logo

logo

logo

logo

logo

مَوَه السلى

موه سلي

hydramnion - hydramnios



اضطرابات السائل السلوي الأمنيوسي

أولاً  ـ مَوَه السلى

 

الدكتور محمد رشيد شحادة

مصادر السائل الأمنيوسي وتوازنه

المَوَه الأمنيوسي

الأمواج فوق الصوتية

 

يتشكل في البيضة الملقحة في مرحلة من مراحل تطورها التي تعرف بالتوتة morula منذ نهاية الأسبوع الثاني من الإلقاح بداية جوف كيسي يعرف بالكيس الأمنيوسي. يتراكم في هذا الجوف سائل مصلي يأخذ بالازدياد التدريجي، ويكبر الكيس الأمنيوسي تدريجياً ليحيط بالمضغة كلها ويفصلها عن محيط البيضة الملقحة الذي أخذ يشكل ما يعرف بالطبقة المغذية للجنين والتي ستتكون منها المشيمة.

يزداد حجم هذا السائل بسرعة؛ فهو نحو 50 مل في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، ويبدو بالفحص بالأمواج فوق الصوتية مثل بحيرة تسبح فيها المضغة بكل حرية وهي معلقة بوساطة الحبل السري الذي يصلها بالطبقة المغذية. وتتسارع زيادة الحجم لتصل حدها الأعظم في حدود الأسبوع 36 من الحمل فتبلغ وسطياً 800 مل، ثم تأخذ بالتراجع التدريجي مع استمرار الحمل حتى نهايته في الأسبوع الأربعين فتبلغ نحو 500 مل. وبعد الأسبوع الأربعين تتناقص كمية السائل الأمنيوسي بسرعة أكثر.

مصادر السائل الأمنيوسي وتوازنه

للسائل الأمنيوسي عدة مصادر تسهم في تشكله، كما أن بعض الآليات تعمل على إنقاصه، ويسهم الأمران في المحافظة على ثبات توازن هذا السائل.

ينشأ السائل الأمنيوسي من:

1 ـ الخلايا الأمنيوسية في الغشاء الأمنيوسي ولاسيما القسم المبطن لسطح المشيمة والمحيط بالحبل السري، وهي تفرز الجزء الأكبر من السائل.

2 ـ إفراز بشرة الجنين وكميتها محدودة.

3 ـ كليتي الجنين اللتين تبدأان منذ الشهر الرابع من الحمل بإفراغ البول في الجوف الأمنيوسي.

4 ـ خلايا الأسناخ الرئوية.

أما عوامل إنقاصه فهي:

1 ـ ابتلاع الجنين كمية منه.

2 ـ امتصاص الأسناخ الرئوية في الجنين، بإرجاع كمية من السائل الأمنيوسي إلى جهازه الدوراني.

المَوَه الأمنيوسي hydramnios

قد يفقد السائل الأمنيوسي توازنه فيزداد حجمه عن الحد الطبيعي بدرجات متفاوتة، وتعرف هذه الحالة بمَوَه السلى أو وفرة السائل الأمنيوسي. وقد تحدث هذه الزيادة تدريجياً أو تحدث في بعض الحالات بصورة حادة ومفاجئة.

وقد يبلغ حجم السائل في الحالات الخفيفة 2 ـ3 لترات وهي شائعة، أما في الحالات الشديدة فقد يتجاوز عشرة لترات، ونسبة حدوث مَوَه السلى 1 ـ 2% من الحمول عامة.

التشخيص

هناك أعراض قد تشكو منها الحامل وعلامات يكشفها الطبيب حين إجراء الفحص السريري إضافة إلى الوسائل التشخيصية المساعدة.

الأعراض

أهم الأعراض الألم البطني الذي قد يبدأ بانزعاج معمم في البطن وقد يصل إلى درجة التوتر البطني وكبر حجم البطن الذي تلاحظه الحامل فتجد أن حجم بطنها يزداد بسرعة غير معتادة. وقد تصاب بعدئذٍ بأعراض زلة تنفسية وعسر تنفس ناجمة عن انضغاط الحجاب الحاجز بحجم الرحم الكبيرة، وقد تظهر تشققات جلدية جديدة على جدار البطن.

العلامات

أما العلامات المهمة التي يكشفها الطبيب فهي تمدد جدار البطن تمدداً مفرطاً، وقد تظهر بعض التوسعات الوريدية عليه وقد تحدث التوسعات الوريدية السطحية  ـ الدوالي  ـ على الفخذين والأطراف السفلية، ويصبح الشعور بالأعضاء الجنينية والمجيء صعباً وتسمع دقات قلب الجنين بالإصغاء بعيدة أو ضعيفة.

الأمواج فوق الصوتية

أصبحت الأمواج فوق الصوتية الوسيلة الأساسية لتشخيص المَوَه الأمنيوسي؛ إذ تظهر كمية السائل زائدة بوضوح، وتُرى الأجزاء الجنينية والحبل السري تسبح فيه جليّاً، ويمكن طبعاً رؤية وضعية الجنين في الرحم ووجود تشوهات واضحة في الجنين ولاسيما في الرأس أو القناة الشوكية أو في جهاز البول أو وجود حمل توءمي أو أكثر من ذلك .

في الحالات الخفيفة يمكن معرفة وجود موه السلى بقياس جيوب السائل على المقطع الطولاني للبطن، فتقاس هذه الجيوب في الزيارات المتكررة ويمكن بوساطتها مراقبة الزيادة أو النقص في كمية السائل الأمنيوسي.

 الأسباب

1 ـ ينجم مَوَه السلى عن أسباب كثيرة أهمها تشوهات الجنين الخلقية التي تحدث 15 ـ20% منها بالمَوَه. لذلك يجب حين وجود المَوَه التأكد أولاً من سلامة الجنين من التشوهات ولاسيما تشوهات الجهاز العصبي كالشوك المشقوق والقيلة السحائية وانعدام قبة الجمجمة، ثم تشوهات الجهاز الهضمي وخاصة انعدام القناة المريئية وانعدام قبة الحنك أو الشفة المشقوقة.

2 ـ ومن الحالات الشائعة التي تحدث مَوَه السلى حمل التوءم والداء السكري والخزب الجنيني المشيمي الذي قد ينشأ من اختلاف العامل Rh أو غيره.

المضاعفات والإنذار

يحدث مَوَه السلى بنسبة عالية من الوفيات ماحول الولادة بسبب زيادة حالات التشوهات الخلقية والخداج وانسدال السرر؛ وربما أمراض أخرى قد تكون هي السبب في إحداث مَوَه السلى كالداء السكري والخزب الجنيني المشيمي .

أما في الحامل فالمضاعفات الأكثر توقعاً هي حالات النزوف التالية للولادة والوهن الرحمي؛ وربما ازدياد نسبة القيصريات بسبب حدوث المجيئات المعيبة وانسدال السرر والحمول التوءمية والانفكاك المشيمي الباكر.

التدبير

لا تتطلب الدرجات الخفيفة من المَوَه عمل شيء خاص سوى المراقبة ومتابعة تطور الحالة، وحين وجود الانزعاج البطني أوالزلة التنفسية تفيد الراحة وبعض المسكنات.

أما في الحالات الشديدة فيصبح قبول المريضة في المستشفى أمراً ضرورياً للمراقبة واللجوء إلى المداخلات العلاجية اللازمة إن اقتضى الأمر، ويمكن بزل السائل الأمنيوسي بكميات مختلفة لتخفيف التوتر البطني والألم. ويجب الانتباه لعدم إفراغ كمية كبيرة من السائل دفعة واحدة لتجنب إثارة مخاض عفوي باكر أو انفكاك المشيمة، كما يجب اتخاذ الاحتياطات الكفيلة للوقاية من الأخماج.

لا تفيد المعالجة بالمدرات ولا يفيد تخفيف الملح ولا الأدوية الموقفة للمخاض.

 

 

علينا أن نتذكر

> مَوَه السلى مضاعفة مهمة قد تتعرض لها الحامل ويجب أن تدعو الطبيب إلى البحث عن الأسباب ونفي التشوهات الخلقية عند الجنين. أما تدبير الحالة حين المخاض فيستوجب أخذ الاحتياطات الوقائية لمنع انسدال السرر والانتباه لنزوف المرحلة الثالثة من المخاض.

 

 

 


التصنيف : توليد
النوع : توليد
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 302
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 598
الكل : 31781625
اليوم : 57086