logo

logo

logo

logo

logo

اضطرابات الذوق

اضطرابات ذوق

disorders of gustation - troubles de la gustation

اضطرابات الذوق

عبد الحي عباس

تشريح جهاز الذوق
قياس الذوق
   

هنالك نوعان من اضطرابات الذوق:

أولاً- نقص حسن الذوق نقصاً جزئياً أو فقده فقداً كاملاً.

ثانياً- تشوش الذوق الذي يبدو بالإحساس بطعم غريب.

التفريق بين الذوق والشم: كثيراً ما يخلط بين الذوق والشم؛ إذ إن نكهة الطعام التي تعود بمعظمها إلى الشم كثيراً ما يُنسب التشوش فيها إلى الذوق. الذوق تعريفاً هو الإحساس الناتج من براعم الذوق الموجودة على اللسان والحنك والبلعوم. تُصنف الإحساسات الذوقية إلى أربعة: المالح والحلو والحامض والمر، في حين أن النكهة مزيجٌ من الذوق والشم، وإذا اضطرب الشم لانسداد الطريق الهوائي الموصل للمنطقة الشمية في أعلى الأنف أو لإصابة في الطريق الشمي العصبي حدث اضطراب في النكهة قد يعبر عنه المريض باضطراب في الذوق. وبسؤال المريض عن إدراكه طعم الحلو والمالح والحامض والمر يعرف بسهولة أن الإصابة شمية وليست ذوقية.

تشريح جهاز الذوق: الحليمات الذوقية هي بروزاتٌ لها أربعة أشكال: الخيطي، وهو أكثرها عدداً، وليس له عمل يُذكر في الذوق، والفطري الذي تكثر مشاهدته على ظهر اللسان وحوافه في ثلثيه الأماميين، ويتناقص عدد الحليمات الذوقية الفطرية بالاتجاه نحو القسم المركزي من اللسان حتى تختفي تماماً في بعض الأشخاص. ويُشاهَد بالتكبير في كل حليمة 10-15 ثقباً ذوقياً،  ثم الحليمات الورقية وتشاهد بين الطيات الموجودة على جانبي قاعدة اللسان، وتبدو أكثر احمراراً من جوارها،  وأخيراً الحليمات المدورة، وهي نتوءات مستديرة على مؤخرة اللسان أكبرها في القسم المتوسط، وفي كل جانب 3-4 حليمات أصغر منها مشكلة السبعة المقلوبة. لغشاء الخلية الذوقية استطالة تمتد للظاهر ضمن الثقب الذوقي الذي يحوي مادة عازلة تمنع المادة المتذوقة من ملامسة سطح الخلية ذاتها. يتم تمييز الأذواق الأربعة بأنواع مختلفة من الخلايا الذوقية وبطرق مختلفة تعتمد في أساسها على تفاعل أيونٍ معين في المادة المتذوقة مع مستقبِل له في الخلية الحسية الذوقية، كما وُجد مؤخراً أن هناك تخصصاً في الألياف العصبية الذوقية.

كان يُعتقد أن للأنواع الأربعة من الذوق أماكن مختلفة على اللسان، ووُجد أخيراً أن الإحساس بها جميعاً ممكن في كل مناطق اللسان التي توجد فيها حليمات ذوقية.

يشترك في التعصيب الذوقي العصب الوجهي (السابع القحفي) والعصب اللساني البلعومي (التاسع) والعصب المبهم (العاشر). ويعصب العصب التاسع البلعوم وقاعدة اللسان تعصيباً حسياً وحركياً، ويتلقى الحس الذوقي والحس العام، تنتهي الألياف الذوقية في النواة المفردة. وينقل عصب حبل الطبل المعلومات الذوقية من الثلثين الأماميين للسان ليسير مع العصب اللساني الذي ينقل الحس العام من تلك المنطقة، ثم ينفصل عنه ليجتاز الأذن الوسطى ويلتحق بالعصب الوجهي حتى العقدة الركبية ثم يسير مع العصب المتوسط لينتهي في القسم العلوي من النواة المفردة. ويسهم العصب الصخري السطحي الكبير في الذوق بتعصيبه الحنك حيث يصل إلى النواة الركبية ثم يسير مع العصب المتوسط.

يُعتقد أن هناك اختلافاً وراثياً في قوة حاسة الذوق يتعلق بعدد الحليمات الفطرية الشكل في اللسان، يصنفه بعضهم إلى ضعيف ومتوسط ومُفرط.

قياس الذوق: لمعرفة وجود تغير في قوة الذوق زيادة أو نقصا - وهو الأكثر شيوعاً- يجب أن تُفحص الطعوم الأربعة وذلك بملح الطعام والسكروز وحمض الليمون وأملاح الكينين بمواصفات معينة، ولا بد من اختبارها جميعاً؛ إذ قد يكون الاضطراب انتقائياً. لا تكفي في كثير من الحالات مقارنة جانبي اللسان؛ إذ قد تستلزم الحالة مقارنة قدرة الذوق بمتوسط قدرة الأشخاص السليمين، وقد يكون هذا أصعب منه في بقية الحواس. استعملت طرائق مختلفة، منها ما يُحدد فيها المريض شدة إحساسه بالذوق المفحوص من 1 إلى 10، ومنها ما يُقارن فيها شدة إحساسه الذوقي بحاسة ثانية كالسمع، كما استُعمل مقياس الذوق الكهربائي وذلك بتطبيق تيارٍ كهربائي خفيف على اللسان حيث يُعطي طعماً حامضياً لسبب مجهول، ويفيد هذا المقياس في فحص المناطق المختلفة من اللسان للطعم الحامضي فقط.

ضلال الذوق: يتظاهر بشكوى المريض من الإحساس الدائم بطعم معين كالمر او الحلو أو بطعم غير مستحب، ينجم ذلك عن وصول مادة تحمل طعماً إلى حليمات الذوق إما عن طريق اللعاب كما في كثير من الأدوية، وهو يميل عادة إلى الطعم المر وإما عن طريق الدم وهو يميل إلى الطعم المالح، وفي هذه الحالات تتحسن الحالة مؤقتاً بغسل الفم بالماء، أو أن ضلال الذوق يحدث نتيجة إصابة في الطريق العصبي للذوق. إذا استمرت الشكوى بعد تخدير اللسان والفم فذلك يعني أنها ناتجة من إصابة عصبية بعد حليمات الذوق.

أهم الإصابات المسببة لاضطراب الذوق نقصاً أو فقداً أو ضلالاً:

في اللسان: الأمراض العضوية التي تصيب الغشاء المخاطي للسان، وتأثير بعض الأطعمة أو الأشربة أو الأدوية، ويكون التغير هنا مؤقتاً .

الذوق الوريدي: يحدث بتأثير مادة محقونة وريدياً في المستقبِلات الذوقية في قاع الخلايا الحسية الذوقية وليس في الشعيرات، مثال ذلك الإحساس بطعمٍ حلوٍ بعد حقن السكارين في الوريد بـ 13 ثانية تقريباً.

الأعصاب المحيطية: عصب حبل الطبل: إصابته هي الأكثر مشاهدة في اضطرابات الذوق، وتتميز بأن الخلل فيها يكون في الثلثين الأماميين من اللسان،  يشاهد هذا في التهابات الأذن الوسطى الحادة والمزمنة، وفي التهاب العصب الوجهي الڤيروسي كما في شلل "بل"، أو في متلازمة رامسي - هانت (داء المنطقة) حيث غالباً ما يسبق اضطرابُ الذوق الشلل الوجهي.  قد تسبب جراحة الأذن الوسطى والخشاء اضطراباً في الذوق مؤقتاً أو دائماً كثيراً ما يتظاهر بطعم معدني قد يشمل اللسان كله، وغالباً ما يكون دائماً إذا قُطع عصب حبل الطبل.

قد يسبب ورم في قاع الفم أو في المنطقة تحت الفك السفلي أو في الحفرة تحت الصدغية اضطراباً في الذوق يرافقه عادة خدر في اللسان لإصابة العصب اللساني.

قد يُصاب العصب المتوسط عند وجود ورم في قناة السمع الباطنة كورم العصب السمعي أو الوجهي، كما قد تُشاهد إصابته بعد عمليات استئصال الورم السمعي، فقد لوحظ ضلال في الذوق بعد هذه العمليات يتراجع عادة بعد ستة أشهر.

وقد تصاب شعب العصب اللساني البلعومي في أثناء استئصال اللوزتين أو تصنيع اللهاة والحنك والبلعوم، أو أي تطبيق عميق لفاتح الفم ينضغط فيه مؤخر اللسان ويتمطط جدار البلعوم. كما أن الكتل الورمية في قاع الجمجمة قد تُصيب العصب التاسع مع أعصابٍ قحفية أُخرى تتظاهر بمتلازمات مختلفة.

والجملة العصبية المركزية قد تكون إصابتها سبباً في اضطراب الذوق إذا أصيبت مراكز الذوق في الجسر أو في القشر. يحدث الاضطراب في الجهة المصابة نفسها من الدماغ؛ لأن طريق الذوق العصبي المركزي وحيد الجانب من دون تصالب.

تشاهد اضطرابات الذوق أيضاً نتيجة تناول بعض الأدوية كالأدوية المستعملة في معالجة الأورام السرطانية. كما تشاهد في بعض الأمراض كقصور الكلية والداء السكري والاكتئاب. وحاسة الذوق لا تَضعف عادة بتقدم السن (كما يحدث في حاسة الشم).

المعالجة: لا توجد معالجة فعالة. يُعالج السبب إن كان قابلاً للعلاج، وهنالك محاولة ما زالت تحت الدراسة بتطبيق مادة شديدة الحِدّة (مكثف الفليفلاء الحارة) على الغشاء المخاطي للسان والفم لإزالة حساسية النهايات العصبية هناك، وهي طريقة أصبحت مستعملة في الآلام الجلدية كداء المنطقة.

 

   

 


التصنيف : أذن أنف حنجرة
النوع : أذن أنف حنجرة
المجلد: المجلد الحادي عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 467
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 527
الكل : 31643122
اليوم : 77977