logo

logo

logo

logo

logo

بشير (أسرة-)

بشير (اسره)

Bashir - Bashir

بشير (أسرة ـ)

 

الأخوان جميل ومنير بشير موسيقيان عازفا عود عراقيان، درسا العزف على العود في المعهد الموسيقي في بغداد. وكان والدهما بشير عبد العزيز شماساً في الكنيسة الأرثوذكسية في الموصل، وإضافة إلى كونه مرتلاً وعازف عود فقد كان نجاراً أيضاً ساعده ذلك في صناعة العود مما أتاح لأبنائه السبعة النشأة في جو موسيقي عملياً. وكانت شقيقتهم الصغرى نادرة بشير عازفة بيانو.

كان المعهد الموسيقي في بغداد الذي تأسس عام 1936م قد استقدم، في العام التالي، عازف العود والتشيلّو cello [ر. الكمان] التركي الشريف محي الدين حيدر للتدريس فيه مدة عقد من الزمن، أسس فيه مدرسة بغداد الموسيقية لآلة العود وتمتعت بمستوى تقني وفني رفيعين بين المعاهد الموسيقية في الوطن العربي آنذاك. وكان جميل ومنير بشير من أوائل طلاب هذه المدرسة وأبرزهم.

جميل بشير (1925-1977): ولد في الموصل وتوفي في لندن، وكان أول طالب يدرس العود والكمان معاً عام 1937 في المعهد الموسيقي، وسرعان ما تفوق على أستاذه. وقد أنهى دراسته الموسيقية في المعهد بعد أن نال الشهادة الثانوية عام 1942. وفي حفلة التخرج من المعهد قدمه أستاذه على أنه خليفته الفني. وقد خلف أستاذه عام 1948، وصار مفتشاً للموسيقى، ومديراً للقسم الموسيقي في الإذاعة العراقية، ورئيساً للقسم الموسيقي في معهد الفنون الجميلة في بغداد. ثم أسس معهداً موسيقياً خاصاً أداره بمهارة إلى جانب مهامه الأخرى.

يُعد جميل بشير أحد أعمدة المدرسة البغدادية الحديثة للعود. ذاع صيته في العراق ثم في الوطن العربي فخارجه وبخاصة أوربة حيث قدم في أمهات عواصمها مثل باريس وبرلين، عدداً من الحفلات الموسيقية عزفاً على العود. ويعد أسلوبه في العزف، إلى جانب كتابه في تعليم العزف على العود الذي يقع في جزأين، مدرسة قائمة بذاتها لم يسبقه أحد إليها. ومنهجه في العزف شديد الشبه بمنهج أستاذه، الذي لم ينشر ولم يطبع بل ظل محفوظاً في صدور طلابه.    

وجميل بشير واحد من أنبغ العازفين الذين تتلمذوا للشريف محي الدين حيدر، إضافة إلى أخيه منير بشير، وسلمان شكر، وجورج ميشيل. وقد استقى عدد كبير من عازفي العود أسلوب جميل ومرونة أصابع يده النادرة في التنقل على أوتار العود، كما أن في عزفه لمسة شاعرية وتعبيراً مرهفاً. وهو أول عازف عود يعزف نحو ديوانين [ر. الموسيقى] على الوتر الخامس. وإن أداءه، بالانزلاق على الوتر، لديوان صحيح كان حدثاً كبيراً في تاريخ العود. كما أنه استنبط من العود مجالات صوتية واسعة بلغت ثلاثة دواوين ونيّفاً. إضافة إلى ذلك، فقد ألف بعض القطع الموسيقية منها «كونشرتو العود».

كان جميل بشير ثائراً موسيقياً وشاعراً إحساسياً مرهفاً بآن معاً. وقد قال الباحث الموسيقي الفرنسي الدكتور كلود شابرييه J.C.chabrier عنه «لقد رأى الهواة والمحترفون العراقيون في جميل بشير الشاعر الأفضل ذا الفهم العميق للمقامات[ر.الموسيقى العربية] والنغمات والأصول المقامية الأخرى، والذي كان يستطيع أن يجعل أبسط الناس يبكون. وقد تمتع مواطنوه الشماليون ـ من الموصل ـ بموسيقاه وخاصةً ذات مقامات الحسيني، والبغدادي، واللامي. كما تمتع القرويون وسكان الأهوار (السويحلي والنايل) بموسيقاه المستقاة من بعض ألحانهم».

دهم المرض جميل بشير في أوائل عام 1976، وكان اسمه مدرجاً في عداد النخبة من الموسيقيين الذين كُرّموا رواداً للحركة الموسيقية العراقية، ولكن المرض حال دون حضوره هذا التكريم، وتوفي بعد عام من مرضه تاركاً ثروة موسيقية مسجلة من عزفه وموسيقاه.

منير بشير (1930-1997): صححت ولادته عن 1927، ولد في الموصل وتوفي في بودابست (هنغارية) وهو الأخ الأصغر لجميل بشير. انتسب منير إلى المعهد الموسيقي في بغداد عام 1939 ودامت دراسته فيه ست سنوات، بدأ بعدها مسيرته الموسيقية عازفاً على العود، مع أخيه جميل، لمؤلفات موسيقية مدونة لآلتي عود معاً، وكان يصاحبهما أحياناً عازف ناي. وعُيِّن مدرساً للعود في أكاديمية الفنون الجميلة.

سافر منير بشير إلى اصطنبول (تركية) عام 1953 وعزف في إذاعتها. وفي عودته مر ببيروت وسجل فيها، مرافقاً بعوده المطربة فيروز، أغنيتين شعبيتين «هيك مشق الزعرورة» و«يا حلو يا قمر». وفي العام التالي، عُين مديراً للبرامج الموسيقية في دار الإذاعة في بغداد، وكان وقتئذٍ نقيباً للموسيقيين العراقيين أيضاً. وفي عام 1955 افتتح معهداً موسيقياً خاصاً دام ثلاث سنوات أُغلق بسبب الإفلاس. وفي صيف 1957 سجل عزفاً منفرداً على العود في كل من إذاعتي لندن وباريس.

أحيا منير بشير حفلات موسيقية في عامي 1959-1960 في عواصم أوربية كثيرة مثل فيينة وبرلين وبودابست وموسكو. وقدّم، عام 1962، أمسية موسيقية في دمشق ومحاضرة حول الموسيقى العربية. وفي عام 1965، أحيا حفلة موسيقية بعوده في بودابست قدم فيها بعضاً من ألحانه وأعمال أستاذه الشريف محي الدين، ورافق بعوده أيضاً المغنية الهنغارية ماريان كوروسي M.Korösiِ في بعض الأغاني العربية مثل «البنت الشلبية»، و«ديمة»، و«آه يا زين».

كان منير بشير يُعد في العراق عازفاً قديراً على العود، وإنما بترتيب ثالث بعد أستاذه الشريف محي الدين ثم أخيه جميل بشير، وكان منير يطمح أن يكون الأول في هذا المضمار. فآثر السفر إلى هنغارية ليحيي فيها حفلات موسيقية، وليتابع دراسته الموسيقية حيث انتسب طالباً في قسم الأبحاث الموسيقية الفولكلورية في جامعة بودابست لمدة ثلاث سنوات دراسية، وكان يلقي خلالها بعض المحاضرات حول الموسيقى العربية. وفي عام 1971 شارك عازف السيتار (آلة موسيقية هندية تشبه البزق الكبير إلا أنها ذات أوتار متعددة) الهندي الشهير رافي شنكار في حفلة موسيقية أقيمت في الدنمارك كونا فيها حواراً موسيقياً ثنائياً بارعاً.

كان يحز في نفس منير بشير أن يكون أكثر شهرة في الأوساط الغربية منها في بلده وفي الوطن العربي ككل. وقد ساعدته إقامته في لبنان لسنوات قلة في تحقيق بعض طموحاته الفنية على بعض الصعوبات والانتقادات الفنية التي كان يواجهها بين الحين والآخر.

عاد منير بشيرإلى بغداد، عام 1973، من غربته في بيروت، وعُيِّن مستشاراً فنياً في وزارة الإعلام. وكان يشارك، في أثناء إقامته في وطنه، في احتفالات مهرجان بعلبك السنوي في لبنان، كما كان يتأبط عوده في رحلات موسيقية خارج الوطن العربي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإسبانية، وفرنسة حيث أحيا فيها، عام 1974، في مدينة رِن Rennes مع عازف السنطور [ر.الآلات الموسيقية] الإيراني مالك حسين حواراً موسيقياً ثنائياً على غرار ما قدمه مع رافي شنكار الهندي.

أسس منير بشير أيضاً، في العراق، ثلاث فرق موسيقية خصصت كل منها بنوع معين من الموسيقى: في الغناء الشعبي، والمقام العراقي، والموسيقى العربية التقليدية. وشاركت الفرق الثلاثة في كثير من المهرجانات والحفلات الموسيقية العربية والأجنبية. كما نظّم مؤتمراً موسيقياً دولياً عقد في بغداد عام 1975، استمر ينعقد سنوياً مرات كثيرة، وكان وقتئذٍ أميناً عاماً للمجمع العربي للموسيقى. وكان المؤتمر الثالث عشر للمجمع العربي للموسيقى قد عقد في دمشق عام 1995 ولما يزل منير أميناً للمجمع.

إضافة إلى اضطلاع منير بشير بالعزف على العود كتب بعض القطع الموسيقية مثل: «صوت الشرق»، و«الشرق في الأندلس»، و«العصفور الطائر»، و«حيرة» وهي من أعماله المميزة.

 

حسني الحريري، صميم الشريف

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

العراق ـ العود ـ الموسيقى العربية.   


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 127
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1089
الكل : 40181473
اليوم : 4326

التخلية (تقانة-)

التخلية (تقانة ـ)   تقانة التخلية vacuum technology هي الحصول على خلاء في إناء مغلق وذلك بالتخلص من الهواء فيه، وقد بدأ الاهتمام بذلك حين تبينت ضرورة وجود الهواء لانتقال الصوت. كما جرى تفريغ الهواء من أداة على شكل نصفي كرة قابلين للفصل فصعب فصلهما بعد التخلية بسبب تأثير الضغط الجوي على النصفين من الخارج فقط. تعددت بعد ذلك تطبيقات هذه التقانة لتدخل في تأثير التخلص من مكونات الجو الغازية والغازات على التفاعلات الفيزيائية أو الكيمياوية مثل الامتزاز أو الأكسدة. ودخلت هذه التقانة الصناعة لأول مرة قرابة عام 1900 في تصنيع المصابيح الضوئية الكهربائية لإطالة عمرها ومنع احتراقها، تبع ذلك استعمالها للعزل الحراري عند صناعة الأوعية الحافظة للحرارة vacuum flask لحفظ السوائل في درجة حرارة ثابتة. حيث يخلى فيه الحيّز بين طبقتين زجاجيتين من الهواء، لمنع انتقال الحرارة[ر] بالحمل بين الطبقتين. كما صنعت الصمامات الإلكترونية (الأنبوب الالكتروني) المُخْلاة حتى تمنع إعاقة حركة الإلكترونات عند انتقالها بين المصعد والمهبط والذي يعد أنبوب التلفاز نموذجاً مكبراً لها. وقد أخذت هذه التقانة دفعاً قوياً مع بداية خمسينات القرن العشرين عندما استخدمت في المسرعات والطاقة النووية، وكذلك عند استعمالها للإقلال من التلوث في الصناعات الإلكترونية الدقيقة. ودخلت أخيراً صناعة الفضاء وتقليد ما يحدث فيه. استفادت هذه التقانة، كأي تقانة أخرى، من التأثير المتبادل بين التطورات العلمية وأدوات التقانة سواء من حيث تحسين المُخْليات (مضخات التخلية) وتنوعها أو من حيث مقاييس الخلاء والأجهزة المستعملة للقياس. كما استحدثت وحدات خاصة للتعبير عن جودة الخلاء أهمها التور Torr الذي يساوي الضغط الناتج عن عمود من الزئبق ارتفاعه 1mm مشتقة من التعبير عن الضغط الجوي النظامي بارتفاع عمود من الزئبق قدره 760mm، وما تزال هذه الوحدة مستخدمة مع اعتماد الباسكال، منذ عام 1971 في الجملة الدولية مكانه والذي يساوي 7.5×10-3 torr.  المُخليات (مضخات التخلية) تعد المضخة الزيتية الدوارة rotary pump أكثر المضخات استعمالاً في هذه التقانة، لكنها لا يمكن أن تؤدي إلى خلاء أفضل من 5×10-3 torr. وهي تتألف من أسطوانة تدور حول محور غير محورها بحيث يدفع الغاز الداخل من فتحة أولى ليخرج من فتحة ثانية في أثناء دوران نقطة التماس على السطح الداخلي لأسطوانة ثانية (الشكل-1)، تدعم كل فتحة عادة بصمام وحيد الاتجاه. تصنع المضخات عادة بحجوم وسعات مختلفة وتناقص سرعة إنجاز التخلية عموماً كلما اقتربنا من الحدود الدنيا، وقد تستعمل مضخات ذات مكبس مشابهة للمضخة اليدوية البسيطة. وتستعمل هذه المضخات في صناعة تغليف الأغذية وفي المثفلات وفي المختبرات العلمية كمُخلّية أولية.     تأتي المضخة الإنتثارية diffusion pump في الدرجة الثانية من حيث الاستعمال وهي تحتاج في عملها لمضخة دوارة. فهي تعمل على مبدأ انجرار الذرات مع ذرات حارة متوجهة من أعلى المضخة لتتكاثف في أسفلها (الشكل-2) وتعمل هذه المخليات بكفاية ما بين 10-3torr و10-9torr. وهذه أيضاً تصنع بسعات مختلفة. المضخة التوربينية turbo pump وتعتمد للحصول على خلاءٍ كافٍ اختلاف الضغط وانخفاضه عند مركز دوامة هوائية. ويمكن لهذه المضخة أن تعمل بدءاً من الضغط الجوي حتى خلاء يقابل قرابة 10-7torr، وهي لا تحتاج إلى مضخة دوارة للقيام بالتخلية، كما أنها أنظف من المضخة الانتثارية فهي لا تستعمل زيتاً يعد بخاره ملوِثاً. المضخة الادمصاصية sorption pump وتعتمد قدرة امتصاص سطوح بعض المواد للغازات، لذلك فهي تتعلق بكمية المادة الفعالة وإمكانية الاستفادة المتكررة منها، إذ يمكن طرد الغاز المدمص في السطح بالتسخين ومن ثم يمكن استخدام المادة مرة بعد مرة. وتتميز بعدم وجود أجزاء متحركة فيها وبأنه يمكن استعمالها على التتابع لتصل إلى خلاء ما بين 10-2torr و10-3torr. مضخة التبريد المفرط cryo pump (الشكل -3) تستفيد هذه المضخة من كون أحد سطوحها في درجة حرارة منخفضة جداً بحيث يتكاثف الغاز عليه ويسيل فيمكن إخراجه من الحيز المُخلّى. وتعمل بصورة جيدة في المجال الواقع بين 10-3torr و10-10torr وتستعمل عادة غاز الهليوم لتبريد السطح حتى درجة حرارة تقارب 15k، لكن يمكن أن تستعمل الهليوم المائع أحياناً في الدرجة 4.2k وقد تضاف مصائد باردة إلى أنظمة الضخ الأخرى تعمل وفق المبدأ نفسه. مضخة التصعيد sublimation pump تعمل في المجال  بين 10-3torr و10-11torr وتستعمل التيتانيوم في عملية التصعيد وهو يتفاعل مع الغازات الفعالة كيمياوياً من دون الغازات الخاملة.     مقاييس الخلاء vacuum gauges   تطورت هذه المقاييس في تعقيدها مع تحسن إمكان الحصول على خلاء عالٍ. ويعد مقياس ماك لويد Mcleod أول المقاييس التي تعتمد على ضغط الغاز المأخوذ من الحجرة المراد قياس الخلاء فيها ثم قياسه واستخلاصه اعتماداً على قانون الغازات العام، لذلك يسمى بالمقياس المطلق، وهو يستخدم لمعايرة المقاييس الأخرى. ومن المقاييس غير المباشرة هناك المقاييس المعتمدة على الناقلية الحرارية للغاز المتبقي مما يجعل درجة حرارة سلك مسخن تثبت عند درجة حرارة معينة. وبقياس درجة حرارة هذا السلك بوساطة مزدوجة كهرحرارية يمكن حساب ضغط الغاز. وقد تستنتج درجة حرارة السلك اعتماداً على تغير مقاومته ويدعى مقياس بيراني Pirani وتغطي مثل هذه المقاييس المجال بين 100torr و10-4torr. أما النوع الثاني من المقاييس غير المباشرة والتي تحتاج إلى معايرة عادة، المقاييس التي تعتمد على تأين (تشرد) الغاز المتبقي نتيجة تصادم الإلكترونات بذرات الغاز ولابد لهذه الإلكترونات من أن تسرع كي تستطيع التأيين، كما يعتمد احتمال تصادمها على طول المسار الحر، لذلك يوضع مغناطيس لهذا الغرض فيجعل مسار الإلكترونات حلزونياً عوضاً عن أن يكون مستقيماً. يدعى هذا المقياس مقياس Penning ويمكن أن يقيس خلاء يصل إلى 10-7torr. يستعمل المقياس السابق الإلكترونات الموجودة بصورة طبيعية في أي غاز فيحتاج الحصول على تيارات مناسبة إلى كمون تسريع يصل إلى 2kv لكن يوجد نوع آخر من المقاييس يعتمد على الإلكترونات الصادرة عن سلك مسخن وهذه تكمن عادة، إضافة إلى ما هو موجود بصورة طبيعية وتفوقها، لذلك يمكن الوصول إلى تيارات أيونية مناسبة بسهولة أكبر وهي تعمل في عدة مجالات من الخلاء اعتماداً على ذلك، فيمكن أن يكون المجال مثلاً ما بين 10-2torr و10-7torr كما يمكن التحكم بهندسة السلك والمجمع لتصبح قادرة على قياس خلاء يصل إلى  10-11torrكما في مقياس بيرد ـ ألبرت Bayard-Albert. تطبيقات تقانة الخلاء مكَّن الحصول على خلاء عال في الفيزياء والكيمياء من دراسة ظواهر جديدة لم تكن لتظهر لولا وجود الخلاء، مثل قياس طاقة الامتزاز على السطوح وترابطها معها، كما أن تطوير المجهر الإلكتروني اعتمد على جودة الخلاء من خلال إمكانية تسريع الإلكترونات لتصل إلى طاقات عالية، إذ يعتمد الوصول إلى طاقات عالية على عدم تصادم الإلكترون المسرع ولمسافة طويلة مع ذرات أو جسيمات أخرى، وهذا يتحقق في الخلاء العالي. ففي حين يحتوي السنتمتر المكعب من الهواء تحت الضغط الجوي النظامي وفي درجة الحرارة العادية قرابة 2 × 1910 جُزيئة، فإن هذا العدد سينخفض بمقدار مليون مرة أو أكثر حسب جودة الخلاء، ومن ثم فإن احتمال التصادم سيقل بهذا القدر. وما ينطبق على الإلكترونات ينطبق على الذرات المبخّرة في عملية التغشية (التلبيس) تحت الخلاء التي تستعمل في تغشية العدسات والعناصر الضوئية المختلفة. وتأتي صناعة التغشية بعد صناعة الصمامات والمصابيح من حيث الأهمية التجارية. ويستخدم المبدأ نفسه للإقلال من ضياع حزم الجسيمات في المسرعات الضخمة المستعملة في الفيزياء النووية وفيزياء الجسيمات التي تقلد ما يحدث داخل النجوم سواء من حيث تطورها أو من حيث طاقة أشعتها التي تصلنا إلى الأرض كاشفة لنا ماهية مصدرها وما تعانيه خلال سيرها حتى تصل الأرض. ولم يستطع الإنسان  الوصول إلى خلاء يقارب الخلاء بين النجوم إلا حديثاً. فأمكنه تفسير بعض الظواهر الفيزيائية الفلكية. وتستعمل التخلية عند الضخ على سائل ما لتبريد هذا السائل. إن بخار السائل هو جسيمات ذات طاقة عالية بالمقارنة مع جسيمات السائل نفسه وهي القادرة على ترك السائل لهذا السبب، لذلك عندما نخلي هذه الجسيمات فوق السائل فكأننا نخلصه من جزء الجسيمات الحارة فيبرد. وقد يستمر التبريد حتى يبدأ السائل بالتجمد، وتحدث هذه عند قيم محددة لدرجة الحرارة والضغط لذلك تستخدم عادة في المعايرة. ويكاد لا يخلو مختبر من مختبرات الفيزياء أو الكيمياء من مضخة تخلية. أما في صناعة الإلكترونيات فهي تخدم غرضاً مزدوجاً يتمثل بنظافة الجو الذي تجري فيه الصناعة والتحكم في مكونات هذا الجو لإحداث تفاعلات كيمياوية محددة على سطوح الركازة التي تتوضع عليها العناصر الإلكترونية من ترانزيستورات [ر. أنصاف النواقل] ودارات مدمجة، خاصة عندما وصلت هذه الصناعة إلى مستوى من الدقة بحيث تؤثر في عمل الدارة وجود جسيمات من أبعاد تقل كثيراً عن المكرومتر. وينطبق مثل هذا على أفران التعدين والصلب وتدخل مسألة التخلص من الجراثيم والهواء بصورة مباشرة في الزراعة عن طريق حفظ الأغذية تحت الخلاء، كما دخلت التخلية مجال التحكم الآلي في رفع الأشياء بلطف، كما استعملت في المكانس الكهربائية اللطيفة.   فوزي عوض   الموضوعات ذات الصلة:   انتقال الحرارة ـ التبريد ـ التبريد المفرط (علم ـ).   مراجع للاستزادة:   - G.K.WHITE, Experimental Techniques in Low-Temperature Physics (Oxford Press 1968).
المزيد »