logo

logo

logo

logo

logo

أنفلونزا الخنازير

انفلونزا خنازير

swine influenza - grippe porcine



إنفلونزا الخنازير

 

أنس ناعم

 التصنيف

تاريخ المرض

العدوى والانتشار

الأعراض والعلامات

الوقاية

المعالجة

 

 

 

تنجم إنفلونزا الخنازير  Swine Influenzaعن ڤيروسات إنفلونزا الخنازير، وهي من ذراري النمطC  من ڤيروسات الإنفلونزا أو من ذراري نميطات subtypes ڤيروسات الإنفلونزا A وهي (H1N1, H1N2, H3N1,H3N2, H2N3). تكثر إصابة الخنازير بهذا النمط من الإنفلونزا غربي الولايات المتحدة الأمريكية وفي المكسيك وكندا وجنوبي أمريكا وأوربا وكينيا والصين وتايوان واليابان وأجزاء أخرى من شرقي آسيا.  

ليس من الشائع انتقال ڤيروس الإنفلونزا الخنزيرية من الخنازير إلى الإنسان، وهو لا يسبب عادة إنفلونزا بشرية وإنما يُحدث غالباً زيادة إنتاج أضداد antibodies هذا الڤيروس في الدم، كما أن تناول لحوم الحيوانات المصابة لا يحمل أي خطر لانتقال المرض إذا طهيت جيداً. وحين يسبب الڤيروس إنفلونزا بشرية يطلق عليه الإنفلونزا الخنزيرية المصدر zoonotic swine flu، ويحدث ذلك في الأشخاص الذين يعملون في تربية الخنازير وذبحها وتسويقها، وقد سجلت منذ منتصف القرن العشرين نحو خمسين حالة نجمت عن ذراري من الفيروس انتقلت من إنسان لإنسان.

تعود فاشية outbreak 2009 في البشر التي عرفت بإنفلونزا الخنازير لذرية جديدة من نميط هو H1N1 من ڤيروس الإنفلونزا A (شكل 1- أ، ب) يتضمن جينات تتعلق تعلقاً كبيراً بالإنفلونزا الخنزيرية، وما زال أصل هذه الذرية الجديدة مجهولاً إلا أن باستطاعتها أن تنتقل من إنسان إلى إنسان وأن تحدث أعراض الإنفلونزا البشرية العادية، كما يمكن للخنازير أن تصاب بالعدوى بالإنفلونزا البشرية وهذا ما يبدو أنه حدث خلال جائحة الإنفلونزا pandemic عام 1918 وما يبدو أنه يحدث حالياً في جائحة 2009.

الشكل (1- أ) ڤيروس H1N1 كما يرى بالمجهر الإلكتروني

الشكل (1- ب) تركيب الڤيروس

التصنيف:

هناك نمطان من الأنماط الثلاثة لفيروسات الإنفلونزا البشرية يسببان الإنفلونزا في الخنازير وهما ڤيروسات الإنفلونزا A غالباً وڤيروسات الإنفلونزا C نادراً.

أما ڤيروسات الإنفلونزا B فلم تسجل بها أي إصابات في الخنازير، ومن ضمن ڤيروسات الإنفلونزا A و C تختلف الذراري التي توجد في البشر والخنازير اختلافاً واضحاً بالرغم عما يحدث نتيجة عملية إعادة التشكيل reassortment (الشكل رقم 2) من انتقال الجينات بين ذراري ڤيروسات الإنفلونزا مما يجعلها تتخطى حدود النوع البشري أو الطيري أو الخنزيري.

الشكل (2) عملية إعادة التشكيل

1- الإنفلونزا :C

تخمج ڤيروسات الإنفلونزا C البشر والخنازير على السواء غير أنها لاتصيب الطيور، وقد حدث انتقال العدوى بين الخنازير والبشر في الماضي، كالفاشية الصغيرة متوسطة الشدة التي أصابت الأطفال في اليابان وكاليفورنيا، ولكن هذا النوع من الإنفلونزا لا يسبب أوبئة في البشر بسبب الثوي المحدود لهذه الفيروسات ونقص الاختلاف الجيني فيما بينها.

2- الإنفلونزا :A

تنجم إنفلونزا الخنازير عن فيروسات الإنفلونزا A من الأنماط H1N1, H1N2, H3N1,H3N2, H2N3، وكادت الإصابات بين الخنازير حتى عام 1998 تقتصر في الولايات المتحدة الأمريكية على النمط H1N1، وقد عزل أواخر آب/أغسطس 1998 النمطH3N2  في الخنازير ثم عزل النمط نفسه عام 2004 في الخنازير والديك الرومي، وتبين أنه خضع لإعادة تشكيل ثلاثية Triple  حيث أصبح يتضمن جينات بشرية PB1) و NAو(HA، وخنزيرية M) وNP و(NS وطيرية PA) و(PB2.

تاريخ المرض:

يعتقد أن إنفلونزا الخنازير من نمط H1N1 انتقلت إلى الخنازير من البشر خلال وباء الإنفلونزا الذي حدث عام 1918، ومن حينها حتى التسعينات من القرن الماضي اقتصرت الجوائح بين الخنازير على هذا النمط، وما بين عام 1997 و2002 ظهرت بين الخنازير عدة أنماط جديدة تتضمن مورثات اشتقت نتيجة لعملية إعادة تشكيل الأنماط البشرية والخنزيرية والطيرية، وقد بقي الانتقال المباشر من الخنازير إلى البشر نادراً اقتصر على 12 حالة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 2005، وعُدّت الخنازير مستودعاً مستمراً لبعض أنماط ڤيروسات الإنفلونزا، كما وصفت الإنفلونزا في العديد من المراجع على أنها مرض حيواني المصدر zoonosis في البشر. وفي مطلع عام 1976 حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية فاشية صغيرة بإنفلونزا من ذرية حديثة من النمط H1N1 عرفت باسم A/New Jersey/1976 (H1N1)، ومع أن هذه الفاشية بقيت محصورة  أصدرت السلطات الأمريكية قراراً بتلقيح مجموع سكان الولايات المتحدة الأمريكية وشملت حملة التلقيح هذه 40 مليون شخص (33% من الأمريكيين)، منهم الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، إلا أن هذه الحملة توقفت بسبب عدم تسجيل حالات إضافية من هذا النمط من الإنفلونزا، فضلاً عن ظهور 500 حالة من متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré syndrome عزيت جميعها لارتكاس ناجم عن التمنيع باللقاح نفسه، مع 25 وفاة بسبب مضاعفات رئوية. وفي الأعوام 1988 و1998 و2008 حدثت إصابات بشرية فرادية عديدة بأنماط أحدث من النمط H1N1 ترافقت وجوائح كبيرة بالذراري نفسها بين قطعان الخنازير مع تأكيد العلماء دور الخنازير بوصفها مستودعاً لڤيروسات الإنفلونزا وإمكانية إعادة التشكيل الجيني بين مختلف الأنماط البشرية والخنزيرية والطيرية وإنتاج الڤيروسات الهجينة.

في أواخر نيسان/أبريل 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ظهور حالات من إنفلونزا الخنازير سببها عترة جديدة من إنفلونزا H1N1 في الولايات المتحدة الأمريكية تبعتها في أيار/مايس حالات سجلت لدى الخنازير في إحدى مزارع كندا ثم في المكسيك، ويعتقد أن هذه العترة الجديدة المجهولة المنشأ قد نجمت عن إعادة التشكيل الجيني لعترات خنزيرية وبشرية وطيرية مختلفة من ڤيروس الإنفلونزا H1N1، وقد أصيب حتى صيف 9002م عشرات آلاف الأشخاص بلغت نسبة الوفيات فيها 1-2% ويخشى من حدوث وباء عالمي بحلول أشهر الشتاء، وقد بدأت الكثير من الدول التخطيط لإجراء حملات تلقيح واسعة تحسباً من انتشار الوباء.

الشكل (3) ذات الرئة بڤيروس H1N1

العدوى والانتشار:

تحدث العدوى بين الخنازير بالتماس المباشر بين الخنازير المخموجة والسليمة ولاسيما حين نقل هذه الحيوانات أو علفها، أو قد تحدث العدوى بالانتقال بالهواء airborne بعطاس الخنازير وسعالها، وينتشر الڤيروس بسرعة مؤدياً إلى إصابة جميع الخنازير في غضون عدة أيام، أما انتقال العدوى بين المزارع فيتم بعدوى الحيوانات البرية كالخنازير البرية، ويتعرض الأشخاص الذين يعملون في مزارع تربية الخنازير والدواجن وكذلك الأطباء البيطريون والعاملون في المسالخ لخطر الإصابة بالأخماج حيوانية المصدر بالإنفلونزا المستوطنة في هذه الحيوانات، كما يعدون الثوي البشري الذي يمكن أن تتكرر فيه عملية إعادة التشكيل.

الأعراض والعلامات:

تشبه الأعراض المشاهدة في الإنفلونزا العادية عموماً وتتضمن: الحمى والسعال والانزعاج البلعومي وآلام الجسم والصداع والعرواءات والوهن مع ملاحظة كثرة تواتر الإسهال والقياء (25% طبقاً لبعض الإحصائيات)، ولما كان انتشار ڤيروس H1N1 في جائحة 2009 قد حدث من إنسان لإنسان وليس من الخنازير للبشر فإنه لا يعد مرضاً حيواني المصدر. وللقصة المرضية الحديثة شأن في التشخيص، وينصح مركز التحكم بالمرض بوضع إنفلونزا الخنازير في التشخيص التفريقي لكل مرض يتظاهر بحالة حمى حادة في شخص كان على تماس مع مريض مصاب بهذا المرض أو كان في منطقة موبوءة به، أما التشخيص الأكيد فيتطلب إجراء تحاليل مخبرية لمسحات من البلعوم والأنف، وأكثر أسباب الوفاة شيوعاً بهذا المرض هو القصور التنفسي، ومن الأسباب الأخرى: ذات الرئة (الشكل رقم 3)، والحمى الشديدة (المؤدية إلى مشاكل عصبية)، والتجفاف (بسبب القياء الشديد والإسهال) وأخيراً اضطراب الشوارد، وأكثر ما تحدث الوفيات في الأطفال الصغار وفي الشيوخ.

الوقاية:

1- الوقاية من العدوى من الخنزير للإنسان:

- ارتداء القناع والقفازات من قبل المزارعين والبيطريين حين التعامل مع الخنازير المريضة.

- تلقيح الخنازير.

2- الوقاية من العدوى من إنسان لإنسان:

تحدث العدوى من إنسان لإنسان بالعطاس والسعال ولمس الأشياء الملوثة بالقطيرات المحملة بالڤيروس، ولا تنتقل بالتعامل مع منتجات الخنازير، وأكثر ما تحدث العدوى في الأيام الخمسة الأولى من الإصابة بالمرض رغم أن بعض المرضى ولا سيما الأطفال قد يبقوا معدين مدة تصل حتى عشرة أيام. وللحد من العدوى بين البشر ينصح بما يلي:

أ- غسل اليدين المتكرر بالماء والصابون أو بالكحول بعد العودة من الأماكن العامة.

ب- مسح سطوح الأثاث المنزلي بالمطهرات وأفضلها محاليل الكلورين الممددة.

ج- اللقاح ضد فيروس إنفلونزا الخنازير الذي أصبح متوفراً.

د- تجنب العناق والتقبيل وارتياد التجمعات الكبيرة والأماكن المغلقة.

المعالجة:

1- المعالجة الداعمة:

تتم في المنزل أو المستشفى وتتركز في ضبط الحمى وتسكين الألم والمحافظة على توازن السوائل والشوارد، إضافة إلى كشف كل خمج ثانوي أو مشاكل مرضية أخرى ومعالجتها.

2- المعالجة الدوائية:

قد تخفف الأدوية المضادة للڤيروسات أعراض المرض وتجعل المريض يشعر بالتحسن على نحو أسرع، كما قد تقي من حدوث مضاعفات الإنفلونزا الخطرة. وقد تبين أن المعالجة بمضادات الڤيروسات تعمل على نحو أفضل إذا أعطيت مبكراً  بعد بدء المرض (خلال يومين من ظهور الأعراض)، وينصح بتعاطي دواء تاميفلو (Oseltamivir) أو ريلينزا (Zanamivir) للمعالجة والوقاية مع العلم أن معظم المصابين بالڤيروس يشفون شفاء تاماً من دون الحاجة إلى استشفاء أو معالجة دوائية، وقد وجد أن الڤيروسات التي عزلت بجائحة 2009 مقاومة لمضادات الڤيروسات الأخرى كالأمانتادين والريمانتادين.

 

 

التصنيف : جهاز التنفس
النوع : جهاز التنفس
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 63
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 565
الكل : 31760691
اليوم : 36152