logo

logo

logo

logo

logo

التبغ

تبغ

Tobacco -

التبغ (زراعة-)

الموطن الأصلي والزراعة والانتشار مُكونات التبغ
التصنيف العلمي والأسماء الشائعة الاستخدامات والأضرار
الوصف النباتي الأمراض والحشرات

 حسين المحاسنة

 

التبغ tobacco نبات عشبي حولي من الفصيلة الباذنجانية Solanaceae، أوراقه غنية بالنيكوتين، وبذرته تحتوي على نحو 45-35% من وزنها زيتاً، تستخدم أوراقه صنعياً لتحضير السجائر بأنواعها المختلفة والسيجار وتبغ الغليون وغيرها. يُعد التبغ أحد أهم المحاصيل الصناعية في العالم.

الموطن الأصلي والزراعة والانتشار

تُعد أمريكا الموطن الأصلي للتبغ، ونُقل من البرازيل إلى فرنسا عام 1556، وإلى البرتغال عام 1561، ثمّ انتشر على نحو واسع في أوربا في نهاية القرن السادس عشر، وانتشرت عادة التدخين بين الشعوب الأوربية، ثم نُقل إلى القسم الغربي والجنوبي من آسيا، وينتشر الآن في معظم دول العالم ليُزرع إما لسد حاجة السوق المحلية وتصدير الفائض (اليونان وتركيا)، وإما لتصدير الإنتاج من بعض الأصناف واستيراد كميات من أصناف أخرى لتحضير الخلطات التي تلبي ذوق المستهلكين (الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وبعض دول غربي آسيا واليابان والهند)، أو تُستورد منتجاته المصنعة (ليبيا ودول الخليج العربي). وتُعد الأراضي الجيدة الصرف والمفككة المشمسة والمتعادلة الحموضة والخصبة غير المالحة والخالية من الأعشاب؛ صالحة لزراعة التبوغ وإنتاجها، ودرجة الحرارة المثلى هي 27°س، وتتوقف عن النمو عندما تقل عن 3°س. أسهم الوعي الصحي العالمي لأضرار التدخين في الحد من زيادة المساحة المزروعة بالتبغ في العالم، حيث بلغت 4.2 مليون هكتار، والإنتاج 7.4 مليون طن ورقاً مجففاً (FAO، 2011)، وبلغت على صعيد الوطن العربي نحو 65 ألف هكتار والإنتاج 91 ألف طن، إذ تأتي سورية في المركز الأول من حيث المساحة المزروعة (35 ألف هكتار) (الشكل 1) والإنتاج (52 ألف طن)، وتأتي اليمن في المركز الأول من حيث المردود 2150 كغ/هكتار.

الشكل (1) حقل تبغ البرلي في السويداء.

التصنيف العلمي والأسماء الشائعة:

ينتمي التبغ إلى الفصيلة الباذنجانية والجنس Nicotiana الذي يضم 65 نوعاً تنضوي في ثلاثة تحت أجناس هي:

1- تحت الجنس Tabacum: نباتاته ضخمة عشبية، الأوراق كبيرة الحجم لاطئة (نادراً ذات أعناق)، أصله أمريكا الجنوبية يتبع له النوع glutinosa (24 = n2) الذي يعد مصدراً مهماً للجينات المسؤولة عن مقاومة مرض موزاييك التبغ، وأنواع أخرى مثل: tomentosa، وtomentosiformis، وotophora، وsetchellii، وجميعها ثنائية الصيغة الصبغية diploids، وفيها (24=n2)، يُتبع له أيضاً النوع tabacum (48 = n2) الذي يضم غالبية الأصناف المزروعة في العالم، وهو هجين طبيعي بين النوع sylvestris (24=n2) والنوع tomentosiformis (24= n2) بطريقة التضاعف الهجيني للصبغيات allopolyploidy، وغير موجود في الحالة البرية، أزهاره بيضاء، نسبة النيكوتين في أوراقه تصل حتى 5%.

2- تحت الجنس Rustica: نباتاته عشبية قوية، أوراقها ذات أعناق، الأزهار ذات تويج منتظم بلون أخضر أو أصفر، ويُميز فيه 9 أنواع أصلها من أمريكا الجنوبية، منها thyrsiflorae، و rusticae و3 rustica (48 = n2)، أزهاره خضراء أو صفراء، أوراقه غنية بالنيكوتين (12.5 %). ينتشر في أوربا الشرقية وإيطاليا، وقد زرع سابقاً في سورية.

3- تحت الجنس Petunioides: ويضم عدة أنواع برية تمتلك الصيغة الصبغية 18، 20،24 28، 32، 36، 38، 40، 42، وتُعد مصدراً مهماً للجينات المسؤولة عن مقاومة مرض البياض الزغبي (العفن الأزرق)، منها النوع sylvestris الذي يُعدّ أحد الآباء المكونة للتبغ المزروع.

التصنيف التجاري للتبغ: يُصنف بحسب الأمور التالية:

1- طول الورقة: تُقسم التبوغ إلى أصناف صغيرة الأوراق لايتجاوز طولها 20 سم، مثل التبوغ الشرقية العطرية مثل التبوغ السورية (البريليب Breleab، وزغرين zagreen)، وأصناف ذات أوراق متوسطة الطول (20–40 سم) مثل التبوغ نصف الشرقية والشرقية المحايدة (الرافيناك Rafenak والقباقولاك Qabaqulak)، وأصناف ذات أوراق كبيرة، يزيد طولها على 40 سم مثل التبوغ الأمريكية (البرلي Burley والفرجينيا Virginia، (الشكل 2).

الشكل (2) نبات تبغ الفرجينيا

2- عطرية الأوراق: تُقسم إلى أصناف عطرية كالتبوغ الشرقية (سامسون Samsun، وبصما Basma) وأبحاث 5 Abhath-5 وتبغ برلي Burley tobacco، وأصناف نصف عطرية (كروموفوغراد Kromophograd وزغرين Zagreen).

3- طريقة التجفيف curing method: تضم التبوغ المجففة بالهواء الساخن flue-cured tobacco: مثل فرجينيا، والتبوغ المجففة بالدخان fire-cured tobacco مثل التبوغ السوداء، والتبوغ المجففة بالهواء العادي air-cured tobacco كالتبوغ الشرقية وبرلي الفاتحة والداكنة.

4- طريقة الاستعمال: تُقسم التبوغ إلى تبوغ السيجار cigar types، ومنها تبوغ لتعبئة السيجار وتبوغ لربطه وتبوغ لتغليفه، وهي غالية الثمن ومحدودة الاستعمال ومكلفة في الإنتاج. وتبوغ المضغ والنشوق (السعوط) snuff and chewing ومنها التبوغ المجففة بالهواء الساخن والمجففة بالتدخين، وقد تناقصت نسبة استهلاكها بسبب أضرارها الكبيرة. وتبوغ اللفائف (السجائر) cigarette types، وتشمل تبوغ فيرجينيا الشقراء عالية المحتوى من السكريات (الكربوهدرات)، والتي تخلط عادة بالتبوغ الأخرى بنسبة عالية لتشكيل اللفائف، ومنها أيضاً فاتحة اللون الغنية بالسلولوز كالبرلي والمريلند، والتي تضاف إلى التبوغ المجففة بالهواء الساخن في خلطات اللفائف، كما يتبعها التبوغ السوداء المنتشرة في فرنسا وألمانيا وأوربا الشرقية الغنية بالبروتين والنيكوتين والفقيرة بالكربوهدرات.

5-المحتوى من النيكوتين: وتضم التبوغ الغنية بالنيكوتين، وتتبع النوع rustica تصل نسبته في الأوراق إلى 12.6%، وهي تبوغ قوية وأضرارها الصحية كبيرة، والتبوغ متوسطة المحتوى من النيكوتين، تراوح نسبته بين 5 – 6 %، وتشمل الكثير من الأصناف الشرقية ونصف الشرقية ومنها الرافيناك وشك البنت، وهي متوسطة القوة والضرر. والتبوغ منخفضة النيكوتين (2 %) ومنها البرلي وفرجينيا، وتمتاز بغناها بالمواد الكربوهدراتية، وتستعمل بنسبة عالية في الخلطات سواء لصنع اللفائف أو السيجار أو تبوغ المضغ والنشوق والغليون، وهي مرغوبة جداً وأقلها ضرراً.

الوصف النباتي:

يضم جنس التبغ العديد من الأنواع المتباينة في مواصفاتها الشكلية، ويتصف النوع المزروع tabacum بامتلاكه مجموعاً جذرياً متوسط الحجم (عدا أصناف فيرجينيا)، يتوضع قسمه الأعظم على عمق 20 سم في التربة، ساقه قائمة طويلة (60-300 سم) تتألف من عددٍ من العقد والسلاميات تحمل كل منها ورقة مع برعم أو برعمين ساكنين في إبطها، ينتهي الساق بنورة زهرية (الشكل 3). الأوراق بسيطة ذات أشكال وحجوم مختلفة، عددها بين 15-50، يأخذ نصل الورقة شكلاً إهليلجياً أو مثلثياً أو رمحياً متطاولاً، وتتوضع على الساق بشكل حلزوني من القاعدة نحو القمة، وغالباً ما تتجه مع عقارب الساعة، ويختلف طولها من بضعة سنتيمترات حتى 50 سم. تتجمع الأزهار في نورة زهرية مركبة عنقودية؛ تكون الثمرة بشكل كبسولة أو علبة بيضوية مغطاة بأجزاء الكأس، تتفتح من ناحية القمة إلى مصراعين عند النضج، وتحوي عدداً كبيراً من بذور صغيرة الحجم، كلوية الشكل، بنيّة اللون، عددها نحو3000 بذرة في الثمرة ووزن الألف منها يصل إلى 115 ملغ.

 

الشكل (3) أجزاء نبات التبغ.

وبِهدف التصنيع تَخضع أوراق التبغ بعد قطافها لعملية تجفيف وتخمير وفصل الأضلع الورقية الوسطى عن باقي أجزاء الورقة، ومن ثمّ تُخزن بانتظار البدء بعمليات التصنيع المختلفة.

مُكونات التبغ:

التركيب الكيميائي لأوراق التبغ: يُعد النيكوتين المركب الرئيس الذي يعطي التبغ طعمه الخاص، وهو القلويد alkaloid الأساسي في النبات ورمزه ، وهو مركب شديد التأثير في الجملة العصبية ويستخدم مبيداً للحشرات. يحتوي نبات التبغ على النيكوتين في كل أجزائه عدا البذور الناضجة، وتحوي الأوراق أعلى نسبة من النيكوتين، ومن العوامل المؤثرة في محتوى التبغ من النيكوتين العوامل الوراثية والبيئية وعوامل التربة والممارسات الزراعية من تسميد وإزالة القمة النامية والتجفيف والتخمير، إضافة إلى موقع الورقة على النبات ودرجة سماكتها ولونها.

وتحتوي أوراق التبغ على مركبات سكرية وأخرى آزوتية معقدة وغير ذوابة، إضافة إلى الزيوت الإتيرية والكحول المتيلي والألدهيدات والأمونياك (الجدول 1).

الجدول (1) متوسط تركيب ورقة تبغ السجائر قبل التخمير وبعده (ملغ/10 غ مادة جافة).

المكون

تبغ مجفف بشكل سريع

تبغ مجفف بعد التصفير

قبل التخمير

بعد التخمير

قبل التخمير

بعد التخمير

النشاء

75.26

66.49

51.05

24.09

دِكسترين

105.88

158.69

162.27

113.71

مالتوز

291.81

246.37

261.04

160.19

سكروز

46.86

0

22.83

0

سكريات أحادية

621.61

51.48

176.38

51.46

ماءات فحم أخرى

1186.42

523.03

673.59

350.26

حمض الماليك

67.89

31.60

93.42

56.20

حمض الليمون

13.06

1.99

16.27

3.59

آزوت كلي

348.22

320.00

394.96

356.33

آزوت ألبوميني

192.84

190.17

189.78

183.93

آزوت أميني

53.89

21.23

115.91

28.22

آزوت أمونياكي

13.53

22.61

22.20

46.56

آزوت نيكوتيني

35.86

28.97

47.73

40.50

درجة الحموضة (الباهاء) (pH)

5.38

5.67

5.46

5.85

التركيب الكيميائي لدخان التبغ: تختلف المواد الناتجة من احتراق التبغ باختلاف نسبة المركبات الكيميائية المكونة للأوراق وبشدة تفاعلات الاحتراق، وعموماً تُوَزَّع منتجات الدخان السامة على أعضاء جسم الإنسان وحواسه والناتجة من حرق سيجارة واحدة إلى: النيكوتين، البيريدين، الأمونيا، حمض الهدروسيانيك، غازات الكربون ()، الكحول المتيلي، المواد القطرانية، ومواد أخرى كما يبدو في الجدول (2).

الجدول (2) التركيب الكيميائي لدخان التبغ (ميللي غرام/ سيجارة= 1 غ تبغ)

المكون

الكمية (ملغ/السيجارة)

نيكوتين

3 - 7

بيريدين

<1

أمونيا

3

حمض الهدروسيانيك

<1

غازات الكربون ()

1 – 14

كحول متيلي

4.2

مواد قطرانية

3 - 5

مواد أخرى

1 - 2

الاستخدامات والأضرار:

الاستخدامات: يُعد التبغ أحد أهم المحاصيل الصناعية في العالم، وذلك لدوره المهم في التجارة الدولية والحياة الاقتصادية لكثير من الدول. يُزرع التبغ للحصول على الأوراق التي تستخدم صناعياً لتحضير السجائر بأنواعها المختلفة؛ السيجار وتبغ الغليون ومساحيق النشوق وتبغ النرجيلة من التنباك، واستخلاص النيكوتين من أوراق بعض الأنواع لتحضير سلفات النيكوتين المستخدم مبيداً للحشرات، وحمض النيكوتين المستخدم في بعض الصناعات الطبية، وزيت البذور المستعمل لأغراض الطهي، ولا تحوي البذرة أي أثر للنيكوتين عند النضج.

الأضرار: لا شك في أن مساوئ التدخين كثيرة ومتعددة، بدءاً من الجانب الاقتصادي والاجتماعي وانتهاءً بالأضرار الصحية والمخاطر الكبيرة المتمثلة في عدم انتظام عمل أغلب أعضاء الجسم نظراً لغنى التبغ بأشباه القلويدات، ولاسيما النيكوتين؛ وهو مادة شبه قلوية شديدة السمية، ويُقدّر تركيزه في مكونات التبغ 1 – 2 %، وقد يصل في بعض أصنافه إلى 6 %. يُمتص النيكوتين عن طريق الجلد وعن طريق التنفس وعن طريق الجهاز الهضمي، ويسبب الإدمان في الجرعات البسيطة غير السامة، وتزداد درجة تحمله مع الاستمرار بتعاطيه بفعل تأثيره المخدر nicotinic action في العقد العصبية ganglia؛ حيث يبدأ بتنبيهها وتهييجها ومن ثم تثبيط وظائفها، وتُراوح الجرعة التي تبدأ عندها أعراض التسمم بالنيكوتين بين 2 – 5 ملغ، وأما الجرعة القاتلة منه للشخص البالغ فتبلغ نحو 40 -60 ملغ.

وقد كان لصدور اتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ عام 2005 وتصديق أغلب دول العالم عليها، دور كبير في زيادة الوعي الصحي العالمي والحد من زيادة المساحة المزروعة عالمياً بالتبغ، ولكنها لم تحد من استهلاك التبغ ولم توقف الإتجار به، ومازال التعرض للدخان السلبي بالغ الأضرار وقد يكون مميتاً، والحاجة ماسة إلى تكوين بيئات خالية من الدخان تتوافق والمادة الثامنة للاتفاقية الإطارية العالمية لمكافحة التبغ.

الأمراض والحشرات:

يُصاب التبغ بالعديد من الآفات ولاسيما الأمراض الفطرية والحشرية خلال فترة نموه سواء في المشتل أم في الحقل الدائم (الشكلان 4 و5).

ومن أهم الأمراض الفطرية: البياض الزغبي powdery mildew الذي يُعرف أيضاً بالعفن الأزرق، ويعد من أخطر أمراض التبغ سواء في المشاتل أم في الحقل، والتعفن الرطب في المشاتل damping off، والبياض الدقيقي downy mildew الذي يُعرف أيضاً بالعفن الأبيض، وتبقع عين الضفدع frog - eye spot، والتبقع البني brown spot. وأمراض الجذور، مثل مرض تعقد الجذور النيماتودي الذي تسببه الدودة الخيطية (النيماتودا) من نوع Meloidogyne sp. الذي يؤدي إلى تقزم النبات واصفرار الأوراق وظهور الثآليل على الجذور، ومرض تعفن الجذور الأسود وتعفن التاج الأسود والذبول الفيوزارمي. وهناك أمراض فيروسية أهمها: مرض موزاييك التبغ (TMV) Tobacco Mosaic Virus، موزاييك القرعيات، تجعد أوراق التبغ، تجعد القمة النامية، التبقع الحلقي وغيرها.

الشكل (4) بعض الأمراض التي تصيب نبات التبغ.

الشكل (5) بعض الحشرات التي تصيب نبات التبغ.

يهاجم كثير من الحشرات نبات التبغ في المشتل وفي الحقل الدائم، أهمها: الدودة القارضة cut worms، (Spodoptera litura، وحفار الساق stem borer، (Scrobipalpa heliopa) والمن الأخضر green aphid (Myzus persicae) ، والذبابة البيضاء whitefly) (Bemisia tabaci، وهناك حشرات أخرى أقل أهمية مثل الدودة الخضراء green worm وخنفساء التبغ ground beetle وحفار الثمرة capsule borer.

مراجع للاستزادة:

- مأمون خيتي، محمود صبوح، التبوغ وتكنولوجيتها، جامعة دمشق، 1995.

- A. Bailey, Harvesting, curing, and preparing dark air-cured tobacco for market. AGR-153. Coop. Ext. Service, University of Kentucky, Lexington, 2006.

- M. Ormándy, A Dohány: Nicotiana Tobacum, Wentworth Press 2019.

- C. G. Warnford Lock,  Tobacco: Growing, Curing, & Manufacturing A Handbook for Planters in All Parts of the World 2017.


التصنيف :
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 525
الكل : 31814550
اليوم : 14093