logo

logo

logo

logo

logo

اضطرابات الشخصية

اضطرابات شخصيه

personality disorders - troubles de la personnalité



اضطرابات الشخصية

 

عبد الرحمن إبراهيم

 

اضْطِرابُ الشَّخْصِيَّةِ التَمْثيلِيّ اضطراب الشخصية الزورية
اضطراب الشَخْصِيَّة الوَسْواسِيَّة القَهْرِيَّة اضطراب الشَخْصِيَّة الفُصامانِيَّة
اضطراب الشخصية القلقة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
اضطراب الشخصية الاتكالية اضطراب الشخصية غير المستقرة انفعالياً
   

تُعَرّف الشخصية  personality بأنها تركيبة من نماذج الاستجابة الانفعالية والفكرية والسلوكية تميز الشخص وتُمَكِّن من التنبؤ بكيفية قوبه coping مع مختلف الكروب الداخلية والخارجية المؤثرة في حياته [ر. المعالجات في الطب النفسي]. وتعرّف الجمعية الأمريكية للطب النفسي الشخصية بأنها "الطريق المميزة التي يفكر وفقها الشخص، ويشعر ويتصرف على أساسها، أي إنها النمط المتأصل للسلوك الذي يظهره كل شخص على نحو واعٍ أو غير واعٍ بوصفه أسلوباً لحياته أو طريقة لتكيفه مع المحيط". وللشخصية سمات (خلاّت)  traits هي نماذج من التفكير والانفعال والسلوك ثابتة نسبياً مع مرور الزمن، وتختلف من شخص إلى آخر، وتؤثر في التصرفات الشخصية والاجتماعية. إذ يتطور تدريجياً عند كل إنسان نموذج خاص من الاهتمامات والتفاعلات. فإذا علم أحد طلاب الطب مثلاً أن أحد الأساتذة الأطباء - وهو أستاذ كثير الأسئلة - سيقوم بجولة سريرية لتفقد المرضى فإن هذا الطالب يستطيع التنبؤ (على نحو تقريبي): أيٌّ من زملائه سيتصدر المجموعة عند بدء الجولة، وأيٌ سيتراجع قليلاً إلى الوراء، وأي سيدّعي أنه مضطر إلى التغيب وهكذا. وبكلمات أخرى تمكن معرفة سمات شخصية إنسان ما من التنبؤ بسلوكه.

تمثل الشخصية المجموع الكلي لأنماط تفاعل الشخص في الحياة، أي إنها حل وسط بين حاجات الشخص ودوافعه وبين الضوابط التي تنظم تحقيق تلك الحاجات. وقد تكون هذه الضوابط داخلية (مثل الضمير أو الأنا العليا) [ر. المعالجات في الطب النفسي] أو خارجية (مثل القوانين والمتطلبات الواقعية)، ووظيفة الشخصية هي التوفيق بين ضغوط الدوافع الغريزية وقيود الأنا العليا والواقع بغية الحفاظ على علاقة ثابتة ومتبادلة بين الشخص ومحيطه باستخدام ما اكتسبه في أثناء نموه وتطوره من آليات دفاع نفسية ومن أساليب حل المشكلات. وهكذا فإن الشخصية تعكس عادة أساليب انسجام الشخص مع الآخرين، والتي تنشأ من العوامل التي يتأثر بها الشخص في باكورة حياته وتطوره، وتتضمن هذه العوامل تأثيرات المجتمع والثقافة ونمط تربية الطفل.

الشخصية الطبيعية:

لا يوجد اتفاق عام على قائمة لخصائص وسمات تميز الشخصية الطبيعية الناضجة والمتكاملة نفسياً، ولكن يمكن القول إن الشخصية السوية تتصف بوجود إحساس متميز بالهوية والذاتية وتقبل المرء لذاته، والمقدرة على التعلم واكتساب الخبرات وتنمية القدرات العقلية وتوظيفها في التطور والنمو وفق الحاجات الشخصية من دون الإخلال بمتطلبات التكامل والتوافق مع الآخرين، والمقدرة على ضبط النفس في مختلف الظروف والمواقف الحياتية، وعلى التعبير عن المشاعر الإيجابية كالحب والحنان والعطف، وضبط الانفعالات السلبية من عدوانية وقلق وغضب ومخاوف. إضافةً إلى المقدرة على التصرف بتناسق ومرونة واتخاذ المواقف والقرارات على نحو مستقل، ومقاومة الكرب وتعديل الأخطاء، والقيام بأدوار الحياة كابن وأخ وزوج وأب لأسرة وصديق وزميل ضمن مجموعة، وإقامة علاقات اجتماعية دافئة وإيجابية.

اضطراب الشخصية:

يقال بوجود اضطراب شخصية حين تكون سمات الشخصية صلبة وعنيدة وسيئة التكيف وتسبب ضعفاً وظيفياً مهماً أو كرباً ذاتياً. ويغلب أن تبدأ مظاهر اضطراب الشخصية بالظهور في فترة المراهقة أو أبكر من ذلك، وتستمر تلك المظاهر معظم فترة حياة البالغ. وقد تؤدي معالم الشخصية الصارمة وغير المرنة وصعبة التكيف؛ إلى تعطّل واضح في الفعالية الاجتماعية والمهنية، وإلى تضييق مجال استجابة الشخص لمواقف الحياة.

قد لا يشكو المصابون باضطراب الشخصية من أي أعراض؛ بل يكونون عادةً مقتنعين بدوافعهم وبأفكارهم، لذلك فإنهم نادراً ما يلتمسون المساعدة والمعالجة بمبادرتهم الشخصية. ولما كانت مشكلات هؤلاء الأشخاص تتظاهر بسوء التكيف أكثر من تظاهرها بأعراض مرضية نفسية، فإن الكثير من تلك الصعوبات يعزى إلى الضغوط الاجتماعية التي تسفر عن سوء تلاؤم الشخص وتكيفه مع من حوله. أما حين يكون الشخص مقبولاً في محيطه فقد يكون ناجحاً على الرغم من وجود اضطراب الشخصية، فقد يكون المصاب باضطراب الشخصية الوسواسية القهرية مثلاً أمين مكتبة ممتاز. ولكن تدل بعض الوقائع على أن المصابين ببعض اضطرابات الشخصية قد يكونوا معرضين أكثر من غيرهم للإصابة ببعض الاضطرابات النفسية.

السببيات:

المعروف عن مسببات اضطرابات الشخصية وآلياتها الإمراضية قليل، على الرغم من قدم المعرفة بها وتاريخها الطويل، ومن السببيات الممكنة:

-  الاستعداد الوراثي.

 - التأثر بالوالدين أو بغيرهم من رموز السلطة المصابين باضطراب الشخصية.

 - الظروف التي لا تسمح للسلوك الطبيعي بالتطور، ومثال ذلك: «طفل لأبوين صارمين، غير متعقلين، يرفضان بحزم وإصرار وعناد أي سبب لعدم طاعتهما».

 - تعلم الطفل للسلوك المنحرف نتيجة مكافأته على سلوك معيب (كنوب الغضب أو السلوك العدواني)، أو عدم مكافأته عندما يكون مبدعاً.

تصنيف اضطرابات الشخصية:

يشتمل التصنيف العالمي للأمراض في طبعته العاشرة ICD-10 اضطرابات الشخصية في قسم «اضطرابات شخصية البالغين وسلوكهم» (F60- F69)، وهو يتضمن حالات ونماذج سلوكية متنوعة ذات أهمية سريرية وميل إلى الاستمرار، وتظهر تعبيراً عن نمط الحياة المميز للفرد ولطريقة تعامله مع نفسه ومع الآخرين. يبرز بعض هذه الحالات والنماذج السلوكية باكراً في مسار حياة الشخص، نتيجة لاجتماع عوامل بنيوية وخبرات اجتماعية، في حين يكتسب غيرها لاحقاً في الحياة، وتمتاز بأنها نماذج سلوكية متأصلة وثابتة تتظاهر باستجابات صلبة غير مرنة لِطَيْف واسع من الظروف الشخصية والاجتماعية. تشذ هذه النماذج السلوكية على نحو مهم عن طرق تفكير شخص عادي وإدراكه وتعامله في البيئة الثقافية نفسها، وتميل إلى أن تكون ثابتة وأن تؤثر في الأداء في مجالات سلوكية ونفسية متعددة، وأن يرافقها غالباً درجة ما من الضيق الشخصي ومن سوء الأداء الاجتماعي. تُجمع هذه الحالات في ثلاث مجموعات هي: اضطرابات الشخصية النوعية (F60.-)، واضطرابات الشخصية المختلطة وغيرها(F61.-) ، وتغيرات الشخصية الثابتة .(F62.-) ويقتصر هذا البحث على المجموعة الأولى من هذه المجموعات الثلاث، تختلف اضطرابات الشخصية عن تغيرات الشخصية في توقيت ظهور كل منهما وطريقة ظهوره، إذ إن اضطرابات الشخصية هي حالات نمائية تظهر في سن الطفولة أو المراهقة وتستمر في مرحلة الكهولة، وهي ليست ثانوية لاضطراب نفسي آخر أو مرض دماغي، أما تغير الشخصية فيكتسب عادةً بعد التعرض لكرب شديد ومديد، أو يكون تالياً لحرمان بيئي شديد أو لاضطراب نفسي خطير أو لإصابة دماغية.

وقد فرّق التصنيف العالمي للأمراض بين اضطرابات الشخصية والاضطرابات النفسية على نحو يسمح بتشخيص كل منهما عندما يتزامن حدوث اضطراب شخصية ما مع حدوث أي اضطراب نفسي، فيشخص اضطراب الشخصية على المحور الأول والاضطراب النفسي على المحور الثاني في نظام التشخيص متعدد المحاور [ر. الفحص والتشخيص في الطب النفسي.[

اضطرابات الشخصية النوعية:

تمتاز اضطرابات الشخصية النوعية بخلل في الميول الشخصية والسلوكية للفرد لا ينجم مباشرةً عن أذية أو مرض دماغي ولا عن اضطراب طبي نفسي آخر، ويشمل عدة مظاهر للشخصية يرافقه غالباً انزعاج شخصي مهم ومشاكل اجتماعية، ويظهر منذ الطفولة أو المراهقة ويستمر طوال الحياة. وتشتمل اضطرابات الشخصية النوعية على:

أولاً- اضطراب الشخصية الزورية .paranoid personality disorder 

ثانياً- اضطراب الشَخْصِيَّة الفُصامانِيَّة .schizoid personality disorder 

ثالثاً- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .antisocial personality disorder 

رابعاً- اضطراب الشخصية غير المستقرة انفعالياً .emotionally unstable personality disorder 

خامساً- اضْطِراب الشَّخْصِيَّةِ التَمْثيلِيّ .histrionic personality disorder 

سادساً- اضطراب الشَخْصِيَّة الوَسْواسِيَّة القَهْرِيَّة .anankastic personality disorder 

سابعاً- اضطراب الشخصية القلقة (الاجتنابية) .anxious (avoidant) personality disorder 

ثامناً- اضطراب الشخصية الاتكالية .dependent personality disorder 

ويختلف التصنيف الوارد في النسخة الرابعة من الدليل الإحصائي والتشخيصي DSM-IV قليلاً عن التصنيف العالمي للأمراض إذ يجمع اضطرابات الشخصية في ثلاث مجموعات هي:

1-مجموعة الشخصيات الغريبة: وتضم اضطراب الشخصية الزوري واضطراب الشخصية الفصامانية. وفي حين يشتمل DSM-IV  على اضطراب شَخْصِية فُصامِيَّة، فإن التصنيف العالمي للأمراض بطبعته العاشرة يضم الشخصية الفصامية إلى مجموعة الاضطرابات الذهانية.

2-مجموعة الشخصيات الانفعالية: وتضم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية التمثيلية واضطراب الشخصية النرجسية.

3-مجموعة الشخصيات القلقة: وتضم اضطراب الشخصية الاجتنابية واضطراب الشخصية الاتكالية واضطراب الشخصية الوسواسية القهرية واضطراب الشخصية غير المحدد. ويستخدم تشخيص "اضطراب الشخصية غير المحدد" لوصف اضطرابات الشخصية التي لا تحقق المعايير التشخيصية لأي من اضطرابات الشخصية النوعي، كما في وجود مظاهر لأكثر من اضطراب شخصية نوعي واحد لا تحقق المعايير الكاملة لأي اضطراب شخصية نوعي لكنها تسبب ضائقةً أو اضطراباً مهماً سريرياً في واحد أو أكثر من مجالات الأداء المهمة مثل الأداء الاجتماعي أو المهني.

وتضع النسخة الرابعة من الدليل الإحصائي والتشخيصي DSM-IV المعايير التشخيصية التالية التي يشترط توافرها لتشخيص اضطراب الشخصية:

 - نمط ثابت من الخبرة الداخلية والسلوك يشذ على نحو واضح عما هو متوقع بناءً على ثقافة الفرد، ويتظاهر هذا النمط في اثنين (أو أكثر) من المجالات التالية:

-  الإدراك (أي طرائق فهم الذات والأشخاص الآخرين والأحداث وتفسيرهم).

 - الانفعالات (أي ملائمة الاستجابة العاطفية وامتدادها وشدتها وثباتها).

-  الأداء الاجتماعي.

-  التحكم بالدوافع والنزوات.

 - يكون هذا النمط الثابت صلباً وسائداً في مجال واسع من المواضع الشخصية والاجتماعية.

 - يقود هذا النمط الثابت إلى ضائقة أو اضطراب مهم سريرياً في المجالات الاجتماعية أو المهنية أو غيرها من المجالات الضرورية للأداء.

 - يمتاز هذا النمط الثابت بأنه راسخ ومستمر لفترة طويلة قد ترجع بدايتها إلى المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ، وهو ليس مفسراً كتظاهرة أو اختلاط لاضطراب عقلي آخر، كما أنه ليس ناجماً عن تأثيرات فيزيولوجية لدواء أو لمادة فعالة نفسياً ولا عن حالة طبية عامة مثل رض الرأس.

ويُعرض فيما يلي لأنواع اضطرابات الشخصية النوعية كما وردت في التصنيف العالمي:

أولاً- اضطراب الشخصية الزورية:

السمة الرئيسة التي تسود حياة المصاب بهذا الاضطراب هي نمط من الميل غير المبرر إلى تفسير تصرفات الناس على أنها تحط من قدره أو تهدده عن قصد، ويبدأ هذا الاضطراب في بداية البلوغ ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات، من دون أن يصل إلى درجة تحقيق معايير تشخيص الفصام أو الاضطراب التوهمي (أو الزوري). ويشترط لتشخيص اضطراب الشخصية الزورية ألا يكون حدوثه محصوراً بفترة الإصابة باضطـراب توهمي أو بالفصام أو باضطراب مزاج أو بتأخر نمائي شامل، وألا يكون مثاراً بمادة مخدرة أو دوائية أو بمرض جسدي. ويشخص اضطراب الشخصية الزورية عند توافر أربعة مما يلي على الأقل:

1-يتوقع المصاب أن يُسْتَغَلْ أو يُلْحَقْ به الضرر من الآخرين، من دون وجود أساس يبرر ذلك.

2-يتساءل عن إخلاص أصدقائه ومرافقيه، وعن كونهم أهلاً للثقة، من دون وجود أساس يبرر ذلك.

3-يستنبط من الحوادث والإشارات البريئة إهانات وتهديدات خفيـة (مثال: يعتقد أن جاره يرمي النفايات باكراً ليزعجه).

4-يحمل الضغينة و الحقد أو لا يصفح عن إهانته أو الاستخفاف به حتى لو كانت زلة لسان.

5-من الصعب أن يأتمن الناس على أسراره بسبب الخوف غير المبرر من استخدامها ضده.

6-يشعر باستخفاف الآخرين وتجاهلهم له بسهولة، وهو سريع في إظهار رد فعله الغاضب أو هجومه المضاد.

7-يتساءل عن إخلاص الزوج أو الشريك الجنسي من دون وجود أساس يبرر ذلك.

الانتشار والسير: اشتملت كل تصانيف الاضطرابات النفسية التي نُشرت في القرنين الماضيين على بعض أنواع الاضطرابات الزورية، ومع ذلك ما زالت الاضطرابات الزورية غير مفهومة على نحو جيد، وما زال مدى انتشارها غير معروف لأن المصابين بها نادراً ما يلفتون الانتباه السريري.

هذا الاضطراب أكثر شيوعاً عند الرجال، ونادراً ما يلتمس الشخص ذو الشخصية الزورية المعالجة من تلقاء نفسه، بل إنه يتجنب الصداقات الحميمة، وقد يكون مشاكساً ومتزمتاً ومحباً للخصام، وغالباً ما يعتقد أن ما يصادفه من حوادث موجهة ضده شخصياً، ولكنه قليلاً ما يصبح عنيفاً أو مؤذياً لأنه يعد من الحكمة الاحتفاظ بأفكاره غير العادية لنفسه. والإسقاط projection   والإنكار denial   هما الآليتان الأساسيتان للدفاع النفسي في هذا الاضطراب.

يكون الشخص المصاب باضطراب الشخصية الزورية مفرط الحذر على نحو مستمر متوقعاً دائماً أن يستغله الآخرون، ويصعب عليه طوال حياته الثقة بالآخرين؛ بل يبدي شكاً شاملاً نحو الناس بما في ذلك الغيرة المرضية، وهو شديد الحساسية لأي حدث بسيط، (حقيقي أو متخيل)، وسريع في اتخاذ مواقف دفاعية وفي القيام بهجوم مضاد، ويميل إلى تجريم الآخرين ولاسيما الأطباء في كل ما يتعرض له في حياته، لذلك فهو دائماً في المحاكم لحماية حقوقه.

السببيات: ما زالت الأسباب النوعية لهذا الاضطراب غير معروفة، وقد تحدث الشخصية الزورية نتيجة ترافق الاستعداد الوراثي وسوء المعاملة والإهمال في الطفولة المبكرة.

ثانياً- اضطراب الشَخْصِيَّة الفُصامانِيَّة:

السمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي اللامبالاة تجاه العلاقات الاجتماعية، وضيق مجال التجارب العاطفية والتعبير عنها. يبدأ هذا الاضطراب في أوائل مرحلة البلوغ، ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات، ويشترط لتشخيصه ألا يكون حدوثه محصوراً بفترة الإصابة باضطراب توهمي أو بالفصام أو باضطراب مزاج أو بتأخر نمائي شامل، وألا يكون مثاراً بمادة مخدرة أو دوائية أو بمرض جسدي. ويشخص اضطراب الشخصية الفُصامانِيَّة عند توافر أربعة مما يلي على الأقل:

1-عدم الرغبة بالعلاقات الحميمة وعدم الاستمتاع بها، بما فيها العلاقات العائلية.

2-الميل إلى الانشغال بأنشطة فردية لا تتطلب التفاعل مع آخرين.

3-ندرة أو انعدام الشعور بانفعالات شديدة مثل الغضب أو السرور.

4-نقص أو انعدام الرغبة في إنشاء علاقة جنسية مع الجنس الآخر (مع أخذ العمر بالحسبان).

5-عدم المبالاة بإطراء الآخرين أو بانتقاداتهم.

6-عدم وجود أصدقاء مقربين أو مؤتمنين (أو ربما الاقتصار على صديق واحد) من غير أقارب الدرجة الأولى.

7-إبداء انفعالات عاطفية محدودة متحفظة وباردة، وعدم إظهار الاهتمام والعطف، وندرة تبادل الإيماءات أو التعابير الوجهية مثل الابتسامات.

 الانتشار والسير: يعتقد أن هذا الاضطراب قليل الانتشار في الممارسة السريرية. ويفتقر المصاب به للمهارات الاجتماعية اللازمة للتعبير عن النفس، مما يجعله محدود الفعالية الاجتماعية ويسبب له عجزاً في الوظيفة المهنية.

السببيات: لا يعرف إن كان للاستعداد الوراثي شأن في حدوث هذا الاضطراب، وقد يكون للإهمال والحرمان العاطفي في الطفولة شأن في ذلك.

ثالثاً- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع:

تمتاز الشخصية المعادية للمجتمع (والتي تسمى أيضاً الشخصية السيكوباتية أو الشخصية المعتلة أخلاقياً أو الشخصية المستهينة بالمجتمع أو الشخصية المعتلة اجتماعياً) بعدم احترام الأعراف والقوانين الاجتماعية، فيشكل المصابون بها مشكلة لأنفسهم وللمجتمع منذ نعومة أظافرهم. فهم غير متوازنين، لا يتحملون المسؤولية، ويواجهون صعوبة في التعامل مع الفشل، وينتقلون من مهنة إلى أخرى لأن المثابرة تنقصهم، ولا يشعرون بالذنب أو بالندم على أخطائهم. كما أنهم لا يقدرون مشاعر الآخرين ولا يتعاطفون معهم، لكنهم قد يكونون شديدي الجاذبية والتأثير في أول لقاء، لذلك فإنه يسهل عليهم إنشاء علاقات اجتماعية وجنسية بسرعة ولكنهم غير قادرين على الاحتفاظ بتلك العلاقات بسبب عدم احترامهم القاسي للآخرين. وهم سريعو الانفعال والاستثارة على نحو قد يقودهم إلى صراعات وصدامات متكررة تشمل الإساءة للزوج وللأولاد جسدياً وعاطفياً.

السمة الرئيسة لهذا الاضطراب هي السلوك اللامسؤول والمعادي للمجتمع. ويبدأ هذا الاضطراب في الطفولة والمراهقة الباكرة ويستمر في الكهولة، ويجب لوضع تشخيص هذا الاضطراب أن يكون عمر الشخص ثمانية عشر عاماً على الأقل ولديه قصة اضطراب تصرف قبل عمر 15 سنة. ومع اختلاف التعريفات التي ظهرت عبر قرنين من الزمن، فإن هناك صفات مشتركة تربط فيما بينها. من ذلك أن السلوك المعادي للمجتمع يظهر في سن مبكرة وينزع إلى التكرار والتواتر، إضافة إلى أنه اندفاع لا اجتماعي يجذب الانتباه له عادة من خلال التناقض الكبير بين سلوك صاحب هذا الاضطراب وبين القيم والأعراف الاجتماعية السائدة.

الانتشار والسير: تقدر الدراسات المعاصرة أن نسبة انتشار هذا الاضطراب في الولايات المتحدة الأمريكية هي 3% في الرجال و1% في النساء. ويبدو أنه أكثر حدوثاً في الجماعات ذات المستوى الاجتماعي والاقتصادي المتدني، والمنبوذة من المجتمع والمهملة، والتي تعيش في فقر وحرمان، وتعاني سوء المعاملة. ومن العوامل المؤهبة لحدوثه إصابة الطفل بفرط الحركة مع نقص الانتباه أو باضطراب التصرف في سنوات ما قبل البلوغ، وكثيراً ما يكون لدى آباء المصابين الاضطراب نفسه.

لا يتعلم الأفراد المصابون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع من أخطائهم، ويبدون غير قادرين على الاستفادة من تجاربهم ومن محاولات علاجهم أو عقابهم. ولكن قد ينضج بعضهم في الثلاثينات أو الأربعينات. كما أن عدم اهتمامهم وعدم مسؤوليتهم لا يظهر بالدرجة نفسها في كل المواقف، فليست كل الالتزامات الشخصية والمالية منكرة وليست كل الوعود غير منجزة، ولا يرافق عدم احترام الحقيقة كل المواقف الحياتية.

لا يشكو أصحاب الشخصية المعادية للمجتمع من انزعاج ذاتي، بل يظهر اضطرابهم بصورة اعتداء مستمر طوال الحياة على قوانين وعادات وأعراف المجتمع. ويشترط لتشخيص اضطراب الشخصية المعادية توافر الشروط الثلاثة التالية:

1-لا يشخص اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع قبل عمر 18 عاماً.

2-يجب وجود سوابق اضْطِراب تصَرُّف  conduct disorder  واضح قبل عمر 15 عاماً، يتجلى بثلاثة على الأقل مما يلي:

أ- الغياب غير المشروع عن المدرسة.

ب- الهروب من البيت طوال الليل.

ج- المبادرة بالمشاجرة على نحو متكرر.

د- استخدام السلاح في أكثر من مشاجرة واحدة.

هـ- إجبار أحد ما على الدخول في نشاط جنسي معه.

و- التعامل مع الحيوانات بوحشية وقسوة.

ز- التعامل مع الناس بوحشية وقسوة.

ح- التدمير المتعمد لأملاك الآخرين.

ط- إشعال الحرائق تعمُّداً.

ي- الكذب.

ك- السرقة (مع مواجهة الضحية أو من دون ذلك).

3-يجب وجود أربعة على الأقل مما يلي بعد عمر 15 سنة:

أ- عدم المقدرة على البقاء في عمل ثابت (البطالة أو تكرر التغيب عن العمل من دون مبرر أو ترك العمل على نحو متكرر من دون وجود خطط للالتحاق بعمل آخر).

ب- عدم الالتزام بالمبادئ والمعايير الاجتماعية إضافة إلى عدم احترام القانون والانصياع له.

ج- الهياج والعدوانية التي يُستدل عليها بتكرار المشاجرات ومحاولات الاعتداء.

د- الإخفاق في التخطيط للمستقبل أو التهور، وهذا ما يُستدل عليه بأحد الأمرين التاليين أو كليهما:

 - التنقل من مسكن إلى آخر دون تدبير عمل مسبق أو دون هدف واضح.

 - عدم وجود عنوان ثابت لمدة شهر أو أكثر.

هـ- لامبالاة وعدم اكتراث بالحقيقة.

و- الاستهتار في العناية بالسلامة الشخصية وسلامة الآخرين.

ز- عدم القدرة على التصرف كوالد مسؤول (عدم الاهتمام بحاجات الطفل الأساسية).

ح- عدم القدرة على الحفاظ على علاقة جنسية واحدة لأكثر من سنة.

ط- الافتقار إلى الضمير أو الشعور بالندم.

السببيات: ما زالت أسباب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع غير مفهومة على نحو واضح، ولكن يبدو أن كلا التأثيرين البيئي والوراثي مهمان، فغالباً ما توجد قصة اضطراب شخصية معادية للمجتمع عند آباء المصابين ذكوراً أو إناثاً، وأيدت نتائج الدراسات التي أجريت على التوائم وعلى أطفال التبني فرضية الشأن الوراثي في هذا الاضطراب، ولكن لا يوجد أي إثبات يدلّ على أذية دماغية تسهم في حدوث اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، في حين يعد بعض المؤلفين أن العوامل النفسية والاجتماعية مسؤولة على نحو رئيسي عن تطور اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. تُستنتج أهمية العوامل الاجتماعية من كثرة انتشار اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في المجتمعات ذات المستوى الاقتصادي والاجتماعي المتدني، والتي تتصف بتفكك الروابط الأسرية وبشيوع تعاطي الكحول وبالإجرام. أما بالنسبة إلى العوامل النفسية فهناك ارتباط بالحرمان من الأم في السنوات الخمس الأولى من الحياة ، وخلل في تكوّن الأنا العليا نتيجة لتعزيز الوالدين للسلوك المعادي للمجتمع عند طفلهما خلال سني تطوره.

رابعاً- اضطراب الشخصية غير المستقرة انفعالياً:

هو اضطراب في الشخصية يتضمن ميلاً شديداً نحو التصرف المندفع من دون مراعاة العواقب، إضافة إلى مزاج متقلب وغير مستقر، وإلى ضعف القدرة على التخطيط للمستقبل، وانفجارات غضب شديدة كثيراً ما تؤدي إلى العنف أو إلى "انفجارات سلوكية"، ويسهل وقوع هذه الانفجارات إذا ما تعرضت أفعال المريض الاندفاعية إلى نقد أو اعتراض من الآخرين.

هناك نمطان متباينان لهذا الاضطراب في الشخصية، يشترك كلاهما في سمة عامة هي الاندفاع وفقد القدرة على ضبط النفس.

1-النمط الاندفاعي   :impulsive type

الخصائص البارزة هي عدم الاستقرار الانفعالي وفقد القدرة على الضبط في النزوات، ومن الشائع حدوث السلوك التهديدي أو انفجارات العنف استجابةً للنقد من الآخرين.

2-النمط الحدي   :borderline type

يمتاز بالعديد من خصائص عدم الاستقرار الانفعالي إضافةً إلى عدم وضوح أو اضطراب تصور الشخص لنفسه ولأهدافه ولميوله الداخلية (بما فيها الجنسية)، كذلك فإن الاستعداد للدخول طرفاً في علاقات عنيفة وغير مستقرة قد يؤدي إلى أزمات عاطفية متكررة، وقد تصاحبه جهود مكثفة لتجنب الإبعاد وسلسلة من التهديدات بالانتحار أو الإقدام على إيذاء النفس (وإن كانت هذه الظواهر قد تحدث أيضاً من دون عوامل مؤهبة واضحة).

السمة الرئيسة في هذا الاضطراب سيادة التقلقل في حياة المصابين به وعدم استقرار المزاج وصورة الذات والعلاقات مع الأشخاص، ويظهر عدم الاستقرار في عدد من النواحي كتقلب الرأي السريع بين المثالية وبين الاستهانة بالآخرين، وتقلب المزاج بين المزاج الطبيعي وبين مشاعر شديدة من الاكتئاب أو الغضب أو القلق. ويبدو عدم استقرار السلوك بشكل أفعال نزقة غير متوقعة يغلب أن تكون مسيئة للذات (كثرة الأكل، تعاطي العقاقير، طيش جنسي) وقد تكون مؤذية للجسد (كثرة التعرض للحوادث والشجارات، تجريح الجسد بأدوات حادة، محاولات الانتحار). ويبدو عدم ثبات الهوية الذاتية على شكل عدم تأكد الفرد من صورة جسمه ومن هويته الجنسية وأهدافه الشخصية والمهنية طويلة الأمد، مع عدم تحمل البقاء وحيداً، وشعورٍ مزمن بالفراغ والملل.

يبدأ هذا الاضطراب في أوائل مرحلة البلوغ ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات، ويشخص عند توافر خمسة مما يلي على الأقل:

أ- نموذج من العلاقات الانفعالية الشديدة وغير المستقرة مع الآخرين يتميز بالتبدل من المثالية الزائدة إلى انحطاط القيم.

ب- التهور في ممارسة أمرين على الأقل في الأمور التالية المؤذية للنفس مثل: التبذير، وممارسة الجنس، وسوء استخدام المواد الفعالة نفسياً، وسرقة السلع من المتاجر، والقيادة المتهورة، وتناول الطعام بطريقة معيبة شرهة، والسلوك الانتحاري المشوه للذات.

ج- عدم استقرار وجداني affective instability  يتظاهر بتقلبات واضحة في المزاج نحو الاكتئاب أو الهيوجية أو القلق تستمر عادة بضع ساعات ومن النادر أن تستمر أكثر من بضعة أيام.

د- الغضب الشديد وغير الملائم للموقف أو عدم ضبط النفس، وإبداء انفعالات متكررة، وغضباً مستديماً وحدة في الطباع والتورط في مشاجرات متكررة.

هـ- اضطراب واضح ومستمر في الهوية الذاتية يتظاهر بالريبة والشك باثنين على الأقل مما يلي: صورة الذات، والتوجه الجنسي، والأهداف المستقبلية أو اختيار المهنة، ونوع الأصدقاء المرغوب بهم، والقيم المفضلة.

و- أحاسيس مزمنة بالفراغ  emptiness  والضجر.

ز- محاولات مسعورة لتجنب الهجر الحقيقي أو المتخيل.

ح- سلوك انتحاري أو تهديدات متكررة بالانتحار وإيماءات وتصرفات موحية به، أو أفعال مشوهة للذات.

الانتشار والسير: يبدو أن هذا الاضطراب شائع الانتشار، وأكثر ما يشخّص عند النساء. وقد يرافقه تظاهرات لاضطرابات الشخصية الأخرى مثل الشخصية التمثيلية أو الشخصية المعادية للمجتمع. كما يشيع الاكتئاب ويرتفع معدل الانتحار. وتشير الدلائل المعاصرة إلى احتمال حدوث تحسن تدريجي مع التقدم بالعمر.

خامساً- اضْطِرابُ الشَّخْصِيَّةِ التَمْثيلِيّ:

يتسم المصابون بهذا الاضطراب بالحيوية والتمثيلية، ويحاولون دوماً جذب الانتباه لهم ويميلون إلى المبالغة في علاقاتهم مع الآخرين فغالباً ما يؤدون دور الضحية أو الأميرة مثلاً من دون وجود وعي لذلك، ويستطيعون تأسيس صداقات بسرعة ولكن ما إن تبنى العلاقة حتى تظهر تصرفاتهم متمركزة حول لذاتهم ومن دون مراعاة لحقوق الآخرين، فهم توّاقون إلى البدع والإثارة ولكن سرعان ما يشعرون بالملل من الحياة المنوالية العادية. وهم بحاجة دائمة إلى الطمأنينة بسبب شعورهم بالضعف والاعتمادية كما أن أفعالهم غير ملائمة وقد يساء تفسيرها من قبل الآخرين، ويحاولون في علاقاتهم السيطرة على الجنس الآخر أو الشروع في علاقة اعتمادية معه، وكثيراً ما تراهم يحلقون في خيال رومانسي خصب، ولكن سرعان ما يدرك الآخرون أن جاذبية هؤلاء الأشخاص سطحية وغير ثابتة.

يبدي هؤلاء الأشخاص عادة اهتماماً قليلاً بالتعلم وبالتفكير التحليلي، وهم ذوو خيالٍ خصب، وحساسون يتأثرون بسرعة وسهولة بالآخرين أو بالبدع، وقابلون للإيحاء، ويثقون بالآخرين ثقة زائدة، ويبدون استجابة مبدئية إيجابية لأي صورة من صور السلطة القوية، إذ يظنون أن هذه السلطة ستقدم لهم حلاً سحرياً لمشكلاتهم، وهكذا فهم يتبنون قناعاتهم بحزم وسرعة، كما أن محاكمتهم العقلية للأمور ليست متأصلة أو راسخة.

السمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من الانفعالية الزائدة والمغالية إلى درجة الإفراط مع طلب انتباه الآخرين يسود حياة المصابين به. لهؤلاء المرضى طلبات كثيرة ممن حولهم، وهم يبدون انفعالات عاطفية اندفاعية شديدة بحثاً عن الحب والاهتمام، ويعتنقون بسرعة الأفكار الجديدة بهدف كسب تعاطف الآخرين الذي قد يأتي مديحاً رقيقاً أو إعجاباً صريحاً. أما الإخفاق في الوصول إلى صداقة أو استلطاف الآخرين فقد يثير ارتكاساً أقل لطفاً مثل ثورة الغضب وغيرها من صور السلوك التمثيلي الذي يجلب الانتباه، والدموع التي تجلب التعاطف، ولكن تبقى هذه المشاعر سطحية وسريعة الزوال. فمع أنهم قد يهددون بالانتحار حين لا تُشبع حاجاتهم العاطفية، نادراً ما تكون تلك التهديدات - أو حتى المحاولات - جدية، والغاية منها عادةً جلب الانتباه والتعاطف، أو إرغام الآخرين على الإذعان لمطالبهم. والكبت هو آلية الدفاع النفسية الكبرى في الشخصية التمثيلية، لذلك فقد تشاهد أيضاً أعراض تحويلية ]ر. الطب النفسي الجسدي.[

يبدأ هذا الاضطراب في بداية البلوغ ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات ويشخص حين توافر أربعة مما يلي على الأقل:

1-ينشد المصاب بهذا الاضطراب باستمرار الطمأنة والاستحسان والمديح من الآخرين.

2-يتصف سلوك المصاب ومظهره بإغواء جنسي غير ملائم.

3-يتركز اهتمام المصاب على نحو كبير على جاذبيته الجسدية.

4-يعبّر المصاب عن انفعالاته بصورة مبالغ فيها وغير ملائمة للموقف، مثال ذلك أن المصاب بهذا الاضطراب يعانق بحرارة شخصاً يعرفه معرفة شخصية عارضة، ويعاني بكاءً شديداً عند التعرض لمواقف عاطفية بسيطة، ويبدي ثوراتٍ من الغضب غير مبررة.

5-تزعج المصاب المواقف التي لا يكون فيها محور اهتمام الآخرين.

6-يبدي المصاب تبدلاً سريعاً وسطحياً في التعبير عن انفعالاته.

7-يتصف بأنه أناني، وتهدف أفعاله إلى الإشباع الفوري لمتطلباته، ولا يتحمل الإحباط الناجم عن تأخير إشباع رغباته.

8-يتسم أسلوب كلام المريض بميله إلى أن يكون انطباعياً ووصفياً ومفتقراً إلى التفاصيل، فلو طُلب منه أن يصف والدته قد لا يستطيع وصفها بأكثر من قوله «لقد كانت امرأة جميلة».

9-يتأثر بالإيحاء، ويتأثر بسهولة وسرعة بالآخرين أو بالظروف.

الانتشار والسير: هذا الاضطراب شائع على نحو واضح وأكثر ما يشخّص عند الإناث. وكثيراً ما يشتكي المصابون بهذا الاضطراب من مشكلات صحية (مثل الضعف أو الصداع) أو من مشاعر ذاتية من تبدد الشخصية، وقد يعاني هؤلاء  أعراضاً ذهانية عابرة حين التعرض للكروب.

يميل صاحب الشخصية الهستريائية إلى المبالغة في شكواه الجسمية ويصفها ببراعة، فصداعه لا يُحتمل وأعصابه محطّمة وأمله بالمستقبل معدوم ولابد له من إنهاء حياته، ولكنه مع كل ذلك مقتنع بأنّ طبيبه سيساعده، وأن طبيبه هو الشخص الوحيد الذي يفهمه. يولد هؤلاء الأشخاص عند الطبيب شعوراً بالغبطة بادئ ذي بدء؛ ولكن سرعان ما يزول ذلك الشعور لأن المريض يقدم كل ما عنده في المقابلة الأولى. وقد يقوم أصحاب هذه الشخصية بسلوك مغناج ومغوٍ يوجب على الطبيب الحذر والتنبه لأن هؤلاء الأشخاص نادراً ما يبحثون عن علاقات مستقرة ذات مغزى، بل إنهم يتغلبون على المشاعر الحزينة - كالوحدة والقلق والشعور بالذنب - عبر ايماءات تلفت نظر الآخرين.

سادساً- اضطراب الشَخْصِيَّة الوَسْواسِيَّة القَهْرِيَّة:

أصحاب الشخصية الوسواسية القهرية هم أشخاص محبون للنظام والترتيب وينشدون الكمال في عملهم. وهم دقيقون وصارمون وذوو ضمير حي ويمكن الاعتماد عليهم، ولكن يصعب عليهم التعامل مع التغيرات الفجائية، ويبدون للآخرين كمحبين للشغب، متصلبين ومفرطي الصرامة والاستقامة. وهم كثيرو الاهتمام بالترتيب والنظافة والأناقة، وشديدو الالتزام بالقوانين والتعليمات، ويعيشون حياةً رتيبة ويحبون أن يجدوا كل الأشياء في أماكنها وأن يجدوا أماكن لكل شيء، فلوحة جدارية منحرفة قليلاً يجب أن تعاد إلى وضعها السليم. هم عنيدون ومقتصدون إلى درجة البخل وأكثر اهتماماً بالحقائق والأرقام من المشاعر، لذلك قد يبدون باردين عاطفياً.

على الرغم من نشاط صاحب الشخصية الوسواسية القهرية فإن حاجته إلى الكمال تجعله متردداً وتسبب له إعاقة وتحرمه من الرضى عن أدائه المهني مهما كانت جودة ذلك الأداء، وقد تمنعه من الاستفادة من إجازة مرضية حتى عقب الإصابة بأزمة قلبية. وهو لا يطلب الكمال من نفسه فقط، بل من الآخرين أيضاً، لذلك فقد يطلب أموراً غير منطقية من أفراد العائلة ومن زملاء العمل. وتدخل كل هذه الميول الكمالية في العلاقة بين المريض والطبيب فيصل المريض إلى عيادة الطبيب قبل الموعد، ويصر على عرض قصة مرضه بتفاصيل مملة، ويكثر من الأسئلة للتأكد من أمور قليلة الأهمية.

وبذلك فإن السمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من الكمالية والتصلب يبدأ في بداية البلوغ ويسود حياة المصابين به، ويتميز بطغيان الانشغال بالترتيب وبإتمام العمل وبضبط النفس على حساب المرونة والانفتاح والإنتاج. ويشخص اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية عند توافر خمسة على الأقل مما يلي:

1-سعي الكمال يعوق إتمام الشخص لواجباته، مثل العجز عن إنهاء مشروع ما بسبب نزعة لإتقان العمل بمعايير دقيقة جداً لا يمكن تحقيقها.

2-الاستغراق والانشغال بالتفاصيل والقوانين واللوائح والترتيب والتنظيم والجداول أو البرامج إلى درجة يضيع معها الموضوع الرئيس للعمل أو النشاط الذي يقوم به.

3-الإصرار غير المنطقي على خضوع الآخرين التام لطريقة المريض في تنفيذ الأشياء، أو المعارضة غير المنطقية التي لا تسمح للآخرين بتنفيذ الأشياء بسبب اقتناعه المسبق بأنهم لن يؤدّوها بإتقان وعلى نحو صحيح.

4-التفاني الزائد في العمل والإنتاجية إلى درجة التخلي عن الصداقات وأوقات الراحة.

5-عدم اتخاذ القرارات أو تأجيلها بسبب التردد وكثرة التفكير بالأولويات.

6-فرط محاسبة الذات في العمل، والدقة وكثرة الشك والتصلب فيما يخص المسائل الأخلاقية والمثل والقيم.

7-ضيق مجال التعبير عن العواطف، وعناد غير مبرر في التشبث بالمواقف.

8-الاقتصاد في بذل الوقت أو المال أو الهدايا حين لا يعود ذلك بفائدة شخصية، والاعتقاد بأنه لا بدّ من ادّخار المال كله لمواجهة مصائب المستقبل.

9-العجز عن التخلي عن أشياء بالية أو قديمة حتى لو كانت معدومة القيمة مادياً ومعنوياً.

الانتشار والسير: يبدو أن اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية شائع، وأكثر حدوثاً عند الذكور منه عند الإناث. ويتصف المصابون به بالتشاؤم وبعدم إدراك أن سلوكهم هو المسؤول عن الصعوبات التي يواجهونها، وقد يصاب بعضهم بالاضطراب الوسواسي القهري أو بداء المراق أو باضطراب اكتئابي. ويبدو الكثير من ملامح الشخصية الوسواسية القهرية واضحاً عند من يصاب باحتشاء العضلة القلبية وخاصة المرضى الذين يتصفون بسمات الشخصية من النمط آ [ر. المعالجات في الطب النفسي]. ولكن الإنذار متغير ولا يمكن التنبؤ به، فقد ينجح الأشخاص ذوو الشخصية الوسواسية القهرية إذا أتيح لهم العمل في مواقع تتطلب الدقة والترتيب والتفرغ.

السببيات: يعتقد بعض الباحثين أن الشخصية الوسواسية القهرية هي نتيجة مواجهة انضباط مفرط وقسوة وحزم كبيرين في أثناء الطفولة، إذ تتميز الحياة العائلية بكبت العواطف وبانتقاد أعضاء الأسرة الذين يعبرون عن غضبهم. وتقول نظرية التحليل النفسي بأن صفات الشخصية الوسواسية القهرية تتطور عند الطفل في أثناء فترات التدريب على استخدام المرحاض (المرحلة الشرجية من التطور النفسي الجنسي)، في حين يعد أريكسون أن هذه الصفات هي نتيجة إخفاق في تجاوز مرحلة "الاستقلالية أو الشك بالنفس" من مراحل التطور النفسي الاجتماعي.

سابعاً- اضطراب الشخصية القلقة (الاجتنابية):

يمتاز صاحب اضطراب الشخصية القلقة أو الاجتنابية بحساسية مفرطة لاحتمال النبذ أو الإذلال أو التخجيل من قبل الآخرين، وينهار لأخف انتقاد بسبب انخفاض تقييمه لنفسه. وعلى الرغم من رغبته بالتفاعل الاجتماعي وبالحصول على تقبل الآخرين له، فإنه يميل إلى الانسحاب من العلاقات الاجتماعية والعلاقات الشخصية الحميمة، وقد يُظهِر أعراضاً رهابية صريحة تزيد عزلته الاجتماعية.

السمة الرئيسة في هذا الاضطراب الجبن والخوف والشعور بالقصور وبعدم الكفاية، والخشية من التقييم السلبي في المواقف الاجتماعية على نحو يُثبِّط النشاطات الاجتماعية. يبدأ هذا الاضطراب في فترة البلوغ ويستمر طوال الحياة ويُشخص بتوافر أربعة على الأقل مما يلي:

1-يتأذى المصاب بهذا الاضطراب بسهولة من انتقاد الآخرين له أو من عدم استحسانهم لتصرفاته.

2-ليس لديه أصدقاء مؤتمنون أو مقربون (ربما صديق واحد) من غير أقارب الدرجة الأولى. فهو يبدي تحفظاً ضمن العلاقات الودية بسبب الخوف من أن يكون موضع استهزاء وخجل.

3-لا يرغب بإقامة علاقات مع الآخرين ما لم يكن متأكداً من أنه سيكون محبوباً.

4-يتجنب النشاطات الاجتماعية أو المهنية التي تتطلب احتكاكاً مهماً مع الآخرين، فقد يرفض الترقية الوظيفية التي تزيد واجباته الاجتماعية.

5-يتصف بكونه كتوماً لخوفه من التفوه بأشياء غير ملائمة أو تتسم بالحماقة أو لخوفه من العجز عن الإجابة عن سؤال يوجه إليه، لذلك فهو مثبط في العلاقات الاجتماعية.

6-يخاف عند مواجهة الآخرين من أن يرتبك على نحو يؤدي به إلى البكاء والخجل وظهور علامات القلق. فهو ينظر إلى ذاته على أنه غير كفء أو ناقص في أعين الآخرين ولا يسترعي الانتباه.

7-يضخم الصعوبات والمخاطر الجسدية والمتاعب التي قد يلاقيها حين تأدية عمل عادي خارج نطاق الأعمال المنوالية المعتادة، فقد يلغي خططاً اجتماعية لأنه يتوقع أن يصاب بالإعياء إذا بذل الجهد لتأديتها.

الانتشار والسير: هذا الاضطراب شائع الحدوث، وفيه يتوق المصاب إلى نيل محبة الآخرين وقبولهم، ولكنه يعاني  اكتئاباً وقلقاً وغضباً من نفسه لإخفاقه في إقامة علاقات اجتماعية، وقد تحدث رهابات محددة.

ثامناً- اضطراب الشخصية الاتكالية:

السمة الرئيسة في هذا الاضطراب، هي حاجة الشخص الزائدة والسائدة إلى عناية الآخرين به، مما يؤدي إلى خضوع مذعن لمن يرعاه، وإلى خوف من الانفصال عنه على نحو يسود حياته. يبدأ هذا الاضطراب في أوائل مرحلة البلوغ، ويوجد في مختلف البيئات، ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات، ويُشخص بتوافر خمسة على الأقل مما يلي:

1-يعجز المصاب عن اتخاذ قراراته اليومية من دون النصح والطمأنة الزائدة من الآخرين.

2-يسمح للآخرين باتخاذ أغلب قراراته المهمة (مثل: مكان عيشه، ونوع عمله).

3-يوافق المصاب الآخرين على آرائهم على الرغم من اعتقاده أنهم مخطئون وذلك خوفاً من أن يرفضوه.

4-يجد صعوبة في البدء بمشاريع خاصة أو القيام منفرداً بعمل ما بسبب فقد الثقة الذاتية بالمحاكمة والقدرات وليس بسبب فقد الحافز والنشاط.

5-يبالغ في طلب الرعاية والدعم من الآخرين إلى درجة التطوع للقيام بأعمال مزعجة أو مزرية بهدف كسب ودّهم ومحبتهم.

6-يشعر بالانزعاج وعدم الراحة أو العجز حين يكون وحيداً، ويسعى بأقصى استطاعته إلى تجنب الوحدة بسبب مخاوفه المتفاقمة من عدم القدرة على رعاية نفسه.

7-يشعر بالعجز وتتحطم معنوياته عندما تنقطع علاقاته الحميمة؛ لذلك يسعى بإلحاح إلى إقامة علاقة صداقة أخرى كمصدر للرعاية والدعم حالما تنتهي علاقة حميمة.

8-غالباً ما تستحوذ على تفكيره مخاوف هجر الآخرين له؛ فينشغل انشغالاً وهمياً وغير واقعي بالخوف من أن يترك للعناية بنفسه.

9-يتأذى بسهولة من انتقاد الآخرين له أو عدم استحسانهم لتصرفاته.

الانتشار والسير: هذا الاضطراب شائعٌ وأكثر ما يُشخّص عند النساء، وقد يؤهب لحدوثه كلٌ من اضطراب قلق الانفصال والمرض الجسدي المزمن.

معالجة اضطرابات الشخصية:

تتميز معالجة اضطرابات الشخصية بأنها صعبة بسبب افتقار المرضى إلى الدافع الأساسي للتغيير، إذ قد تطغى مكافأة المريض على سلوكه على شعوره بالاضطراب، كما في حصول الشخص المصاب باضطراب الشخصية التمثيلية على الاهتمام المرغوب من الآخرين، أو حصول المصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع على مكاسب نتيجة خرقه للقوانين. ويلتمس هؤلاء المرضى المعالجة عادةً إما بسبب القلق الذي يظهر على نحو ثانوي استجابة للمضاعفات الاجتماعية لسلوكهم، أو تحت ضغط شخص آخر مثل أحد الوالدين أو الزوج أو رب العمل، أو بسبب عدم رضاهم عن بطء تطور نمط حياتهم. ويغلب أن يطلب المصابون باضطراب الشخصية القلقة (التجنبية) المعالجة حين تتطلب حياتهم أداءً مستقلاً أو بعض الاستقلالية الذاتية، ويجب على المعالج أن يتذكر ميل المريض إلى إلقاء المسؤولية على الآخرين بما فيهم المعالج.

اتُبّعت في معالجة اضطرابات الشخصية طرائق المعالجة النفسية الديناميكية والمعالجة السلوكية المعرفية والمعالجة الدوائية [ر. المعالجات في الطب النفسي]. ويجب دائماً الانتباه لظاهرتي الإنقال والإنقال المعاكس عند التعامل مع المصابين باضطرابات الشخصية، كما يجب الانتباه لما يثيره هؤلاء الأشخاص عند المعالج من مشاعر غيظ وامتعاض قد تعوق خلق التحالف العلاجي المرغوب به لتسهيل التغيير. ويجب على المعالج تذكر أن هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى قدوة تثقفهم في تأثيرهم العاطفي في الآخرين. وعلى نحو عام يجب على المعالج أن يبقى مرناً وأن يكون مستعداً للقيام بأي دورٍ فعالٍ في إطار المعالجة، فقد تقتصر المعالجة على تدبير السلوك السيء بدلاً من مناقشة حياة المريض الخاصة.

تتطلب معالجة اضطراب الشخصية الزورية بناء علاقة علاجية موثوقة مع المريض ومشاركته في اتخاذ القرارات العلاجية، ويفضل تجنب المعالجة النفسية الجماعية لأنها قد تثير حساسية الشخص الزوري، وتفيد الأدوية المضادة للذهان والأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج الخوف أو القلق أو الاكتئاب.

كذلك يجب على المعالج محاولة بناء الثقة مع المريض المصاب باضطراب الشخصية الفصامية عن طريق تأسيس علاقة علاجية موجهة دينمياً نفسياً، وقد تفيد الأدوية النفسية فتستخدم الأدوية المضادة للذهان عند ظهور أعراض ذهانية، والأدوية المضادة للاكتئاب إذا ظهرت أعراض الاكتئاب أو القلق.

وتمتاز معالجة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع بالصعوبة لأن المصابين به ينقصهم الحافز للعلاج، وقد تم تجريب الكثير من المعالجات النفسية الفردية والجماعية والعائلية، كما أظهرت المحاولات العلاجية الدوائية نتائج متضاربة.

ويصعب التعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية غير المستقرة انفعالياً ولاسيما من النمط الحدي؛ فقد يبدون إعجاباً شديداً بالطبيب في اليوم الأول ليتصرفوا معه بغضب وإساءة في اليوم التالي. ويتضمن سلوكهم المحطم لذاتهم ميلاً إلى معاكسة الآخرين واستفزازهم ولاسيما الأطباء؛ مع أنهم لا يتحملون النبذ وقد يصبحون انتحاريين إذا لم يتجاوب الطبيب معهم بالطريقة التي يريدون؛ فقد يطلب أحدهم الطبيب في أي وقت في النهار أو الليل ثم يدّعي أن الطبيب لم يهتم به، مما قد يدفعه إلى رفض أخذ الأدوية أو إلى تناول الأدوية بجرعات ضخمة للانتحار. وقد يكون سلوكهم مسيئاً للطبيب الذي يجب ألاّ ينسى أن ذلك السلوك هو نتيجة اضطراب عقلي مهم، وأن هؤلاء المرضى بحاجة ماسة إلى علاقة علاجية متزنة. وتعتمد معالجة هؤلاء الأشخاص على مشاركة المعالجة الدوائية مع المعالجة النفسية في سياق تطوير علاقة داعمة مع المعالج الذي يجب أن يكون متيقظاً باستمرار لمواضيع الإنقال المعاكس. ومن المهم عند معالجة هؤلاء المرضى وضع أهداف واقعية للعلاج، وإظهار حساسية نحو الكروب التي تزعج المريض مع وضع حدود سلوكية صارمة، وتجنب استعمال الأدوية غير الضرورية والأدوية التي قد تسبب الإدمان. تعتمد المعالجة النفسية على توفير علاقة علاجية واضحة بهدف مساعدة الشخص على التكيف الاجتماعي التدريجي، وترتكز طرائق المعالجة النفسية المعاصرة على نحو أساسي على التقنيات السلوكية المعرفية للتشجيع والتثقيف وإيجاد البدائل، فيطلب إلى المريض التعهد بإنقاص تصرفاته المؤذية للذات، مع تثقيفه عن الطبيعة سيئة التكيف لمثل تلك التصرفات. أما عند استخدام المعالجة بالأدوية النفسية فقد تفيد الأدوية المضادة للذهان بجرعات صغيرة في حالات الغضب والعدائية والريبة والشك. قد تفيد مضادات الاكتئاب في أثناء نوبات الاكتئاب، وقد يستفيد المرضى ذوو تقلبات المزاج ثنائية القطب من الليثيوم، ولكن يجب تجنب مثبتات المزاج المضادة للصرع مثل كاربامازبين carbamazepine لأنها قد تزيد التهور.

تتطلب معالجة اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية وقتاً طويلاً وجهداً مكثفاً. وقد اتبعت في هذا المجال طرائق المعالجة النفسية الديناميكية والمعالجة السلوكية المعرفية والمعالجة الدوائية. كما استخدمت في معالجة اضطراب الشخصية القلقة عدة طرائق؛ إذ تعمل المعالجة النفسية الديناميكية على تلطيف حدة الخوف المرتبط بصراعات لا واعية، وتعتمد المعالجة السلوكية على التدريب على المهارات الاجتماعية لزيادة ثقة المريض بنفسه، وعلى إزالة التحسس التدريجية للمواقف الاجتماعية، وقد تفيد أساليب المعالجة المعرفية في تقليص الأفكار التلقائية التي تنقص ثقة المريض بنفسه أو تزيل هذه الأفكار.

 

   

 


التصنيف : الأمراض النفسية
النوع : الأمراض النفسية
المجلد: المجلد العاشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 187
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 45634622
اليوم : 35305