logo

logo

logo

logo

logo

الطنين

طنين

tinnitus - tintement d'oreilles

الطنين

سامر سقا أميني

الطنين الشخصي
الطنين الموضوعي
تدبير الطنين
   

الطنين tinnitus إحساس سمعي بأصوات ليس لها مصدر خارجي. ويعدّ أذية على مستوى الطرق السمعية المحيطية أو المركزية. والطنين عرض أذني يعانيه الملايين في العالم.

عرف هذا العرض منذ أقدم الأزمنة، فقد وُجدت كتابات عنه في وثائق مصرية ويونانية قديمة، كما أنه وصف في وثائق بابلية قديمة تعود إلى 600 سنة قبل الميلاد.

يشكو من الطنين ما يقدّر بـ 5 -10% من مجموع الناس، وقد وجد أنّ: 5% منهم يعانون طنيناً شديداً. ووجد أيضاً أن 80% من المصابين بالطنين لا يشتكون منه.

هناك عوامل عديدة لها شأن في عدم تحمل المريض لطنينه، منها ما يتعلق بالمريض نفسه (القلق من السبب والتطور وعدم القدرة على الاسترخاء)، ومنها ما يتعلق بالمحيط (اتهام المريض بالمبالغة بالشكوى وبزيارات الأطباء)، ومنها ما يتعلق بالطبيب (إفقاد المريض الأمل بوجود أي تدبير لطنينه).

هل يصاب الأطفال بالطنين؟

لوحظ في بعض حالات نقص السمع عند الأطفال أن الطفل إذا سئل عن الطنين أجاب بالإيجاب مع أنه لم يشكُ منه مسبقاً. ولعل تفسير ذلك أنّ الطنين عند الطفل لا يرتدي ثوب الانفعال السلبي الذي هو العامل الأساس في معاناة مريض الطنين.

يُقسم الطنين إلى نوعين: شخصي يسمعه المريض فقط، وموضوعي يسمعه المريض والفاحص.

1- الطنين الشخصي  :subjective 

له أسباب كثيرة منها ما يمكن معرفته ومنها ما لا يمكن التأكد منه. يمكن في بعض الأحيان التوجه نحو سبب الطنين من صفاته، ولكنه في أحيان أخرى قد يكون متشابهاً مع اختلاف المنشأ.

من أسباب الطنين الشخصي:

- انسداد مجرى السمع الظاهر بسدادة صملاخية أو سواها.

- انثقاب غشاء الطبل ويكون الطنين فيها غالباً منخفض التواتر.

- الاستحالة الإسفنجية في الأذن الوسطى قد يرافقها طنين يخف ويزول بتقدم المرض.

- التهاب الأذن الوسطى الحاد قد يرافقه طنين نابض، أما المزمن فمن النادر أن يترافق والطنين.

- في الرض الصوتي كما بعد التعرض للانفجارات وفي نقص السمع الشيخي يكون الطنين عالي التواتر.

- الأدوية السامة للعصب السمعي.

- فرط الضغط الشرياني قد يرافقه طنين تتموج شدته مع تموج الضغط الشرياني.

- قد يكون الطنين أول عرض في ورم العصب السمعي. وهو كذلك عرض من أعراض مرض مه نيير Meniere وهو في هذه الحالة منخفض التواتر.

- فقر الدم قد يكون سبباً للطنين.

- وأخيراً هنالك حالات من الطنين تعد وظيفية أو نفسية المنشأ لا ترافقها أي آفة أذنية أو عصبية وتزداد عند الأزمات.

وعلى نحو عام فإن شدة الطنين تزداد في كل أنواعه حين يكون المريض متعباً.

عندما يسمع الشخص أصواتاً منتظمة (أو موسيقى) من دون أن تكون في الواقع موجودة يقال إنه مصاب بهلوسة  hallucination سمعية وهي ناجمة عن مرض نفسي أو آفة عضوية في الفص الصدغي من الدماغ.

2- الطنين الموضوعي objective (المسموع):

ويتطلب سماعه أن يضع الطبيب أذنه على أذن المريض، أو أن يضع سماعة على مجرى سمع المريض.

والطنين الموضوعي يكون عادة أحد أنواع ثلاثة:

أ- طنين نفخي يتماشى مع التنفس سببه انتقال أصوات التنفس عن طريق نفير أوستاش واسع. وهو طنين مزعج يشاهد في المدنفين.

ب- طنين يبدو بأصوات قرقعة سريعة متتالية وقصيرة جداً مترددة في فترات مختلفة، وهي تنتج من تشنج عضلات شراع الحنك أو عضلات الأذن الوسطى بسبب إجهاد أو توتر نفسي.

ج- طنين نابض وعائي المنشأ ينتج من وجود فرط توعية في الأذن الوسطى كوجود ورم كبي وداجي أو ورم حبيبي التهابي عادي مفرط التوعية أو بؤرة تصلبية مفرطة التوعية. كما قد ينتج الطنين النابض من سبب في العنق كوجود تضيق في الشريان السباتي أو أحد فروعه بسبب أم دم (أمدم) أو تضيق بعصيدة شريانية ويمكن إيقاف هذا النوع مؤقتاً بضغط الشريان السباتي.

الفحص السريري والتشخيص:

1- الاستجواب: 

- بدء الطنين، ظروف الظهور.

- صفاته: في أذن أو أذنين، أو في مجمل الرأس.

- مستمر أو متقطع.

- اللحن.

- العوامل المثيرة: تعب جسدي أو نفسي، الضجيج.

- تأثيره في الحياة العامة: النوم والعمل.

- أعراض مرافقة: نقص سمع، دوار، صداع، آلام سنية.

- السوابق: الرضية، الدوائية، الجراحية الأذنية، الأمراض العامة، المهنة، الهوايات، والسوابق العائلية.

2- الفحص السريري الكامل للرأس والعنق، إضافة إلى إصغاء العنق (نفخة).

3- فحوص السمع: وهي عديدة ويختار منها ما يناسب التوجه السريري.

4- الفحوص الشعاعية: وهي تشمل: التصوير المقطعي المحوسب computed tomography، التصوير بالرنين المغنطيسي (MRI)، التصوير الوعائي، التصوير الشعاعي للعمود الفقري الرقبي، تخطيط الصدى لشرايين العنق.

المعالجة:

المريض الذي يعاني الطنين يخف شعوره به إذا اطمأن إلى سلامة هذا العرض، وزالت عنه المخاوف التي يمكن أن تربط الطنين ببعض الأمراض الخطرة، فعندها يحدث الاعتياد على الطنين بسبب تجاهل الدماغ لصوته.

أما إذا حمل الطنين رسائل سلبية مقلقة، فإنه يدخل المريض في حال من الشدة النفسية المقلقة، مما يزيد شدة الطنين (حلقة معيبة).

يعالج الطنين الناشئ من مجرى السمع الظاهر أو الأذن الوسطى بمعالجة السبب وكثيراً ما تكون المعالجة ناجحة. أما الطنين الناشئ من الأذن الباطنة أو العصب السمعي أو الجملة العصبية المركزية فمعالجته غالباً مخفقة. قد تفيد في الحالات الباكرة موسعات الأوعية كحمض النيكوتينيك مع المهدئات ولا تعلم طريقة تأثيرها. ومن الجدير بالذكر أن قطع العصب السمعي الذي أجري لمعالجة مرض مه نيير أو ورم العصب السمعي كثيراً ما يخفق في إزالة الطنين الذي ما زال - كما هو واضح - يُجهل الكثير عنه.

وفي الحالات التي يزداد فيها سماع المريض للطنين قبل النوم مسبباً قلقاً وصعوبة في النوم يمكن النصح بوضع ساعة أو مذياع قرب رأس المريض قبيل النوم فيغطي الصوت الصادر عنهما على الطنين.

تدبير الطنين:

شفاء الطنين باختفائه الكامل نادر الحدوث، إنما الهدف الأساس من التدبير هو تفعيل الاعتياد.

والمعالجات المتوافرة للطنين هي:

1- المعالجة السببية: بمعالجة المرض المسبب للطنين إن أمكن معرفته، ويكون هذا في الطنين الناجم عن الأذن الظاهرة أو الوسطى.

2- المعالجات الدوائية: هناك عدة زمر دوائية مقترحة منها موسعات الأوعية، والأدوية النفسية كالمهدئات، والمنومات، وأدوية القلق.

3- الأجهزة السمعية: ومنها:

- المعينات السمعية: عندما يرافق الطنين نقص السمع.

- مقنعات الطنين: جهاز صغير يوضع في الأذن يبث صوتاً تواتره كتواتر الطنين يغطي على صوت الطنين مما يريح المريض مؤقتاً.

- مولدات الصوت: جهاز صغير يوضع في الأذن يبث ضجيجاً أبيض white noise، يستخدم عدة ساعات يومياً، يفيد في تحفيز ظاهرة الاعتياد. ويوجد عدة نماذج من هذه الأجهزة وأنواع الضجيج التي يمكن أن تبثها.

4- المعالجة السلوكية وتمارين الاسترخاء.

5- التوصيات العامة: الابتعاد عن التدخين والكحول والمنبهات، تجنب الهدوء الكامل، عدم الذهاب إلى السرير إلا في حال النعاس الشديد، معالجة الأمراض العامة.

الطنين شكوى معقدة تحمل في طياتها الكثير من المعاناة، وتمثل تحدياً في التشخيص والتدبير، وذلك لتعدد الشبكات والبنى العصبية التي تتداخل في إحداثه وتعقدها.

 

   

 


التصنيف : أذن أنف حنجرة
النوع : أذن أنف حنجرة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 414
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31179781
اليوم : 4938