأنفي.

رابعاً- التهاب البلعوم واللوزتين pharyngotonsillitis:

هو التهاب جرثومي أو ڤيروسي، يحدث في كل الأعمار، يصيب مخاطية اللوزتين والبلعوم وأنسجتها بشكل معزول أو جزءاً من أخماج معممة في الطرق التنفسية العلوية، وغياب اللوزتين لا يؤثر في تكرار الإصابة أو سير المرض أو مضاعفاته.

السببيات: العوامل الڤيروسية أكثر شيوعاً من الجرثومية، وأكثر الڤيروسات المسببة شيوعاً هي: الڤيروسات الغدية (أدينوفيروس)، وڤيروس كوكساكي وڤيروس نظير الإنفلونزا وتحدث جميعها في كل الأعمار، في حين يصيب ڤيروس ابشتاين بار الأطفال الأكبر سناً.

وأكثر الجراثيم المسؤولة عن التهاب البلعوم واللوزتين: المكورات العقدية الحالة للدم مجموعة B (وبشكل أندر C أو G) التي تفرز ذيفانات داخل خلوية وخارج خلوية وهي:

1- ذيفانات حموية (A, B, C) مسؤولة عن الحمى القرمزية وانسمام الدم.

2- إنزيمات حالة وهي ستربتوليزين O، وستربتوليزين S وتسببان انحلال الدم.

3- ذيفانات تساعد على انتشار الجرثوم عبر الأنسجة كالدي أوكسي ريبونوكلياز وهيالورونيداز وستربتوكيناز.

الوبائيات: أكثر ما يشاهد التهاب البلعوم واللوزتين بالعقديات بين عمر 4-7 سنوات وتكثر الإصابات في دور الحضانة والمدارس حيث تحدث العدوى عن طريق المفرزات الأنفية والفموية.

فترة الحضانة 2-5 أيام.

التظاهرات السريرية: ألم حلق وعسر بلع وترفع حروري، ووهن عام ونقص شهية وأعراض التهاب أنف (ولاسيما إذا كان المرض تالياً لإنتان فيروسي تنفسي علوي، قد تشاهد أعراض حنجرية من بحة صوت وسعال. وفي صغار الأطفال يحدث مع الحمى الشديدة صداع وألم بطني وصعوبة في تناول الطعام بسبب الألم الشديد في أثناء البلع. إذا ترافقت الإصابة واعتلال عقد لمفية يحدث الألم البطني بسبب ضخامة العقد اللمفية المساريقية، مع قياء أو من دون قياء، مسببة أعراضاً مشابهة لالتهاب الزائدة الدودية.

بالفحص السريري: يشاهد احتقان اللوزتين والبلعوم واحمرارهما الشديد وضخامة اللوزتين مع نتحات قيحية أحياناً، وقد يشعر بالجس بضخامة العقد اللمفية وألمها. وفي كثير من الأحيان لا يستطاع التمييز سريرياً بين الإصابة الجرثومية والڤيروسية.

التشخيص: يمكن الاستعانة بزرع مفرزات البلعوم التي تستغرق 18 ساعة لمعرفة النتيجة بدقة، وهناك فحص دقيق وسريع يشخص الإصابة بالعقديات خلال دقائق (strep test) يجرى على مسحة البلعوم.

مخبرياً يرتفع تعداد الكريات البيض على حساب المعتدلات مع ارتفاع سرعة التثفل و(antistreptolysin O) ASLO .

التشخيص التفريقي: يجب تمييز الإصابة من الأشكال الخاصة من التهابات البلعوم:

1- الحمى القرمزية.

2- داء كثرة الوحيدات الخمجي.

3- الخناق (الدفتريا).

4- التهاب البلعوم الڤيروسي.

المضاعفات:

1- التهاب الأذن الوسطى.

2- التهاب الجيوب.

3- التهاب العقد اللمفية الرقبية والمساريقية.

4- الحمى الرثوية.

5- فرفرية هينوخ شونلاين.

6- الصدمة السمية العقدية.

المعالجة: يستعمل أولاً البنسلين V الفموي مدة 10 أيام، والبديل هو الماكروليد (إريثرومايسين) 40-50 ملغ/كغ/يوم أو السيفالوسبورين (جيل أول أو ثانٍ) مثل السيفاكلور، وذلك بعد نفي الإنتان بالعقديات A.

يعطى للوقاية في التهاب البلعوم واللوزتين المتكرر: Benzathine penicillin حقنة عضلية بمقدار مليون و200 ألف وحدة دولية كل 2-4 أسابيع.

مع معالجة الأعراض الناجمة عن الإصابة: كتخفيض الحرارة بالباراسيتامول، ومسكنات الألم، وغرغرة فموية بمحلول ملحي دافئ لتسكين الألم الحلقي الشديد.

استطبابات استئصال اللوزتين: كثيراً ما يتعرض طبيب الأطفال لاستفسار الأهل حول ضرورة استئصال اللوزتين حين تعرض الطفل لالتهاب اللوزتين المتكرر، والحالات التي تستوجب الاستئصال هي:

1- التهاب اللوزتين الجرثومي المتكرر (أكثر من 3 مرات في العام)، أو حدوث التهاب لوزتين ضخامي مزمن.

2- حين حدوث مضاعفات موضعية أو جهازية.

3- حين حدوث تنفس فموي صعب جداً مع نوب توقف تنفس ناجمة عن انسداد الطريق التنفسي العلوي انسداداً شديداً قد يكون شبه كامل.

4- لنفي وجود ورم أو خباثة.

خامساً- أشكال خاصة من التهاب البلعوم واللوزتين pharyngotonsillitis:

1- الحمى القرمزية scarlet fever:

خمج جرثومي حاد يصيب البلعوم واللوزتين بالمكورات العقدية الحالة للدم مجموعة A، يظهر بين اليومين الثاني والرابع من المرض طفح جلدي نقطي أحمر فاتح يزول بالضغط، يبدأ بالعنق والصدر وينتشر خلال يوم واحد في كل أنحاء الجسم وذلك بعد فترة حضانة من 2-4 أيام (قد تصل إلى 8 أيام)، يزول هذا الطفح سريعاً وربما لا يحدث في بعض الحالات. يرافق الإصابة ألم البلعوم وصداع وألم الأطراف، ومع ترقي الإصابة يظهر ما يسمى لسان الفريز الأبيض (ناجم عن طبقة بيضاء حوافها حمر تغطي اللسان ذا الحليمات المتوذمة) وذلك خلال اليومين الأولين، أما لسان الفريز الأحمر (الناجم عن زوال الطبقة البيضاء المذكورة وظهور اللسان بمظهر محمر لامع مع الحليمات الحمر البارزة) فيشاهد في اليوم الرابع أو الخامس من بداية المرض. تشاهد أغلب الحالات بين الرابعة والرابعة عشرة من العمر.

ويمكن مخبرياً: عزل المكورات العقدية الحالة للدم من البلعوم مع ارتفاع ضد الحالة العقدية antistreptolysin) O ASLO)  وارتفاع عدد كريات الدم البيض على حساب كثيرات النوى.

المعالجة: يعالج الطفل المصاب بالحمى القرمزية بالبنسلين مدة عشرة أيام، ويعالج المعرضون للعدوى مدة خمسة أيام.

تعطى الساليسيلات إذا حدث التهاب مفاصل أو آلام مفصلية مع ضرورة متابعة الطفل ومراقبته سريرياً ومخبرياً مدة أربعة أسابيع للتأكد من عدم حدوث مضاعفات ولاسيما إصابة الكلية.

المضاعفات: التهاب الشغاف والتهاب كبب وكلية وداء الرَقَص الصغير.

2- الذباح الهربسي herpangina:

تسبب إصابة البلعوم بڤيروس كوكساكي A  ذي الأنماط المصلية الـ 23 صوراً مرضية مختلفة منها: الذباح الهربسي  والتهاب البلعوم والنزلة الصيفية والطفح الجلدي، وأعراض معدية معوية ومتلازمة اليد القدم hand-foot syndrome (النمط المصلي 16)، ومتلازمة وأعراض عصبية مع كآبة. وتكون نسبة العدوى مرتفعة جداً في هذه الإصابة.

التظاهرات السريرية: في الإصابة بالأنماط من (1 إلى 10 و16 و22) يكون البدء مفاجئاً بحرارة مرتفعة وفقدان الشهية وألم حلق أو بلعوم وصداع ، وتتميز هذه الإصابة بعدم حدوث التهاب قصبات أو التهاب أذن وسطى أو التهاب أنف.

تشاهد بالفحص السريري آفات نفاطية أو حطاطية حويصلية بحجم 1-2مم واحمرار محيط هذه الاندفاعات وإصابة خفيفة في الغشاء المخاطي حولها.

فترة الحضانة 6-14 يوماً.

التشخيص التفريقي: يجب التفريق بينه وبين التهاب الفم التقرحي بڤيروس الحلأ، وبين الأمراض الڤيروسية الأخرى.

التشخيص: يستند إلى إيجابية PCR < 64/1، مع إثبات وجود الڤيروس أو الكشف عنه مباشرة.

المعالجة: معالجة عرضية غير نوعية بحسب التظاهرات السريرية: الحمى، وألم البلعوم، وإذا أصبحت التغذية صعبة في صغار الأطفال تعطى السوائل الوريدية.

الوقاية: لا إجراءات وقائية أو لقاحات نوعية معروفة حتى الآن.

3- داء كثرة الوحيدات الخمجي mononucleosis disease:

داء خمجي ڤيروسي ناجم عن الإصابة بڤيروس إبشتاين بار Epstein-Barr-virus، العدوى فيه قليلة ناجمة عن تماس الأغشية المخاطية (داء القبل).

فترة الحضانة 10-50 يوماً.

التظاهرات السريرية: تكون التظاهرات في البدء غير مميزة مع حمى عالية قد تستمر عدة أسابيع، التهاب عقد لمفية معممة وضخامتها ولاسيما العقد الرقبية، وذبحة البلعوم herpangina وضخامة اللوزتين التي قد تترافق ونتحات غشائية كاذبة وضخامة الطحال في 50% من الحالات وقد تحدث اندفاعات جلدية معممة أيضاً.

التشخيص التفريقي: يجب التفكير دوماً بالـ EBV في كل حالة مرضية يرافقها ترفع حروري وغير مفسرة، لذلك تدخل العديد من الأمراض الخمجية في التشخيص التفريقي إضافة إلى ابيضاض الدم والأمراض الطفحية والتهاب اللوزتين مع أغشية كاذبة (خناق «دفتريا» أو فطور).

التشخيص: يستند إلى:

أ- الأعراض والعلامات السريرية.

ب- نقص تعداد الكريات البيض في البدء ثم ارتفاعه على حساب اللمفيات.

ج- تفاعل بول بونيل: كشف أجسام ضدية من نوع  IgM وIgG في الدم تصل إيجابيته حتى 60% في الأسبوع الثاني للمرض وإلى 80% في الأسبوع الثالث، ولكن لا قيمة له في صغار الأطفال تحت 4 سنوات من العمر.

المعالجة:

- العلاج غير نوعي، تعطى خافضات الحرارة، ولا تعطى المضادات الحيوية إلا إذا حدث خمج جرثومي مرافق ومثبت (حينئذٍ تعطى السيفالوسبورينات).

- حين حدوث ضخامة اللوزتين الشديدة لدرجة انسداد الطرق الهوائية، أو حين وجود ألم شديد بسبب ضخامة الطحال أو في ضخامة العقد اللمفية الشديدة جداً يمكن تطبيق الستيروئيدات الجهازية عدة أيام.

- الراحة التامة في السرير ولاسيما خلال الأسابيع الأولى التالية للإصابة خشية حدوث تمزق طحال (بعد جهد عنيف أو ممارسة الرياضة).

سادساً- التهاب الأذن الوسطى otitis media:

مرض شائع في الأطفال، يصيب الأذن الوسطى (في جانب واحد أو في الجانبين) بالتهاب مصلي أو قيحي، جرثومي غالباً، سيره حاد أو مزمن.

يكون الالتهاب في معظم الحالات ثانوياً لالتهاب الأنف والبلعوم ويتم الانتقال عبر نفير أوستاش، أو نتيجة لاضطراب التهوية.

1- التهاب الأذن الوسطى القيحي الحاد acute purulent otitis media:

يحدث في أي عمر، ولكن أكثر ما يحدث بين عمر 6 أشهر و24 شهراً، تكثر الإصابات شتاءً لكثرة حدوث أخماج الطرق التنفسية العليا التي تعد عاملاً مؤهباً للإصابة.

السببيات: أكثر العوامل المسببة لالتهاب الأذن الوسطى القيحي بالترتيب: الرئويات، والمستدميات النزلية، والموراكسيلا، والمكورات العقدية، والعصيات الزرق (وتكون المفرزات فيها خضراء اللون)، وأقل من ذلك الڤيروسات (الغدية، والأنفية والفيروس التنفسي المخلوي RSV).

الفيزيولوجيا المرضية: يقوم نفير أوستاش بحماية الأذن الوسطى من مفرزات البلعوم الأنفي، كما أنه يصرف مفرزات الأذن الوسطى نحو البلعوم، ويؤمن تساوي الضغط بين جوف الأذن الوسطى والضغط الجوي الخارجي المحيط بالإنسان. وكل ما يؤدي إلى انسداد نفير أوستاش يؤدي إلى حدوث ضغط سلبي ضمن جوف الأذن الوسطى محدثاً نتحة تسبب انصباباً أذنياً يعاق تصريفه، فينجم عنه خمج أذن وسطى متكرر (كما في أخماج الطرق التنفسية العلوية في الأطفال التي تؤدي إلى وذمة متكررة في نفير أوستاش، أو حين وجود ضخامة ناميات تؤدي إلى انسداد فوهة النفير).

التظاهرات السريرية:

- يحدث ارتفاع حرارة في 30-50% من المرضى قد يصل حتى 40ْ، وألم أذن نابض أو واخز (يزول الألم حين انثقاب غشاء الطبل) وطنين ودوار، ونقص سمع.

- قد يشاهد سيلان أذن قيحي وضخامة عقد لمفية.

- أما صغار الرضع فتصعب فيهم الرضاعة وتحدث الحمى، والهياج، والإسهال والقياء، وفي بعض الأحيان أعراض سحائية ونزق واضطراب النوم.

التشخيص:

أ- يشاهد عبر منظار الأذن: غشاء طبل محتقن وموعى بشدة (يكون الاحمرار في البدء في حواف غشاء الطبل) وكمود، ونقص انعكاس الضوء وقيح ونقص حركة الغشاء، وقد يشاهد ثقب في غشاء الطبل.

ب- يكون سيلان القيح واضحاً للعيان (بعد انثقاب غشاء الطبل) وموجهاً للتشخيص، ويستفاد منه لإجراء الزروع الجرثومية.

ج- مخبرياً: ارتفاع تعداد الكريات البيض على حساب المعتدلات (انحراف الصيغة نحو الأيسر).

التشخيص التفريقي: يجب التفريق بين هذه الإصابة وبين:

أ- التهاب الجيوب.

ب- التهاب الخشاء.

ج- التهاب الأذن الوسطى المصلي.

د- التهاب البلعوم واللوزتين.

هـ- بكاء الطفل (يؤدي إلى احتقان غشاء الطبل من دون وجود التهاب).

المضاعفات:

أ- التهاب الأذن الوسطى المصلي.

ب- التهاب السحايا (ولاسيما في الرضع).

ج- التهاب الخشاء.

د- نقص السمع.

هـ- خراجات في العنق.

و- شلل العصب الوجهي.

المعالجة:

أ- المضادات الحيوية: تستطب المضادات الحيوية لعلاج التهاب الأذن الوسطى في الحالات التالية:

- حدوث الإصابة خلال السنة الأولى من العمر.

- إصابة ثنائية الجانب خلال السنة الثانية من العمر.

- إصابة أحادية الجانب.

- وبعد عمر السنتين: يخضع الطفل للمراقبة السريرية من دون إدخال مضاد حيوي، فإذا ساءت الحالة العامة أو ظهرت إحدى علامات الالتهاب القيحي أو حدث سيلان قيحي تطبق المضادات الحيوية.

- تعطى المضادات الحيوية مدة 10 أيام وهي: أموكسيسيلين، أو سيفالوسبورين جيل ثالث (ceftriaxone)، أو أموكسيسيلين + كلافولانيك أسيد.

ب- الراحة في السرير وتسكين الألم بالباراسيتامول أو البروفين.

ج- القطرات الأنفية المخففة للاحتقان، ومضادات الهستامين لا شأن كبيراً لها.

د- بزل السائل (عبر غشاء الطبل) يلجأ إليه حين حدوث مضاعفات أو حين فشل العلاج وعدم تحسن الأعراض، كاستمرار الحمى والألم الأذني الشديد بعد 48-72 ساعة من بدء العلاج بالصادات.

هـ- التهاب الأذن الوسطى في الرضيع الذي يقل عمره عن ستة أشهر مرض شديد الخطورة قد يهدد حياة الرضيع وخاصة إذا تخطى الالتهاب حدود الأذن الوسطى، وحدث التهاب الخشاء أو التهاب السحايا ومن الضروري في هذه الحالة استعمال العلاج الوريدي مع المتابعة الدقيقة السريرية والمخبرية.

التهاب الخشاء الحاد:

مضاعفة واردة في الأطفال حين العلاج الخاطئ (إذا كان المضاد الحيوي غير مناسب، أو أعطي مدة غير كافية أو بجرعة ناقصة)، أو في الحالة الالتهابية المعندة غير المستجيبة مع أن العلاج صحيح، أو لخلل في مناعة الطفل أو لصغر سنه (أقل من ستة أشهر) أو لشدة فوعة العامل الممرض، في هذه الحالات قد يحدث بعد 2-3 أسابيع من الإصابة التهاب خشاء يبدو فيه نقص السمع وألم أذن شديد وألم محدث بالضغط خلف الصيوان وترفع حروري شديد معند على الخافضات، واحمرار ذروة عظم الخشاء وقد تكون هذه الإصابة مميتة في الرضع.

تطبق لمعالجة هذه الالتهابات جرعات عالية من المضاد الحيوي وريدياً (ويفضل تطبيقها بعد إجراء الزرع الجرثومي والتحسس) مع فتح الخشاء إذا لزم الأمر (بعد استشارة الاختصاصي بأمراض الأذن).

الوقاية من التهاب الأذن الوسطى الحاد القيحي المتكرر: يحدث التهاب الأذن الوسطى في هذه الحالة 6 مرات في السنة، أو 3-4 مرات خلال 6 أشهر. ومن الضروري في هذه الحالات إجراء تقييم مناعي للطفل المصاب مع تطبيق الإجراءات الوقائية التالية:

أ- استئصال الناميات حين ضخامتها.

ب- إلغاء عادة نوم الرضيع وزجاجة الحليب في فمه.

ج- معالجة القلس المعدي المريئي حين وجوده.

د- منع التدخين في محيط الطفل.

هـ- إجراء دراسة تحسسية كاملة إذا عانى الطفل المصاب من التهاب أنف وزكام دائمين (فقد يكون التحسس هو العامل المؤهب).

و- تطبيق لقاح الرئويات للمؤهبين من الأطفال.

ز- وما يزال تطبيق المضادات الحيوية وقائياً مثار نقاش وجدل حتى الآن.

2- التهاب الأذن الوسطى المصلي الحاد acute serous otitis media:

يشاهد بعد التهاب الأذن الوسطى القيحي الحاد، إذ يستمر وجود السائل داخل الأذن الوسطى بعد شفاء الخمج. ولذلك كان من واجب الطبيب متابعة الطفل أسابيع عدة للتأكد من الشفاء التام: وذلك بزوال احتقان غشاء الطبل نهائياً وزوال انتباجه أيضاً.

كما يشاهد الالتهاب المصلي في التهابات الطرق التنفسية العلوية التحسسية كالتهاب الأنف والبلعوم التحسسي بسبب حالة الاحتقان المستمرة في هذه المنطقة، إضافة إلى ضخامة الناميات التي قد تكون عاملاً مسبباً لالتهاب الأذن الوسطى المصلي.

يحدث الشفاء العفوي في60-80% من حالات التهاب الأذن الوسطى المصلي الحاد (يلاحظ بالمتابعة المستمرة للمريض)، أما إذا استمر الانتباج والاحتقان فيلجأ إلى ما يلي:

- تطبيق صادات مغايرة للصادات الأولية التي استخدمت في الالتهاب القيحي الحاد.

- الستيروئيدات القشرية بالطريق الجهازي.

- مضادات احتقان ومضادات هيستامين فترة مديدة نسبياً.

- وإذا استمر الانصباب أكثر من 3 أشهر مع كل الإجراءات السابقة يحول الطفل إلى اختصاصي بأمراض الأذن لوضع مفجر في الأذن بعد إجراء البزل.

سابعاً- التهاب الأذن الظاهرة otitis externa:

قد يكون سبب الإصابة خمجاً جرثومياً أو خمجاً ڤيروسياً، أو تتلو الإصابة إدخال جسم أجنبي للأذن الظاهرة أو إدخال وسائل آلية باليد وقد يحدث خمج ثانوي مرافق لحالة إكزما في مجرى السمع الظاهر أو حالة صدف (إصابة جلدية اختلطت بخمج جرثومي ثانوي).

التظاهرات السريرية: يشاهد عبر منظار الأذن:

- احمرار منتشر أو محدود مع انتباج مجرى السمع الظاهر يتلو ذلك شعور بحكة مع ألم عفوي شديد يشتد بالضغط، ويرافق الإصابة أحياناً ونقص سمع توصيلي.

- التهاب غشاء الطبل الفقاعي myringitis bullosa نادر المشاهدة تلاحظ فيه فقاعات أو نتحات على الوجه الوحشي لغشاء الطبل بسياق إنتان ڤيروسي.

المعالجة:

- تنظيف مجرى السمع الظاهر بدقة ولطف.

- الغسيل بماء حرارته موافقة لحرارة الجسم بيد طبيب الأذنين.

وفي الأطفال الأكبر تُتبع الإجراءات الأولية آنفة الذكر بتعقيم الأذن الظاهرة يومياً تعقيماً موضعياً (بمضادات خمج موضعية مع تغيير الدكة الأذنية).

أما الرضع فتستعمل لمعالجتهم بعد الإجراءات الأولية مضادات حيوية جهازية.

ثامناً- الأخماج الحادة المؤدية إلى انسداد الطرق التنفسية العلوية acute infections producing upper airway obstruction:

أخماج الطرق التنفسية العليا من أكثر الأمراض الحادة شيوعاً في صغار الأطفال، تحدث مرة كل شهر وسطياً في سنة الحضانة الأولى وأكثر من ذلك أحياناً. وغالباً ما يتعلق ذلك بالتهاب الأنف، وبأمراض أخرى مرافقة كالتهاب البلعوم والتهاب الأذن والتهاب الجيوب (بدءاً من عمر أربع سنوات فما فوق) والتهاب الحنجرة والتهاب الرغامى والتهاب القصبات.

أما مجموعة الأخماج الحادة المترافقة ومتلازمة انسدادية علوية فتكون في مستوى مغاير مثل:

1- التهاب الحنجرة الدفتريائي وهو الخانوق الحقيقي croup، نادر جداً أو معدوم حالياً بسبب انتشار التلقيح.

2- التهاب الحنجرة التشنجي (الخانوق التشنجي) spasmodic croup.

3- التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات.

4- التهاب الحنجرة تحت لسان المزمار.

والإصابات الثلاث الأخيرة تعادل جميعها ما يسمى متلازمات الخانوق الكاذب، التي تسبب أعراضاً في الرضع وصغار الأطفال أشد منها في الأطفال الأكبر والبالغين بسبب صغر قطر الطرق التنفسية في الفئة العمرية الأولى.

أما العوامل الممرضة في التهاب الطرق التنفسية العليا المؤدية لمتلازمات الخانوق فهي موضحة في الجدول (1).

الجدول (1)

المستدميات النزلية Hemophilus influenzae

عوامل جرثومية

 

نمط B، العنقوديات المذهبة، جراثيم الدفتريا، عقديات مجموعة A، موراكسيلا Moraxella، الزوائف Pseudomonas، المتدثرات Chlamydia.

 

عوامل فطرية

 

المبيضات البيض .Candida albicans

الرشاشيات .Aspergillus

 

عوامل ڤيروسية

 

- نظيرة إنفلونزا نمط 3,2,1 (تصيب الحنجرة على نحو أساسي).

- إنفلونزا A,B (تصيب الرغامى على نحو أساسي).

- الڤيروس الغدي adenovirus (يصيب البلعوم بشكل أساسي مع الملتحمة العينية).

- الڤيروس التنفسي المخلوي RSV (يصيب القصيبات)

- الڤيروس المعوي enterovirus

- ڤيروس الحصبة.

ويكتفى بشرح أهمها وهي الخانوق التشنجي والتهاب الحنجرة والرغامى والقصبات، والتهاب لسان المزمار (انظر الجدول رقم2).

الجدول (2)

 

الخانوق التشنجي

 

التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات

التهاب لسان المزمار

التهاب الرغامى الجرثومي

العمر

(سن الحدوث)

 

6 أشهر - 3 سنوات

 

0 - 5 سنوات

الذروة سنة - سنتان

2- 6 سنوات

 

شهر - 6 سنوات

 

العامل المسبب

 

- ڤيروسي

- فرط تهيج طرق هوائية

- فيروس نظير الأنفلونزا

- فيروس الأنفلونزا

- الفيروس الفموي والفيروس الرئوي المخلوي

- المستدميات النزلية

- عقديات مجموعة A

-M.catarrhalis

- المستدميات النزلية

 

البدء

 

فجائي

 

مخاتل

 

فجائي

 

بطيء/تحول فجائي

 

التظاهرات السريرية

 

- غير سمي (لا حاله انسمامية)

- سعال نباحي

- صرير

- بحة صوت

- حمى منخفضة الدرجة

- لا انسمامي

- سعال نباحي

- صرير

- بحة الصوت

- حمى عالية الدرجة

- سمي

- سعال غير نباحي

- صوت مكبوت

- سيلان لعاب

- وضعية جلوس باتجاه الأمام

- عسر بلع

- حمى عالية الدرجة

- سمي (حالة انسمامية)

- سعال نباحي

- صرير

- بحة صوت

موجودات التنظير

endoscopic

 

مخاطية شاحبة

وذمة وانتباج تحت لسان المزمار subglottic

مخاطية حمراء بشدة (غامقة). وذمة وانتباج تحت لسان المزمار

 

لسان مزمار أحمر بلون الكرز.

ضخامة الوصل الطرجهالي الفلكي

مخاطية حمراء بشدة

مفرزات رغامية غزيرة

تعداد الدم العام والصيغة

 

طبيعية

 

ارتفاع كريات بيض خفيف على حساب اللمفاويات

(ازدياد نسبة اللمفاويات)

ارتفاع تعداد كريات بيض واضح

زيادة في الخلايا المأطورة

ارتفاع كريات بيض خفيف أو تعداد طبيعي مع زيادة الخلايا المأطورةband cells

الموجودات الشعاعية

 

تضيق تحت اللسان

(تحت لسان المزمار)

تضيق لسان المزمار

 

ثخن الوصل الطرجهالي الفلكي

 

تضيق تحت لسان المزمار

حواف رغامية غير منتظمة

العلاج

 

- بخار

- إرذاذ إيبينفرين

- إرذاذ ستيروئيدات

- بخار

- إرذاذ إيبينفرين

- إرذاذ ستيروئيدات

- تنبيب (إذا لزم الأمر)

- تنبيب

- مضادات حيوية

- تنبيب

- مضادات حيوية

الاستجابة

 

سريعة

 

عابرة transient

 

استجابة سريعة

(40 ساعة)

الإستجابة بطيئة

(1-2) أسبوع

التنبيب

نادر

أحياناً

بالعادة

بالعادة

1- الخانوق التشنجي spasmodic croup:

هو مرض فيروسي غالباً، مع وجود بعض الحالات التحسسية والنفسية المنشأ في عائلات لديها استعداد للإصابة. يستيقظ الطفل ليلاً فجأة بأعراض مشابهة تماماً لأعراض التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات الڤيروسي بعد أن كان يتمتَع بصحة جيدة.

يتحسن الطفل في نهار اليوم التالي، وقد تعاود الهجمة نفسها في الليلة أو الليلتين التاليتين، ثم تشفى الآفة عادة شفاءً تاماً.

العلاج: ارذاذ بخار الماء الساخن في حمام مغلق، أو بخار بارد من جهاز إرذاذ، ويؤدي خروج الطفل خارج المنزل أحياناً (في أثناء الذهاب إلى عيادة الطبيب أو إلى قسم الإسعاف)، وتعريضه لهواء الليل البارد إلى زوال الهجمة التشنجية والشفاء.

- قد يحتاج الأمر إلى إرذاذ إيبينفرين epinephrine مع الأكسجين كل نصف ساعة (مدة ساعتين) كي يزول التشنج وتتحسن الضائقة التنفسية.

وجرعة الإيبينفرين هي 0.25مل من محلول 2.25% لكل 5كغ من وزن الجسم ويعطى جرعة قصوى 1.5مل.

- أدى استعمال الستيروئيدات - 2ملغ من الـ budesonide الإنشاقي بجهاز الإرذاذ بالمشاركة مع 0.6 ملغ/كغ ديكساميتازون وريدي في الوقت نفسه - إلى تحسن الأعراض تحسناً أفضل.

2- التهاب لسان المزمار epiglottitis:

الشكل (1) صورة شعاعية لطفل مصاب بالتهاب لسان المزمار الحاد (الفلكة): تظهر انتباجاً واضحاً بالفلكة والوصل الطرجهالي الفلكي، مع امحاء الجزء فوق الفلكة من الرغامى.
 
الشكل (2) صورة شعاعية جانبية لعنق طفل مصاب بالتهاب لسان المزمار الحاد: تظهر ضخامة لسان المزمار وتوسع الجزء السفلي من البلعوم بالهواء. 
 
الشكل (3) منظر يشاهد في تنظير الحنجرة لفلكة متوذمة. 

مرض خطر جرثومي تسببه المستدمية النزلية وأحياناً العقديات مجموعة A، يشاهد في الإناث أكثر من الذكور بنسبة 3/2، ذروة الحدوث بين 2- 6 سنوات (تناقصت نسبة شيوعه بعد إدخال لقاح المستدميات النزلية ببرنامج التلقيح الوطني للرضع).

البدء فجائي من دون إصابة تنفسية علوية، يكون الطفل بحالة جيدة في أثناء النوم ويستيقظ فجأة بأعراض شديدة: حمى عالية، وحالة عامة سيئة انسمامية، وسعال، وضيق نفس، وعسر بلع وفقدان صوت، وسيلان لعاب وصرير شهيقي، يفضل الطفل الجلوس والميل للأمام والفم مفتوح واللسان بارز للخارج.

بالفحص السريري: لسان المزمار المتضخم، الأحمر الكرزي اللون هو العلامة المميزة بالتنظير.

وتشخص الآفة بالصورة الشعاعية الجانبية للبلعوم التي تظهر تمدد البلعوم الخلفي وامحاء الأخدود المزماري، وتوذم لسان المزمار (علامة الإبهام)، وتثخن الطيات الطرجهالية لسان المزمارية.

المعالجة: تأمين طريق هوائي بالتنبيب الأنفي الرغامي أو بخزع الرغامى إسعافياً بعد قبول الطفل في قسم العناية المشددة لإجراء التركين المناسب قبل إجراء تنظير البلعوم. يصبح الأطفال بعد التنبيب وتثبيت الأنبوب قادرين على التنفس العفوي من دون الحاجة إلى المنفسة إذا تحملوا الأنبوب جيداً، ثم ينزع التنبيب بعد مدة أدناها 24 ساعة وأقصاها 72 ساعة (يكون خلالها قد تم التحسن المرجو) مع تطبيق الصادات الوريدية ceftriaxone (سيفالوسبورين جيل ثالث) مدة 7-10 أيام.

3 - التهاب الحنجرة والرغامى والقصبات laryngotracheobronchitis:

أكثر  الڤيروسات المسببة: فيروس نظير الإنفلونزا، وڤيروس الإنفلونزا، والڤيروس التنفسي المخلويRSV، وڤيروس الحصبة.

ذروة الحدوث بين السنة والسنتين من العمر.

التظاهرات السريرية: تحدث في الطفل المصاب أعراض الخمج التنفسي العلوي الحموي كالزكام والعطاس، وارتفاع الحرارة المعتدل عدة أيام، تتكامل خلالها أعراض المتلازمة من سعال ضباحي، وصرير شهيقي، وبحة الصوت، وتبلغ هذه الأعراض ذروتها خلال 3-4 أيام وتميل للسوء ليلاً ثم تخف تدريجياً لتزول نهائياً خلال مدة أقصاها أسبوع.

قد يرافق الحالة أحياناً تسرع تنفس، وسحب فوق القص وتحت القص مع رقص خنابتي الأنف، وتهيج وبكاء متواصل يزيد من شدة الصرير والتعطش للهواء مع سوء حالة الطفل العامة، ومع ذلك كله نادراً ما تبلغ الأمور درجة الانسداد الكامل والزرقة مع القصور التنفسي، إذ إن السير المعتاد هو التماثل للشفاء من دون حدوث الاختلاط المذكور.

أما اختلاطات الإصابة فيمكن أن تحدث في 15% من الحالات وهي:

- امتداد الإصابة الڤيروسية إلى الشجرة القصبية.

- التهاب الرغامى الجرثومي.

- ذات الرئة الخلالية.

- انسداد الحنجرة (نادراً).

المعالجة: هي المعالجة نفسها التي ذكرت في الخانوق التشنجي إضافة إلى التنبيب إذا لزم الأمر.

تاسعاً- التهاب القصبات bronchitis:

هو إصابة تنفسية شائعة تحدث في مرحلة الطفولة، إما بوصفها إصابة معزولة وتكون عندها حادة في الغالب، وإما جزءاً من إصابة جهازية (كالتليف الكيسي أو الربو أو حالات أعواز المناعة) وتكون عندها مزمنة في الغالب.

1- التهاب القصبات الحاد acute bronchitis:

التهاب عارض أو عابر يصيب الرغامى والقصبة الرئيسة، يتظاهر سريرياً بالسعال بوصفه عرضاً رئيسياً، أكثر شيوعاً لدى صغار الأطفال والذكور منهم خاصة.

ذروة الحدوث في أشهر الشتاء حين تكثر الأخماج الڤيروسية.

وهو إنتان ڤيروسي، يزول تدريجياً من دون علاج خلال ثلاثة أسابيع، أكثر ما يحدث في إطار خمج الطريق التنفسي العلوي (سيلان أنف، أعراض وعلامات التهاب بلعوم والتهاب حنجرة سابقة للإصابة القصبية).

أكثر ما يسبب التهابَ القصبات الحاد الفيروساتُ التالية: الفيروس التنفسي المخلوي (RSV)، والڤيروس الغدي (أدينوفيروس)، وڤيروس الإنفلونزا (A,B)، ونظير الإنفلونزا (2 ، 1)، والڤيروس الأنفي.

قد يحدث إنتان جرثومي ثانوي بعد الإصابة الفيروسية المذكورة ولاسيما بالعقديات، أو العنقوديات الذهبية، أو المستدميات النزلية Haemophilus influenze، أو المفطورات (الميكوبلازما).

الآلية المرضية: هي أذية المخاطية القصبية بالفيروسات المذكورة آنفاً مسببة فرط تهيج الطرق الهوائية فترة زمنية قد تطول نسبياً.

الأعراض:

- السعال هو العرض الرئيس الذي يكون تهيجياً في البدء يتلوه طور تزايد المفرزات القصبية المخاطية.

- الألم خلف القص: يعزى إلى مشاركة الرغامى بالالتهاب (التهاب رغامى وقصبات).

- ضيق النفس أو عسر التنفس: لا يحدث إلا حين تضاعف التهاب القصبات الحاد بذات الرئة، أو حين وجود شكل خاص من أشكال التهاب القصبات الحاد كالتهاب القصبات الانسدادي. وقد يستمر السعال التخريشي التهيجي عدة أسابيع أو أشهراً بعد انتهاء السير الحاد في بعض الأطفال المصابين، وأكثر ما يهيج هذا السعال المزمن التعرضُ للبرد أو الجهد الجسمي.

التشخيص:

- يكون التشخيص سريرياً، ولا حاجة إلى تحاليل مخبرية أو وسائل استقصائية أخرى.

- في طور السعال التهيجي أو التخريشي لا توجد أعراض إصغائية مرضية إذ يكون السعال في البدء جافاً، وخلال عدة أيام من تطور المرض يصبح السعال الجاف رطباً «منتجاً لقشع» يبتلعه صغار الأطفال، إلا في بعض الحالات من السعال الاشتدادي المترافق وقيء مفرزات مخاطية بيضاء اللون توحي بحدوث خمج جرثومي ثانوي إذا تغير لونها إلى الأصفر أو الأخضر.

- صورة الصدر الشعاعية: طبيعية، وقد ترى فيها ارتشاحات حول القصبات كثيفة نسبياً.

العلاج: يعتمد علاج التهاب القصبات الڤيروسي الحاد بالدرجة الأولى على المعالجة الملطفة والمخففة للأعراض:

- الراحة التامة.

- ترطيب تام ومناسب للجو المحيط بالطفل ترطيباً تاماً.

- منع التدخين في كامل الأجواء المحيطة بالمريض.

- لا تعطى مثبطات السعال عندما يكون السعال رطباً (مضاد استطباب).

- لا تستخدم المضادات الحيوية إلا إذا حدث خمج جرثومي ثانوي يتم كشفه من انحراف سير المرض وفحص القشع مع إيجابية التحريات الجرثومية وارتفاع CRP.

- لا تعطى الموسعات القصبية إلا إذا سمع الأزيز أو علامات التشنج القصبي.

- تستخدم السيتروئيدات إذا حدث عسر تنفس أو انسداد جريان الهواء.

2- التهاب القصبات المزمن والمعاود chronic and recurrent bronchitis:

هو استمرار أعراض التهاب الرغامى والقصبات وعلاماته مدة تتجاوز 3 أسابيع، أو تكرار حدوث الإصابة أكثر من 4 مرات في العام وعلى نحو تستمر معه أعراض التهاب القصبات فترة أطول من 3 أشهر خلال العام بأكمله مع عدم استمرار الأعراض أو ثباتها شهراً كاملاً.

ينكس التهاب القصبات بهجمات متكررة ومعاودة من السعال مع موجودات إصغائية لالتهاب قصبات تدل على إصابة مستبطنة ومزمنة يعزى إليها سبب التكرار والنكس.

والأعراض التالية هي الدلالة الأولى على التهاب القصبات المزمن: سعال ليلي متكرر، وسعال تالٍ للجهد الجسماني، وسعال محرض بالبرد.

المسببات والعوامل الممرضة:

تتعلق بالعمر:

أ-  ففي الرضع: للأخماج الشأن الأهم في الآلية الإمراضية:

- الأخماج بالڤيروسات (RSV، والڤيروس الغدي والڤيروس الأنفي، وڤيروس نظير الإنفلونزا).

- الشذوذات التشريحية الخلقية: تلين الرغامى والقصبات والناسور الرغامي المريئي، والتضيقات والتشوهات الوعائية والآفات القلبية.

- تليف المعثكلة الكيسي.

- القلس المعدي المريئي.

- التدخين السلبي.

- أعواز المناعة.

ب- وفي الأطفال الصغار: تبقى الأخماج في المقام الأول عاملاً مؤهباً.

- الأخماج الڤيروسية: ڤيروس نظير الإنفلونزا، والڤيروس الغدي، والڤيروس الأنفي والمفطورات.

- المتلازمة الجيبية القصبية.

- الأرجية.

- استنشاق جسم أجنبي.

- تليف المعثكلة الكيسي F.

- القلس المعدي المريئي.

- التدخين السلبي.

ج- أما في أطفال المدرسة:

- للأرج الشأن الرئيس في تسببه في الإصابات التنفسية الانسدادية (الربو القصبي).

- الأخماج: وعلى رأسها المفطورات (الميكوبلازما).

- التهيج أو التخريش المحرض بعوامل مساعدة: التدخين، والعامل النفسي.

- القلس المعدي المريئي.

- التدخين السلبي.

عاشراً- التهاب القصيبات.

حادي عشر- التهابات (ذوات) الرئة pneumonias:

التهاب الرئة (ذات الرئة) سبب متواتر للمراضة بين الأطفال في الكثير من دول العالم ولاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو السبب الرئيس للوفيات في البلدان النامية.

العوامل الڤيروسية مسؤولة عن 40-50% من التهابات الرئة في الأطفال، أما الجراثيم فهي العامل الممرض في 20-30% من كامل التهابات الرئة في سن الطفولة، وباقي الحالات مختلطة.

وتحديد العامل المسبب لالتهاب الرئة غالباً ما يكون صعباً، ولا تستطاع معرفته في العديد من الحالات بالرغم من الاختبارات التشخيصية العديدة.

وهناك عوامل مؤهبة تزيد من خطورة حدوث التهابات الرئة ولاسيما الجرثومية تتضمن: العيوب التشريحية الخلقية وأعواز المناعة (الناجمة عن مرض أو علاج دوائي مثبط للمناعة)، وبعض الأمراض الجينية: (كالناسور الرغامي المريئي وداء التليف الكيسي) وفقر الدم المنجلي والقلس المعدي المريئي واستنشاق جسم أجنبي والتهوية الآلية والاستشفاء طويل الأمد.

وفيما يلي بعض أشكال ذات الرئة:

هناك تصنيفان لذوات الرئة لكل منهما أهمية خاصة أحدهما بحسب الحالة الشعاعية (التبدلات الشعاعية)، والآخر بحسب العامل الممرض المسبب.

1- تصنيف التهابات الرئة بحسب الموجودات الشـعاعية: كما هو مبين في الجدول رقـم 3:

الجدول (3)

 

التهاب قصبات ورئة

bronchopneumonia

التهاب رئة فصية

lobar pneumonia

التهاب رئة خلالية

interstisitial pneumonia

العمر

في كل الأعمار, لاسيما صغار الأطفال

في كل الأعمار

الرضع: خمجية المنشأ.

أطفال المدرسة: غير خمجي.

السعال

يبدأ جافاً, ثم يصبح منتجاً للقشع (بوقت متأخر)

نمط السعال الديكي غالباً أو بشكل دائم تقريباً pertussis- form

سعال جاف, مع هجمات سعال قصيرة.

الضائقة التنفسية

غير موجودة غالباً

موجودة أحياناً

غالباً بشكل نوبي

الزرقة

غير موجودة غالباً

أحياناً

أثناء نوبة السعال

عدد مرات التنفس

طبيعي

مرتفع قليلاً

مرتفع بشدة.

الحرارة

متباينة, غالباً ارتفاع متوسط الشدة أو معتدل

مرتفعة بشدة غالباً

تبعاً للآلية أو العامل المسبب

القشع

متبدل الكمية, قليل على الأرجح

قشع بني صدئ

أبيض اللون رغوي

الإصغاء

خراخر انتقالية خشنة، الموجودات الإصغائية متبدلة بشدة

خراخر رطبة في البدء ثم خراخر ناعمة

أصوات تنفسية منخفضة اللحن, خراخر ناعمة قليلة.

القرع

طبيعي

خفوت موضّع

طبيعي

الأسباب أو المحرضات

فيروسات وجراثيم (خمج جرثومي ثانوي(

مكورات رئوية وجراثيم أخرى

فيروسات, جراثيم, محرّضات مناعية.

2- تصنيف التهابات الرئة (ذوات الرئة) بحسب العامل الممرض:

أ- التهابات الرئة الڤيروسية:

الڤيروسات مسؤولة عن معظم ذوات الرئة في سن الطفولة وعلى رأسها ڤيروس الإنفلونزا ونظير الإنفلونزا والڤيروس المخلوي التنفسي RSV والڤيروس الغدي والفيروس المضخم للخلايا، إضافة إلى ذوات الرئة بڤيروس الحصبة أو الحماق. ومن المعروف أن ذات الرئة الڤيروسية قد تتحول إلى ذات رئة جرثومية وتكون الإصابة الفيروسية هي العامل المؤهب لذلك.

قد تتظاهر الإصابة شعاعياً بشكل ارتشاحات حول قصبية أو ارتشاحات مبعثرة منتشرة بشكل غير منتظم يرافقها أحياناً انخماص جزئي في فص أو أكثر.

ڤيروسات الإنفلونزا هي السبب الأكثر أهمية لذوات الرئة التي تؤدي إلى الاستشفاء في الأطفال في سن المدرسة.

السير السريري للخمج بڤيروس الإنفلونزا أكثر فجائية وشدة نسبة لباقي الفيروسات التنفسية: حمى عالية ووهن عام وألم عضلي وصداع (في الأطفال الأكبر سناً)، وأعراض التهاب البلعوم الحاد مع سعال جاف متقطع وحمى عالية تسبق غالباً حدوث ذات الرئة. تعداد الكريات البيض أقل من 5000/ملم ولا ترتفع المعايير الخمجية الأخرى عادة إلا إذا حدث خمج جرثومي ثانوي.

يمكن علاج أخماج ڤيروس الإنفلونزا A بـ amantadine، وإذا تم تطبيقه خلال الـ 48 ساعة الأولى من بدء الإصابة فإنه يقصّر سير الإنفلونزا غير المتضاعفة في المصابين بالإنفلونزا A و B. كما أن إشراك amantadine مع ribavirin يعد العلاج المثالي للأطفال المصابين بذات الرئة الشديدة الناجمة عن الڤيروس A.

ب- ذات الرئة الجرثومية bacterial pneumonia:

أغلب ذوات الرئة الجرثومية هي أخماج ثانوية تتلو خمجاً ڤيروسياً سابقاً.

أما ذوات الرئة الجرثومية الأولية فأهم العوامل الممرضة المحدثة لها هي:

- الرئويات.

- العقديات ولاسيما في حديثي الولادة.

- العنقوديات: وتصيب الرّضع خاصة، ونادراً ما تصيب الأطفال الأكبر، وغالباً ما يتلوها خمج مختلط مع عوامل أخرى.

- المستدمية النزلية.

- الزائفة (بسودوموناس): في مجموعات الخطورة العالية فقط كالتليف الكيسي.

- الكلاميديا: في حديثي الولادة خاصة.

- المفطورات (الميكوبلازما): في شكل خاص من ذوات الرئة.

- الفطور: نادرة، كالمبيضات في حالات العوز المناعي، والرشاشيات (أسبرجيلوس) في مرضى الأورام أو التليف الكيسي.

- المتكيسة الرئوية Pneumocystis في حالات الإيدز نادرة جداً في الرّضع والأطفال.

الأعراض السريرية: تختلف تبعاً لعمر المريض ونوع العامل الممرض وهي ذات طيف واسع، والأعراض النوعية قد تكون غائبة ولاسيما في صغار الرّضع، وتغلب لديهم الأعراض اللانوعية: كالحرارة العالية، والعرواء، والصداع، والدعث، والضجر، والتململ، والهياج.

وكثيراً ما تكون الأعراض الهضمية واضحة في صغار الأطفال كالقياء، والألم البطني والانتفاخ.

أما الأعراض والعلامات النوعية الخاصة بالطريق التنفسي فتتضمن: تسرع التنفس، واستخدام العضلات التنفسية المساعدة، وضيق النفس، والسعال: وهو جاف تارةً، ورطب تارة أخرى، أما ألم الصدر فشائع في الأطفال الأكبر ولاسيما حين وجود تخريش جنبي يحدد حركة الصدر إذا كان شديداً (خاصة في أثناء الشهيق) ويجبر الطفل على الاستلقاء على الجانب المصاب والطرفان السفليان بوضعية الانثناء، قد ينتشر ألم الصدر إلى العنق أو إلى الكتفين، مقلّداً علامات التهاب السحايا، أو ينتشر للبطن مقلّداً علامات البطن الجراحي الحاد.

الفحص السريري: نادراً ما يكون للقرع أهمية إلا إذا وجد انصباب بالجنب (أصمية بالقرع). مع خفوت الأصوات التنفسية بالإصغاء في ذوات الرئة، إضافة إلى سماع خراخر مميّزة ناعمة غالباً في الأطفال الكبار وتغيب في الرضع. ويبين الجدول (رقم 4) الميزات النموذجية لذات الرئة الجرثومية والڤيروسية وذات الرئة بالمفطورات لدى الأطفال.

الجدول (4)  التظاهرات أو الميزات النموذجية لذات الرئة الجرثومية والفيروسية وذات الرئة بالمفطورات     )الميكوبلازما) لدى الأطفال.

 

الجرثومية

الفيروسية

المفطورات

العمر

كل الأعمار

كل الأعمار

5-15 سنة

الفصل

شتاء

شتاء

كامل السنة

البدء

فجائي

متغيّر

مخاتل

الترفع الحروري

عالي جداً

متغيّر

منخفض الدرجة

تسرع التنفس

شائع

شائع

غير شائع

السعال

منتج

غير منتج

غير منتج

الأعراض المرافقة

زكام خفيف أو معتدل – ألم بطني

زكام

التهاب غشاء الطبل الفقاعي

التهاب بلعوم

الموجودات الفيزيائية (بالفحص السريري: الإصغاء)

دليل على وجود تكثف التهابي.

خراخر قليلة

متغيّرة

خراخر ناعمة، أزيز

ارتفاع تعداد الكريات البيض

شائع

متغير (غير ثابت)

غير شائع

الموجودات الشعاعية

وجود كثافة أو تكثّف

ارتشاحات منتشرة ثنائية الجانب

متغيّرة

انصباب الجنب

شائع

نادر (قد يشاهد بالفيروس الغدي)

في نسبة قليلة 10-20 % ويكون الانصباب صغير الكمية

التقييم الشعاعي: هو الإجراء التشخيصي الأساسي في ذات الرئة في الأطفال، مع الانتباه إلى عدم ارتباط الموجودات الشعاعية بالعلامات السريرية في الرّضع وصغار الأطفال، فقد تشاهد علامات ذات رئة نوعية صريحة شعاعياً مع غياب العلامات السريرية المذكورة آنفاً بأكملها، ولا يمكن مع ذلك الاعتماد على الصورة الشعاعية وتبدلاتها المرضية للتمييز بين ذات الرئة الفيروسية وذات الرئة الجرثومية.

تقسم الموجودات الشعاعية في ذات الرئة إلى 3 أنماط بالاعتماد على وجود الإصابة في الأسناخ أو النسيج الخلالي:

الشكل (4) تكثف في الفصين العلوي والمتوسط من الرئة اليمنى لدى طفل مصاب بذات رئة بالمكورات الرئوية وعمره 22 شهراً
 
الشكل (5) ذات رئة دائرية (تشبه الورم شعاعياً)

1- الإصابة السنخية alveolar disease: وهي الأكثر شيوعاً في الإنتان بالرئويات وغيرها من الجراثيم، تتميز بتكثّف فصي أو قطعي (جزء من فصّ). مع وجود كثافات شعاعية بمستوى القصبات الهوائية، كما هو موضح بالشكل (4).

2- ذات الرئة الخلالية interstitial pneumonia: تنجم عادة عن المفطورات أو الڤيروسات، تتظاهر بزيادة الارتسامات الوعائية القصبية مع تكثف حول القصبات، ووجود درجة من فرط التهوية، وقد يحدث تكثف بقعي ناجم عن الانخماصات في أثناء تطور سير المرض.

وتميل الميكوبلازما لإحداث ارتشاحات شبكية أو شبكية عقدية تتوضع في فص واحد.

3- ذات القصبات والرئة bronchopneumonia: وهي الأكثر شيوعاً بين كل الإصابات المذكورة، تتظاهر بالنمط المنتشر ثنائي الجانب مع زيادة الارتشاحات حول القصبية والارتشاحات الناعمة الممتدة باتجاه المحيط.

قد يشاهد هذا النموذج في ذات الرئة بالعنقوديات المذهبة وغيرها من الجراثيم. وتترافق هذه العنقوديات المذهبة والكيسات الهوائية الرئوية والانصباب الجنبي الذي قد يتحوّل إلى تقيّح جنب.

قد يحدث في سن الطفولة أحياناً ذات رئة متكثفة بشكل دائري تبدو للوهلة الأولى كأنها ورم، كما هو واضح بالشكل (5).

تستمر الموجودات الشعاعية بعد التحسن السريري فترة طويلة قد تصل عدة أسابيع (بحسب العامل الممرض المسبب) وليس من الضروري تكرار صورة الصدر الشعاعية للحكم بالشفاء إلا إذا كان هناك دلائل سريرية على ترافق ذات الرئة بمضاعفات.

تقنيات التصوير الأخرى:

- الأمواج فوق الصوتية: يفيد في تشخيص انصباب الجنب ومعرفة كميته وتحديد حركة الحجاب الحاجز.

- التصوير المقطعي المحوسب والرنين المغنطيسي: يفيدان في تحديد موضع التغيرات الرئوية وانتشارها الدقيق وإعطاء صورة أفضل وأدق للخراجة الرئوية وبيان شكل المنصف والموجودات البنيوية الأخرى داخل الصدر وهما لا يطلبان منوالياً، وإنما يطلبان حين وجود اضطرابات تنفسية معندة أو كانت ذات الرئة غير مستجيبة نهائياً للعلاج مع الشك بوجود آفات أخرى غير التهابية.

التقييم المخبري: غالباً ما تكون الكريات البيض مرتفعة لأكثر من 15000/مم3 مع سيطرة العدلات (في ذات الرئة الجرثومية).

- ارتفاع (سرعة التثفل) وارتفاع التركيز المصلي للبروتين الارتكاسي CRP. وهي معايير خمجية غير نوعية، ترتفع في حالات الخمج الجرثومي.

- لوحظ وجود زيادة في تعداد الصفيحات الدموية في أكثر من 90% من الأطفال عقب نوبة من ذات الرئة التي يرافقها تقيّح (تشكل دبيلة).

- نقص صوديوم الدم الثانوي بسبب زيادة إفراز الهرمون المضاد للإدرار ADH.

- الفحص الجرثومي للقشع المأخوذ بدقة يفيد في البالغين، لعدم تمكن الأطفال دون سن العاشرة من إخراج القشع.

- زرع الدم: يكون إيجابياً في 3-11% فقط من المرضى المصابين بذات الرئة. ولكن قد ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 25% من حالات ذات الرئة بالمكورات الرئوية وإلى 95% من حالات ذات الرئة بالمستدمية النزلية، كما يكون زرع الدم إيجابياً في ثلث الأطفال المصابين بذات رئة أولية بالعنقوديات.

- بزل الجنب والحصول على السائل الجنبي إجراء مهم تشخيصياً وعلاجياً؛ فهو يساعد على تخفيف الأعراض الصدرية، وتجرى فيه الفحوص الجرثومية، إضافة إلى زروعات اللاهوائيات والهوائيات والفطور، مع إجراء الدراسة الخلوية للسائل وpH والغلوكوز والبروتين و:LDH

أ- فتركيز البروتين في سائل الجنب يسمح بالتمييز بين النتحة  3<) exudates  غرام/دل) والنضحةtransudate   (> 3 غرام/دل).

ب- والغلوكوز إذا كان > 40 ملغ/دل يدل على إصابة جرثومية وكذلك الأمر إذا كان عيار LDH  < 1000 وحدة دولية/ل.

ج- ودرجة pH أقل من 7.2 تدل على خطورة مرتفعة لحدوث المضاعفات وقد يتطلب وضع مفجّر (أنبوب ينزح السائل القيحي).

الإجراءات العلاجية العامة (في كل أنواع ذوات الرئة):

1- الراحة الجسدية: الراحة الجسدية ركن مهم جداً في العلاج خلال سير ذات الرئة الخمجية، إذ إن الجهد لا يؤدي في هذه الحالات إلى حاجة متزايدة من الأكسجين فحسب وما يتلو هذه الحاجة من عسر تنفس أو الوصول سريعاً إلى القصور التنفسي، وإنما قد يسبب الموت المفاجئ، لذلك قد يكون التركين الدوائي مستطباً في بعض الحالات الخاصة.

2- وارد كافٍ من السوائل: من الضروري توفير وارد غزير من السوائل ما دامت الحرارة المرتفعة مستمرة وعدد مرات التنفس كبيراً (بين مثل إلى مثل ونصف من الحاجة اليومية المحسوبة للطفل)، مع الانتباه دوماً إلى احتمال حدوث التجفاف، أو الحماض أو الصدمة.

3- خافضات الحرارة ومسكنات الألم: يزيد كل ارتفاع درجة مئوية واحدة من الحرارة الحاجة إلى الأكسجين بنسبة 10%، الأمر الذي يزيد من احتمال حدوث قصور تنفسي وزيادة الحاجة إلى التهوية الآلية بسبب اشتداد عسر التنفس. لذلك من الضروري استعمال خافضات الحرارة في العلاج الداعم لذوات الرئة، إضافة إلى دورها في تسكين الألم الجنبي أو الصدري، أو البطني الذي قد يرافق الإصابة.

4- الوضعة: بسبب ميل الرّضع وصغار الأطفال لتشكيل انخماصات رئوية في سياق الخمج، فإن نزح القصبات أو تفريغها الدائم من المفرزات المخاطية هام جداً، ويتطلب وضعية مناسبة للطفل مع الانتباه لتقليبه الحذر وبعناية فائقة كل 2-3 ساعات، لمنع ركودة المفرزات في جهة واحدة.

5- لما كان إفراغ القصبات من المفرزات إجراء مهماً وضرورياً في الإصابات القصبية والرئوية، وبالرغم من عدم الوصول إلى نتائج مثالية متفق عليها من خلال إعطاء أشربة حالّة للبلغم (ambroxol, N-acetylcysteine)، فإن المحاولات الأخرى لحلّه - ولاسيما إذا عانى صغار الأطفال من صعوبة في السعال وبالتالي صعوبة في إخراج البلغم اللزج - هي اللجوء إلى الإرذاذ والعلاج الإنشاقي (بالماء الملحي أو المصل الفيزيولوجي فقط، أو بإحدى حالّات البلغم المعدّة للإنشاق).

6- الإنشاق inhalation: ثبتت فائدة إرذاذ المصل الملحي الفيزيولوجي في حلّ البلغم اللزج الموجود بالقصبات بأجهزة إرذاذ خاصة تعطي قطيرات ذات حجم (0.5-2 مكرون) ليضمن وصولها إلى القصيبات.

الوقاية:

أ- الغلوبولينات المناعية: تعطى في حالات نقص الغاماغلوبولين الخلقي (آفات الأعواز المناعية)، للوقاية من حدوث ذات الرئة أو من تكرارها. ولا فائدة من إعطاء الغاماغلوبولين إذا كان الطفل مصاباً بضياع البروتينات ضياعاً مزمناً (كما في متلازمة الكلاء nephrosis).

ب- اللقاحات:

- لقاح الرئويات: يعطى لقاح الرئويات الجديد Prevnar للأطفال دون السنتين من العمر لأن الرّضع الصغار يتحملونه جيداً. ويعطى لقاح Pneumo -23 للأطفال فوق السنتين من العمر.

كما يعطى منوالياً وإجبارياً للأطفال المصابين بالآفات القلبية الخلقية وللأطفال المصابين بالسكري، وللمرضى المستأصل طحالهم أو كان طحالهم فاقداً لوظيفته (كالمصابين بالتالاسيميا).

- لقاح النزلة الوافدة: ينصح به للأطفال المصابين بالتليف الكيسي (CF)، وأمراض القلب الولادية وبالداء السكري.

- لقاح الحصبة والسعال الديكي: يعطى منوالياً لجميع الأطفال من دون استثناء بوصفه إجراء وقائياً مهماً للوقاية من ذات الرئة إلا المرضى المصابين بنقص الغاماغلوبولين الخلقي.

ج- مسكنات السعال: يؤدي تراكم المفرزات المخاطية في القصبات في أثناء الالتهاب القصبي إلى حدوث ذات الرئة، لذلك فإن مسكنات السعال غير محبّذة وتعد مضاد استطباب في التهاب القصبات في الأطفال.

د- العلاج الفيزيائي: من الضروري إجراء العلاج الفيزيائي المناسب، في الأمراض العامة الشديدة وبعد العمليات الجراحية، مع الانتباه لوضعية المريض وتقليبه المتكرر لمنع حدوث ذات رئة ناجمة عن تراكم المفرزات، ويجري تغيير الوضع هذا بعد الأيام الأولى من المرض وحين تحسّن الحالة العامة وزوال الألم إن كان موجوداً.

وفيما يلي بعض الصفات الخاصة بذوات الرئة الناجمة عن بعض الجراثيم:

1- ذات الرئة بالمكورات الرئوية:

الشكل (6)
أ- ارتشاحات خلالية منتشرة لدى رضيع بعمر 8 أشهر لديه ذات رئة بالعنقوديات المذهبة
ب- بعد 6ساعات من الصورة الأولى ازدادت وبشكل نوعي الارتشاحات البارانشيمية مع غياب حدود الحجاب الحاجز الأيمن بسبب انصباب الجنب الأيمن.

تعد المكورات الرئوية السبب الأكثر شيوعاً لذوات الرئة الجرثومية في الرضع والأطفال في أماكن عديدة من العالم.

صغار الأطفال وأطفال المدارس هم الأكثر إصابة مع ذروة وقوع بين 13- 18 شهراً في فصلي الشتاء والربيع. مع استعداد كبير في المصابين بآفات القلب الخلقية ولدى مثبطي المناعة.

المظاهر السريرية: تراوح بين أعراض معتدلة الشدة لا تحتاج إلى استشفاء ومرض شديد يترافق ومضاعفات.

المظهر الشعاعي النموذجي لذات الرئة بالمكورات الرئوية هو تكثف فصي أو قطعي. وقد تتظاهر الإصابة بارتشاحات بقعية تأخذ شكل ذات القصبات والرئة.

المعالجة: يبقى البنسلين الخيار الأول للمعالجة إذا كانت الجراثيم حساسة له، عن طريق الفم إذا كان ذلك ممكناً ويمكن الاستعاضة عنه بالأموكسيسلين أو الأريترومايسن أو كليندامايسن أو سيفالوسبورين من الجيل 1 و 2.

إذا كان المريض بحالة سمية مع اضطراب تنفسي شديد يعالج إسعافياً بالبنسلين G وريدياً أو السيفالوسبورين من الجيل الثالث ceftriaxone) أو (cefuroxime. يستمر العلاج حقناً مدة 48-72 ساعة ويكمل العلاج بعد انخفاض الحرارة عن طريق الفم مدة 7- 10 أيام.

2- ذات الرئة بالعنقوديات المذهبة Staphylococcus aureus

الوبائيات: أظهرت الدراسات الوبائية في الأطفال الذين توفّوا من ذات الرئة بالعنقوديات أن عمر 86 % منهم كان أقل من 12 شهراً، وعمر 75 % كان أقل من 4 أشهر.

العنقوديات المذهبة ثالث أكثر العوامل شيوعاً لإحداث ذوات الرئة في سن الطفولة. وهي من الجراثيم إيجابية الغرام التي تتصدر المركز الأول من حيث معدّل الوفيات الناجمة عن ذوات الرئة الجرثومية، تكثر الإصابات في الشتاء وأول الربيع.

العوامل الممرضة: يحدث المرض إما من منشأ قصبي وإما دموي، وتكمن شدة خبث الجرثوم وفوعته في تشكيله الذيفانات toxins والإنزيمات متضمّنة الـtoxin .coagulase - aα، والهيالورونيداز والليباز.

قد تحدث ذات الرئة بالعنقوديات بعد خمج تنفسي علوي بڤيروس الإنفلونزا نمط -A-، أو ڤيروس الحصبة. والإصابة بالتليف الكيسي cystic fibrosis تعد عامل خطورة عالية للإصابة بالعنقوديات، وإن 20% من ذوات الرئة بالعنقوديات هي أخماج مكتسبة في المستشفيات (جراثيم انتهازية).

التظاهرات السريرية: قد تكون ذات الرئة أولية من دون بؤرة إنتانية بالعنقوديات خارج الرئة، وقد تكون خمجاً ثانوياً خلال سير إصابة أولية بالعنقوديات في بؤرة أو أكثر خارج الرئة: كالجلد أو النسج الرخوة أو الدم.

تتطور الأعراض بعد يوم إلى ثلاثة أيام من الحرارة والسعال على نحو حاد وسريع فتبدو أعراض تنفسية شديدة، كالخراخر وتسرع التنفس والسحب الوربي وتحت الأضلاع الشديد والزرقة والقصور التنفسي الحاد وتتدهور الحالة سريعاً سريرياً وشعاعياً كما هو واضح في الصورتين الشعاعيتين للطفل نفسه بعمر 8 أشهر مصاب بذات رئة بالعنقوديات المذهبة.

التظاهرات الشعاعية: تراوح بين ارتشاحات خلالية ثنائية الجانب (في ذات الرئة الثانوية)، أو وحيدة الجانب (تكثف فصّي أحادي الجانب في الإصابة الأولية).

تحدث الكيسات الرئوية في 45%-65% من المرضى وقد يحدث انصباب جنب في 70% من الحالات مع احتمال حدوث مضاعفات باكرة وسريعة كالريح الصدرية، أو متأخرة كالتليّف الصدري والتوسع القصبي.

وقد تستغرق هذه التغيرات الشعاعية أسابيع عديدة كي تنحسر أو تزول.

التشخيص: التبدلات الشعاعية المشاهدة في صورة الصدر تكاد تكون خاصة بذات الرئة بالعنقوديات، إضافة إلى التطور السريري والشعاعي السريع نحو الأسوأ.

- يكون زرع الدم إيجابياً للعنقوديات في 20%-30% من المصابين بذات الرئة الأولية بالعنقوديات، في حين تصل إيجابية زرع الدم إلى < 90% في ذات الرئة الثانوية - إيجابية زرع القشع، مع ارتفاع المعايير الخمجية الدموية بأكملها.

العلاج: يجب أن يكون داخل المستشفى حصراً بسبب سير المرض الصاعق وتدهور الوضع السريري المفاجئ ويكون بإعطاء: بنسلين وريدي (البنسلين المضاد للعنقوديات ثابت تجاه البنسليناز) مثل: nafcillin أو oxacillin أو methicillin.

وفي حالات التحسس للبنسلين يعطى cefazolin أو clindamycin أو vancomycin ويستخدم هذا الأخير أيضاً في حال التعنيد على البنسلين أو methicillin.

يستمر العلاج 3-4 أسابيع، مع العلم أن ارتفاع الحرارة قد يستمر مدة 10-14 يوماً بالرغم من التدبير العلاجي المناسب الصحيح.

بزل الجنب حين وجود انصباب جنب، ووضع مفجّر إذا كانت كمية السائل كبيرة ويتشكل باستمرار أو كان قيحياً.

وقد تحسن الإنذار كثيراً عما سبق وانخفضت نسبة الوفيات انخفاضاً ملحوظاً بعد تطبيق العلاجات المذكورة وعلى نحو سريع.

3- ذات الرئة بالمفطورات Mycoplasma:

وتسمى ذات الرئة غير النموذجية التي تتميز ببدء الأعراض التدريجي وسير المرض السليم. ومن العوامل الأخرى المسببة لذات الرئة غير النموذجية يذكر الكلاميديا والفيلقية Legionella. تحدث الإصابة في الأطفال بعمر المدرسة 6-15 سنة.

تمتد الإصابة بالمفطورات على كامل الطريق التنفسي وتتظاهر على شكل إصابة تنفسية علوية أو التهاب حنجرة أو التهاب رغامى وقصبات، ويمكن أن تتطور الحالة إلى التهاب رئة في 1/30 حالة.

تشاهد بالفحص السريري علامات إصابة تنفسية علوية ويوجه سماع الخراخر الموضعة أو المعممة أو الأزيز إلى حدوث إصابة تنفسية سفلية. تكشف صورة الصدر الشعاعية وجود ارتشاحات ثنائية الجانب منتشرة أو موضعة وصفية لذات قصبات ورئة وقد تظهر على شكل تكثف فصي.

يسير المرض باتجاه الشفاء العفوي خلال 2-4 أسابيع من دون عقابيل.

أفضل طريقة للتشخيص هي تحديد المستضد النوعي في المفرزات التنفسية بطريقة PCR.

تعالج الحالة تحت سن 9 سنوات بالأريترومايسين 50ملم/كغ/24 ساعة مدة أسبوعين، أو الكلاربندومايسين أو الأزيترومايسين. أما المرضى الأكبر من 9 سنوات فيمكن معالجتهم بالتتراسيكلين.

 

 

التصنيف : أمراض الأطفال
النوع : أمراض الأطفال
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 52
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31540190
اليوم : 56595