logo

logo

logo

logo

logo

وسائل استقصاء الكبد

وسايل استقصاء كبد

exploration means of the liver - moyens d'exploration du foie



وسائل استقصاء الكبد

أيمن الحصري

اختبارات ذات دلالة نخرية

الفوسفاتاز القلوية alkaline phosphatase

اختبارات تقييم الوظيفة الإنشائية للكبد 

اختبارات تقييم ارتكاس اللحمة المتوسطة (mesenchyma)

 

لا يمكن للمعطيات السريرية في أغلب الأحيان وضع تشخيص دقيق للحالة المرضية، لذلك لابد من اللجوء إلى وسائل استقصائية للكبد  تقوم بتوجيه التشخيص وتحديد شدة المرض وإنذاره، وتقسم هذه الوسائل إلى:

- الاختبارات الكيميائية الحيوية.

- وسائل استقصائية مورفولوجية.

- وسائل استقصائية نسيجية (خزعة الكبد).

- وسائل استقصائية حديثة قيد التقييم.

الاختبارات الكيميائية الحيوية:

وتقسم إلى:

الاختبار

القيم الطبيعية

- بيليروبين:

- كلي

- مباشر

 

5-17 ميلي مول/لتر (0.3 -1 ملغ/100 مل).

> 5 ميلي مول/لتر.

الفسفاتاز القلوية

35- 130 وحدة دولية/لتر.

- أسبارتات أمينوترانسفيراز AST

- ألانين أمينوترانسفيراز ALT

5-40 وحدة دولية/لتر.

5-35 وحدة دولية/لتر.

غاما غلوتاميل ترانس بيبتيداز:GGT

10- 48 وحدة دولية/لتر.

- ألبومين

- غاما غلوبولين

35 –50غ/لتر.

5-15غ/لتر.

زمن البروثرومبين

12-16 ثانية أو 75-100%.

1- اختبارات ذات دلالة نخرية؛ وأهمها:

أ- ناقلات الأمين transaminase: وهما الإنزيمان ألانين أمينوترنسفيراز (ALT) alanine aminotransferase وأسبارتات أمينو ترانسفيراز (AST) aspartate aminotransferase. يتوضع الإنزيم الأول (ALT) على نحو أساسي في الكبد، وعلى نحو أقل في الكلية والعضلات المخططة، ويوجد فقط في هيولى الخلية الكبدية. أما الإنزيم الآخر (AST) فيمكن عزله من الكبد والعضلات المخططة والكلية والكريات الحمر، ويوجد في الهيولى وفي المتقدرات. يحتوي المصل في الحالة الطبيعية أقل من40 وحدة/مل، وهذه القيم تتناسب ومنسب كتلة الجسم.

ترتفع المقادير المصلية لهذه الإنزيمات في الآفات الكبدية المتنية التي تسبب النخر، وقد يكون هذا الارتفاع مهماً، ويصل إلى أكثر من ثلاثين ضعفاً، ويلاحظ ذلك في التهابات الكبد الحادة خاصة الڤيروسية. أما الارتفاع المعتدل (أقل من 500 وحدة/ل) فيلاحظ في مجمل آفات الكبد المتنية والركودية، وقد يكون الارتفاع خفيفاً (50-200 وحدة/ل)؛ وذلك في الآفات الكبدية المزمنة.

لا يعدّ معدل ارتفاع هذه الإنزيمات ذا دلالة تنبؤية إنذارية؛ لأنها قد ترتفع بشدة في الإصابات الحادة التي غالباً ما تنتهي بالشفاء، وقد تكون طبيعية في حالات التليف الكبدي المتقدم. إن نسبة AST/ALT أقل من الواحد في معظم الإصابات الكبدية عدا الكحولية وبعض الدوائية منها. يجب التفكير بالمنشأ خارج الكبدي عند ارتفاع للـ «AST» وحده.

ب- إنزيم اللاكتاز ديهيدروجيناز: غير نوعي للخلية الكبدية، يمكن أن يعزل من أنسجة متعددة (كبد، عضلات، كريات حمر) ونادراً ما يطلب بوصفه فحصاً بدئياً في دراسة الكبد. قد تفيد معايرته على نحو نموذجي في إقفار الكبد حيث يلاحظ ارتفاع شديد وعابر بقيمه.

2- اختبارات ذات دلالة ركودية:

أ- الفوسفاتاز القلوية alkaline phosphatase: يتم تركيب هذا الإنزيم في أنسجة متعددة؛ أهمها الكبد، العظم، الكريات البيض، المشيمة، الأمعاء. إن الدور الدقيق لهذا الإنزيم غير معروف تماماً. يعدّ الكبد والعظم المصدرين الرئيسين لفعالية هذا الإنزيم في المصل. يمكن أن يرتفع هذا الإنزيم حتى ثلاثة أضعاف القيمة الطبيعية في فترة النمو وفي الثلث الأخير للحمل. يزداد تركيبه في الآفات الكبدية الصفراوية حيث يمكن أن يعزل من الجهة القنوية للغشاء الهيولي للخلية الكبدية والسطح اللمعي لبطانة القنيات الصفراوية. غالباً ما يتأخر ارتفاعه في المصل عدة أيام بعد بدء الانسداد. يقدر العمر النصفي للفوسفاتاز القلوية بـ 5-7 أيام لهذا تبقى قيمه مرتفعة عدة أيام بعد زوال العائق الصفراوي.

ترتفع قيم هذا الإنزيم في المصل 3-4 أضعاف القيمة الطبيعية في أمراض  كبدية متعددة: ركودة داخل الكبد وخارجه، آفات ارتشاحية، لكن يمكن أن تبقى ضمن الحدّ الطبيعي في بعض الحالات الانسدادية والارتشاحية.

ب- غاما غلوتاميل ترانس بيبتيداز: تركب الخلية الكبدية وبطانة الطرق الصفراوية هذا الإنزيم، ويبلغ مقداره الطبيعي في المصل من10-50 وحدة/ل عند الرجال و10-30 وحدة/ل عند النساء. يمكن أن يحرض إفرازه بفعل الكحول وبعض الأدوية، يرتفع مقداره على نحو معتدل في أذيات الخلية الكبدية وعلى نحو شديد في حالات الركودة الصفراوية؛ لذا تطلب معايرته عند الشك بمصدر الفوسفاتاز القلوية المرتفعة القيمة. يجدر التنويه أنه في بعض الآفات الركودية عند الأطفال (الركودة داخل الكبد العائلية، الركودة الكبدية السليمة الناكسة) لا يترافق ارتفاع مقدار الفوسفاتاز القلوية  وارتفاع مقدار GGT.

ج- البيليروبين: هو صباغ ينجم عن تحطم الهيموغلوبين، يبلغ الحد الأقصى السوي في المصل نحو 10 ملغ/ل، ويتألف معظمه من البيليروبين غير المباشر (غير المقترن)، وهذا الشكل من البيليروبين ينحل بالدسم. أما البيليروبين المباشر (المقترن) فينحل بالماء، ويطرح عن طريق الكلية، ويكشف بالبول.

يزداد البيليروبين بشكليه في الأمراض الكبدية مع رجحان لمصلحة الشكل المباشر، سواء كان ذلك بسبب أذية متنية أم عائق صفراوي. كما قد يرتفع البيليروبين المباشر بسبب وجود  عيوب خلقية أو مكتسبة تمنع إفراغ البيليروبين في الجهاز الصفراوي مما يؤدي إلى تراكمه في الخلية الكبدية وبالتالي إفراغه في البلازما.

قد يكون لارتفاع البيليروبين المباشر دلالة إنذارية في عدة حالات (تشمع صفراوي بدئي، قصور كبد حاد، التهاب كبد كحولي). أما البيليروبين غيرالمباشر فيرتفع في حالات زيادة الإنتاج؛ ولاسيما انحلال الدم وعند وجود عيب خلقي أو مكتسب بمستوى التقاط uptake أو اقتران conjugation البيليروبين غير المباشر.

3- اختبارات تقييم الوظيفة الإنشائية للكبد:

أ- زمن البروثرومبين: تصنع كل عوامل التخثر عدا العامل الثامن في الخلية الكبدية. يقاس لدى معايرة زمن البروثرومبين معدل إنتاج الثرومبين من البروثرومبين، ويعدّ هذا الاختبار معياراً جيداً للوظيفة الكبدية الإنشائية؛ لأن فعاليته تعتمد على فعالية عوامل تخثرية متعددة  تشمل الطريق التخثري الخارجي وهي (الثاني، الخامس، السابع، العاشر).

يحتاج تركيب هذه العوامل (عدا العامل الخامس) إلى الڤيتامين K؛ لذلك يتطاول زمن البروثرومبين في حالات عوز هذا الڤيتامين دون وجود قصور خلية كبدية. يمكن التمييز بين الحالة العوزية والقصور الكبدي بمعايرة العامل الخامس أو إصلاح العوز بإعطاء الڤيتامين K عضلياً وبالتالي عودة زمن البروثرومبين لقيمته الطبيعية في حال كون الخلية الكبدية سليمة.

تعطى نتائج قياس زمن البروثرومبين بنسبة مئوية إلى زمن الشاهد، أو بفارق الزمن بين تخثر مصل المريض و مصل الشاهد مقاساً بالثانية.

يلاحظ تطاول زمن البروثرومبين في القصور الكبدي الحاد. ويعدّ في التهابات الكبد  الخاطفة علامة على سوء الإنذار القريب. كما يلاحظ التطاول في القصور الكبدي المزمن؛ ولاسيما في تشمع الكبد. وقد يكون سبب التطاول عوز ڤيتامين K أو المعالجة بمضادات التخثر الفموية.

ب- الألبومين: ينتج الألبومين حصرياً من الخلية الكبدية بمعدل 10غ/يومياً. ينخفض تركيبه وبالتالي مستواه في المصل في حالات القصور الكبدي. يقدرالعمر الوسطي للألبومين بـ21 يوماً؛ لذلك لا يعدّ مشعراً إنذارياً جيداً للقصور الكبدي الحاد، وهو عكس ذلك في الإصابات المزمنة.

توجد أسباب خارج كبدية لنقص ألبومين الدم منها سوء التغذية والاعتلالات المعوية المضيعة للبروتين ومتلازمة الكلاء.

4- اختبارات تقييم ارتكاس اللحمة المتوسطة (mesenchyma):

أ- رحلان البروتينات المصلية: يسمح هذا الفحص بعزل الألبومين والأجزاء الأربعة من الغلوبولين؛ وهي: (ألفا1- ألفا2- بيتا-غاما).  

يصنع الغلوبولين ألفا وبيتا على نحو أساسي في الكبد، إضافة إلى الغلوبولين غاما الذي يصنع أيضاً من قبل الخلايا المصورية plasma cell.

تترافق معظم الأمراض الكبدية وارتفاع في الغلوبولين بيتا وغاما، مما يشير إلى مشاركة النسيج اللحمي المتوسط داخل الكبد في الحدثية الالتهابية، وأحياناً تلتحم الذروتان بيتا وغاما في حالات التشمع الكبدي.

ب- الرحلان المناعي للبروتينات: يسمح هذا الاختبار بتحديد قيم الغلوبولينات المناعية (immunoglobulins IgA¨ IgE¨ IgG IgM) وبالتالي على حساب أي منها تتشكل الذرى الموجودة على رحلان البروتينات.

وهذا قد يوجه نحو السبب الإمراضي حيث يرتفع IgG في الإصابات الحموية، وIgM في التشمع الصفراوي الأولي وIgA في الإصابة الكحولية وIgE في الإصابة الدوائية. وأحياناً يكون الارتفاع على حساب أكثر من غلوبولين مناعي؛ ولكن مع سيطرة أحدها.

الاستقصاءات المورفولوجية للكبد

1- تخطيط الصدى: هو فحص سهل وسريع الإجراء وغير مكلف، يمكن أن يعطي معلومات قيمة عن الكبد والطرق الصفراوية؛ إذ يسمح بفحص الكبد من حيث انتظام الحواف وصدى المتن الكبدي وتجانسه، وبالتالي كشف الآفات الكبدية المنتشرة والبؤرية من أورام خبيثة وحميدة وخراجات. كما أنه يسمح بالتمييز بين الكتل الصلبة وذات القوام السائل. كما يعدّ أهم فحص لدراسة الحصيات المرارية. ويفيد أيضاً في دراسة الطرق الصفراوية داخل الكبد وخارجها وبيان وجود آفة سادة.   

يمكن دراسة الأوعية الدموية التي تروي الكبد من وريد الباب والأوردة  فوق الكبد بتخطيط الصدى البسيط، وذلك من حيث أقطارها أو وجود آفة سادة ضمنها. إضافة إلى ذلك يمكن دراسة الأجوف السفلي والأبهر، كما أنها تسمح  بكشف وجود حبن بالبطن.

يمكن لهذا الإجراء أن يفيد في الحصول على خزعات موجهة لأخذ عينات  للتشخيص الخلوي والنسيجي كما يفيد علاجياً بإجراء بزل علاجي للكيسات حسب طبيعتها وبحقن مواد ضمن الآفات الموضعة (كحول) أو ضمن الأوعية التي تغذيها.

2- تخطيط الصدى بالدوبلر: يفيد هذا الإجراء في دراسة أوعية الكبد من حيث سرعة جريان الدم  واتجاهه، وهذا يساعد على كشف فرط الضغط البابي سواء بوجود اضطراب بتخطيط الصدى للوعاء المدروس أم بانقلاب الجريان. كما يمكن بهذه التقنية تشخيص آفات سادة للأوعية.

يوجد حالياً أجهزة تخطيط صدى صغيرة تركب على جهاز التنظير تسمح بتخطيط الصدى من ضمن الأنبوب الهضمي endoscopicechography، ولهذا  الإجراء استطبابات تشخيصية وعلاجية متزايدة لآفات الطرق الصفراوية (حصيات القناة الجامعة، أورام مجل ڤاتر) ولآفات المعثكلة.

3- التصوير المقطعي المحوسب: يفيد هذا الإجراء في البدينين والذين لديهم غازات معوية كثيرة؛ إذ إن التخطيط بالصدى غير مجدٍ على نحو كافٍ. 

يمكن بهذه الطريقة الحصول على مقاطع عرضية، وعادة نحتاج إلى 10-12 مقطعاً لدراسة الكبد يفصل بينها 7-10ملم، وعند كل مقطع يتوجب إيقاف التنفس حين استعمال الأجهزة التقليدية. أما الآن وبفضل الأجهزة الحلزونية فيمكن أخذ مقاطع متواصلة في إيقاف نفس واحد (10-15ثانية) وبالتالي يمكن أخذ مقاطع كافية عندما يصل تركيز المادة الظليلة في أوعية العضو المراد دراسته إلى ذروته.

تعطى عادة المادة الظليلة فموياً للتعرف إلى الأنبوب الهضمي، كما تعطى وريدياً لتصوير الأوعية الدموية بشكل دقيق وما يليها من تعزيز  enhancement كثافة النسيج الخلوي.

يسمح التصوير الطبقي المحوسب بدراسة التفاصيل التشريحية للكبد وحوافها وقياس حجمها وكثافتها (الكبد متجانسة الكثافة عادةً) كما يعطي رؤية جيدة  للأوعية والأعضاء المجاورة من طحال ومعثكلة وكلية ومن عقد خلف الصفاق.

يكشف هذا الإجراء عدداً من الأذيات الكبدية الموضعة الحميدة والخبيثة؛ الكيسية منها والصلبة. كما قد يكشف بعض الأذيات الكبدية المعممة (تشحم الكبد، زيادة حمولة الكبد للحديد في سياق داء الصباغ - الدموي hemochromatosis، وأحياناً تشمع الكبد).

يكشف هذا التصوير الآفات الكيسية (البسيطة والمائية) والخراجات منخفضة الكثافة التي تكون كثافتها قريبة من كثافة السوائل. كما تكون الأورام الوعائية الكهفية منخفضة الكثافة؛ ولكن كثافتها تزداد تدريجياً من المحيط إلى المركز عند حقن المادة الظليلة.

يستطيع التصوير المقطعي المحوسب كشف الأذيات الكبدية الصلبة التي يزيد قطرها على 1سم سواءً كانت أوراماً خبيثة أولية أم ثانوية. حيث تبدو على شكل بؤر ناقصة الكثافة بالنسبة إلى النسيج الكبدي السليم، لكن كثافتها تزداد بعد حقن المادة الظليلة في حال كونها مفرطة التوعية. غالباً ما يخفق هذا الإجراء كما هو عليه الحال بتخطيط الصدى في كشف الغدومات الحميدة؛ وذلك لأن كثافتها قريبة من كثافة النسيج الكبدي السليم.

يمكن أن يفيد التصوير المقطعي المحوسب مع حقن المادة الظليلة في دراسة الأوعية والتأكد من نفوذيتها كوريد الباب؛ ولكن يبقى التخطيط بالدوبلر الوسيلة المفضلة لذلك. 

يمكن بمساعدة التصوير المقطعي القيام بإجراءات تشخيصية وعلاجية لعدد من الآفات الموضعة  كالكيسات والخراجات والأورام (بزل، أخذ عينات للدراسة النسيجية، حقن أدوية).

4- التصوير بالرنين المغنطيسي magnetic resonance imaging: يتم التصوير بالرنين المغنطيسي بوساطة جهاز يرصد الحركة، ويسجل الطاقة التي تطلقها بروتونات ذرة الهدروجين بعد تراصفها التالي لتعرض الجسم لحقل مغنطيسي قوي، حيث تترتب بروتونات ذرة الهدروجين إما في اتجاه المجال المغنطيسي وإما عكسه. تؤخذ المقاطع عادة بزمنين، ويدعيان T1 وT2، ويمكن حقن مادة مثل «gadolinium» تزيد التباين بين الأنسجة السليمة والمريضة حيث تقوم على تغيير المجال المغنطيسي الموضع للأنسجة المفحوصة.

تبدو الكبد الطبيعية في الزمن T1 متجانسة مع شدة إشارة مرتفعة نسبياً، وتأخذ لوناً رمادياً في حين يكون الطحال مائلاً إلى اللون الأسود، وينعكس الأمر فيT2 . تظهر الأوعية كوريد الباب والأجوف السفلي والأبهر خالية أو ضعيفة الإشارة المغنطيسية، وتأخذ اللون الأسود، كما يفيد الرنين المغنطيسي في ارتسام الشجرة الصفراوية بشكل جيد؛ وهذا يدعى التصوير الصفراوي بالرنين المغناطيسي magnetic resonance cholangiography (MRC).

يساعد الرنين المغنطيسي على تشخيص عدد من الأذيات الكبدية الموضعة: كالأورام الخبيثة الأولية والثانوية والكيسات الكبدية حيث تكون منخفضة الإشارة (لون أسود) والخراجات، ويفوق هذا الإجراء التصوير الطبقي المحوري في تشخيص الأورام الوعائية الكهفية وأورام الطرق الصفراوية والتهاب الطرق الصفراوية المصلب البدئي.

5- التصوير بالتفرس الومضاني scintigraphy: تراجعت استطبابات التصوير بالتفرس الومضاني مع تطور التقنيات التصويرية الأخرى المذكورة آنفاً.

يستعمل لإجراء هذا التصوير جزيئات ذات إشعاع نووي قصير العمر وبالتالي إشعاع خفيف، ويستعمل لذلك التكنيشيوم 99 الذي يسم الكريات الحمر أو المواد الغروانية colloid albumin أو IDA. ويستخدم جهاز الغاما كاميرا لقياس الفعالية الشعاعية المنبعثة من العضو المدروس. ويفيد في تقييم وظيفة جزء من الكبد وفي التمييز بين النسيج السليم والخبيث وقياس الجريان الصفراوي ضمن القناة الجامعة.

يفيد استخدام التفرس الومضاني باستعمال 99 TC IDA في التمييز بين اليرقان الولادي الفيزيولوجي وعدم تصنع الشجرة الصفراوية كما يفيد في تشخيص فرط التصنع العقيدي.

يفيد استعمال الكريات الحمر الموسومة بـ 750 MBq 99 TC في تشخيص الأورام الوعائية الكهفية.

يتوافر حديثاً تصوير بالتفرس الومضاني بشكل مقطعي بآليات حديثة مثل: positron emission tomography  PET Scan، ويفيد في تشخيص الأورام الكبدية الأولية والثانوية من حيث تحديد مرحلة الورم خاصة، وأيضاً في مراقبته بعد العلاج كما يوجد استطبابات أخرى قيد التقييم.

6- تصوير الأوعية angiography: يستطب تصوير الأوعية عند عجزالوسائل غير الباضعة في وضع التشخيص. يتم التصوير باستخدام مواد ظليلة بعد قثطرة الجذع الزلاقي عن طريق الشريان الفخذي، ويتم بثلاث مراحل:

أ- المرحلة الشريانية: وفيها يرتسم الشريان الكبدي وتفرعاته والشريان الطحالي والإكليلي المعدي، وهذه المرحلة يمكن أن تكشف الشذوذات الوعائية من تضيقات وأمهات دم، وغيرها. وفي سياق المعالجة الورمية يمكن حقن مواد كيميائية على نحو انتقائي ضمن الشريان الكبدي.

ب- المرحلة المتنية: تفيد في تشخيص الأورام والكتل الكبدية.

ج- المرحلة البابية: وفيها يرتسم الوريد البابي والطحالي.

7- تصوير الطرق الصفراوية cholangiography

أ- تصوير الطرق الصفراوية الراجع: يتم هذا الإجراء بوساطة منظار ذي رؤية جانبية حيث يجرى تنظير للمريء والمعدة والعفج، وبالتالي يمكن رؤية مجل ڤاتر، ومن ثم قثطرة الحليمة والقناة الجامعة، عندها تحقن المادة الظليلة تحت التنظير الشعاعي، فترتسم القناة الجامعة والطرق الصفراوية داخل الكبد وخارجها كما قد ترتسم المرارة. يسمح هذا الفحص بتشخيص آفات الطرق الصفراوية: التضيقات الحميدة والخبيثة، الحصيات، التشوهات الخلقية كما تفيد في أخذ كشاطة أو غسالة من المنطقة المشتبه بها.

تقدر نسبة المضاعفات بـ 2-3%، وأهمها التهاب المعثكلة الحاد، التهاب الطرق الصفراوية، النزف، الانثقاب. تحددت استطبابات هذا الإجراء مع  تطور الوسائل التشخيصية الأخرى من تصوير بالرنين المغنطيسي والتصوير بالصدى عبر التنظير إلا أنه لا يمكن الاستغناء عنه لتطبيق الإجراءات العلاجية مثل سحب الحصيات الصفراوية وتوسيع التضيقات وتفجير الطرق الصفراوية في الحالات الانسدادية وتركيب «الاستنتات».

ب- تصوير الطرق الصفراوية عبر الجلد: يفيد هذا في تصوير الطرق الصفراوية داخل الكبد عند وجود توسع فيها؛ وذلك لتحديد طبيعة الانسداد ومستواه وإجراء تفجير صفراوي خارجي. يتم ذلك بوساطة إبرة خاصة طويلة تغرز بالكبد تحت المراقبة بالصدى، وبعدها يتم حقن المادة الظليلة. يختلط هذا الإجراء أحياناً بالنزف والتهاب الصفاق الصفراوي.

وقد أصبحت استطبابات هذا الفحص قليلة مع تطور الوسائل التصويرية الحديثة المذكورة.

خزعة الكبد   

يبقى من الصعب أحياناً أن نتعرف التشخيص الدقيق للأمراض الكبدية من دون عينة تشريحية مرضية؛ ولاسيما عند أخذ قرارات علاجية أو وضع إنذار للمرض، لذا تبقى خزعة الكبد المعيار الأساسي لمعرفة ما يجري في الكبد. ولكن لكونها فحصاً باضعاً، ويحمل شيئاً من الخطورة؛ لذا لا يلجأ إليها إلا خطوة أخيرة عندما تخفق المعطيات السريرية والمخبرية والتصويرية في تشخيص الآفة الكبدية أو تحديد شدتها لوضع الاستطباب العلاجي.

ومن أهم الاستطبابات: الركودة الكبدية غير المفسرة واليرقان غير الركودي مجهول السبب والتهابات الكبد المزمنة لتحديد الفعالية والمرحلة ومدى ضرورة المعالجة وفي بعض حالات تشحم الكبد والأمراض الكبدية الاستقلابية (كداء الصباغ الدموي وداء ويلسون) والاشتباه بالتهاب الكبد الحبيبي وأحياناً قبل البدء ببعض العلاجات ذات التأثير السمي في الكبد وأحياناً بعد زرع الكبد. كما تفيد الخزعات الموجهة بوساطة الإبر الرفيعة في تمييز الآفات الحميدة من الخبيثة.

أهم مضادات الاستطباب: وجود اضطراب بعوامل الإرقاء كزمن البروثرومبين > 60% أو تعداد الصفيحات > 80000/مل أو نقص في فعاليتها أو وجود آفة كبدية موضعة غير معروفة المنشأ كالكيسة المائية أو الورم الوعائي، والقصور القلبي أو التنفسي والنفاخ الرئوي الموضع بالرئة اليمنى والخراج تحت الحجاب الحاجز وذات الرئة القاعدية اليمنى  واليرقان الانسدادي مع وجود توسع في الطرق الصفراوية أو الخمج الصفراوي والحبن الغزير. 

ويفضل عدم إجرائها أيضاً عند زيادة خطر احتمال النزف، مثل وجود الداء النشواني أو الكبد القلابية أو عندما يكون المريض غير متعاون.

يجرى الفحص في حالات الخزعات التقليدية عبر الجلد بوساطة إبر تغرز في الكبد. تحدد نقطة الغرز بمستوى الخط الإبطي المتوسط بين الورب الثامن والتاسع الأيمن، فتمر عبر غشاء الجنب. يمكن أن يتم غرز الإبرة تحت الحافة الضلعية في حال وجود ضخامة كبدية مهمة. يجرى إدخال الإبرة ضمن المتن الكبدي 2-4سم والمحقن بحالة المص والمريض بحالة إيقاف تنفس بعد الزفير.

غالباً ما يتم توجيه الإبرة بوساطة القرع وأحياناً بوساطة الأمواج فوق الصوتية، وفي كل الأحوال يجب إجراء تخطيط بالأمواج فوق الصوتية قبل كل خزعة.

يجب الحصول على خزعات جيدة الحجم بطول 1.5-3سم وأن تحوي على الأقل 4 مسافات بابية؛ لأن إمكانية التشخيص تنخفض إلى نحو 20-40% في حال كون الخزعة أقل من 0.5سم.

تُستعمل الإبر الرفيعة 22 G لأخذ عينات نسيجية صغيرة تفيد في التمييز بين الآفات الحميدة والخبيثة. وهنا نحصل على رشافة للفحص النسيجي.

يمكن اللجوء إلى الخزعات عبر الوداجي عند استحالة إجرائها عبر الجلد (وجود خطر نزف أو حبن غزير).

ومن أهم المضاعفات بزل المرارة، خزع الأعضاء المجاورة، استرواح الصدر، التسريب الصفراوي، الورم الدموي أوالنزف، الناسور الوريدي الشرياني. وفي 5-10% من الحالات يشكو المريض ألماً في الربع العلوي للبطن أو ألماً في الكتف الأيمن أو ألماً في أثناء التنفس وأحياناً صدمة ألمية.

وسائل استقصائية حديثة قيد التقييم

تهدف هذه الفحوص لتقدير درجة التليف الكبدي دون اللجوء إلى خزعة الكبد لما لها من مضاعفات، كما قد تفيد في مراقبة تطور المرض. مازالت هذه الفحوص ضمن إطار الدراسات وذات استطبابات محدودة.

1- اختبارات كيميائية حيوية: وأهمها actitestو fibrotest، تقوم بقياس مشعرات متعددة ليس لها علاقة وثيقة بالتليف؛ إنما تعكس نتائج التليف، ويتم الحصول على النتائج بالاعتماد على التقييم الإحصائي الصرف.

2- قياس المرانة الكبدية liver elasticity: يتم ذلك بوساطة جهاز ماسح للتليف fibro-scan يقوم بقياس سرعة مرور حزمة من الأمواج داخل الكبد وتحليلها لمعرفة درجة مرونة الكبد.

 

 

علينا أن نتذكر

> للمعطيات السريرية دور أساسي في توجيه الخطة التشخيصية التي تتم وفق مراحل متتالية؛ وذلك بما يوفر الوقت والتكلفة.

> من الضروري أن يتضمن التقييم الأولي لاضطراب وظائف الكبد قصة مرضية مفصلة وقائمة بالأعشاب والأدوية المتناولة، وأن يتم تفسير النتائج وفق الحالة المرضية لكل مريض.

> علينا ألا نتردد بإعادة بعض الاستقصاءات في حال عدم انسجامها مع المعطيات السريرية للمريض.

> إن التخطيط بالصدى هو الفحص الأمثل لتشخيص الحصيات المرارية في 95% من الحالات؛ لكنه لا يشخص حصيات القناة الجامعة إلا في 60% من الحالات.

> إن ارتفاع أرقام البيليروبين غير المقترن عند مرضى غير عرضيين يدعو إلى التفكير بآفة دموية انحلالية أو مرض جيلبيرت.

> لا يعدّ الارتفاع المهم لناقلات الأمين ذا دلالة إنذارية تنبؤية.

> تعدّ ALT أكثر خميرة نوعيةً للكبد. إن وجود ارتفاع معزول بأرقام AST قد يكون من منشأ خارج كبدي.

> يعدّ تخطيط الصدى بالدوبلر الفحص الرئيسي لتقييم أوعية الكبد بما فيها الجملة البابية.

> إن انخفاص زمن البروثرومبين دون 50% (بعد نفي عوز ڤيتامين K) ذو دلالة إنذارية لتطور التهاب الكبد الحاد نحو الشكل الخاطف.

> إن تصوير الطرق الصفراوية والمعثكلية الراجع يحمل نسبة من الخطورة؛ لذا يجب أن تقتصر استطباباته على الإجراءات العلاجية.

> لا تخلو خزعة الكبد من بعض المضاعفات؛ لذا يفضل أن تجرى بوصفها وسيلة أخيرة، ومن الضروري أن تكون ذات حجم جيد.

 

 

 


التصنيف : أمراض الكبد
النوع : أمراض الكبد
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 405
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 718
الكل : 32243310
اليوم : 88556