آخر الأخبار
برج حيدر
برج حيدر
Burj Heidar -
عبد الله حجار
تقع قرية برج حيدر Bourg Heidar على بعد ١٠كم إلى الشرق من قلعة سمعان [ر] و ٤كم إلى الغرب من خراب شمس [ر]. وقد أخذت القرية اسمها من البرج الموجود فيها والمهيمن على المنطقة حوله، وربما كان أحد المالكين-واسمه حيدر - قد سكنها مع عدد من العائلات، فاستخدموا بيوتها القديمة بعد ترميمها للسكن، فعرفت القرية باسمه. ويعيش السكان حالياً بين المباني الأثرية.
![]() |
أما اسمها القديم فكان «كفر كيرا» وقد ظهر في كتابة باليونانية على حجر مساحة وجده جورج تشالنكو G. Tchalenko على صخرة في سفح الجبل بين القرية والوادي إلى الغرب منها. وتقول الكتابة اليونانية: « لحفظ ودوام سادتنا ديوقلسيان ومكسيميان الأوغسطين ومكسيميان القيصرين الباهرين رسمت حدود كفر كيرا Kaprokera بإشراف يوليوس سابينوس المراقب الجزيل الكرامة في السنة ٣٤٥ في شهر بانيموس» (الموافق تموز/يوليو ٢٩٧م)، وقد سكنت القرية منذ أواخر الفترة الرومانية حتى البيزنطية.
- البرج: أبعاده ٥.٦ × ٥.٥م، يتألف من طبقة أرضية ارتفاعها ٢.٤م وثلاث طبقات علوية بحيث يصبح ارتفاعه ١١م. وقد أنيرت طبقته الأولى من جهة الغرب بنافذة أبعادها ٧٣×٥٣سم، ومن جهة الجنوب بفتحة طولية أبعادها ٦٠ ×١٥سم، والطبقة العلوية لا زالت تحتفظ بدورة مياهها في جهتها الشمالية وفي أعلاها إفريز تزييني، وكانت البلاطات الفاصلة بين الطبقات تتألف من أحجار بسماكة ٣٠سم. وقد عرف من كتابة سريانية على الجدار الشرقي للبرج أن اسم الناسك الذي أقام فيه «العازر»، وكان يزار من الحجاج بدليل وجود نقوش الرسوم على الجدران. وقد حوّل البرج إلى حصن دفاعي في القرون الوسطى.
- كنيسة بازيليك من القرن الرابع الميلادي: تقع إلى الجنوب الشرقي من البرج وتبعد عنه نحو ٥٠م. ولم يبقَ منها قائماً سوى الأعمدة والأقواس التي كانت تفصل بين البهو الرئيسي والبهوين الجانبيين، وتيجان الأعمدة من الطراز الدوري، وتبلغ أبعاد البهو الرئيس ١٤.٤٠ × ١٩م وقامت في وسطه البيما [ر] Beama. وثمة كتابة على نجفة الباب الجنوبي باليونانية «إله واحد» وتعود إلى الفترة ما بين ٣٤٠ - ٣٥٢م. وقد وسّع مكان غرفة الشهادة جنوب الحنية في وقت لاحق لبناء الكنيسة.
وإلى جنوب الكنيسة وعلى بعد نحو ١٥م هناك إصطبل يضم رمز العموديين في الحجر القائم في معلف الحيوانات، وإلى كل من طرفيه ثقب لربط الحيوانات، وقد تم تغطية الإصطبل حالياً بسقف من الإسمنت المسلّح.
![]() |
الكنيسة الغربية البازيليك من القرن الرابع الميلادي |
- الكنيسة الشرقية Chapel: تقع إلى الشرق من الكنيسة السابقة، وهي ذات بهو وحيد تتميز بزخارف نوافذها، ويبدو من حزام الزخرفة- المحيط بشبابيكها التي تنتهي بقوس في أعلاها؛ والمنتهي بشكل حلزوني- أنها تعود إلى القرن السادس للميلاد، ولها بابان أحدهما في الواجهة الغربية والآخر في الواجهة الجنوبية، ويفصل هيكلها المستطيل عن بهو المؤمنين. في داخلها قوس نصر جميلة الزخرفة، وتتصل الكنيسة في زاويتها الجنوبية الشرقية بجدران بناء ملحق بها؛ ربما كان ديراً.
![]() |
الكنيسة الشرقية من القرن السادس الميلادي |
- الكنيسة الجنوبية الشرقية: تعود إلى القرن السادس للميلاد، تبلغ أبعادها ١٨.٥×١٣.٨م، ولم يبق من هذه الكنيسة سوى حنيتها الرئيسة وغرفة الذخائرالجنوبية ذات الباب القوسي الرائع، وفيها ٣ صناديق حجرية لذخائر الشهداء أو القديسين. ويعتقد الباحثون (الآباء الفرنسيسكان) بينا I.Pena وكستلانا P.Castellana وفرنانديز R. Fernandez أن الدير كان فيه برج ناسك متوحّد في أقصى الغرب من الدير والكنيسة.
- الدير الشمالي: يضم كنيسة جنائزية صغيرة ذات بهو وحيد تعود إلى القرن السادس للميلاد. وفي الجهة الشرقية من هيكلها ذي الشكل المستطيل نافذة مربعة جميلة على شكل صليب لإنارة الهيكل. وبالقرب من الكنيسة وإلى الشمال والغرب منها توجد غرف الدير المتهدمة، وفي الطبقة تحت الأرض تبدو نواويس الدفن محفورة في الصخر.
وتضم القرية عدة مبانٍ سكنية من بينها أندرون Andron (مكان اجتماع) متهدّم، وقد شاهد هوارد بتلر [ر] H. Butler عدداً من السلالم الحجرية وكأنها شاحط مؤلف من بضع درجات كان يستعمل للصعود إلى الطبقة العلوية من البناء. ومن برج حيدر تنطلق طريق معبدة شمالاً تصلها بقرية كفر نابو، ومنها يمكن المتابعة إلى براد حيث دفن مار مارون نحو عام ٤١٠م.
مراجع للاستزادة: - عبد الله حجار، كنيسة القديس سمعان العمودي وآثار جبلي سمعان وحلقة (دمشق، ٢٠٠٩)، ص ١٢٣. - H. C. Butler, Architecture In Northern Syria, Djabal Sim’an, (Leyden, 1920). - I. Pena, P. Castellana. Et R. Fernandez, Les Reclus Syriens, (Milano, 1975). |
- التصنيف : آثار كلاسيكية - المجلد : المجلد الثالث، طبعة 2017، دمشق مشاركة :
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم؟
- - هل تعلم أن الأبلق نوع من الفنون الهندسية التي ارتبطت بالعمارة الإسلامية في بلاد الشام ومصر خاصة، حيث يحرص المعمار على بناء مداميكه وخاصة في الواجهات
- - هل تعلم أن الإبل تستطيع البقاء على قيد الحياة حتى لو فقدت 40% من ماء جسمها ويعود ذلك لقدرتها على تغيير درجة حرارة جسمها تبعاً لتغير درجة حرارة الجو،
- - هل تعلم أن أبقراط كتب في الطب أربعة مؤلفات هي: الحكم، الأدلة، تنظيم التغذية، ورسالته في جروح الرأس. ويعود له الفضل بأنه حرر الطب من الدين والفلسفة.
- - هل تعلم أن المرجان إفراز حيواني يتكون في البحر ويتركب من مادة كربونات الكلسيوم، وهو أحمر أو شديد الحمرة وهو أجود أنواعه، ويمتاز بكبر الحجم ويسمى الش
- هل تعلم أن الأبسيد كلمة فرنسية اللفظ تم اعتمادها مصطلحاً أثرياً يستخدم في العمارة عموماً وفي العمارة الدينية الخاصة بالكنائس خصوصاً، وفي الإنكليزية أب
- - هل تعلم أن أبجر Abgar اسم معروف جيداً يعود إلى عدد من الملوك الذين حكموا مدينة إديسا (الرها) من أبجر الأول وحتى التاسع، وهم ينتسبون إلى أسرة أوسروين
- - هل تعلم أن الأبجدية الكنعانية تتألف من /22/ علامة كتابية sign تكتب منفصلة غير متصلة، وتعتمد المبدأ الأكوروفوني، حيث تقتصر القيمة الصوتية للعلامة الك
- عدد الزوار حالياً 7
- الكل 64007872
- اليوم 25
اخترنا لكم
الآثار (ترميم -) /الطين - الرقم الطينية/
يتكون الطين أساساً من جسيمات صغيرة جداً صفائحية الشكل، مرتبطة فيما بينها بالما ، وفي الطين أيضاً مواد مختلفة يمكن أن تعطيه ألواناً متنوعة، فعلى سبيل المثال: أكسيد الحديد يمكن أن يكسب الطين اللون الأحمر، أما المركبات الكربونية فتعطي ظلالاً مختلفة من اللون الرمادي. وعلى كل حال يتم تمييز الطين ووصف من خلال ثلاثة أمور هي:
التزجيج في العصور الكلاسيكية
يُعرف التزجيج glazing لغةً بأنه عملية تحويل التراب إلى مادة صلبة غير متبلورة شبيهة بالزجاج خالية من أي بنية بلورية، إما عن طريق التخلص السريع من الحرارة؛ وإما إضافة المزيد من الحرارة؛ وإما خلطها مع إضافات. أما اصطلاحاً فهي عملية طلي الأسطح الخارجية من الأواني الفخارية بطبقة شبيهة بالزجاج يطلق على مادتها اسم الطلاء الزجاجي glaze، وذلك لإكسابها لمعاناً وبريقاً خاصاً يضفي عليها نوعاً من الجمالية؛ إضافة إلى دورها الوظيفي المتمثل بكتم نفوذية السوائل ضمن الأواني، وسهولة تنظيفها.