logo

logo

logo

logo

logo

أمراض الشعر والأظفار

امراض شعر واظفار

diseases of hair and nails - maladies des cheveux et des ongles



أمراض الشعر والأظفار

 ندى كحالة

 

آفات الشعر
 آفات الأظفار

 

أولاً- آفات الشعر:

1- معلومات أساسية عن خصائص الشعر:

أ- أطوار نمو الشَعر:

يتم نمو الأشعار في الإنسان على نحو دوري، ويعمل كل جريب شعري بوصفه وحدة مستقلة بذاتها، لذا فإن الأشعار في الإنسان لا تتبدل جميعها في زمن واحد  كما يحدث في معظم الحيوانات، بل يسير كل جريب شعري في مراحله المتناوبة من نشاط وسكون وانطراح على انفراد (الشكل 1).

(1)- طور النمو أو البناء anagen: تكون فيه خلايا أم الجريب الشعري في حالة نشاط تفتلي (انقسامي)، وتصبح متقرنة مشكّلة الأشعار النامية التي لها جذور طويلة مسننة مغطاة بأغمدة جذرية داخلية وخارجية، وتكون هذه الأشعار كاملة الاصطباغ.

(2)- طور التراجع (الهبوط أو التوقف) catagen: وهي مرحلة انتقالية يتناقص فيها الانقسام التفتلي، ويتباعد الجريب الشعري عن الحليمة الأدمية، ويتحرك للأعلى ليقترب من الغدة الزهمية عند ارتكاز العضلة المقفة للشعر، وتتشكل الأشعار المتعجرة (الذاوية) club hair.

(3)- طور الانتهاء (الاستراحة)telogen : يتوقف  فيه الانقسام التفتلي، وتشاهد الأشعار المتعجرة ذات الجذور القصيرة، وتكون هذه الجذور من دون أغمدة. وتبدو الأشعار قليلة الاصطباغ.

تتوضع الشعرة المتعجرة في مقدمة جريبها المنكمش، وتقتلع عند الاستحمام أو تسريح الشعر، أو تبقى إلى أن يدخل جريب شعري جديد طور النمو (بشكل تلقائي)، فتنمو فيه شعرة جديدة تطيح بسابقتها الذاوية.

تختلف المسيرة الزمنية لدورات الأشعار باختلاف مناطق الأشعار في الجسم، يدوم طور نمو أشعار الفروة فترة تمتد بين 3-4 سنوات (وسطياً 100 يوم)، ويدوم طور التراجع أسبوعاً إلى أسبوعين، ويمتد  طور الانتهاء 3-4 أشهر (وسطياً 100 يوم).

يبلغ عدد أشعار الفروة وسطياً مئة ألف شعرة، تكون 85-90% منها في طور النمو وتتناقص هذه النسبة مع تقدم السن. وباقي الأشعار 10-15% في طور التراجع أو طور الانتهاء.

وقد تُبدل العوامل الفيزيولوجية المختلفة - خارجية كانت أو داخلية - مسيرة دورة الأشعار، كما في الحمل، وفي المرضى الذين يعالجون معالجة كيميائية.

الشكل (1) أطوار نمو الشعرة

ب- أنواع الشعر:

للشعر عدة أنماط تتولد من أنواع مختلفة من الجريبات. وقد يتبدل نمط الشعر المتولد من الجريب مع العمر، أو بتأثير الهرمونات.

يغطي الزغب lanugo جسم الجنين في الرحم، وهو أشعار عديمة اللب، رفيعة، ناعمة، مصطبغة. يتساقط في الشهر الثامن إلى التاسع من الحمل، وتحل محله الأوبار أو الأشعار الانتهائية. وقد يستمر الزغب مدى الحياة في حالات وراثية نادرة (متلازمة فرط الأشعار الزغبية).

تصنف أشعار ما بعد الولادة في نمطين: الأوبار vellus وهي رقيقة، ناعمة، عديمة اللب، مصطبغة أحيانا،ً ونادراً ما يتجاوز طولها 2سم. والأشعار الانتهائية terminal وهي أطول وأخشن من الأوبار، ذات لب، ومصطبغة غالباً. وهناك أنواع متدرجة بين النوعين السابقين.

تتوزع الأشعار على جميع السطوح الجلدية ما عدا الراحتين والأخمصين والحشفة والقلفة. وينحصر وجود الأشعار الانتهائية قبل البلوغ على الفروة والحواجب والأهداب، أما الأوبار فتتحول بعد البلوغ بتأثير الأندروجين إلى أشعار انتهائية جنسية ثانوية.

2- اضطراب نمو الشعر وأمراضه:

الشكل (2) الشعرانية

أ- الشَعرانيّة (الزَبَب) hirsutism:

هي فرط نمو الأشعار الثخينة والقاتمة في أماكن تكون فيها الأشعار قليلة جداً أو معدومة في النساء، مثل الوجه والصدر واللعوة، وتتحرض هذه الأشعار بالأندروجين (الشكل 2).

وتدل كلمة فرط الأشعار hypertrichosis على زيادة الأشعار الانتهائية أو الزغب في مناطق لا تعتمد على الأندروجين.

يصعب تقييم الشعرانية؛ لأن نمو الشعر يختلف من امرأة إلى أخرى ومن عرق إلى آخر، فما يعد شعرانية في مجتمع ما قد يعد طبيعياً في مجتمع آخر. وعلى نحو عام فإن أشعار النساء في بلاد حول البحر المتوسط وشبه القارة الهندية أكثر من أشعار النساء في شرقي آسيا وشمالي أوربا، وأشعار الأشخاص ذوي الشعر الداكن والبشرة الداكنة من كلا الجنسين أكثر من أشعار الشقر أو ذوي البشرة الفاتحة.

الشعرانية سليمة في أغلب الحالات ولا شأن لها إلاّ من الناحية الجمالية. أما إذا رافقتها علامات الذكورة ولاسيما إذا ظهرت علاماتها بعد البلوغ فقد تكون تظاهرة لاضطراب مهم مثل تنشؤ مبيضي أو كظري، وهي حالات قليلة.

الفيزيولوجيا المرضية: تحدث الشعرانية بسبب ارتفاع مستوى الأندروجين، أو زيادة حساسية الجريبات الشعرية لمستوى طبيعي من الأندروجين. ولكي يؤثر التستسترون الجوال في الدم في الجريب الشعري يجب أن يتحول أولاً إلى مستقلبه الأشد تأثيراً في الجريب وهو الدي هيدرو تستسترون، ويساعد إنزيم 5 ألفا ريدوكتاز الموجود في الجريب الشعري على هذا التحول. يعمل الأندروجين على زيادة حجم الجريب الشعري وقطر الشعرة، وزيادة مدة طور النمو إضافة إلى تبدل نوع الشعر وحجمه إذ يصبح الشعر والجلد زهميين، كما يتأثر توزع الشعر في النساء، فتنمو الأشعار في المناطق الحساسة للأندروجين، وتتساقط من الفروة.

وإن ظهور الأشعار في الوجه بعد الإياس قد يكون سببه غياب ما يعاكس الأندروجين.

الأسباب متعددة، منها:

(1)- أسباب مبيضية: وأهم سبب لزيادة الأندروجين والشعرانية وأكثرها شيوعاً هو المبيض متعدد الكيسات PCOS. ومن أعراضه عدم انتظام الحيض وعسر الطمث وعدم تحمل الغلوكوز مع فرط أنسولين الدم أحياناً (وإن زيادة الأنسولين تؤدي إلى زيادة إفراز الأندروجين) والبدانة. وقد ترافق الشعرانية أعراض جلدية أخرى منها العد المعند، والشواك الأسود، والحاصة المتوضعة في قمة الفروة.

(2)- الشعرانية العائلية: لا يرافقها ازدياد الأندروجين، وتعد طبيعية في بعض الشعوب مثل بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط أو الشرق الأوسط.

(3)- أسباب دوائية: هنالك أدوية كثيرة تسبب الشعرانية نتيجة تأثيرها الأندروجيني المتأصل، منها: سلفات دي هيدرو ايبي اندروستيرون والتستسترون والدانازول والستيروئيدات الابتنائية anabolic، ومانعات الحمل الحديثة، وهي أقل إحداثاً للشعرانية من مانعات الحمل القديمة. وهناك أدوية قد تسبب فرط أشعار على نحو مستقل عن الأندروجين منها: الفينيتوئين والمينوكسيديل والديازوكسيد والسيكلوسبورين والستربتومايسين والبسورالين والكورتيكوستيروئيد والهكزا كلورو بنزين والديلانتين والتاكروليموس الموضعي وغيرها، ولا تعرف آلية تأثير هذه الأدوية.

(4)- أسباب كظرية: أهمها فرط التنسج الكظري الولادي (CAH)، الذي قد يظهر منذ الطفولة  بالشعرانية والأعضاء التناسلية الملتبسة وعوارض فقد الملح ونقص النمو، وأحياناً المظاهر الذكورية، وقد يتأخر بدء المرض حتى البلوغ. وهناك داء كو شينغ الذي قد يسبب نموالأشعار الزغبية (اللا معتمدة على الأندروجين).

(5)- أسباب أخرى: وهي أقل شيوعاً ولكنها خطيرة، منها القهم العصبي وضخامة النهايات وقصور الدرق وفرط برولاكتين الدم والبرفيريا.

(6)- هنالك حالات من الشعرانية مجهولة السبب idiopathic لا توجد في المصابات بها حالات عائلية ولا اضطرابات هرمونية وهي حالات قليلة.

العلاج: يعتمد اختيار العلاج في الشعرانية على السبب. ففي الحالات غير المتعلقة بالأندروجين يكتفى بالعلاج الفيزيائي لإزالة الشعر، أما في الحالات المتعلقة بالأندروجين فيشارك العلاج الفيزيائي مع الجهازي، ويجب أن يستمر العلاج الهرموني على نحو دائم؛ لأن إيقاف العلاج يؤدي إلى عودة الشعرانية.

(1)- العلاج الموضعي:

> إن أبسط الطرق وأسهلها وأوفرها هي قَصر bleaching لون (تشقير) الشعر، فيصبح المنظر مقبولاً جمالياً.

> إزالة الشعر سطحياً دون جذوره (الجموش) depilation : يزال الشعر هنا من سطح الجلد إما بالحلاقة وإما بالمواد الكيميائية، لكن الشعر يعود للنمو بعد ذلك،علماً أن حلاقة الشعر لا تؤدي إلى زيادة نموه خلافاً للمعتقد السائد، لكن الأشعار النامية بعد الحلاقة قد تبدو أكثر خشونة، وقد تسبب المواد الكيميائية تخرش الجلد.

> النتف المؤقت temporary epilation: تزال الشعرة هنا مع جذرها، ويتم النتف بالملقط أو الشمع أو السكر أو الخيط، أو أجهزة النتف الخاصة. وقد تؤدي هذه الطرق إلى التخريش والتهاب الأجربة وفرط التصبغ والندبات.

> النتف الدائم: يتم تخريب الشعر بطرائق مختلفة وهي: الكهرلة أو التحلل الحراري، ويمكن تطبيقه على جميع ألوان الشعر والجلد. ويعالج الليزر مساحات واسعة وهو أسرع وأقل إيلاماً من الكهرلة؛ ويفيد خاصة لدى المرضى ذوي الشعر الغامق والجلد الفاتح، إذ إن هدف الليزر هو الميلانين. ويستعمل الضوء النبضي الشديد intense pulsed light وتستخدم فيه منابع ضوء واسعة الطيف وذات أطوال موجات متعددة. ويتطلب النتف جلسات علاجية متعددة. تخريب الأشعار، ويستعمل فيه موضعياً هيدروكلورايد ايفلورنيتينeflornithine hydrochloride : وهو علاج حديث، يستعمل بشكل رهيم cream (كريم) بتركيز 13.9% يطبق موضعياً مرتين يومياً مدة 4-8 أسابيع، وهو يثبط نمو الشعر ولا ينزعه. ويمكن إشراكه والليزر.

(2)- العلاج الجهازي: ويشمل:

> الميتفورمينmetformin (Glucophage ) : يعمل على إنقاص مستوى الأنسولين الذي يؤدي إلى نقص مستوى التستسترون المبيضي. يفيد هذا العلاج في النساء المصابات بالمبيض متعدد الكيسات.

> مانعات الحمل وسبيرونولاكتون، ينقص الإستروجين الموجود في مانعات الحمل من تصنيع الأندروجين كما ينقص من مستوى الأندروجين الحر،أما السبيرونولاكتون فهو ضادة للأندروجين ينقص من تصنيع الأندروجين، لارتباطه بمستقبلات (الأندروجين) كما ينقص من فاعلية 5 ألفا ريدوكتاز.

> سيبروتيرون وهو حاصر لمستقبلات الأندروجين، يعطى مع الإستروجين لتنظيم الحيض ومنع الحمل.

 > فيناستيريد وهو يثبط إنزيم 5 ألفا ريدوكتاز.

> الستيروئيدات القشرية تعطى خاصة حين وجود فرط التنسج الكظري، وهي تعمل على نقص إفراز الأندروجين من الكظر.

(3)- الحمية الغذائية: يؤدي إنقاص الوزن - في النساء البدينات والمصابات بالشعرانية وعدم انتظام الحيض- إلى انتظام الحيض ونقص الشعرانية.

(4)- العلاج الجراحي: باستئصال الأورام المبيضية أو الكظرية حين وجودها.

ب- الحاصة الأندروجينية androgenetic alopecia:

التظاهرات السريرية: الحاصة الأندروجينية مرض شائع يصيب الذكور والإناث، لكن إصابة الذكور أكثر.

تبدأ الحاصة في الذكور غالباً في أواخر العشرين وأوائل الثلاثين من العمر بتساقط أشعار تدريجي في المنطقتين الصدغيتين، مما يؤدي إلى تراجع الخط الأمامي لمنبت الأشعار من كلا جانبيه، مؤدياً إلى زيادة عرض الجبهة. وتترقى الآفة تدريجياً إلى المنطقة الجبهية وقمة الرأس (الشكل 3)، وفي النهاية قد تصبح كامل فروة الرأس خالية من الأشعار، وتستثنى عادةً المنطقة الجدارية والقفوية. أما في النساء فيكون تراجع الأشعار الصدغي أقل منه في الرجال، وتحتفظ النساء على نحوٍ عام بخط الأشعار الجبهي. ويكون فقد الأشعار منتشراً في كل الفروة (الشكل 4)؛ مما يؤدي إلى خفة أشعار مترقية، أكثر منه صلعاً واضحاً.

الشكل (3) الحاصة الأندروجينية عند الذكر الشكل (4) الحاصة الأندروجينية عند الأنثى

يتم الانتقال تدريجياً من الأشعار الانتهائية العريضة والثخينة والمصطبغة إلى الأشعار الأرق والأقصر، ومن ثم إلى الأشعار الوبرية القصيرة والدقيقة واللا مصطبغة. تقصر مرحلة النمو مع بقاء مرحلة الانتهاء ثابتة، مما يؤدي إلى زيادة الأشعار في طور الانتهاء. ويلاحظ المريض تزايد سقوط الأشعار.

الأسباب: الحاصة وراثية متعلقة بالصبغي x، تنتقل كصفة سائدة. ووجود الأندروجين ضروري لتطورها، لذا فإنها لا تصيب المخصييّن قبل البلوغ، كما أنها تتوقف عن التطور إذا خصي المريض البالغ (يُقصر الديهيدرسترون والتستسترون من مدة طور نمو أشعار الفروة) وللسن شأنها في هذا المرض.

العلاج:

(1)- المينوكسيديل minoxidil: آلية تأثيره غير معروفة تماماً، ويعتقد أنه يحث دخول الشعرة في طور النمو ويطيل مدة هذا الطور، وقد يزيد من تدفق الدم إلى الجريب الشعري، وقد لوحظ تحول 30% من الأوبار إلى أشعار انتهائية حين تطبيقه موضعياً.

تستجيب منطقة القمة أكثر من منطقة الجبهة، كما تستجيب الحالات الباكرة والمحدودة على نحو أفضل، ولا يبدو التحسن واضحاً قبل 4 أشهر على الأقل من تطبيقه، كما يجب الاستمرار بالمعالجة على نحو دائم لأن إيقافه يؤدي إلى فقدان الأشعار النامية حديثاً.

يطبق 1مل من المينوكسيديل على المنطقة المصابة مرتين يومياً، ويفضل لدى النساء تطبيقه بتركيز 2%. وقد يسبب المينوكسيديل تخريش الجلد، كما قد يحدث فرط أشعار في مناطق بعيدة. ويجب الحذر حين استعماله في مرضى يتناولون خافضات الضغط لأنه نفسه خافض للضغط.

(2)- الفيناستيريد finasteride :هو مثبط لـ 5 ألفاريدوكتاز نمط 2، وليس بمضاد للأندروجين، إنما يثبط تحول التستسترون إلى دي هيدروتستسترون؛ مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الأخير في المصل. ومن غير المعروف تماماً آلية تأثيره في نمو الشعر. ويعطى للذكور فقط لأنه يسبب إبهام (غموض) الأعضاء التناسلية في الجنين الذكر في مرحلة التشكل. كما أظهر إعطاؤه للنساء بعد سن الإياس عدم فائدته في علاج الحاصة الأندروجينية.

يفيد الفيناستيريد في إيقاف الحاصة الأندروجينية عن الانتشار، كما يؤدي في بعض المرضى إلى عودة نمو الأشعار. يعطى الدواء باستمرار لأن إيقافه يؤدي إلى عودة الحاصة.

(3)- دوتاستيريد dutasteride: يثبط النمط 1و2 من إيزوإنزيم 5 ألفا ريدوكتاز. وهو أقوى من الفيناستيريد.

(4)- مضادات مستقبلات الإندروجينandrogen receptor antagonists: منها السبيرونولاكتون spironolactone، وأسيتات السيبروتيرون acetate cyproterone، الفلوتاميد flutamide. تستعمل هذه المركبات في النساء، وتؤدي إلى توقف تساقط الشعر بنسبة 90% وعودة نمو الشعر بنسبة 40%، وذلك بعد سنة إلى سنتين من العلاج. ويجب الحذر في النساء اللواتي بعمر الإنجاب من خطر تأنيث الجنس الذكر. كما أنها لا تعطى للذكور لأنها تؤدي إلى إخصاء كيميائي.

(5)- العلاج الجراحي: تطور العلاج الجراحي في العقود الأربعة الأخيرة، وأصبحت النتائج التجميلية مرضية، لكن المشكلة هي في توفير الكمية الكافية من الجريبات الشعرية لتوزيعها مكان الصلعة.

تعطي الطعوم الدقيقة micrografting والصغيرة minigrafting مظهراً طبيعياً أكثر من الطريقة القديمة في اغتراس السدادات transplanting plugs.

(6)- قد يلجأ إلى التمويه أو الشعر المستعار، بانتظار نمو الشعر بعد الشروع بتطبيق العلاج المناسب.

ج- فَوْحَة طور النمو anagen effluvium:

تحدث نفحة (تساقط الأشعار) طور النمو بعد كل أذى يصيب الجريب الشعري، ويؤدي إلى إضعاف فعاليته الاستقلابية أو قدرته على الانقسام الفتيلي. ومن أكثر المواد المسببة لهذا التساقط شيوعاً المعالجات الكيميائية المضادة للتسرطن مثل مضادات الاستقلاب والعوامل المؤلكلة ومثبطات الانقسام الفتيلي.

يؤدي تثبيط أم الشعرة أو توقف الانقسام الفتيلي إلى نحول سقيبات الأشعار الفجائي، ويحدث ذلك حين يكون تأثير الدواء في حده الأعظمي، وحين يصل هذا الجزء النحيل من الأشعار إلى السطح، فإن جميع سقيبات الأشعار تتساقط بوقت واحد. وهناك عدد من الأشعار التي تتساقط في مستوى البصلة، حين يصيبها التخرب.

الأسباب: أهم أسباب نفحة طور النمو معالجات الأورام الكيميائية وهي أكثر شيوعاً حين مشاركة أكثر من علاج كيميائي.

يبدأ تساقط الأشعار بعد 7-41 يوماً من إعطاء أول جرعة من العلاج، وقد يكون التساقط جلياً بعد شهر إلى شهرين، ويشمل قسماً كبيراً من الفروة (لأن 85-95% من الجريبات الشعرية هي في طور النمو في أي وقت). إن تطبيق حلقة ضاغطة على فروة الرأس مع التبريد الموضعي في أثناء تناول العلاج الكيميائي قد يؤخر توقف طور النمو، لكن هذه الطريقة تؤدي إلى تناقص تدفق الدم إلى الفروة، أي من وصول الدواء إليها، لذا لا تستعمل حين معالجة الأورام التي قد تسبب نقائل إلى الفروة مثل الابيضاض واللمفوما. هذا وقد تشترك نفحة طور النمو ونفحة طور الانتهاء.

وفضلاً عن أدوية الأورام الكيميائية هناك أدوية أخرى قد تؤدي إلى نفحة طور النمو منها البزموت والليفودوبا والكولشيسين والسيكلوسبورين، كما أن هناك مواد كيميائية مختلفة تؤدي إلى تساقط الأشعار في طور النمو منها: التاليوم وحمض البوريك والزئبق، ومن الأسباب الأخرى ضغط فروة  الرأس أو رضحها وبعض الأمراض الغدية.

المآل (الإنذار): يعود الشعر للنمو بعد 3-6 أشهر من العلاج، و قد يعود للنمو مع الاستمرار بالعلاج. ويختلف لون الشعر الذي ينمو حديثاً عن لونه الأصلي.

العلاج: هدف العلاج تقصير فترة تساقط الشعر. يُستعمل المينوكسيديل، وهو يوسع الأوعية المحيطية مما يزيد تدفق الدم إلى الجريب الشعري، وربما زاد نشاطه الاستقلابي ودورة نموه.

د- فَوْحَة طور الانتهاء telogen effluvium:

تتصف فوحة (تساقط الأشعار) طور الانتهاء بفقد الأشعار الطبيعية المتعجرة (النبوتية) المبكر والغزير من جريبات فروة الرأس، مع بقاء هذه الجريبات سليمة ليس فيها التهاب.

ينجم هذا التساقط الغزير عن رضوح الأشعار الطبيعية بوساطة بعض المنبهات التي تؤدي إلى تسريع مدة طور النمو وتقصيره، ودخول الأشعار في طور التراجع والانتهاء بعد فترة قصيرة. ولا تتساقط الأشعار في طور الانتهاء حتى بزوغ الأشعار الجديدة، والمدة الفاصلة بين بدء حدوث المرض (دخول الأشعار في طور الانتهاء) وظهور تساقط الأشعار يتعلق بزمن مرحلة الانتهاء التي تراوح بين 1-6 أشهر (وسطياً 3 أشهر)، وهذا ما يعرف بالدور الكامن.

يصيب المرض الجنسين، والنساء معرضات للإصابة أكثر من الرجال؛ لأن التبدلات الهرمونية التي تحدث بعد الولادة تعد سبباً شائعاً لتساقط الشعر في طور الانتهاء، إضافة إلى أن النساء أكثر انزعاجاً من الإصابة وهن لذلك أكثر بحثاً عن العلاج.

الأسباب:

(1)- الأمراض الحادة مثل الأمراض الحمية (ترفع حروري) والخمج الشديد والجراحة الكبرى والرضح الشديد.

(2)- الأمراض المزمنة مثل الخباثات ولاسيما اللمفاوية، والأمراض المزمنة الموهنة مثل الذأب الحمامي الجهازي وأمراض الكلية والكبد.

(3)- التبدلات الهرمونية مثل الحمل والولادة وقصور الدرق وفرط الدرق وإيقاف الأدوية الحاوية على الإستروجين.

(4)- تبدلات النظام الغذائي مثل الحمية القاسية والقهم والغذاء قليل البروتين أو الحموض الدسمة الأساسية، وعوز الحديد أو الزنك أو البيوتين.

(5)- تناول بعض الأدوية وأكثرها شيوعاً حاصرات بيتا ومضادات التخثر والريتينوئيد (بما فيها كميات عالية من ڤيتامين A)، والبروبيل تيو اوراسيل (يسبب قصور الدرق)، والكارابامازيبين والتمنيع.

(6)- التهاب جلد التماس في الفروة.

(7)- أسباب نفسية ويستمر تساقط الشعر هنا مدة طويلة.

(8)- الشدّ وينجم بشكل خاص عن ضفر الأشعار أو لفها بشدة على عاقصات (لفافات) الأشعار أو على أشياء أخرى.

(9)- يحدث تساقط الأشعار في طور الانتهاء في الرضع منذ الولادة أو في أثناء الأشهر الأربعة الأولى من عمر الرضيع، وتعود ثانية للنمو في الشهر السادس من العمر.

التشخيص: يقدر عدد الأشعار الكلي في الفروة بنحو100000 شعرة ويعتقد أنه يتساقط منها يومياً بين 40 و100 شعرة. ويقدر عدد الأشعار التي تتساقط  يومياً في نفحة طور الانتهاء بين 120 إلى أكثر من 400 شعرة. و تقدر نسبة الأشعار الموجودة في طور الانتهاء في الأشخاص الأصحاء بنسبة 5-15%، ويبنى تشخيص نفحة طور الانتهاء على زيادة عدد الأشعار في طور الانتهاء على 25%. علماً أن  نسبة التساقط لا تزيد على 50% من الأشعار.

يمكن تقسيم نفحة طور الانتهاء إلى: حالات حادة تدوم أقل من ستة أشهر، وغالباً ما يكون البدء فيها مفاجئاً، ويمكن بالاستجواب الدقيق تحديد عامل مسبب للمرض حدث قبل 1-6 أشهر. أما الحالات المزمنة فتدوم أكثر من ستة أشهر، ويحدث البدء فيها خلسة، ومن الصعب تحديد العامل المسبب.

العلاج: يحدث الشفاء غالباً تلقائياً خلال أشهر؛ لذا فإن أهم شيء في العلاج هو طمأنة المريض وإفهامه أن زمن التساقط  مهما طال لن يؤدي إلى الصلع.

كما ينصح المريض أن يصفف شعره بطريقة تخفي مناطق الشعر الخفيفة.

من الضروري معالجة السبب إذا أمكن تحديده مثل عوز الحديد والحمية الغذائية السيئة، وقصور الدرق والأدوية المسببة. وقد يكون للمينوكسيديل بعض الفائدة ويطبق  للكبار فقط.

هـ- الحَاصة البُقَعية alopecia areata:

تسمى الحاصة البقعية (باللغة الفرنسية ثعلبة pelade)، وهي شكل ناكس وغير ندبي من أشكال تساقط الشعر، يصيب منطقة مشعرة، يتوقف فيها طور النمو فجأة وعلى نحو باكر، ويدخل طور الانتهاء، ثم تتساقط الأشعار.

الشكل (5) أشعار بشكل علامة التعجب في الثعلبة
الشكل (6) ثعلبة ثعبائية

التظاهرات السريرية: تتظاهر هذه الحاصة بلطخة patch أو أكثر من لطخة، دائرية أو بيضوية، قطرها 1-5 سم، خالية من الشعر، والجلد فيها طبيعي أو حمامي قليلاً. قد توجد أشعار على شكل علامة التعجب حول المحيط (وهي أشعار قصيرة مستدقة في قسمها السفلي)، وتشير سهولة اقتلاع الشعر على الحواف إلى أن الآفة فعالة (الشكل 5). وقد تبقى أشعار بيض أو رمادية، وهي ذات أهمية ولاسيما في حالات الثعلبة ذات البدء المفاجئ، إذ تفسر احتمال ابيضاض الشعر في أيام قليلة.

الحاصة غالباً لاعرضية وقد يشعر بعض المصابين بحس حرق أو حكة.

وتقتصر 80% من الحالات على لطخة واحدة، وحين تتوضع الإصابة في المنطقة الصدغية أو القفوية فقد تأخد شكلاً ثعبانياً يدعى الحاصة الثعبانية ophiasis (الشكل 6)، وتسقط أحياناً كامل أشعار الفروة (الحاصة الكلية alopecia totalis)، أو كامل أشعار الجسم (الحاصة الشاملة alopecia universalis) في الحالات الشديدة.

تظهر 66.8-95% من حالات الثعلبة على الفروة، يليها الذقن 82%، والحاجبان 8.3%، ونادراً على الأطراف. وترافق الإصابة في الحالات الشديدة غالباً بنسبة 6.8-9.4% إصابة الأظفار. وتتجلى غالباً بتنقرها، وقد تحدث تشوهات أخرى مثل: خشونة الأظفار وحثلها وهشاشتها وسقوطها ووبشها واحمرار الهليل وخطوط بو.

الأسباب: الحاصة البقعية مرض مناعي ذاتي تتوسطه الخلايا اللمفاوية التائية، يصيب أشخاصاً لديهم استعداد وراثي. وارتفاع نسبة حدوثه في المصابين بمتلازمة داون Down يشير إلى وجود عامل وراثي محمول على الصبغي 12.

قد ترافق الحاصة البقعية أمراض مناعية أخرى مثل التهاب الجلد التأتبي والبهق والصداف وأمراض الغدة الدرقية. وتختلف أهمية العامل النفسي في الحاصة البقعية باختلاف الدراسات، ففي حين أظهرت إحدى الدراسات أن نسبة الإصابة بالاضطرابات النفسية في المصابين بالثعلبة بين 71-22%، وصلت هذه النسبة في دراسة أخرى إلى 09%، وذكرت الدراسة الأخيرة أن 92% من المرضى كان لديهم عوامل نفسية ومشاكل عائلية حرضت على ظهور المرض.

العلاج: تميل الحاصة البقعية للشفاء العفوي خلال أشهر، وتبدو الأشعار التي نمت من جديد وبرية بلون فاتح، ثم تحل مكانها فيما بعد أشعار دائمة قوية وقاتمة، لذا فإن ترك الحاصة البقعية من دون معالجة قد يكون قراراً صائباً في كثير من الأحيان، مع الانتباه إلى أن العلاج مكلف ومزعج، وأن النكس بعده يصعب تدبيره. والمهم أن يَُطمأن المريض ويقدم له الدعم النفسي.

تختلف الاستجابة للعلاج بحسب اتساع الآفة وقدمها، وبحسب مكان الإصابة؛ فالآفات المحدودة والحديثة تستجيب على نحو أفضل، ولاحتمال شفاء الآفات تلقائياً فإنه من الصعب تقييم فائدة العلاج بدقة. أما حالات الثعلبة الكلية والشاملة فهي على الأغلب معندة على كل العلاجات ولاسيما الصغار، وقد يكون من الحكمة هنا نصح المريض بوضع الشعر المستعار وعدم تعليله بآمال كاذبة بجدوى العلاج.

(1)- العلاج الموضعي: 

> الستيروئيدات القشرية حقناً داخل الآفة أو تطبيقاً موضعياً: الحقن الموضعي هو الخيار الأول في العلاج، ونسبة الشفاء 29% في الحالات المحدودة، يظهر نمو الشعر خلال 4-6 أسابيع من العلاج. يجري الحقن داخل الأدمة والمادة المستخدمة غالباً هي تريام سنيولون اسيتونيد بتركيز 01% ملغ/مل (يستخدم تركيز 5.2% لعلاج الذقن والحاجب وقد يستخدم للفروة) بحقن 0.1 مل في المكان الواحد، ويوزع الحقن على سطح الحاصة بحيث يفصل كل نقطة عن الأخرى 1سم، على ألا يتجاوز حقن 3 مل في الجلسة الواحدة. يكرر الحقن كل 4-6 أسابيع، ويجب تجنب حقن المناطق الرقيقة من الجلد تجنباً لحدوث الضمور.

يستعمل التطبيق الموضعي خاصة في الأطفال الذين لا يتحملون ألم الحقن. ويطبق العلاج مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

> المعالجة المناعية: تعّرف المعالجة المناعية الموضعية بأنها إحداث التهاب جلد أرجي بالتماس بعد تطبيق مستأرج allergen قوي موضعياً، وأكثر المواد المستعملة شيوعاً سكواريك اسيد دي بوتيل استر( squaric acid dibutylester (SADBE، ديفينسيبرون( diphencyprone (DPCP ودينيتروكلوروبنزين Dinitrochlorobenzene (DNCB)، ولا ينصح باستعمال الأخير لأنه يؤدي إلى حدوث طفرات قد تؤدي  إلى التسرطن.

يطبق الـDPCP  وهو الأكثر أماناً وفاعلية في محلول اسيتوني بتركيز 2%، يطبق أولاً على مساحة 2-4 سم من الفروة حتى تصبح المنطقة حاكة وحمامية، وبعد 01 أيام يتابع العلاج أسبوعياً على مساحة أكبر وبتركيز أقل 0.001-0.1%، ويختار أقل تركيز يحدث حمامى وحكة علماً بأن تركيز الـ DPCP الذي حقن بتركيز أقل يرفع تدريجياً كل أسبوع. يعالج عادة نصف الفروة حتى الوصول إلى نتائج مرضية، ثم ينتقل إلى النصف الآخر، يبدأ نمو الشعر عادة بعد 3 أشهر، وتجنى النتائج المرضية بعد 21 شهراً.

> المخرشات ومنها انترالين 0.2-0.8%، ريتينوئيك اسيد والفينول، وتستخدم لإحداث التهاب جلد تخريشي خفيف، يجب تكرار استعمالها وبتراكيز عالية.

> مينوكسيديل يطبق بشكل سائل 5%، 25 نقطة مهما كانت المساحة المصابة، مرتين يومياً.

(2)- العلاج الجهازي:

> الستيروئيدات القشرية: مفيدة إذا أعطيت بجرعات عالية، لكن نسبة النكس عالية بعد إيقاف العلاج، والتأثيرات الجانبية كثيرة.

> :PUVA  نتائجه مختلفة، والنكس فيه كبير، ويحتاج إلى جرعات تراكمية عالية من UVA للحفاظ على نمو الشعر.

(3)- العلاج التمويهي: من المفيد استعمال الشعر المستعار (طبيعي أو صنعي)، ووشم الحاجب.

و- الأشكال الأخرى للحاصّات الموضّعة:

الشكل (7) هوس النتف

(1)- هوس النتف trichotillomania :هو حاصة ناجمة عن نتف المريض للأشعار بيده، نتيجة اضطراب نفسي. قد يكون المريض مدركاً لما يفعل، أو غير مدرك. تتجلى الإصابة بحاصة غير ندبية، غير كاملة، ذات شكل هندسي محدد، مفردة أو متعددة، تراوح مساحتها من بضعة سنتيمترات مربعة حتى كامل الفروة. تشاهد في اللطخة أشعار قصيرة جداً، وأشعار انتهائية متكسرة أي أشعار متفاوتة في الطول (الشكل7) وقد يرافق الإصابة قضم الأظفار، أو التهاب الجلد الصنعي.

أكثر ما يصاب الأطفال والمراهقون بهذه الحاصة، ولاسيما من يمارسون فعّاليات تتطلب الجلوس المديد، مثل القراءة والكتابة ومشاهدة التلفاز والحاسوب. الإصابة في الأطفال محددة لذاتها، والإنذار جيد. أما في البالغين فالإصابة أشد، والإنذار محتفظ به.

 العلاج الفعال هو المداواة السلوكية، وتطلب مساعدة الأهل بعد شرح الحالة لهم جيداً، كما قد يتطلب الأمر استشارة طبيب نفسي.

(2)- حاصة المشط الحار hot comb alopecia: تشاهد هذه الحاصة في النساء السوداوات اللواتي يسبطن أشعارهن بوساطة مشط حار، لغاية تجميلية. تبدأ هذه الحاصة في منطقة القمة ثم تنتشر محيطياً.

(3)- حاصة الشد traction alopecia: لهذه الحاصة على الأرجح آلية هي الآلية نفسها المؤدية إلى تساقط الأشعار في طور الانتهاء، لكنها تتميز بأن تساقط الأشعار فيها يتوضع على الأماكن المعرضة للرضوح. تحدث هذه الحاصة من جراء الشد المستمر للشعر، لإتمام تسريحات خاصة مثل ذنب الحصان، الضفائر المشدودة، أو لف الشعر وتمويجه.

(4)- حاصة الضغط pressure alopecia : كثيراً ما تحدث هذه الحاصة على المنطقة القفوية، وذلك في الرضع الذين تقوم أمهاتهم دوماً بإضجاعهم على ظهورهم، كما تشاهد في الكهول سواء بعد تثبيت الرأس بوضع واحد في أثناء التخدير، أو بعد استراحة طويلة بوضع واحد في الفراش.

(5)- الحاصة الإفرنجية alopecia syphilitica: قد يكون فقد الأشعار أحد تظاهرات الإفرنجي الثانوي (أو التظاهرة الوحيدة). تظهر حاصات بقعية تشبه العث المتآكل، أو تخف الأشعار على نحو عام وتكون فحوص الإفرنجي المصلية إيجابية، والعلاج بالصادات المناسبة يعيد نمو الشعر.

(6)- النخالية الأمينتية pityriasis amiantacea: تحيط فيها الوسوف السميكة والعالقة والدبقة بقاعدة أشعار الفروة، ويجب التفريق بينها وبين الصدف، لكن الأشعار هنا تقتلع حين محاولة إزالة الوسوف. تعالج بحالّات القرنين.

(7)- سعفة الرأس tinea capitis تتظاهر عادةً بلطخة حاصيّة مفردة أو متعددة، ويرافقها توسف وحمامى، وتتقصف فيها الأشعار.

ز- الحاصات الندبية alopecia (scaring) cicatricial: تدل عبارة الحاصة الندبية على تخرب دائم في الجريبات الشعرية، وتبدو سريرياً بشكل لطخة ندبية، خالية من الأشعار، مع غياب فوهات الجريبات.

للحاصات الندبية تقسيمات مختلفة وأسباب عديدة منها:

> خلل التطور واضطراب وراثي مثل داء دارييه.

> أذيات فيزيائية مثل الرضوح الميكانيكية والحروق والتهاب الجلد الشعاعي.

> أخماج فطرية مثل الشهدة والقرعة، وأخماج جرثومية مثل السل والإفرنجي، وأخماج طفيلية مثل اللاشمانية، وأخماج ڤيروسية مثل الحلأ النطاقي.

> أورام أولية أو انتقالية.

> جلادات عديدة، سيذكر بعضها.

الشكل (8) ذأب حمامي مزمن تبدو لويحات حمامية مفرطة التقرن

الجلادات المسببة لحاصة ندبية:

(1)- الذأب الحماميlupus erythematous:  قد يصيب الذأب الحمامي الجلدي المزمن الفروة. تبدأ الإصابة ببقع حمامية وسفية، تكون فيها الوسوف عالقة بشدة على فوهة الجريب (الشكل 8)، ثم تزول الأشعار بعدها  ويصبح الجلد ضامراً وناقص التصبغ. تشخص بالخزعة والومضان المناعي. تعالج بالستيروئيدات القشرية موضعياً، أو حقنها ضمن المنطقة المصابة، أو جهازياً، وقد تفيد الريتينوئيدات ومضادات الملاريا.

(2)- الحزاز المسطح الشعري lichen planopilaris: تشاهد حمامى حول الجريبات، وحطاطات جريبية مفرطة التقرن، وقد يتغير لون الفروة إلى البنفسجي. وتزول الحطاطات فيما بعد مخلّفة حاصة ندبية.

قد تشاهد علامات الحزاز المسطح على الجلد والأظفار، والأغشية المخاطية وأكثر ما يصيب هذا المرض النساء في منتصف العمر.

العلاج بالستيروئيدات القشرية موضعياً أو جهازياً، والريتينوئيدات والبسورالين مع الأشعة فوق البنفسجية.

(3)- الحاصات الندبية المرافقة للعدلات: تشمل عدة أمراض، الآلية الإمراضية فيها على الأرجح حدوث تفاعلات التهابية غير طبيعية تجاه مستضدات المكورات العنقودية غالباً، مع ضعف الاستجابة المناعية.

> التهاب الجريبات الحاص folliculitis decalvans : يبدأ بحمامى حول الجريبات، وحطاطات جريبية، وبثور على محيطها. وفي المراحل المتقدمة تتشكل خراجات حول الجريبات، تتمزق بعدها، ويشكل حطام الجريب جسماً أجنبياً، يؤدي إلى تفاعل ينتهي بتشكل نسيج ليفي ندبي. العلاج صعب، تعطى الصادات بعد إجراء زرع جرثومي، ويفضل إشراك صادّين لمدة طويلة، وقد تفيد الستيروئيدات موضعياً أو جهازياً.

> التهاب الجريبات المسلخ dissecting folliculitis :هو حالة التهابية أشد من السابقة، تبدأ بعقيدات التهابية عميقة، غالباً في منطقة القذال، تتحد هذه العقيدات بعضها ببعض مشكلة خراجات وجيوباً ينتح منها القيح. غالباً ما يصيب المرض الأمريكيين من أصول إفريقية، بعمر 02-04 سنة. العلاج بالصادات، وقد تفيد الريتينوئيدات والستيروئيدات الجهازية، ومن الضروري تفجير الخراجات.

الشكل (9) الثعلبة الكاذبة لبروك

> العد الجدري في المنطقة القفوية acne keloidalis: يتظاهر ببثور جريبية، مع حطاطات تأخذ بالكبر لتشكل لويحات قاسية مشتركة، مع زؤان. الإصابة شبه محصورة في ناحية القذال، وهي كذلك أكثر شيوعاً في الأمريكيين من أصول إفريقية. العلاج بالصادات، والستيروئيدات موضعياً أو حقناً ضمن الآفة.

> الثعلبة الكاذبة لبروك pseudopelade of Brocq : تبدو بشكل لطخات صغيرة، دائرية أو بيضوية، متناثرة بشكل عشوائي على الفروة، وكثيراً ما تتحد عدة لطخات مشكلة لطخة كبيرة غير منتظمة، تتصف هذه اللطخات بخلوها من الشعر، أما الجلد فيها فعاجي اللون ولامع، مع ضمور وانخماص خفيف (الشكل 9). ولا وجود لعلامات التهابية. أكثر ما تصيب هذه الثعلبة النساء في منتصف العمر. وقد يكون سير المرض بطيئاً جداً، لكنه يبقى محدوداً لعشرات السنين، وفي حالات قليلة يحدث صلع تام بعد 2-3 سنوات.

اختلف العلماء فيما إذا كان هذا المرض يشكل وحدة مستقلة، أو أنه يضم جميع الحاصات الندبية غير الالتهابية، بما فيها المرحلة الأخيرة من حالات تبدأ التهابية.

ثانياً- آفات الأظفار:

1- تبدلات بنية الأظفار:

أ- التعجرclubbing  :

تحدث الإصابة في الأظفار، وقد تصيب أيضاً السُلامى النهائية للأصابع، وتبدو بانتفاخ الأظفار وانحنائها بتحدبها في الاتجاهين المعترض والطولي، مشابهة بلورة الساعة.

تمّحي زاوية لوفيبوند Lovibond’s angle (الشكل 10) فتصبح 180ْْ أو أكثر، وهي الزواية المحصورة بين طية الظفر الدانية وبين صفيحة الظفر، وتساوي في الأحوال العادية 160ْ أو أقل. وتغلق النافذة التي تتشكل عادةً حين تقابل ظهر إصبعين متقابلين عند قاعدة فراش الظفر (الشكل 11).

تنتفخ السُلامى النهائية حيث ترى ضخامة النسج الرخوة في لب الأصابع، مع فرط تنسج النسج الوعائية الليفية عند قاعدة الظفر.

تكون الإصابة متناظرة في الجانبين، أو تصاب يد واحدة، أو إصبع واحدة.

الشكل (10) التعجر يشاهد امحاء زاوية لوفيبوند الشكل (11) يشاهد انغلاق النافذة بين الأصبعين

وقد تكون الإصابة أولية كما في كل من التعظم السمحاقي مع ثخن الجلد، والاعتلال المفصلي العظمي الضخامي، والتعجر العائلي، أو قد تكون ثانوية ناجمة عن آفات رئوية (سرطان الرئة، أو تليف الرئة أو الغرناوية)، أو آفات قلبية (أمراض قلبية ولادية زراقية)، أو آفات معدية معوية (التهاب القولون القرحي أو تشمع الكبد)، أو خباثات (سرطان الدرق أو داء هودجكن).

ب-التقعرkoilonychia :

هو انحناء المحورين الطولي والعرضي للظفر، مما يصبح معه منظر الظفر مقعراً. تصاب بهذا التقعر أظفار اليد والأباخس، وتكون الإصابة أوضح حين إصابة ظفر كلٍ من الإبهام والأبخس الكبير. وقد يرق الظفر،أو يثخن، أو يلين.

الشكل (12) انفكاك الأظافر

تعد الحالة فيزيولوجية في الطفولة الباكرة، وقد تكون الإصابة مهنية بسبب استعمال المواد المخرشة كالصوابين، أو مرافقة لأمراض جهازية مثل عوز الحديد والصباغ الدموي hemochromatosis، أو أنها حالة عائلية وراثية، وقد تكون تظاهرة لأمراض جلدية مثل الصدف والخمج الفطري.

ج- انفكاك الظفرonycholysis  :

هو انفصال الصفيحة الظفرية تلقائياً عن فراش الظفر (الشكل 12)، يبدأ عادةً من الحافة الحرة، ثم يتقدم نحو الطرف الداني، ومن النادر أن تشمل الآفة الحواف الجانبية. وقد يبدأ الانفصال في حالات قليلة من القسم الداني ومنه يتجه نحو الحافة الحرة وغالباً ما يشاهد هذا في الصدف.

تبدو المنطقة المنفكة بيضاء أو صفراء نتيجة وجود الهواء أسفل الظفر، إضافة إلى الأنقاض المحتبسة والمفرزات المُنْطَرِحة، وكثيراً ما تشترك الإصابة بأخماج ولاسيما الخمائرية منها.

وحدوث انفكاك الظفر مقصور تقريباً على النساء.

الأسباب:

> أمراض جهازية مثل فرط  الدرق أو قصورها والحمل.

> أمراض جلدية مثل الصداف ولاسيما المقلوب والراحي والأكزيمة.

> آفات ورمية مثل سرطانة الخلايا الحرشفية في فراش الظفر.

> عوامل آلية (ميكانيكية) مثل الرضوح وكثرة استعمال الماء والصابون.

> عوامل كيميائية محسسة أو مخرشة مثل طلاء الأظفار والأظفار الاصطناعية.

> أخماج جرثومية وحموية وفطرية، وقد يكون داء المبيضات المهبلي مصدراً للأخماج المسببة لانفكاك الأظفار.

> أدوية ولاسيما المحسسات الضوئية مثل التتراسكلين.

> التقدم بالعمر، ويشير انفكاك الظفر إلى احتمال وجود نقص في التروية المحيطية.

تعتمد المعالجة على إزالة السبب أولاً، ويفيد استعمال الستيروئيدات موضعياً بالمشاركة مع الصادات ومضادات الخمائر، والهدف من المعالجة تجنب الأخماج التي تعوق الشفاء.

د- خطوط بو Beau’s lines :

الشكل (13) خطوط بو
الشكل (14) انشقاق الظفر
الشكل (15) هشاشة الظفر يشاهد الشق العمودي

هي أخاديد أو انخفاضات معترضة في صفيحة الظفر الرقيقة. تنجم عن نقص تغذية أم الظفر، ومن ثم توقف وظيفتها مؤقتاً،  ويؤدي عودة السبب الذي يحدث نقص تغذية أم الظفر إلى ظهور أخاديد جديدة تفصل بينها مناطق طبيعية من الظفر (الشكل 13). تبتدئ هذه الخطوط من أم الظفر، ثم تتقدم نحو طرفه القاصي في أثناء نموه، ويُستطاع بتحديد مكان الأخدود- أي قياس بعده عن القسم الداني للظفر- تحديد زمن المرض الذي أصابه. يتناسب عمق الخط وعرضه مع شدّة الآفة المسببة ومدة بقائها.

من العوامل المسببة: الرضوح الموضعية والمخاض والحصبة والنكاف والخثار الإكليلي، والداحس وأمراض الحميات الحادة والتفاعلات الدوائية والصداف.

هـ- انشقاق الظفر onychoschizia:

يعرف أيضاً باسم الحثل الصفيحي lamellar dystrophy. يتصف بحدوث انشطار عرضاني في الجزء القاصي للصفيحة الظفرية إلى طبقات عند الحافة الحرة للظفر، سواء في الأصابع أم الأباخس (الشكل 14). وقد يتبدل اللون بسبب توضع الأنقاض بين الطبقات. وقد يظهر هذا الحثل  بشكل مغاير، فيحدث الانشطار على الحواف الجانبية. ونادراً ما يرافق الانشطار أمراض جهازية، وقد ذكر ترافقه لكثرة الحمر.

يحدث الانشقاق بعد كثرة التعرض للمياه؛ لذا يجب الحفاظ على الأطراف جافة باستعمال القفازات، تفيد المطريات، وقد يفيد البيوتين جهازياً.

و- هشاشة الأظفار (تقصف الأظفار) onychorrhexis (brittle nails):

يبدو أخدود طولاني ضيق وحيد أو متعدد أحياناً، يمتد على طول ظهر الظفر ويبدو وكأنه مظهر خدش وقد ترافقه أثلام متوازية ضحلة (الشكل 15). ينجم عن استعمال المنظفات، ومزيلات طلاء الأظفار، والجفاف وقد يحدث الأخدود والتكسر على نحو عرضاني عند الحافة الجانبية قرب الحافة الحرة. وقد يكون التشطر صفيحياً، ويصيب الحافة الحرة نتيجة استعمال الماء بكثرة، أو يصيب السطح الداني للظفر (في الحزاز المسطح وبعد تناول الريتينوئيدات فموياً).

قد يكون سبب الهشاشة فقر الدم بعوز الحديد، أو نقص التروية المحيطية أو فرط الدرقية، أو عوز الڤيتامين أ.

ز- تغلظ الأظفار onychauxis:

حالة من فرط ضخامة الأظفار ونموها، تالية للرضوح والضغط المتكرر، كما يؤدي إهمال تقليم الأظفار إلى زيادة ضغط الحذاء عليها، لأنها تنمو باستمرار، فتصبح الصفيحة الظفرية باهتة ومعتمة مع اضطراب  لونها. تشمل الاختلاطات: الألم والنزف تحت الظفر، والتقرح تحت الظفر، والتأهب للإصابة بالسعفة الظفرية. تعتمد المعالجة على الإنضار debridement الجزئي أو الكلي للصفيحة الظفرية، أو قلع الصفيحة الظفرية، أو قطع أم الظفر.

ح- حثل الأظفار onychodystrophy:  

يصيب حثل الأظفار الناجم عن تقدم العمر الأباخس، وقد يشخص خطأ على أنه خمج فطري. ومن بين العوامل المساهمة في هذا الاضطراب شذوذات تقويم العظام orthopedics، والرضوح الناجمة عن الأحذية غير الملائمة. تبدو الأظفار الحثلة على مدى السنين أكثر تحدباً، ونكون الصفيحة الظفرية أثخن، وربما وجد فرط تقرن تحت الظفر.

هناك جلادات عديدة قد تسبب حثل الأظفار منها: الحزاز والصدف والثعلبة والفطار الفطراني، والتقران الراحي الأخمصي. وهناك حثل الظفر الناصف (نفقي الشكل) يحدث فيه انشطار طولاني على الجليدة ويستمر بالامتداد نحو الخارج مع نمو الظفر، يشبه شجرة التنوب fir tree، نتيجة الرضوح أوالتهاب أم الظفر أو لعيوب خلقية.

ط- ضمور الأظفار onychoatrophy:

الشكل (16) انعقاف الظفر
الشكل (17) وبش حقيقي

قد يكون نقص نمو الأظفار ولادياً أو مكتسباً، تكون الأظفار فيه رقيقة وصغيرة. كما قد  ينجم ضمور الأظفار عن كل من الأدواء التالية: الاضطرابات الوعائية وداء رينو وفرط الدرقية وانحلال البشرة الفقاعي والحزاز المسطح ومتلازمة الظفر والرضفة والمرفق.

ي- انعقاف الأظفار onychogryphosis:

في هذا الاضطراب الذي يدعى أيضاً الظفر المخلبي يحدث تشوه الظفر وانحرافه بشدة، كما يثخن، ويصبح كامداً، ويميل لونه للبني، ويفقد ارتباطه بفراش الظفر. أكثر ما يصاب به ظفر الأبخس الكبير، يأخذ معه شكل قرن الحَمَل أو شكل المَحَّار (الشكل 16).

ينجم انعقاف الأظفار غالباً عن ضغط الحذاء في كبار السن، كما ينجم في حالات قليلة عن رضح حاد، أو فطار مزمن غير معالج، وفي حالات نادرة تكون الحال وراثية. العلاج جراحي.

2- تبدلات لون الأظفار:

أ- الوبش (الأظفار البيض) leukonychia:

(1)- الوبش الحقيقي: يأتي اللون الأبيض في الأظفار (الشكل 17) من خلل في وظيفة أم الظفر، ويتجلى بخمسة أشكال: الوبش الشامل وهو وراثي، والوبش ما قبل الشامل يكون فيه لون الجزء القاصي من الظفر طبيعياً، والوبش المستعرض يظهر فيه شريط مقوس عرضاني بعرض 1-2ملم، ويدل على إصابة جهازية إذا كانت الإصابة في عدة أظفار، والوبش النقطي ينجم غالباً عن الرضوح الخفيفة مثل طلاء الأظفار، وقد يشاهد في الحاصة البقعية، والوبش الطولاني، قد يترافق مع داء دارييه.

(2)- الوبش الكاذب pseudoleukonychia : تكون فيه تبدلات الصفيحة الظفرية من مصدر خارجي، مثل فطار الأظفار.

(3)- الوبش الظاهرapparent leukonychia  : يأتي مظهر الظفر الأبيض هنا من تبدلات النسيج تحت الأظفار، كما في خطوط مويركه Muehrcke التي يرافقها نقص ألبومين الدم، وأظفار تيري Terry التي تشاهد في تشمع الكبد.

ب- متلازمة الظفر الأصفرyellow nail syndrome :

تتصف هذه المتلازمة بتوقف نمو الظفر، وتكون أظفار الأصابع والأباخس قاسية، محدبة من جانب إلى آخر، مع تبدل اللون الذي يتفاوت من الأصفر الشاحب إلى الأصفر المخضر القاتم، الجليدة غائبة وغالباً ما يشاهد الداحس، ومن الشائع حدوث انفكاك ظفر ثانوي. وفي الحالات النموذجية لهذه المتلازمة ترافق  تبدلات الأظفار وذمة لمفية، وإصابة الطرق التنفسية. وقد ترافق هذه المتلازمة أورام خبيثة.

ج- تملن الأظفارmelanonychia :

الشكل (18) تملن الأظفار مع علامة هوتشنسون

هو تصبغ صفيحة الظفر بلون أسود أو بني، شكله منتشر، أو طولاني، ونادراً ما يكون معترضاً.

أهم سبب لتملن الأظفار هو الميلانوما تحت الظفر، ويجب أن يبقى هذا الاحتمال حاضراً في ذهن الطبيب لإجراء خزعة على الفور حين يأخذ لون الآفة الرمادي البني المسود بالكبر، أوإذا  كانت حوافها غير منتظمة، أو إذا رافق الإصابة حثل في الظفر أو تصبغ حول الظفر (علامة هوتشنسون) (الشكل  18).

هناك أسباب أخرى لتملن الظفر تشمل: أسباباً فيزيولوجية (عِرْقية أو حَملاً)، وفرط تصنع ملاني (وحمة - شامة)، وأسباباً موضعية (رضح أو جسم أجنبي)، وأمراضاً جهازية (داء أديسون - ومتلازمة كوشنغ وفرط الدرق وعوز ڤيتامين B12 أو حمض الفوليك)، وأدوية منها الفلوكونازول والتتراسيكلين، ويشاهد الملان الظفري المعترض غالباً بعد المعالجة السامة للخلايا.

3- الظفر الناشب unguis incarnatus:

الظفر الناشب من أكثر الشكاوى الظفرية تكراراً، يصيب على نحو رئيسي ظفر إبهام القدم. إذ ينغرس الجزء الجانبي من حافة الظفر في النسج الرخوة المجاورة، مما يؤدي إلى الألم وحدوث الالتهاب، وتشكل نسيج حبيبي فيما بعد.

أهم سبب للظفر الناشب الضغط الجانبي على الأبخس نتيجة لبس حذاء غير ملائم. ومن العوامل المساعدة تقليم الظفر على نحو خاطئ، بتقليمه بشكل نصف دائري، بدل تقليمه بشكل مستقيم. وهناك بعض العوامل التشريحية المساعدة، مثل الأبخس الطويل الضخم مع طيّة ظفرية جانبية محدبة. وذكرت حالات قليلة حدث فيها الظفر الناشب من علاج الفطار الظفري القديم يعيد صفيحة الظفر إلى حجمها - بعد أن كان حجمها وحجم فراش الظفر قد تقلصا نتيجة الخمج الظفري- في حين يبقى الفراش منكمشاً فتنغرس حواف الظفر في النسج الرخوة. ونادراً ما تكون الإصابة ولادية أو عائلية.

تكون المعالجة بارتداء الحذاء المناسب، وتقليم الأظفار بشكل مستقيم، كما يجب ترك الظفر ينمو حتى تتجاوز حافته نهاية الأبخس قبل تقليمه. وفي الحالات الباكرة يمكن معالجة الالتهاب بتطبيق المطهرات، وبوضع ضماد قطني أسفل حافة الظفر، كما تفيد مغاطس الماء الحار ثم التجفيف الجيد. ويلجأ في الأخماج الشديدة إلى إعطاء الصادات جهازياً، ومعالجة الورم الحبيبي بالكي بنترات الفضة. أما في الحالات المستعصية فيلجأ إلى استئصال الظفر وإزالة الطية الظفرية الجانبية البارزة على نحو لا يعود الظفر معه للدخول في الطية ثانيةً، وإن حدث النكس قد يستأصل الظفر وأم الظفر.

4- تبدلات ظفرية مرافقة للجلادات:

أ- الصداف psoriasis:

إصابة الأظفار في الصداف شائعة، وتراوح نسبة إصابتها بين 01و55%، وهي أقل من ذلك في الأطفال (7-31%).وقد يكون الصداف محصوراً في الأظفار فقط. كما قد تكون إصابة الأظفار محصورة في اليدين تقريباً.

أهم تظاهرات صدف الأظفار:

(1)- التنقر pitting : وهو انخفاضات عميقة، واسعة، بمساحات مختلفة (الشكل 19)، موزعة بشكل عشوائي.

(2)- لطاخات السَلْمون salmon patches: تبدو بشكل بقع صفر أو قرنفلية مائلة إلى الصفار (الشكل 20)، بمساحات وأشكال غير منتظمة.

(3)- انفكاك الظفر onycholysis: هو انفصال الصفيحة الظفرية عن فراش الظفر، وتتميز الإصابة في الصداف بوجود حوّية حمامية.

ومن التظاهرات الأخرى للصداف: الأخاديد أو الانخفاضات المعترضة (خطوط بو)، وتسمك الصفيحة الظفرية وتفتتها، والنزوف المشظاة في فراش الظفر، وفرط تقرن فراش الظفر.

 
الشكل (19) صداف أظفار ، يشاهد التنقر   الشكل (20) صداف أظفار يلاحظ لطخات السلمون مع انفكاك

يجب تجنب الرضوح التي قد تكون العامل المثير للآفة، أو أنها تزيد الآفة سوءاً (ظاهرة كوبنر).

تعتمد المعالجة على إعطاء ميتوتركسات أو سيكلوسبورين جهازياً في الحالات الشديدة والمعندة على المعالجة، أو حقن الستيروئيدات موضعياً، ويمكن تطبيق مراهم ستيروئيدية أو مرهم كالسيبتيرول.

ب- الحزاز المسطح lichen planus:

تبلغ نسبة إصابة الأظفار في الحزاز المسطح نحو 10%، وإصابة الأظفار وحدها غير شائعة. يتجلى حزاز الأظفار بتلون طية الظفر الدانية بلون أحمر مزرق، وبالظفرة (الشكل 21) - هي امتداد الجليدة امتداداً شاذاً على الصفيحة الظفرية - وبالرقة والهشاشة والتنقر، والتملن الطولاني وفرط تقرن تحت الظفر وانفكاك الظفر.

إصابة أم الظفر وخيمة؛ لأنها تؤدي غالباً إلى تندب منتشر مكان الظفر (الشكل 22).

الشكل (21) الظفرة في الحزاز المسطح الشكل (22) حزاز مسطح ،يشاهد التندب

العلاج بالستيروئيدات حقناً موضعياً أو جهازياً.

ج- الحاصة البقعية alopecia areata:

كثيراً ما تصاب الأظفار في المصابين بالحاصة البقعية ولاسيما الأطفال. وقد تسبق بداية تساقط الشعر أو تليها، وتتراجع تلقائياً.

تتظاهر الإصابة بتنقر وبقع حمامية على الهليل وخشونة سطح الظفر. ويبدو التنقر بشكل وهاد صغيرة سطحية موزعة بانتظام آخذة شكلاً هندسياً. كما تبدو الأظفار المصابة معتمة (مثل ورق السنفرة)، وتبدو لامعة في حالات أقل.

5- اضطرابات الأظافر في الأمراض الداخلية:

فضلاً عن مجموعة آفات الأظفار التي ذكرت سابقاً والتي تكون عرضاً لإصابة جهازية مثل التعجر، والتقعر وانفكاك الظفر وخطوط بو والوبش والتملن، قد تنجم النزوف المشظاة في فراش الظفر عن التهاب الشغاف الجرثومي وقد تكون تالية لقثطرة شريانية في الجهة المصابة إذا كانت وحيدة الجانب.

وفيما يلي بعض الأمراض الجهازية المرافقة لإصابات ظفرية:

أ- أدواء الكلاجين أو المغراء collagen diseases :

في الصلابة الجهازية والتهاب الجلد والعضل تكون الشعيرات في الطية الظفرية الدانية مخلخلة بسبب وجود مناطق غير موعاة، ويشاهد توسع شعري، كما تشاهد الظفرة البطنية (وهي التصاق القسم القاصي من فراش الظفر على السطح البطني من الصفيحة الظفرية) في الصلابة الجهازية.

ب- انحلال عظام الأنامل acro- osteolysis :

قد ترافق إصابة عظام السلامى القاصية تبدلات في الجلد والنسج الرخوة، فتبدو السلامى ثخينة وقصيرة، كما تبدو الأظفار عريضة (الأظفار بشكل مضرب الكرة المكتسب).

ج- التبدلات نظيرة الالتهابية:

يؤدي الإقفار (نقص التروية) في الإصبع إلى تورم شديد، حمامى، وألم في الظفر والنسج حوله، شبيه بالداحس، لكن الإصبع المصابة تكون باردة.

كذلك قد تؤدي النقائل السرطانية إلى مظهر شبيه بالداحس الحاد.

د- تبدلات الأظفار الناجمة عن الأدوية الداخلية:

تؤدي بعض الأدوية إلى اضطرابات عديدة في الأظفار، وتصيب هذه الاضطرابات عادة عدة أظفار، وتتراجع حين إيقاف العلاج.

(1)- تسبب الريتينوئيدات هشاشة الأظفار، وحبيبوماً مقيحاً كاذباً، وقد تؤدي إلى فقد أظفار مؤقت.

(2)- تسبب حاصرات بتا الإقفار الإصبعي، والوبش الظاهر وخطوط بو، وسقوط الأظفار.

(3)- يسبب العلاج بالـPUVA  تملن الظفر، وانفكاك الظفر الضيائي.

(4)- يسبب تناول ديميتيل كلورتتراسكلين والدوكسي سيكلين مدة طويلة انفكاك الظفر الضيائي، واصفرار الأظفار.

 

 

 


التصنيف : أمراض الجلد
النوع : أمراض الجلد
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 274
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 474
الكل : 31729332
اليوم : 4793