logo

logo

logo

logo

logo

بطيئات المشية

بطييات مشيه

Tardigrada -

بطيئات المشية

حسن حلمي خاروف

 

 

 

بطيئات المشية Tardigrada، وتسمى أيضاً دببة الماء water bears، شعبة من الحيوانات، أفرادها صغيرة الحجم لا يتجاوز طول الواحد منها الميليمتر الواحد. عُرِفَ منها مابين 300-400 نوع، تنتشر في جميع أنحاء العالم، ويعيش معظمها في الطبقة المائية الرقيقة التي تغطي الأُشنات mosses والحَزازيات lichens، وبعضها يعيش في طحالب algae المياه العذبة أو في المخلفات التي تتراكم في قاع المجمَّعات المائية.

تشترك هذه الحيوانات مع مفصليات الأرجل Arthropoda في كثير من الصفات، وتتصف أفرادها بأن جسمها يتألف من قطعة فموية في مقدمة الجسم ينفتح الفم فيها، يليها خمس قطع جسمية يحيط بها قشيرة غير كيتينية، وتُبَطِّن المعيين الأمامي والخلفي فيها، تظهر عليها- على الرأس والجذع والأرجل- عدد من الشويكات. تنسلخ هذه القشيرة أربع مرات أو أكثر في السنة. يحمل الفرد منها أربعة أشفاع من الأرجل الضخمة غير المتقسمة، ينتهي كل منها بمخالب وعُضَيــّاتٍ متحــــورة (الشكل 1).

الشكل (1) الشكل العام لبطيئات المشية.

يحتوي فمها على غدتين فمويتين، وقد تَكَيَّف للامتصاص مستعيناً لذلك بقليمين stylets موجودين على جانبي الفم يخترقان الجدران السلولوزية للخلايا النباتية، ويساعدان البلعوم على امتصاص السوائل النباتية. علماً أن بعض بطيئات المشية تمتص سوائل بدن الخيطيات Nematoda والدوارات Rotifera والحيوانات الصغيرة الأخرى (الشكل 2). وفي المنطقة الفاصلة بين المعدة والمستقيم ثلاث غدد يعتقد أنها مفرزة، تسمى أحياناً قنيات مالبيغي Malpighian tubules، تفرغ مفرزاتها في جهاز الهضم.

الشكل (2) البنية الداخلية لبطيئات المشية.

معظم جوف الحيوان جوف دموي hemocoel؛ ويقتصر فقط على جوف المناسل التي تتوضع ظهرياً. وتفتقر هذه الحيوانات إلى جهازي الدوران والتنفس؛ حيث يتم التبادل الغازي عبر جدار جسمها.

دماغها كبير نسبياً، يغطي معظمَ السطح الظهري للبلعوم، ويتصل بحبل عصبي مزدوج يمتد على طول الوجه البطني للحيوان، مؤلف من أربع عقد عصبية.

الأجناس عند بطيئات المشية منفصلة؛ لكن بعضها - مما يعيش في المياه العذبة والأنواع ساكنات الطحالب- لا يُعرَف عن وجود ذكور لها، ويبدو أنها تتكاثر بكرياً parthenogenesis؛ الأمر الذي تأكد حدوثه عند نوعين فقط. أما الأنواع البحرية فإن الذكور والإناث توجد عندها بأعداد متساوية تقريباً. ويبدو أن وضع البيض عندها يتم عند الانسلاخ، وبعضها تطرح بيوضها ضمن القشيرة المنسلخة (الشكل 3). يستغرق التنامي الجنيني 3-40 يوماً؛ الأمر الذي يختلف باختلاف الأنواع.

الشكل (3): قشيرة بطيء المشية وهي تضع عدداً من البيوض الملقحة.

تتمتع هذه الحيوانات بقدرتها على تعليق حياتها؛ في حادثة تسمى الحياة الخفية cryptobiosis، فيما يشبه السبات hibernation، يُعَلِّق الفرد خلالها استقلابه، فيستطيع في أثناء ذلك تحمل ظروف البيئة السيئة، ففي حالات الجفاف التدريجي تنخفض كميات الماء في الحيوان من 85 % تقريباً إلى نحو 3 % فقط، فتتوقف حركته، ويتخذ الجسم شكل البرميل تقريباً. وقد تبين أن هذا السبات يمكن أن يستمر 6.5 سنة. بناء على هذا يمكن أن يعيش الفرد منها نحو 67 سنة. كما يستطيع الحيوان تحمل درجات الحرارة العالية ونقصان الأكسجين الشديد؛ إذ يستطيع تحمل هذه الظروف عدة سنوات، ويستعيد حياته الطبيعية عند عودة الرطوبة إلى حالتها المعتادة.

مراجع للاستزادة:

- C. P. Hickman, Jr., L. S. Roberts, A. Larson, Integrated Principles of Zoology. McGraw- Hill. 2001.

- R. Lewis, B. Parker, D. Gaffin, M. Hoefnagels, Life. McGraw- Hill, 2007.

 


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31218142
اليوم : 43299