آخر الأخبار
أوستن (جون لانغشو)
اوستن (جون لانغش)
Austin (John Langshaw-) - Austin (John Langshaw-)
أوستن (جون لانغشو ـ) (1911 ـ 1960) جون لانغشو أوستن John Langshaw Austin، فيلسوف إنكليزي وأحد أهم ممثلي فلسفة اللغة، والفلسفة التحليلية. ولد في مدينة لانكاستر، وتوفي في أكسفورد. تخرج في جامعة أكسفورد، متخصصاً في الآداب اليونانية والرومانية. وشغل فيها كرسي الفلسفة الأخلاقية مِن عام 1952 حتى وفاته. لم تُنشر لأوستن مؤلفات في حياته ماعدا بعض المقالات والمحاضرات التي ألقاها أمام جمعيات أو في مؤتمرات علمية. فقد كان يُعنى بالتدريس وإعداد الدروس الجامعية، ويعقد كل يوم سبت حلقة يحضرها طلاب وأصدقاء، ويغلب عليها طابع النقاش والحوار. واعتمدت الأوراق التي خلَّفها في ما نُشر له بعد وفاته من كتب وأهمها: «أوراق فلسفية» (1961)، و«الحس والمحسوسات» (1962)، و«كيف تصنع أشياء بالكلمات» (1962). يبني أوستن الفهم الفلسفي على التحليل اللغوي، تحليل «لغة الحياة اليومية» Ordinary Language، وهي الفلسفة المسماة بـ «مدرسة أكسفورد» التي يُعد أوستن مع جيلبرت رايل G.Ryle وج إ.مور G.E.Moore من أبرز ممثليها. وقد تفرَّد من بين أقرانه بمنهج يصح القول فيه إنه تقنية عمل أكثر منه منظومة قواعد ومبادئ وطرق. فمن منطلق أن متابعة الكلمة هي المدخل إلى حل ماعلق بالفكر من تعقيدات نافلة، يلجأ إلى المعجمات وإلى جميع حالات استخدام الكلمة، ليقف على معانيها ويكشف عما اكتسبته عبر تاريخ هذا الاستخدام. وعنده أن المكان الطبيعي للمعنى هو مايعبَر عنه في اللغة اليومية، وعلى المرء أن يبحث عنه حيث هو. وتُظهر الأوراق التي خطها أوستن طريقة عمل مخبرية، يسجل نتائجها ثم يثبت ببساطة ووضوح المعنى المقصود في كل قول. أما الغموض في اللغة الفلسفية، وما يتأتى عنه من مشكلات، فناجم عن الخلط بين المعنى الحقيقي للكلمة والأيديولوجية القابعة وراءها، فالأيديولوجية هي التي توهمنا بأن العالم مكون من أشياء تقوم اللغة بوصفها فقط من منطلق ذاتي. أما أوستن فيرى أن مهمة الفلسفة تنحصر في تنقية لغة الحياة اليومية من نشاز الأيديولوجيات، فتعود الفلسفة إلى منبعها الحقيقي الذي هو لغة الحياة اليومية. إن كلاماً مثل «واقع» أو «حقيقي» أو «علم» محفوف بنظريات فلسفية هو في نهاية الأمر مواقف أيديولوجية بحتة، وهي مليئة بالأخطاء والمشكلات لأنها أساءت استعمال اللغة وخرجت عن قواعدها، وهذه اللغة هي موضوع الفلسفة الوحيد. ومن هنا كان على كل جهد في الفلسفة أن يبدأ بالكشف عن المعنى في اللغة، لا بل إن هذا العمل هو غاية كل بحث فلسفي ونهايته. وموقف أوستن هذا على النقيض من جهود بعض كبار الفلسفة التحليلية مثل فريغه Frege ورسّل[ر] Russell وكرناب Carnap الذين وضعوا للفلسفة لغة رياضية، لتكون الفلسفة علمية بقدر علمية الرياضيات عينها، وتشييد القول الفلسفي على الدقة والصرامة المنطقية الرياضية. في حين يرى أوستن أن هذا الجهد نافِلٌ، لا لأن لغة الحياة اليومية قد صارت مقدسة لديه، بل لأنها تكشف عن المعنى الحقيقي وتفتح المجال أيضاً للإصلاح إن تطلب الأمر ذلك، شرط أن تُعرف قبله (أو قبل إحلال لغة بديلة) تعرف اللغة اليومية وفهمها، «ولا يسيء أحد استخدام لغة الحياة اليومية إلا ويدفع ثمن الإساءة». وقد بذل أوستن جهداً كبيراً في فك دعائم البنيات المجردة التي شيدها مفكرو «نادي فيينة» والتي كادت أن تصير ميتافيزيقة جديدة مع سعيهم وراء الخلاص من كل أشكالها. لقد أبدع أوستن في تحريه المختبري حول «الجملة الانجازية» Performative Sentence بوجه خاص. فالقول ليس مجرد انعكاس واقع على أنه خطأ أو صواب، بل هو فعل حقيقي يشمل المتكلم والموقف والهدف والمستمع والشروط والمعايير القائمة. من هنا يكون القول التقريري «صنعاً للأشياء بالكلمات» كما أن صيغة القول النحوية لاتعكس شكلاً منطقياً خاصاً بها فحسب، بل إنها تتضمن تجربة المتكلم والأجيال التي أُثْبتت وتوارثتها اللغة، وهي من هنا موضوع التحليل المفضل، ذلك أن التحليل ممارسة. وهي في رأي أوستن المساهمة الوحيدة التي يمكن أن تقدمها الفلسفة للفهم، مبقية على الحياة على ما هي، وللغة أثرها الأساسي فيها مع استبعاد تهديد التجريد والتأثير الأيديولوجي. إن كل متكلم يفعل ويحقق شيئاً في العالم. اقترح أوستن لفلسفته تسمية «الفينومينولوجية اللغوية»، وابتعد عن الميتافيزيقة التأملية، ورفض تقديم فلسفة أخلاقية أو أي منظومة فكرية مبنية على مبادئ عامة ونظريات مستنتجة عنها، فكان بذلك أكثر توافقاً مع منطلقه من ممثلي المدرسة التحليلية وأقربهم من اهتمامات الإنسان العادي. غانم هنا الموضوعات ذات الصلة: رسّل ـ الفينومينولوجية (علم الظواهر) ـ كرناب ـ وضعية منطقية. مراجع للاستزادة: ـ مورثون وايت: عصر التحليل، ترجمة أديب شيش (دمشق 1975). - DIXON, R.M.W, What is Language ? (London 1965). اقرأ المزيد »- التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد الرابع، طبعة 2001، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 258
متنوع
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 1117
- الكل 80302199
- اليوم 22317
اخترنا لكم
كارول (لويس-)
كارول (لويس ـ) (1832 ـ 1898) لويس كارول Lewis Carroll هو الاسم المستعار لتشارلز لَتويدج دودجسن Charles Lutwidge Dodgson، مصور وروائي وشاعر وعالم في الرياضيات والمنطق. اشتهر بروايته «مغامرات أليس في بلاد العجائب» Alice’s Adventures in Wonderland ء(1865) التي كتبها للأطفال، والرواية الملحقة بها «في المرآة» Through the Looking Glassء(1871)، وتعد الروايتان من أكثر أدب الأطفال شعبية عالمياً.
ذوات المصراعين
ذوات المصراعين ذوات المصراعين Bivalva رخويات[ر] مائية واسعة الانتشار، تعيش في جميع البحار وفي المياه العذبة على مختلف الأعماق. يقدر عدد أنواعها بنحو 30000 نوع. وهي تعد من أكثر الرخويات أهمية اقتصادية، لاستخدامها غذاءً للإنسان أو للزينة مثل اللؤلؤ أو في التزيينات (الديكور)، لكن لها من جهة أخرى آثار ضارة لما تلحقه من ضرر بالمنشآت الملاحية البحرية. كما تتميز من الرخويات الأخرى بأنها تشكل جماعات ضخمة تقوم بالترشيح البيولوجي لمياه المنطقة الشاطئية.