logo

logo

logo

logo

logo

اقتصاد المعرفة

اقتصاد معرفه

Knowledge economy - Economie de la connaissance

اقتصاد المعرفة

محمد الجلالي

خصائص اقتصاد المعرفة

متطلبات اقتصاد المعرفة

قياس اقتصاد المعرفة

الآفاق المستقبلية لاقتصاد المعرفة

 

تنقسم الموارد الإنتاجية - وفقاً للاقتصاد التقليدي - إلى الأرض والعمل ورأس المال، ويعدّ رأس المال أحد الموارد الأكثر أهمية. ويتكون رأس المال من كل ما يمتلكه المجتمع من وسائل إنتاج يمكن توظيفها لإنتاج سلع وخدمات تتحقق الرفاهية الاقتصادية للمجتمع باستهلاكها، وتزداد القوة الاقتصادية للمجتمع بامتلاكه المزيد من رأس المال.

والمعرفة هي المخزون المتراكم من المعلومات والمهارات المتعلقة بربط الأفكار الجديدة بالقيم التجارية، وتطوير المنتجات الجديدة، ومن ثمّ إنجاز الأعمال بطريقة جيدة، وبذلك فالمعرفة هي المكوِّن الذي يحدد تنافسية المناطق أو الدول أو القطاعات أو الشركات.

يتمحور اقتصاد المعرفة knowledge economy حول النظر إلى المعرفة على أنها أحد الموارد الاقتصادية إن لم تكن المورد الأهم، وتتكامل المعرفة مع مورد العمل، لتكوين ما أصبح يعرف برأس المال البشري human capital. وفي اقتصاد المعرفة يعدّ استخدام المعرفة المكوِّن الأبرز في إيجاد الثروة، وهو يتناول الاستخدام الأكثر فعالية لجميع أنواع المعرفة في جميع النشاطات الاقتصادية.

يركز اقتصاد المعرفة في مفهومه الضيق على العمليات الاقتصادية التي تجري على المعرفة من خلال الاستثمار فيها، ودراسة العمليات الاقتصادية المبنية عليها، في حين يتسع مفهومه الأشمل ويُشار إليه أحياناً بالاقتصاد المستند إلى المعرفة knowledge-based economy بحيث يشمل استخدام المعرفة وتوظيفها بوصفها مورداً اقتصادياً أساسياً في جميع مجالات النشاط الاقتصادي.

ويُنظر اليوم إلى اقتصاد المعرفة بأنه يشمل جميع مصادر الميزة التنافسية التي يمكن تطبيقها على جميع القطاعات، وجميع الشركات، وفي المناطق كافة، من الزراعة إلى التجارة إلى البرمجيات والتقانة الحيوية.

خصائص اقتصاد المعرفة:

- تعدّ المعرفة المورد الاقتصادي الأهم، ويختلف هذا المورد عن الموارد الاقتصادية الأخرى في أنه لا ينضب بالاستخدام، وتزداد قيمته عند مشاركته مع الآخرين، وهذا ما يجعله سلعة عامة عالمية، ويؤدي التوظيف الأمثل لهذا المورد في المجالات المختلفة للنشاط الاقتصادي إلى زيادة الإنتاج والاستهلاك، ومن ثمّ تحقيق الرفاهية الاقتصادية للجميع.

- الاستثمار في رأس المال البشري وزيادته، وفي نظم التعليم والابتكار، وربط التعليم بالحاجات الاقتصادية للمجتمع.

- الاعتماد المتزايد على تقنيات الاتصالات والمعلومات في مختلف مجالات النشاط الاقتصادي، وهذا يؤدي إلى زيادة الكفاءة في استغلال الموارد الاقتصادية وتحقيق الفعالية الاقتصادية من هذه الموارد، وهذا ما يبرز في تحقيق معدلات أفضل للرفاه الاقتصادي.

متطلبات اقتصاد المعرفة

يتطلب انتقال الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة توافر المتطلبات الآتية:

- الإطار المؤسسي الفعال لاقتصاد المعرفة.

- الاستثمار في التعليم، وتطوير مناهج الدراسة بحيث تشجّع الابتكار والإبداع، وتوفّر القاعدة المناسبة لبناء مجتمع المعلومات.

- الاستثمار في البحث العلمي، وربط البحث العلمي بالصناعة، وتشجيع البحوث التطبيقية، بما يسهم في توظيف نشاطات البحث العلمي في خدمة الصناعة.

- الاستثمار في الاتصالات وتقانة المعلومات، وفي بناء شبكات المعلومات التي تعدّ البنية التحتية لاقتصاد المعرفة.

- التشريعات الملائمة لضمان حقوق الملكية الفكرية، بما يحفز الابتكار، وحصول المجتمع على القيم المضافة من الاستثمار في التعليم والابتكار والمعرفة.

قياس اقتصاد المعرفة:

تسعى الدول إلى الانتقال إلى اقتصاد المعرفة، ولتحقيق ذلك تسعى إلى تحقيق متطلبات المعرفة، ومن الضروري توافر مؤشرات لقياس مدى تحقيق الدول لاقتصاد المعرفة.

طُوّر عدد من المؤشرات لقياس اقتصاد المعرفة، أهمها المؤشر الذي طوّره البنك الدولي World Bank بعنوان منهجية تقييم المعرفة knowledge assessment methodology (KAM). وتقوم هذه المنهجية على افتراض أن اقتصاد المعرفة يتضمن أربعة مرتكزات هي:

- الحوافز الاقتصادية والنظام المؤسساتي: وتتضمن تقدير قيود التعرفة، والنوعية التنظيمية، وسيادة القانون.

- منظومات الابتكار: وتضمّ تقدير عائدات حقوق الملكية والتراخيص، وعدد براءات الاختراع، وقياس عدد المقالات المنشورة في الدوريات العلمية والتقنية.

- التعليم والموارد البشرية: ويشمل قياس مدى الإلمام بالقراءة والكتابة عند البالغين، ونسبة الالتحاق الإجمالي بالتعليم الثانوي، ونسبة الالتحاق بالتعليم الجامعي والمهني.

- تقانات المعلومات والاتصالات: وتقيس عدد خطوط الهاتف، وعدد الحواسيب، وعدد مستخدمي الإنترنت.

وتشتمل المنهجية حالياً على ما مجموعه 83 مؤشراً تُحدَّث بياناتها تحديثاً مستمراً ضمن الموقع الإلكتروني للبنك الدولي. ويجري وفقاً لهذه المنهجية قياس اقتصاد المعرفة عن طريق دليل رقمي يسمى دليل تقييم المعرفة knowledge assessment index (KAI)، وهو دليل يقيس مدى توافر متطلبات اقتصاد المعرفة لدى الدولة، ويرتّب الدول على مقياس متدرج من صفر إلى عشرة، بحيث تقترب الدولة من عشرة كلما امتلكت مستوىً أفضل من اقتصاد المعرفة.

يُحسب الدليل من بيانات اثني عشر مؤشراً تمثل كل ثلاثة منها واحداً من المرتكزات الأربعة المذكورة آنفاً. ويبيّن الجدول (1) هذه المؤشرات وقيمها في الدول العربية. ولحساب الدليل تُحوَّل قيم مؤشرات الدليل إلى قيم معيارية. وتُحسب القيمة المعيارية لمؤشر ما لدولة معينة عن طريق تحديد ترتيب الدولة بالنسبة للمؤشر، بافتراض أن الدولة الفضلى في الأداء تحصل على الترتيب الأول والدولة التالية في الأداء الترتيب الثاني وهكذا. وتساوي القيمة المعيارية للمؤشر للدولة المعنية حاصل قسمة عدد الدول الأدنى ترتيباً من الدولة في المؤشر على مجموعة عدد الدول المشمولة مضروباً في 10. ويُحسب دليل كل مرتكز بإيجاد المتوسط الحسابي للقيم المعيارية للمؤشرات الثلاثة التي تمثّل المرتكز، ثمّ يُحسب دليل تقييم المعرفة باعتباره المتوسط الحسابي لقيم أدلة المرتكزات الأربعة، وتقع قيمة كل دليل بين 0 و 10، وهي تعبّر عن موقع الدولة النسبي مقارنة بجميع الدول التي يُحسب لها الدليل. وعليه يقع دليل أعلى 10 % من الدول بين 9 و10، ويقع دليل ثاني أعلى 10 % من الدول بين 8 و9 وهكذا.

الجدول (1) مؤشرات دليل تقييم المعرفة للدول العربية (المصدر: تقرير المعرفة العربي – منظمة الأمم المتحدة – 2009).

 

مرتكز الحوافز الاقتصادية والنظام المؤسساتي

مرتكز منظومات الابتكار

مرتكز التعليم والموارد البشرية

مرتكز تقانات المعلومات والاتصالات

الدولة

قيود التعرفة وقيود أخرى

النوعية التنظيمية

سيادة القانون

مدفوعات حقوق الملكية والترخيص ومقبوضاتها (دولار للفرد)

براءات اختراع منحها مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي لكل مليون فرد

مقالات الدوريات العلمية والتقنية لكل مليون فرد

الإلمام بالقراءة والكتابة للبالغين (% للعمر 15 سنة فأكثر)

الالتحاق الإجمالي بالتعليم الثانوي (%)

الالتحاق الإجمالي بالتعليم بعد الثانوي (%)

مجموع خطوط الهاتف لكل 1000 فرد

حاسوب لكل 1000 فرد

مستخدمو الإنترنت لكل 1000 فرد

الجزائر

68.8

-0.6

-0.6

0.0

10.7

69.9

83.2

21.4

494

11

58

البحرين

80.8

0.7

0.6

0.0

45.6

86.5

101.2

33.1

1301

169

213

جيبوتي

28.8

-0.9

-0.8

0.0

0.0

22.8

2.2

69

24

13

مصر

66.0

-0.4

0.0

4.3

0.1

22.8

71.4

86.2

34.8

325

38

68

العراق

15.6

-1.4

-1.9

0.0

40.0

74.1

45.2

12.1

432

56

35

الأردن

74.8

0.4

0.5

0.3

50.8

91.1

87.4

39.9

419

57

119

الكويت

81.0

0.5

0.8

0.0

2.4

91.9

93.3

88.7

18.8

1140

237

276

لبنان

77.4

-0.1

-0.5

0.0

0.8

58.3

86.5

81.4

46.3

554

115

196

ليبيا

39.6

-0.1

-0.6

0.0

27.4

84.0

98.5

174

36

موريتانيا

70.2

-0.2

-0.4

0.0

20.8

3.2

256

14

7

المغرب

62.6

-0.2

0.0

1.9

0.0

14.7

52.3

49.2

11.4

455

25

153

عُمان

83.6

0.8

0.7

0.1

44.3

81.4

88.6

18.3

623

47

111

قطر

70.8

0.5

0.9

0.5

32.2

89.0

96.6

18.7

1135

171

269

السعودية

76.8

0.0

0.2

0.0

0.6

24.9

82.9

94.2

29.2

740

354

70

السودان

-1.2

-1.3

0.0

1.3

60.9

32.7

69

90

77

سورية

54.0

-1.2

-0.6

0.0

4.1

80.8

67.3

307

42

58

تونس

71.8

0.2

0.4

2.2

0.1

56.9

74.3

83.3

30.1

692

57

95

الإمارات

80.4

0.7

0.7

1.2

55.8

88.7

85.7

23.2

1273

116

308

اليمن

66.4

-0.1

-1.0

0.0

0.6

54.1

45.6

9.4

135

15

9

يبيّن الجدول (2) قيم دليل اقتصاد المعرفة لكل دولة من الدول العربية، حيث يتضح أن الإمارات العربية المتحدة تأتي في المرتبة الأولى بين الدول العربية في دليل تقييم المعرفة حيث يبلغ 6.94 من عشرة تليها البحرين بدليل قيمته 6.9 من عشرة، في حين لا تتجاوز قيمة هذا الدليل 1.92 من عشرة في اليمن.

الجدول (2) دليل اقتصاد المعرفة (KEI) للدول العربية للعام 2012

(المصدر: Arab Knowledge Economy Report 2014)

الترتيب العالمي

الدولة

المؤشر

42

الإمارات العربية المتحدة

6.94

43

البحرين

6.9

47

عُمان

6.14

50

السعودية

5.96

54

قطر

5.84

64

الكويت

5.33

75

الأردن

4.95

80

تونس

4.56

81

لبنان

4.56

96

الجزائر

3.79

97

مصر

3.78

102

المغرب

3.61

112

سورية

2.77

122

اليمن

1.92

134

موريتانيا

1.65

138

السودان

1.48

139

جيبوتي

1.34

ويبيّن الجدول (3) قيم دليل تقييم المعرفة وأدلة مرتكزاته والموقع النسبي لكل دولة عربية ضمن دول العالم، ويبلغ هذا الدليل في سورية مثلاً 2.77 من عشرة، وتحتل المرتبة 112 من 146 دولة في العالم وفق ما يظهره الجزء السفلي من الجدول.

الجدول (3) ترتيب الدول العربية في كلٍّ من مرتكزات دليل اقتصاد المعرفة للعام 2012 (المصدر: Arab Knowledge Economy Report 2014)

منظومة الحوافز الاقتصادية

منظومة الابتكار

الترتيب

الدولة

المؤشر

الترتيب

الدولة

المؤشر

44

عُمان

6.96

46

الإمارات

6.6

45

قطر

6.87

49

قطر

6.42

48

البحرين

6.69

57

عُمان

5.88

50

الإمارات

6.5

64

الكويت

5.22

54

الكويت

5.86

70

تونس

4.97

60

السعودية

5.68

71

لبنان

4.86

62

الأردن

5.65

75

البحرين

4.61

72

المغرب

4.66

84

السعودية

4.14

73

مصر

4.5

85

مصر

4.11

79

لبنان

4.28

88

الأردن

4.05

96

تونس

3.81

96

المغرب

3.67

107

اليمن

2.91

99

الجزائر

3.54

115

الجزائر

2.33

107

سورية

3.07

الآفاق المستقبلية لاقتصاد المعرفة:

تقع الدول النامية ومنها الدول العربية في مرتبة متأخرة عن الدول المتقدمة في مؤشرات اقتصاد المعرفة، وهذا ما يبيّنه الجدول (2)، حيث يظهر أن الإمارات العربية المتحدة التي تحتل المرتبة الأولى بين الدول العربية في دليل تقييم المعرفة تحتل المرتبة 42 بين دول العالم، وتليها البحرين التي تحتل المرتبة 43، وتحتل سورية المرتبة 112، وهو موقع متأخر نسبياً، وهذا يبرز الحاجة إلى المزيد من الاهتمام في بناء مرتكزات اقتصاد المعرفة للارتقاء بدليل تقييم المعرفة.يعدّ الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد المعرفة تحدياً وفرصة أمام الدول العربية، فهو تحدٍّ لبذل المزيد من الجهد في خطوات التحول إلى اقتصاد المعرفة عبر الاهتمام بالتعليم، وبمنظومات الابتكار، وبالبنية التحتية لشبكات الاتصالات والمعلومات، واعتماد السياسات الملائمة لتشجيع الاستثمار والإنتاج في الأشكال المختلفة من المعرفة.

وهو فرصة في الوقت نفسه؛ لأن المعرفة أضحت اليوم سلعةً عامة عالمية تنتقل بسهولة بين الدول، يمكن للدول استغلالها لتجنب النقص في الموارد الاقتصادية الأخرى لديها، واللحاق بركب الدول المتقدمة.

مراجع للاستزادة:

- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقرير المعرفة العربي للعام 2009 نحو تواصل معرفي منتج، منظمة الأمم المتحدة، دبي 2009.

- مجموعة مؤلفين، تحرير وليام هلال وكينيث ب. تايلر، ترجمة حسن عبد الله بدر وعبد الوهاب حميد رشيد، اقتصاد القرن الحادي والعشرين آفاق اقتصادية-اجتماعية لعالم متغير، المنظمة العربية للترجمة، بيروت 2009.

- G. T. Kefela, Knowledge- Based Economy and Society has Become a Vital Commodity to Countries, International NGO Journal, 2010.

- MADAR Research and Development and Orient planet, Arab Knowledge Economy report 2014, UAE 2014.

- K. Uppenberg, The Knowledge Economy in Europe, A Review of the 2009 EIB Conference in Economics and Finance, 2009.


التصنيف : الهندسة المعلوماتية
النوع : الهندسة المعلوماتية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 536
الكل : 31744126
اليوم : 19587