logo

logo

logo

logo

logo

الحسكة (تل-)

حسكه (تل)

-

 ¢ الحسكة

الحسكة ( تل -)

الكاتدرائيّة

الكنيسة

المقبرة 

 

يقع تل الحسكة الأثري Al Hassake في وسط مدينة الحسكة على الضفة اليسرى لمجرى نهر الخابور، وعلى الضفة اليمنى لمجرى نهر الجغجغ، على بعد ١٧٠٠م من التقائه بنهر الخابور، يرتفع نحو ٣٠٩م فوق سطح البحر، ويتألف الموقع من مرتفعين:

الأول المدينة المرتفعة وتُقدَر مساحتها بـ ٦ هكتارات، استخدمت هذه الكتلة حامية عسكرية خلال الفترة المملوكية - العثمانية، ثم ثكنة عسكرية فرنسية، وبعد الاستقلال عرفت بثكنة سعد بن أبي وقاص.

أما الثاني فهو المدينة المنخفضة وتشغل مساحة تُقدّر بـ ٥٤ هكتاراً يتوضّع عليها معظم أبنية مدينة الحسكة القديمة، وبذلك تصبح مساحة التل ٦٠ هكتاراً.

تنقيبات تل الحسكة

أجرت بعثة أثرية ألمانية من جامعة توبينغن برئاسة ولفغانج روليغ W. Rollig، وهارتموت كونه H. Kühne؛ أعمال مسح أثري في منطقة الخابور الأدنى جنوبي مدينة الحسكة، ومن ضمنه تل الحسكة، وذلك بين عامي ١٩٧٥-١٩٧٧م، حيث عثرت على أدلــّة تؤكد استيطان الموقع خلال العصر الحجري الحديث (الألف السادس قبل الميلاد) وكذلك خلال العصر البرونزي بمراحله الثلاث.

المجمع الديني

بقايا أثرية من المجمع الديني

بدأت بعثة آثارية من المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية برئاسة عبد المسيح بغدو أعمال التنقيب والبحث الأثري في التل، استغرقت أربعة مواسم (٢٠٠٨-٢٠١١ م )، شملت مساحة ١٦٠٠م٢، وكان الهدف هو معرفة التسلسل الطبقي للموقع والدور الذي حقّقه خلال الألفين الثاني والأول ق.م، والتعرّف فيما إذا كان يحوي في طيّاته مدينة مكريزي الوارد ذكرها في الرقم المسمارية المكتشفة في تل الشيخ حمد (دور كاتليمو) والعائدة إلى العصرين الآشوريّين الوسيط والحديث. وقد بيّنت الأعمال وجود أربع طبقات أثريّة، تعود الأولى (العليا) إلى فترة الحضارة العربيّة الإسلاميّة (مملوكية- أيوبيّة)، والثانيّة إلى فترة العصر البيزنطي، أمّا الثالثة فتعود إلى فترة العصر الروماني، فيما يعود تاريخ الطبقة الرابعة إلى العصر الآشوري الحديث.

ختم حجري 

- تمّ الكشف داخل الطبقة العائدة إلى فترة الحضارة العربيّة الإسلاميّة عن أجزاء من أساسات لجدران حجريّة تعود إلى العصر المملوكي، أقيمت على أنقاض منشآت معماريّة (سكنيّة -حرفيّة) تعود إلى العصر الأيوبيّ القرن ٦-٧هـ/١٢- ١٣م، بنيت باللبن والحجارة، وطليت أجزاء من الجدران والأرضيّات بالمونة الكلسية. وقد توضّع على هذه الأرضيّات مجموعة من التنانير والأواني الفخاريّة المزجّجة، والأحواض المطليّة بالكلس.

سراج فخاري 

- وقد عُثر داخل الطبقة الثانيّة العائدة إلى العصر البيزنطي على مجمع ديني ضمَّ (كاتدرائيّة- كنيسة- مقبرة)، بُني في القرن ٤ م، من الحجر البازلتي المربوط بمونة كلسية، وطليت الجدران بالكلس. وقد استمرّ استخدام هذا المجمع الديني حتى القرن ١١م، وتبين أنه مرّ بثلاث مراحل رئيسيّة، جرى في كلٍّ منها إدخال بعض التعديلات على البناء ومخططه العام.

معصرة للعنب 

يتم الدخول إلى المجمّع من الجهة الغربيّة بوساطة مدخل رئيسي، يؤدّي إلى فسحة سماويّة تتـّصل بإيوان يؤدي إلى مدخل الكاتدرائيّة في الجهة الجنوبيّة، وإلى مدخل الكنيسة في الجهة الغربيّة. وفي الجهة الشمالية الغربية من الإيوان بئر مبنيّة من الحجارة البازلتية، يرتبط بها من جهة الشرق حوض اغتسال مطليّ بالكلس.

 

عناصر زخرفية

أولاً- الكاتدرائيّة: أبعادها ٣١ م × ١٨م × 2,34 م. تتألـف من قسمين رئيسين:

مخطط مبنى الكاتدرائية

-القسم الأول، وهو صحن الكاتدرائيّة: أبعاده ٢١× ١٦م ، وتحيط به ثلاثة أروقة (شمالي- أوسط - جنوبي)، أرضيّـته مرصوفة باللبن المشوي أبعاده 28×28سم، وعلى الأرضية أعمدة مع قواعدها وتيجانها، يبلغُ طول أحدها 5 أمتار، وهي مصنوعةٌ من الحجارة البازلتية، يحمل التاج زخارف هندسية. وثمة كرسيّ لجلوس المطران في الرواق الشمالي، وكتلة حجريّة دائريّة الشكل المُسماة أمبون ambon في الرواق الأوسط، ترتبط ببيت القدس بوساطة مصطبة وثلاث درجات.

كرسي المواعظ 

-القسم الثاني، وهو قدس الأقداس: ويتألف من:

١- بيت القدس «الهيكل»: أبعاده (8,40× 7,78م)، وفي الجهة الشرقية منه تقع المائدة المقدسة المُشيّدة من أربع قواعد وأربعة أعمدة ارتفاعها (١م) تبعد عن بعضها مسافة (٢م).

بقايا معمارية 

٢- غرفة المعمودية : أبعادها .٢.٨٦×٣.٤٥م؛ تقع جنوب بيت القدس. عُثر بداخلها على جرن المعمودية، وفوقه صندوق الذخائر- المصنوع من الحجر الكلسي القاسي- وفي داخله عظام إنسانيّة. وثمة جزء من لوحة مصنوعة من الطين المشوي، نُقشت عليها أشكال هندسية ونباتية، وكتابة بالخط السرياني الأسطرنجيلي إضافة إلى إشارتين لصليب.

غرفة المعمودية 

٣- غرفة الخدمة «الشمامسة»: أبعادها .٣.٤٥×٨.٣٠م، توضّعت شمال بيت القدس، كُشف داخلها- تحت أرضية المرحلة الثالثة- عن دنـّين من الفخار لتخزين النبيذ، وختم حجري دائري الشكل أبيض اللون نُقش على الوجه في الوسط إشارة صليب وأربعة صلبان في المحيط، وكذلك مسرجة وأجزاء من سلسلة لمبخرة مصنوعة من خلائط معدنية (البرونز). وإلى الشمال من غرفة الخدمة خارج الكاتدرائية تمّ الكشف عن معصرة لصناعة النبيذ، أبعادها ٤.٥٠×٢.٥٠م. تتألفُ من قسمين رئيسين.

أرضية غرفة الخدمة ويظهر فيها دنان فخاريان 

ثانياً- الكنيسة: أبعادها ٢٢.٥٠×١٤.٥٠م تتألفُ من قسمين رئيسين:

القسم الأول- صحن الكنيسة : أبعاده ٨.٦٠ ×١٢.٩٠م، وهو مؤلـّف من ثلاثة أروقة (شمالي- أوسط - جنوبي)، يفصل بعضها عن بعض عمودان ُمشيّدان من الحجر البازلتي، أرضيتهُ مطلية بمادة الجص. وفي الرواق الشمالي كرسيّ لجلوس المطران مصنوع من الحجر البازلتي واللبن المشوي مطلي بمادة الكلس، يقابله في الرواق الجنوبي داخل الجدار مقعد لرجل دين واحد، ويرجح أنّه لشخصية أقل مرتبة دينية, وإلى الغرب منه مقعد لجلوس عدد من رجال الدين.

عناصر زخرفي

القسم الثاني - بيت القدس (المُصلّـى ): أبعاده ٥.١٠×٢.١٠م ، توضّع في منتصف الجهة الشرقية من الصحن، زُيّنت واجهة مدخله بعمودين حجريين لهما شكل نصف دائري.

ثالثاً- المقبرة: أبعادها ١٨م× ٨م، تمّ الكشف عن المقبرة في الجهة الشمالية من الكاتدرائية، اتجاهها شرق- غرب، أرضيتها مطلية بالكلس, تتألف من قسمين رئيسيّين:

القسم الأول: أبعاده ٨×٢م ، يتألف من ثلاثة هياكل زُيّنت واجهتها بأعمدة حجرية نصف دائرية، يحيط بها جدار من الجهة الشرقية. وُجد على أرضية الهيكل الجنوبي ختم مصنوع من الجص نُقش على الوجه في الوسط إشارة صليب، ويحيط به إطار.

 

زخرفة صليب

القسم الثاني :أبعاده ١٦م× ٨ م، تتصل المقبرة بالهيكل الرئيسي الأوسط بوساطة ممر، وجد داخلها تسعة عشر مدفناً، تم الكشف عن ثلاثة منها, وأُجريت دراسة علمية كاملة للمدفن ذي الرقم (١) ودراسة أولية للمدفنين ذي الرقمين (٢- ٣).

 

مدفن أثري

- في الطبقة الثالثة العائدة إلى العصر الروماني تمّ الكشف عن جزء من فرن مبني من اللبن المشوي.

- ضمت الطبقة الرابعة العائدة إلى العصر الآشوري الحديث عدة جدران مبنية من مادة اللبن بلغ ارتفاع أحدها ٢.٥م.

ويبقى مدى صحة مطابقة تل الحسكة مع مدينة مكريزي القديمة رهن التنقيبات المستقبلية في الموقع.

عبد المسيح بغدو 

مراجع للاستزادة:

- متري هاجي أثناسيو، «سورية المسيحية في الألف الأول الميلادي، سورية الشمالية»، المجلد (١-٢)، دمشق ١٩٩٧.

- يوسف حبي، كنائس الموصل (بغداد ١٩٨٠).

- M. ET, N.Fuller, Tell Tuneinir (Middle Khabur) (5 th Campaign,1992), Chronique Archeólogique en Syrie, Volume I, Damascus, 1992: pp.171-172.

- Pruss, -Baghdo, Tell Fachriye, Bericht Über Die erste Kampagne Der Deuetsch-Syrischen Ausgrabungen 2001, Mitteilungen der Duetschen Orient-Gesellschaft Zu Berlin, Nummer 134, (Berlin 2002).

 


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1079
الكل : 45611150
اليوم : 11833