logo

logo

logo

logo

logo

الإجهاض

اجهاض

abortion - avortement



الإجهاض

 

الدكتور عبد الرزاق حمامي

الوقوع

آلية الإجهاض

التشريح المرضي

المظاهر السريرية للإجهاض

مخاطر  الإجهاض الجنائي ومضاعفاته

معالجة الإجهاضات

 

 

الإجهاض abortion  هو انطراح محصول الحمل قبل أن يكون قابلاً للحياة؛ أي قبل اليوم /180/ من الحمل أو  ـ كما يرى بعضهم  ـ قبل أن يبلغ وزن الجنين /1000/غرام. وانقذاف الجنين خارج الرحم بعد هذا الحد يسمى خداجاً، والجنين يسمى خديجاً.

الوقوع

لا يمكن إعطاء نسبة دقيقة عن الإجهاض، ولكن يعتقد أن ما بين 15 ـ18% من الحمول تنتهي بالإجهاض، وسبب ذلك أن كثيراً من الإجهاضات المحرضة تتم بالخفاء والسرية، فلا تصل إلى السجلات الإحصائية، إضافة إلى أن بعض الحمول قد تطرح بعد تعشيشها بمدة قصيرة قبل أن يشخص الحمل، فتعدّ الحالة طمثاً طبيعياً متأخراً.

الأسباب

1 ـ الأسباب في الجنين والملحقات:

أ ـ خلل في تطور المضغة أو شذوذ في تطور المشيمة؛ مما يجعل المضغة غير قابلة للحياة.

ب ـ فرط الاستسقاء السلوي (موه السلى) لفرط تمدد الرحم.

ج ـ شذوذ أو خلل في الصبغيات أو المورثات (الجينات), وأهمها تثلث الصبغي الجسمي trisomy ووحدانية الصبغي الجسمي أو الجنسيmonosomy وتثلث المجموعة الصبغية triploidy، وغالبية الإجهاضات المسببة عن شذوذ الصبغيات تحصل مبكرة في موعد الطمث أو بعده بقليل.

د ـ نقص الأكسجين الجنيني بسب ارتكاز المشيمة المعيب أو انفكاكها الباكر أو فرط الضغط الشرياني لدى الحامل أو اضطرابات الدوران السري أو انحلال الدم الجنيني.

هـ  ـ رض الجنين المباشر كما في الإجهاضات المحرضة الجنائية.

2 ـ الأسباب في الحامل:

أ ـ إصابة الحامل بالأخماج الحادة: ومثالها التيفية والبرداء وذات الرئة والأخماج البولية بسبب الذيفانات الجرثومية والحمى التي ترافق هذه الأمراض، وكذلك إصابتها بالأمراض الناجمة عن الڤيروسات كالحصبة الألمانية rubella والجدري والحمى القرمزية إذ تعبر المشيمة إلى الجنين، أو إصابتها بداء المقوسات toxoplasmosis الذي ينتقل إلى الجنين بعد تخريب المشيمة.

ب ـ الاضطرابات الغدية في الحامل: وتشمل قصور الدرق أو فرط نشاط الدرق، أو الداء السكري، وقصور الجسم الأصفر الحملي بسبب تأثيره في تطور الغشاء الساقط الحملي الذي يؤدي إلى اضطراب تعشيش البيضة وتغذيتها.

ج ـ تناول الحامل بعض الأدوية المضادة للانقسام الخلوي المستعملة في معالجة السرطان؛ مما يسبب تشوه المضغة أو موتها. وكذلك إعطاؤها محرضات تقلص الرحم كمركّبات البروستاغلاندين ومقبضات الرحم كمشتقات الأرغوت، أو بعض الأدوية كالكينين والسَّذاب rue والأبهل sabina إذا أعطيت بمقادير سمية.

د ـ رضوض الرحم المباشرة: ومن أسبابها حوادث السيارات أو السفر الطويل الشاق أو ما يحدث في أثناء عملية جراحية بطنية بسبب استثارة الرحم وتحريضها على التقلص وحصول الإجهاض.

هـ ـ آفات الجهاز التناسلي: أسواء شكل الرحم الخلقية، كالرحم ذات القرنين أو ذات الحجاب أو المضاعفة بسبب عدم كفاية جوف الرحم. وقد يسبب انحراف الرحم الخلفي الإجهاض إذا انعضلت الرحم في الحوض الصغير، ولم تصعد إلى جوف البطن، أما الورم العضلي الليفي في الرحم فلا يسبب الإجهاض إلا نادراً حين يتوضع تحت البطانة الرحمية، ويبرز في جوف الرحم.

و ـ عدم استمساك عنق الرحم: وهو إما خلقي ناجم عن قصور مصرة الفوهة الباطنة للعنق وهو نادر؛ وإما مكتسب ناجم عن توسيع العنق سابقاً توسيعاً راضاً أو بتره جراحياً أو ولادة عسيرة أدت إلى تمزق عنق الرحم تمزقاً عميقاً؛ مما قد يسبب الإجهاض في الثلث المتوسط للحمل.

ز ـ الرضوض النفسية: الانفعالات الشديدة كالرعب المفاجئ والصدمة العاطفية العنيفة، وهذه لا تؤدي إلى الإجهاض إلا في حالات نادرة جداً.

آلية الإجهاض

غالباً ما يبدأ الإجهاض بتوقف سير الحمل نتيجة وفاة الجنين، ثم يحصل نزف في الغشاء الساقط القاعدي يؤدي إلى انفصال البيضة عن مرتكزها على جدار الرحم قسمياً أو كلياً، فتصبح جسماً أجنبياً تحاول الرحم طرده، فتحصل التقلصات الرحمية ويحدث الإجهاض. ويغلب أن تنطرح البيضة كاملة مع الأغشية؛ وهو ما يحدث في الإجهاض المبكر. أما في الأشهر المتوسطة للحمل فغالباً ما تتمزق الأغشية، فينفرغ السائل السلوي، ثم ينقذف الجنين، وتتلوه المشيمة والأغشية كاملة، أو قد تنحبس المشيمة مع الأغشية انحباساً كلياً أو جزئياً.

التشريح المرضي

تختلف المظاهر التشريحية المرضية بحسب حالة الإجهاض وتطوره السريري. فإذا بقي محصول الحمل منحبساً مدة طويلة نسبياً حدثت تغيرات تنكسية في المشيمة؛ إذ تبدو متفتتة ومحاطة بالدم المتخثر، ويظهر فحص الزغابات المشيمية فحصاً نسيجياً تراصها أو إصابتها باستحالة وذمية مع وجود احتشاءات بيض متفرقة. أما الجنين فتبدو عليه علامات التعطن إذا بقي في الرحم فترة بعد وفاته، أو قد يرتشف السائل السلوي، فيحصل التجفف في نسيج الجنين وجلده (الجنين الموميائي).

قد يتطور محصول الحمل أحياناً من دون أن يحوي جنيناً أو أن الجنين يموت، وينحل في الأيام الأولى للحمل، فيبقى الجوف السلوي فارغاً يحوي سائلاً رائقاً؛ وتدعى هذه الحالة البيضة الرائقة.

وقد تحصل نزوف بين الغشاء الساقط ومحصول الحمل، فيحاط بمحفظة دموية متعضية سميكة فيها زغابات مشيمية متنكسة، وتتحول البيضة إلى كتلة لحمية يتوسطها جوف سلوي غير منتظم وصغير الحجم يحوي جنيناً ميتاً؛ وتسمى هذه الحالة الرحى اللحمية carneous mole.

المظاهر السريرية للإجهاض

يصنف الإجهاض بالنسبة إلى تطوره في إجهاض مهدد، وإجهاض حتمي، وإجهاض تام، وإجهاض ناقص، وإجهاض فائت، وإجهاض إنتاني، وإجهاض متكرر.

ويصنف بالنسبة إلى سببه في نوعين: عفوي أو محرض. والعفوي هو الذي يتم من ذاته لسبب مرضي. أما المحرض فله شكلان: العلاجي والجنائي؛ فالعلاجي يتم بإنهاء الحمل علاجياً من قبل الطبيب في الحالات التي يشكل فيها استمرار الحمل خطراً على حياة الحامل، والجنائي يتم بإنهاء الحمل دون أن يكون هناك مسوّغ طبي أو شرعي.

1 ـ الإجهاض المهدد threatened a.:

أعراضه: الضائعات المدماة، أو النزف الدموي الخفيف أو المعتدل الشدة في أشهر الحمل الأولى يترافق أو لا يترافق بآلام خفيفة أسفل البطن والظهر، وتبقى أعراض الحمل طبيعية، فعنق الرحم مغلق، وجسم الرحم لين ويعادل سن الحمل. ويجب التأكد من عدم وجود آفات في عنق الرحم والمهبل تسبب النزف (كالسليلة أو التقرح أو الورم الخبيث)، ويؤكد التشخيص بالتصوير بما فوق الصوت.

2 ـ الإجهاض الحتمي inevitable a.: ويسمى الإسقاط الوشيك أو في طور الحصول، ويتصف بغزارة النزف والخثرات الدموية والآلام القولنجية الشديدة الناجمة عن التقلصات الرحمية، فيتسع عنق الرحم وتتمزق الأغشية، وينقذف محصول الحمل كلياً أو جزئياً. وبالفحص المهبلي يمكن كشف اتساع عنق الرحم والشعور بمحصول الحمل داخل الرحم إن لم يكن قد انطرح بعد.

3 ـ الإجهاض التام complete a.: يحصل الإجهاض، وينطرح محصول الحمل كاملاً دفعة واحدة أو على أجزاء، ثم تنقبض الرحم، وينغلق عنقها، وينقطع النزف، ويحصل انطمار الرحم بشكل يشابه ما يحصل بعد الولادة.

4 ـ الإجهاض الناقص incomplete a.: يحصل الإجهاض؛ ولكن قد تبقى المشيمة منحبسة كلها أو قطع منها؛ فيستمر النزف؛ وقد يكون غزيراً يؤدي إلى حصول الصدمة بسبب عدم قدرة الرحم على الانقباض وإحداث الإرقاء، ويبدي الفحص المهبلي اتساع عنق الرحم والشعور من خلاله بالمشيمة أو بالقطع المشيمية المنحبسة.

5 ـ الإجهاض الفائت missed a.: حين تموت البيضة في الأشهر الأولى من الحمل يحصل الإجهاض العفوي عادة في 3 ـ4 أسابيع، ولكن حين يفشل الرحم في طرح البيضة، وينحبس محصول الحمل أكثر من شهرين تدعى الحالة الإجهاض الفائت.

قد تظهر في البدء أعراض التهديد بالإجهاض، ولا يلبث أن ينقطع النزف، وتتراجع أعراض الحمل الطبيعية، ويتوقف محصول الحمل عن النمو، وتصبح اختبارات الحمل سلبية، ويظهر الفحص بما فوق الصوت غياب العلامات الحيوية للجنين إن وجد (غياب نبضات القلب وحركاته).

قد يستمر انحباس محصول الحمل عدة أشهر، ثم تتنبه التقلصات الرحمية أخيراً، ويحصل الإجهاض بانقذاف محصول الحمل المنحبس.

إن انحباس محصول الحمل أقل من شهر لا يعدّ خطراً على صحة الحامل، أما بعد ذلك فقد يؤدي إلى اضطرابات في تخثر الدم نتيجة تناقص مولد الليفين الدموي أو غيابه؛ مما يسبب نزوفاً خطيرةً حين حصول الإجهاض. لذلك يجب عدم انتظار حصول الإجهاض العفوي بعد مضي أكثر من شهر على الإجهاض الفائت، بل يجب التدخل لإفراغ الرحم.

6 ـ الإجهاض الإنتانيseptic a.: قد يحصل الإنتان بوصفه مضاعفة لأي شكل من الأشكال السابقة، ولكنه غالباً ما يتلو الإجهاض المحرض الجنائي.

العوامل الجرثومية المسببة عديدة؛ أهمها العصيات القولونية واللاهوائيات (العقديات اللاهوائية والمطثيات الولشية الحاطمة) والعنقوديات والعقديات الحالة للدم، والمكورات البنية ومطثيات الكزاز.

يتصف الإجهاض الإنتاني بالترفع الحروري الشديد (38 ْ ـ40ْ) وشدة النزف وغزارته.

ومن المضاعفات الشائعة للإجهاض الإنتاني التهاب باطن الرحم والتهاب النسيج الخلوي حول الرحم والتهاب الملحقات والتهاب الصفاق الحوضي أو المعمم والتهاب الأوردة الخثري.

والمضاعفة الخطرة هي الإنتان الدموي الذي قد يؤدي إلى الصدمة الإنتانية (الجرثومية) والقصور الكلوي الحاد.

7 ـ الإجهاض المتكرر (المعتاد)habitual a.: وهو حدوث ثلاثة إجهاضات أو أكثر عفوية ومتتالية.

الأسباب: في أشهر الحمل الأولى قد تكون الأسباب ناجمة عن سوء تشكل المضغة أو الشذوذات الصبغية أو الاضطرابات الغدية أو الهرمونية والأمراض المزمنة في الحامل كارتفاع الضغط الشرياني، والتهاب الكلية المزمن، وتنافر الزمر الدموية في الزوجين، وأسواء شكل الرحم الخلقية وغير ذلك.

وفي الثلث المتوسط للحمل يكون السبب قصور عنق الرحم الخلقي أو المكتسب. يتصف الإجهاض هنا بحصول اتساع عنق الرحم دون تقلصات رحمية مؤلمة ثم انبثاق جيب المياه وانفراغ السائل السلوي، يتلوه حصول تقلصات رحمية وانقذاف الجنين الذي قد يكون حياً، ولكنه غير قابل للحياة.

ويبين الفحص المهبلي قبل حصول الإجهاض في هذه الحالات امحاء عنق الرحم واتساعه وكشف التمزق العميق فيه. كما يمكن قبل الحمل كشف قصور عنق الرحم.

8 ـ الإجهاض المحرض العلاجيtherapeutic a .: هو إنهاء الحمل قبل أن يصبح الجنين قابلاً للحياة إذا كان استمرار الحمل يعدّ خطراًَ على حياة الحامل، ولا يجوز إجراؤه إلا بتأكيد الأسباب الموجبة من قبل طبيبين. وقد قلت المسوّغات الطبية لإجرائه بعد أن تقدم الطب، وتحسنت طرق المعالجة.

طريقة العمل: في الأسابيع الأولى للحمل (8 ـ12) أسبوعاً يجري تحريض الإجهاض بالأدوية بحذر، أو يوسع عنق الرحم آلياً ويفرغ محصول الحمل كما في حالات عواقب الإجهاض، ويجب أخذ الاحتياطات اللازمة والحذر من النزف أو بقاء قطع مشيمية أو حدوث أخماج.

وبعد الأسبوع (12) من الحمل يلجأ إلى إفراغ الرحم بخزعها عن طريق البطن، وهو أسلم؛ ولاسيما إذا كان هناك استطباب لإجراء التعقيم الدائم.

9 ـ الإجهاض المحرض الجنائي criminal a.: وهو الإجهاض العمد الذي يجرى للتخلص من حمل طبيعي غير مرغوب فيه أو من دون أن يكون هناك مسوّغ طبي ما، وهو محرم شرعاً وقانوناً، وقد تقوم به المرأة بنفسها، أو يقوم به غيرها.

الشكل (1)

وغالباً ما يتم باستعمال الوسائل التالية:

أ ـ تناول بعض الأدوية المجهضة بكميات سمية أو الأدوية المقبضة للرحم كالبروستاغلاندين والأوكسيتوسين ومركّبات الأرغوت بمقادير كبيرة.

ب ـ إجراء الحقن المهبلية أو الرحمية بمحلول الصابون أو بالمواد الكاوية.

ج ـ رض البيضة وثقبها بإدخال قثطار في جوف الرحم أو باستعمال الأدوات المنزلية كالأقلام وأعواد الكبريت أو صنارة الصوف.

د ـ توسيع عنق الرحم بأعواد اللاميناريا وإجراء تجريف الرحم، وهي أكثر الطرق فعالية.

مخاطر  الإجهاض الجنائي ومضاعفاته: غالباً ما يتم الإجهاض الجنائي بظروف سرية وباستعمال أدوات راضة وبأيد آثمة غير فنية وغير خبيرة، ويعرض المرأة لمضاعفات خطرة، وقد تكون مميتة أهمها:

أ ـ التسمم الدوائي بالمواد المجهضة؛ ولاسيما حين تؤخذ بمقادير كبيرة.

ب ـ النزف الغزير والصاعق أو النزوف الرحمية المديدة والمعندة.

ج ـ الإنتان وجميع مضاعفاته التي ذكرت في بحث الإجهاض الإنتاني؛ ولاسيما الصدمة الإنتانية والقصور الكلوي الحاد.

د ـ الصُّمّات الرئوية حين تحقن المحاليل الكيمياوية، وهي مميتة في معظم الحالات.

هـ ـ تمزق عنق الرحم وانثقاب الرحم وتأذي الأحشاء الأخرى كالمثانة والأمعاء والقولونات والمستقيم.

معالجة الإجهاضات

1 ـ معالجة الإجهاض المهدد: لا يعتقد الكثيرون فائدة المعالجة في تغيير سير الحوادث إذا كان التهديد بالإجهاض حقيقياً. ومع ذلك تنصح الحامل بالراحة التامة في الفراش، وتعطى المهدئات وأفضلها (الباربيتوريات) والمسكنات، ومضادات التشنج، ويتجنب الجهد، وتمنع المناسبات الجنسية وتبقى المريضة في حالة الراحة حتى تتوقف النزوف نهائياً.

ومن الشائع إعطاء هرمون البروجستيرون (اللوتئين) بوصفه معالجة نوعية للتهديد بالإجهاض، ويشك الكثيرون في فائدته. لذلك يجب ألاّ يعطى منوالياً إلا إذا ثبت بالفحوص السريرية والمخبرية وجود قصور هرموني مؤكد، فتعطى مشتقات البروجستيرون التي ليس لها تأثير مُذَكِّر مثل (17 ـ هيدروكسي بروجستيرون المديد) 250 ملغ حقناً عضلياً كل أسبوع، ومتابعة تطور الحمل سريرياً وبالفحص بما فوق الصوت.

2 ـ معالجة الإجهاض الحتمي: في جميع حالات الإجهاض يجب البدء بتحسين الحالة العامة للمريضة بإعطاء المصول ونقل الدم أو معيضاته إن لزم.

في الإجهاض الحتمي تعطى المريضة المسكنات حتى إذا اتسع عنق الرحم يبادر لإفراغ الرحم بإدخال الإصبع في جوف الرحم وفك المشيمة من مرتكزها ثم استخراجها مع محصول الحمل بمنقاش البيضة، ويكمل إفراغ الرحم بالتجريف الآلي بالمجرفة الحادة أو الكليلة حسب تقدير الطبيب وخبرته.

أما إذا لم يتسع عنق الرحم أو كان النزف غزيراً؛ فيجرى توسيع العنق آلياً وإفراغ الرحم كما ذكر؛ ولابد من أن يتم ذلك تحت التخدير العام.

3 ـ معالجة الإجهاض التام: يجب التأكد من فراغ الرحم وخلوه التام، فتعطى مقبضات الرحم والصادات للوقاية من النزف والإنتان، وهو أحسن نتيجة ينتهي إليها الإجهاض.

4 ـ معالجة الإجهاض الناقص: إذا لم يكن اتساع عنق الرحم كافياً يوسَّع آلياً، وتفك القطع المشيمية المنحبسة أصبعياً، وتستخرج، ويجري التجريف مثلما ذكر في الإجهاض الحتمي.

5 ـ معالجة الإجهاض الفائت: إذا لم تكن هناك مضاعفات يمكن الانتظار والمراقبة مدة شهر بأمل أن تطرح الرحم محصول الحمل عفوياً، فإذا لم يتم ذلك؛ يلجأ إلى إفراغ الرحم خوفاً من حصول اضطراب في التخثر الدموي.

ويتم إفراغ الرحم بتحريضها على التقلص بتسريب الأوكسيتوسين وريدياً ضمن المصل أو باستعمال مركّبات البروستاغلاندين حتى إذا اتسع عنق الرحم أفرغت الرحم بالتجريف الآلي.

ويجب قبل إفراغ الرحم إجراء الفحوص الدموية الكاملة وتحري عوامل التخثر الدموي وعيارها؛ ولاسيما مولد الليفين. فإذا كان مقداره دون الحد الطبيعي اتخذت الاحتياطات التامة للوقاية من حدوث النزف بتهيئة الأدوية اللازمة والدم الطازج لنقله إلى المريضة، وفي حالة غياب مولد الليفين لابد من إعطاء مولد الليفين أو البلازما المجففة بالمقادير الكافية.

6 ـ معالجة الإجهاض الإنتاني: تحسن الحالة العامة للمريضة بنقل المصول والدم أو معيضاته، وتعطى الصادات الواسعة الطيف، ويستحسن عدم التسرع بإفراغ الرحم وإجراء التجريف قبل السيطرة على الإنتان وقاية من انتشار الإنتان وتعممه أو حصول الصدمة الإنتانية.

وإذا حدثت الصدمة الإنتانية فإن معالجتها تتطلب وجود المريضة في المستشفى في وحدة العناية المشددة، ومن قبل فريق طبي مختص حيث تتخذ الإجراءات التالية:

أ ـ زرع جرثومي للدم ومفرزات عنق الرحم وجوف الرحم بالطريقتين الهوائية واللاهوائية لاكتشاف العامل الجرثومي المسبب مع إجراء التحسس الجرثومي تجاه الأدوية لاختيار الصادة المناسبة وإعطائها بالمقادير الهجومية.

ب ـ تقاس الشوارد الدموية، ويصلح أي اضطراب فيها.

ج ـ تعطى الستيروئيدات القشرية (الكورتيزون) وريدياً وبمقادير كبيرة.

د ـ تراقب الحالة العامة للمريضة والضغط الشرياني والضغط الوريدي المركزي والعلامات الحيوية (الحرارة، النبض، التنفس… إلخ).

هـ ـ توضع قثطرة مثانية دائمة لمراقبة إدرار البول والتوازن بين السوائل المعطاة والسوائل المطروحة ولكشف أي قصور في الوظيفة الكلوية ومعالجتها.

و  ـ إنشاق الأكسجين في حالات قصور التنفس الشديد أو الوضع على التهوية الصناعية (المنفسة) في حالات توقف التنفس.

7 ـ معالجة الإجهاض المتكرر: تعتمد على كشف السبب قبل حصول الحمل ومعالجته، فتعالج الأخماج العامة والمزمنة والاضطرابات الغدية (الدرق  ـ السكري)، وتعالج تشوهات الرحم والأورام الرحمية جراحياً، وتتابع المعالجة في أثناء الحمل.

أما خلل تشكل المضغة والشذوذات الصبغية فلا معالجة له حتى الآن.

حين يكون السبب عدم استمساك عنق الرحم تكون المعالجة بتدعيم فوهة عنق الرحم الباطنة بإجراء تطويق العنق بخيط خاص، وأفضل وقت لإجرائه بين الأسبوع (12 ـ14) من الحمل (عملية شرودكار أو ماكدونالد)، وتجرى العملية تحت التخدير العام، ويرفع خيط التطويق في الأسبوع (38) من الحمل أو فور ظهور أعراض المخاض وعلاماته إذا حصل قبل ذلك.

8 ـ معالجة الإجهاض المحرض الجنائي: تتبع الإجراءات التي ذكرت في معالجة الإجهاض الإنتاني (إفراغ الرحم) ومعالجة الإنتان ومضاعفاته الخطرة؛ ولاسيما التهاب الصفاق الحوضي أو المعمم وإنتان الدم والصدمة الإنتانية والقصور الكلوي الحاد إن حدث.

وحين وجود تمزق عنق الرحم أو انثقاب الرحم أو تأذي المثانة أو الأمعاء الدقيقة أو القولونات أو المستقيم فلا بد من التدخل الجراحي عبر البطن لإصلاح الأذية التي حدثت.

 

 

علينا أن نتذكر

> الإجهاض هو انطراح محصول الحمل قبل أن يكون قابلاً للحياة أي قبل اليوم 180 من الحمل أو قبل أن يبلغ وزنه 1000غ.

> أسبابه كثيرة: في الحامل (إصابتها بأخماج حادة أو تناول بعض الأدوية أو عدم استمساك عنق الرحم أو التعرض لرض…) وفي محصول الحمل (إصابة بتشوه أو وجود عيب صبغي).

> الإجهاض عفوي أو محرض؛ والعفوي عارض أو متكرر، والمحرض دوائي أو جنائي.

> يسير الإجهاض بالمراحل التالية: الإجهاض المهدد، الإجهاض الحتمي، الإجهاض التام، الإجهاض الناقص، الإجهاض الفائت.

> قد تجدي المعالجة في مرحلة الإجهاض المهدد، ولكنها لا تجدي بعد ذلك.

> من عوارض الإجهاض الخمج وانحباس محصول الحمل جميعه أو جزء منه، وقد يؤدي هذا إلى نزف مختلف الكمية.

 

 


التصنيف : توليد
النوع : توليد
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 273
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1062
الكل : 57087602
اليوم : 44003